تناولنا الشوكولاتة يهدد بانقراض واحدة من أكبر حشرات الأرض
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
تُواجه خنافس جالوت، وهي واحدة من أكبر الحشرات في العالم، خطر الانقراض بشكل كبير بسبب التوسع في زراعة الكاكاو في غرب أفريقيا والتجارة الدولية للحشرات.
وتنتمي هذه الخنافس العملاقة إلى جنس "غولياتوس"، وهناك أنواع مختلفة منها ويمكن أن يصل طولها إلى 110 مليمترات، وتتميز ذكورها عن إناثها بوجود قرون على شكل حرف Y لديها، وتعيش في الغابات المطيرة في دول مثل غينيا، وساحل العاج، وغانا، ونيجيريا، والكاميرون، وجنوب السودان.
وخلصت دراسة حديثة نشرت في المجلة الأفريقية لعلوم البيئة (أفريكان جورنال أوف إيكولوجي)، أن نوعين رئيسيين من خنافس جالوت، هما غولياتوس كاسيكوس وغولياتوس ريجيوس معرّضان بشكل خاص لخطر الانقراض.
وفي حديثه للجزيرة نت يقدّر الدكتور لوكا لويزيلي، أستاذ الإحصاء وعلم البيئة السكانية في جامعة لومي في توغو، الذي قاد فريق عمل الدراسة، أن حوالي 80% من أعداد حشرة غولياتوس كاسيكوس قد انقرضت بالفعل في ساحل العاج، بالنظر إلى كمية الغابات التي دُمرت، بهدف زراعة الكاكاو، وبالمثل، فقدت حشرة غولياتوس ريجيوس حوالي 40% من موطنها الطبيعي، واستنادا إلى فقدان الموائل المُسجل، فإن أعداد النوع الأول قد شهدت انخفاضا كارثيا على مدار الـ30 عاما الماضية.
وتعد حشرة غولياتوس كاسيكوس أصغر نوعي الخنافس العملاقة، ويتراوح طولها عادة ما بين 60 و84 مليمترا، ويمكن أن يصل إلى 95 مليمترا، وتعيش فقط في الغابات المطيرة الناضجة، أما خنافس ريجيوس، فيمكن أن يصل طولها إلى 105 مليمترات، ويتراوح عادة ما بين 75 و95 مليمترا، لكنها تفضل العيش في الغابات الأكثر جفافا، ويمكن أن تعيش هذه الحشرات أحيانا في رقعة مشتركة في نفس الغابة، بل وحتى على نفس الشجرة، حيث تتزاوج وتُنتج أنواعا هجينة طبيعية.
محصول نقدي يدمّر الغاباتوعادةً ما تُزرع محاصيل الكاكاو التجارية ضمن نطاق 10 درجات شمال وجنوب خط الاستواء، وتُعد غانا وساحل العاج وإندونيسيا من أكبر الدول المنتجة للكاكاو في العالم، وتُنتج غانا وساحل العاج أكثر من نصف إنتاج العالم من الشوكولاتة، وتُمثل الغابات المطيرة أفضل بيئة لأشجار الكاكاو.
إعلانوالكاكاو هو أحد أهم المحاصيل النقدية التي ينتجها المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة في المناطق الاستوائية، حيث من المتوقع أن يصل سوق حبوب الكاكاو غير المعالجة العالمي إلى 16 مليار دولار أميركي هذا العام، وتقدر صناعة الشوكولاتة العالمية بقيمة 100 مليار دولار أميركي سنويا ويعتمد ما بين 4 إلى 6 ملايين مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة في جميع أنحاء العالم على صناعة الكاكاو في معيشتهم.
وتوفر هذه القيمة الاقتصادية العالية للكاكاو حافزا لتوسيع مناطق إنتاج الكاكاو وتكثيف أساليب زراعته، ومع ذلك، يمكن أن يؤدي توسيع المزارع إلى إزالة الغابات، وعادةً ما تكون المزارع مُدارة من قبل المالكين بطرق بسيطة وتعتمد على الكيميائيات الزراعية، وتؤوي تنوعا بيولوجيا منخفضا، ما يؤدي إلى التوسع في إزالة الغابات وخسارة التنوع البيولوجي والقدرة على الإنتاج المستدام على المدى الطويل.
وعن منهجية وأسلوب الدراسة، يوضح لويزيلي للجزيرة نت أن أبحاثا استمرت نحو 30 عاما حول بيئة حيوانات الغابات المطيرة وحمايتها في جميع أنحاء أفريقيا، وخاصة الزواحف، والدراسات الميدانية التي أُجريت بالتعاون مع علماء وطلاب محليين؛ جمعت بيانات عن الحشرات، وخاصةً عن الخنافس، كما أجرى الفريق مقابلاتٍ مع مئات الصيادين والمزارعين وجامعي القواقع والفطر المحليين.
وتبيّن بحسب الدراسة أن أعداد خنافس جالوت من المرجح أن تشهد انخفاضا حادا في أجزاء من نطاق انتشارها، وخاصة في دول غرب أفريقيا، لذلك، تقرر دراسة هذه المسألة بمزيد من التفصيل من خلال أبحاث ميدانية مُحددة في العديد من دول نطاق انتشارها.
