نهى صديق هربت من حرب السودان لحضن القاهرة: مصر هي أم الدنيا وبلدنا التاني ولم نشعر فيها بالغربة

بوجهها البشوش وزيها السوداني المميز تفتح نهى أذرعها قبل قلبها لترحب بكل أبناء جاليتها في القاهرة، إذ أصبحت موطنًا جديدًا يضمد آلامهم من الحرب الدائرة في الخرطوم، حيث جاءت نهى صديق إلى القاهرة قبل سنوات واستقرت بها، ولم تتخيل يومًا أن تكون سفيرة بلادها في مصر.

في داخل إحدى ممرات حي عابدين بالقاهرة، تخطفك الروائح الشهية المنتشرة في أرجائه، إذ تجد نهى داخل مطعمها تصنع الوجبات السودانية مثل الأقاشي، والملوخية، والفاصوليا البيضاء، والبامية، والمعكرونة، والكسرة، والعصيدة، وغيرها من الأكلات السودانية الشهية، فضلا عن القهوة السودانية المميزة، وبمجرد دخول زبائنها وأصدقائها من السودانيين تجد كل أساليب الترحيب بهم، فيختلط على أذهانك اللهجات السودانية وسط المصرية.

تقول نهى في حوارها مع «الشروق»، إنها جاءت إلى القاهرة منذ عام 2015، واستقرت بها هي وأسرتها، إلا أنها ظلت تبحث عن مصدر رزق حتى بدأت العمل في صنع الوجبات السودانية في منزلها ومحاولة تسويقها أون لاين لأبناء الجالية بالقاهرة.

مع مرور الوقت، وزيادة تدفق السودانيين إلى القاهرة هروبًا من ويلات الحرب الدائرة في بلادهم، بدأت نهى تفكر في توسيع نشاطها أكثر، خاصة أنها أصبحت لديها زبائن يثقون في صنعها، ففكرت في إنشاء مطعم ومقهى سوداني بالقاهرة، وأطلقت عليه مسمى «حوشنا».

لدى نهى خبرة جيدة في مجال المطاعم، إذ كانت تملك مطعمًا للأسماك بالسودان ورثته عن والدها، فهي طباخة ماهرة في الأساس، لذا لم تواجه أي صعوبات في صنع الطعام أو إدارة مشروع مثل ذلك.

حرصت نهى على نقل أجواء السودان في مطعمها، فلم يتوقف الأمر عن صنع الوجبات السودانية الشهية، والقهوة السودانية، بل تجد رائحة البخور السوداني تعم المكان، وسط ديكورات صممت خصيصًا لتحاكي الثقافة السودانية، مضيفة: «الأكل أما يكون قدامك كدا يحسسك إن حاجة من السودان، إن في محل ونلاقي سودانيين، فبيكون أقرب منه في السودان».

شددت نهى على أنها لا تشعر بالغربة بين المصريين، وأن الشعب المصري أطيب الشعوب، حيث قالت: ما في غربة تقريبا إحنا بنشبه الشعب المصري في كل حاجة، عاداتنا زيكم وتقاليدنا زيكم، بالعكس الشعب المصري والسوداني واحد، ما في غربة هنا، مصر بلدنا الثاني، وهي أم الدنيا أصلا.

ولفتت إلى أن أكثر شيء عجبها في المصريين طيبة قلبهم، وتنافسهم على تقديم المساعدة للغير، مردفة: «بيحبوا يساعدوا الناس، يعني بيشيلوا هم غيرهم، وبيحاول يساعدك ويساندك».

وعن اختلاف حياتها من السودان القاهرة، وكيف تكيفت مع الوضع والحياة وظروف المعيشة، تضيف: ما في اختلاف في العيشة هنا، الاختلاف بس في الزبون، ففي السودان عشان بلدنا الكل موجود، والناس بتنزل عارفين مواعيدها، والأوقات التي يخرجون فيها، وعندنا دخل كويس وعائد كويس، هنا يوجد بعض الركود، وأرجعت ذلك إلى أنها واجهت صعوبات في معرفة الزبون نفسه ووكسب ثقته.

ولفتت نهى إلى أنها تتبنى مبادرات إنسانية في القاهرة لمساعدة السودانيين الهاربين من الحرب، وذلك من خلال تخفيف الأعباء عنهم، وتوفير المواد الغذائية، أو محاولة تسكينهم في شقق مشتركة، أو مساعدة البعض في الحصول على وظيفة مناسبة لكسب رزقه والوقوف على قدميه من جديد، لتؤكد أن أي شيء بيدها تحاول تقديمه لهم حتى ولو بسيط.

وتحلم نهى أن يعود الهدوء إلى السودان من جديد، لتعود إلى بلادها هي وأبناء جاليتها ليعمروا السودان من جديد، مضيفة: «نحاول نصلح ما أفسدوه الساسة، وتجار الحرب».

سهام عيد – الشروق نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مجلس حكماء المسلمين ينظِّم مائدة عن التراث الديني بكازاخستان

نظَّم مجلس حكماء المسلمين فرع آسيا الوسطى، بالتعاون مع المركز الدولي للحوار بين الأديان والحضارات والجامعة المصرية للثقافة الإسلامية "نور مبارك"، مائدة دولية مستديرة تحت عنوان "الدبلوماسيَّة الروحيَّة والحفاظ على التراث المقدس للأديان العالمية والتقليدية" وذلك على مدى يومي 25 و 26 يونيو الجاري، في مدينة ألماتي بكازاخستان.

مجلس حكماء المسلمين يهنِّئ الأمة العربية والإسلامية بمناسبة العام الهجري الجديدمجلس حكماء المسلمين يُدين التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة بدمشق

وشهد هذا التجمع الرفيع حضورًا متميزًا لنخبة من كبار العلماء والشخصيات الدينية والخبراء والمثقفين، بهدف استكشاف الدور الحيوي للمخطوطات القديمة والتراث الديني الثقافي في عصرنا الحديث؛ حيث ركزت النقاشات على تطوير إستراتيجيات فعالة لترميم هذه المخطوطات النادرة، وتعزيز الدبلوماسية الروحية كجسر للتفاهم بين الأديان؛ حيث كان من أبرز محاور هذا الحوار مبادرة طموحة لترميم مخطوطة نادرة من القرآن الكريم تعود للقرن الثاني عشر.

وضمت قائمة المشاركين في هذه المائدة الدولية المستديرة كلًّا من، الدكتور دارخان كديرالي، المنسق العام لمكتب مجلس حكماء المسلمين في منطقة آسيا الوسطى، باويرجان باكيروف، نائب رئيس المركز الدولي للحوار بين الأديان والحضارات، الدكتور أحمد حسين ، رئيس جامعة نور مبارك، الدكتور إليونور سيلارد، باحثة مشاركة في INALCO بفرنسا، الدكتور عشير بيك مؤمنوف، مستشار آسيا الوسطى لمركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا)، الدكتور رستم جابوروف، المستشار العلمي للجمعية العالمية لدراسة وحفظ وتعزيز التراث الثقافي لأوزبكستان (WOSCU).

وركَّزت فعاليات اليوم الأول على عروض تقديمية تحت عنوان "الدبلوماسية الروحية ودور الأديان في بناء الثقة المتبادلة"، أدارها الدكتور يختيار بالطور، مدير قسم العلوم والابتكار في جامعة نور مبارك. بالتوازي، عقد خبراء الترميم ورش عمل وندوات متخصصة، فيما قدم أحد الباحثين من جامعة الأزهر جولة إرشادية قيمة لمجموعة المخطوطات الإسلامية، تضمنت عرضًا خاصًّا للمصحف النادر من القرن الثاني عشر.

وخصصت فعاليات اليوم الثاني لمناقشة آليات صيانة المخطوطات الإسلامية النادرة وأحدث الأساليب الأكاديمية في دراسة التراث الإسلامي؛ حيث تُوجت المائدة الدولية المستديرة باعتماد إعلان مشترك يؤكد التزام المؤسسات المشاركة الراسخ بحماية التراث المقدس وتعزيز الدبلوماسية الروحية كركيزة للتفاهم والتعايش بين الثقافات والأديان.

يأتي ذلك في إطار جهود مجلس حكماء المسلمين الهادفة إلى تعزيز الدبلوماسية الروحية في ترسيخ الحوار والتسامح والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة بما يسهم في نشر قيم السلام والتفاهم والاستقرار.

طباعة شارك حكماء المسلمين مجلس حكماء المسلمين مائدة مستديرة كازاخستان التراث

مقالات مشابهة

  • الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور إيغاد لحل الأزمة السودانية
  • مجلس حكماء المسلمين ينظِّم مائدة عن التراث الديني بكازاخستان
  • بعد تشريد عامين.. جامعة سودانية تعود لمقارها بالخرطوم
  • تحركات سعودية جادة لنفخ الروح في ملف الأزمة السودانية
  • حقيقة الصورة المتداولة للفنانة لبلبة مع عادل إمام في شوارع القاهرة
  • مثقفون سودانيون في مواجهة الأزمة السودانية
  • أكثر من 200 ألف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة السودانية في الداخل والخارج
  • اكتمال الترتيبات لاقامة امتحانات الشهادة السودانية بمصر
  • خريجة معهد.. الأمن يداهم عيادة تجميل شهيرة بمصر الجديدة ويضبط طبيبة مزيفة
  • الإمارت تتخذ خطوة من شأنها خنق الموانئ السودانية