وبحسب لويزيلي، والذي يشغل منصب رئيس تحرير المجلة الأفريقية لعلوم البيئة، تواجه خنافس جالوت بنوعيها غولياتوس كاسيكوس ووغولياتوس ريجيوس خطرا كبيرا، ويجب إدراجهما في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، كنوع مهدد بشكل حرج بالانقراض تحت التصنيف بالنسبة للنوع الأول، ونوع مهدد بالانقراض تحت التصنيف بالنسبة للثاني.
إعلانلذا فإن النوع الأول على بُعد خطوة واحدة فقط من الانقراض، ويعود ذلك أساسا إلى التطور الهائل لصناعة الكاكاو في ساحل العاج أكبر منتج للكاكاو في العالم، حيث تتطور هذه الصناعة تحديدا في مناطق الغابات المطيرة في البلاد الموطن الأساسي لهذا النوع من الخنافس.
وتقع المزارع على حدود محميات الغابات في البلاد، بل وتغزوها أحيانا، علاوة على ذلك، يتم استغلال هذه الحشرات وبيعها بأسعار مرتفعة في السوق الدولية للحشرات الجافة، وهو ما يزيد من خطر انقراضها.
وتعتبر خنفساء جالوت مؤشرا ممتازا على صحة الغابات، إذ يرتبط بقاؤها ارتباطا وثيقا بصحة النظم البيئية للغابات المطيرة في غرب أفريقيا، فإذا كانت وفيرة في الغابة، فهذا يعني أن الغابة في حالة جيدة بما يكفي لدعم الأنواع الأخرى، ولكن عندما تتدهور أعداد خنافس جالوت تشكل تحذيرا من الآثار الأوسع للتوسع الزراعي والاستغلال التجاري على التنوع البيولوجي، وتتطلب حماية هذه الخنافس الحفاظ على موائلها الطبيعية وتنظيم تجارة الحشرات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الغابات المطیرة أن یصل
إقرأ أيضاً:
بعد يوم هو الأشد حرارة منذ 145 عاماً… أردوغان يطلق تحذيرًا قاسيًا
شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، في فعالية “Yeşil Vatan Kahramanları Görev Başında – أبطال الوطن الأخضر في الميدان” التي أُقيمت في مطار إيتيمسغوت بأنقرة، حيث كشف عن أبرز الجهود الحكومية في مجال مكافحة حرائق الغابات، وزيادة الرقعة الخضراء، ودعم القرى الحرجية، موجّهًا في الوقت ذاته انتقادات لاذعة لبعض البلديات بسبب ما وصفه بـ”سوء إدارة الموارد العامة”.
تركيا الأولى أوروبيًا في استخدام الطائرات المسيّرة لمكافحة الحرائق
قال أردوغان إن حكومته حققت إنجازات كبيرة خلال الـ23 عامًا الماضية، مؤكداً أن:
“عدد آليات مكافحة حرائق الغابات ارتفع إلى 1,786، ويشارك أكثر من 130 ألف متطوع في حماية الوطن الأخضر.”٬ وأضاف أن تركيا باتت في المركز الأول على مستوى أوروبا والثاني عالميًا في استخدام الطائرات المسيّرة (İHA) في مواجهة الحرائق، قائلاً: “نقوم بالتدخل الفوري عبر 105 مروحية وطائرات بدون طيار.”
7.5 مليار شتلة… وزيادة مساحة الغابات إلى 23.4 مليون هكتار
أشار أردوغان إلى أن تركيا زرعت منذ عام 2002 أكثر من 7.5 مليار شتلة في عموم البلاد، وقال:”أعدنا تشجير كل المناطق المتضررة من الحرائق في موعد أقصاه العام التالي.” كما لفت إلى أن مساحة الغابات ارتفعت إلى 23.4 مليون هكتار، ما يشكل 30% من إجمالي مساحة البلاد، في خطوة وصفها بأنها “تاريخية”.
“الصور بعد الحرائق مجرد حملات تضليل”
ردًا على بعض الصور المتداولة بعد الحرائق، قال أردوغان: “معظم هذه الصور مرتبطة بمشاريع بناء فوضوية وقبيحة تنفذها بلديات المعارضة، لكنها تُنسب زورًا لجهودنا في حماية الغابات. أعتبر ذلك إهانة لأبطال الغابات، وأدعو الجميع إلى الابتعاد عن حملات التشويه هذه.”
زيادة على BiTaksi في إسطنبول.. رسوم الطلب تصل 185 ليرة
الإثنين 02 يونيو 2025 دعم 285 ألف عائلة قروية بـ35 مليار ليرة
استعرض الرئيس التركي جهود الحكومة في دعم سكان القرى الحرجية، قائلاً: “قدمنا في 21 عامًا 35 مليار ليرة على شكل قروض وهبات إلى 285 ألف عائلة تعيش في القرى الحرجية.”
وأشار إلى أن هذا العام فقط سيستفيد 12 ألف أسرة جديدة من الدعم، مؤكدًا أن الحكومة اتخذت 5 قرارات جديدة لتعزيز إدارة الغابات، سيتم تحويلها إلى خطة تنفيذية من قبل وزارة الزراعة والغابات.