عربي21:
2025-05-22@10:02:28 GMT

مسلسل معاوية بين الالتزام والإبداع والانفلات

تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT

أثار مسلسل معاوية الكثير من الجدل والكثير من الانتقاد يصل لحد رفض العمل برمته، والقليل من الثناء والتأييد الذي لا يسمن ولا يشبع من جوع، فذهبت الأكثرية التي صبت جام غضبها على العمل ودعواهم في ذلك عدم الالتزام بالوقائع التاريخية، بل وتجاوز الأمر إلى تغييرها لصالح شخصية معاوية.

ومن المعروف أن شخصية معاوية بل وابنه يزيد أيضا كان بها الكثير من التجاوزات التي أدانها التاريخ، ولكن دون الدخول في تفاصيل قد لا يتحملها مقالنا هذا.



أما القلة التي أثنت على أحداث المسلسل فقد كان دليلها أيديولوجيا، بمعنى لا يصح أن نعترف بأخطاء حاكم سني هو معاوية.

والمسلسل كتبه الصحفي خالد صلاح، وأخرج أجزاء منه طارق العريان الذي طلب رفع اسمه من التترات بعد إذاعة الحلقات الأولى، بدعوى أن هناك تدخلات من الجهة الإنتاجية بحذف مشاهد من الحلقات دون علمه.

وبعيدا عن كل هذا الصخب، أرى أنه لزاما علينا أن نحدد بعض المفاهيم كي لا يختلط الحابل بالنابل. فهناك فارق كبير بين السينما والتلفزيون، بمعنى أن الفن السابع هو وجهة نظر ورؤية مخرج العمل التي ليست بالضرورة تتوافق مع الوقائع التاريخية.

فعلى سبيل المثال، في فيلم صلاح الدين الأيوبي للمخرج يوسف شاهين؛ قدم شاهين شخصية عيسى العوام الذي اضطلع بها صلاح ذو الفقار؛ مخالفة لما ورد بكتب التاريخ. وكذلك المخرج الأمريكي كوينتن تارنتينو الذي قدم واقعة ذبح شارون تيت،في تصوري أن مخرج العمل، وهو مخرج سينمائي أولا، أراد أن يقدم معاوية كما يراه هو لا كما يراه التاريخ، ولكنه أخطأ الوسيط، بل وخسر رهانه في تقديم مغامرته الفكرية، وبالتالي فقد المسلسل الالتزام التاريخي. وأيضا خانه التوفيق في تقديم رؤيته الإبداعية فأصبح الأمر كله ضرب من ضروب الانفلات، ولهذا رُفض من الأكثرية زوجة المخرج رومان بولانسكي، هي وأصحابها الأربعة في فيلتها الأنيقة بلوس أنجلوس، على غير الحقيقة، وسردها بصريا وفق رؤيته الفنية. فهذه الواقعة لم تنجح في الفيلم، وتم إحباطها، وتم القبض على الجناة، ولم تمت شارون تيت ونعمت بالحياة المديدة وفق تارنتينو، فهل هذا يعد تزويرا؟ بالطبع لا.

نخلص من هذا إلى أن إلى السينما معنية بالفكر ووجهة نظر صانع العمل دونما قيد أو شرط، ولا التزام حتى بالتاريخ.

ننتقل إلى وسيط آخر، وهو التلفزيون الذي هو جهاز إعلام بالدرجة الأولى، فضلا عن أنه المنوط بالإعلام بشكل عام، ولهذا فمحتوى التلفزيون توجيهي تربوي في المقام الأول، وعليه وبالتبعية فالأعمال الدرامية التلفزيونية معنية بتقديم قيم تربوية أخلاقية تاريخية.

ولقد شاهدنا كثيرا من الأمثلة كمسلسل القاهرة والناس لمحمد فاضل، و"محمد رسول الله" لأحمد طنطاوي، وأوان الورد لسمير سيف، وكاتب هذه السطور، وغيرها الكثير. ولكن يبدو أن هذه البديهيات اختلطت وتبدلت أو نسيها جميع الأطراف ففقدت البوصلة وتاه الجميع.

ففي تصوري أن مخرج العمل، وهو مخرج سينمائي أولا، أراد أن يقدم معاوية كما يراه هو لا كما يراه التاريخ، ولكنه أخطأ الوسيط، بل وخسر رهانه في تقديم مغامرته الفكرية، وبالتالي فقد المسلسل الالتزام التاريخي. وأيضا خانه التوفيق في تقديم رؤيته الإبداعية فأصبح الأمر كله ضرب من ضروب الانفلات، ولهذا رُفض من الأكثرية.

ورمضان كريم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مسلسل معاوية التاريخية مسلسل تاريخ دراما معاوية معاوية بن ابي سفيان مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کما یراه فی تقدیم

إقرأ أيضاً:

زياد برجي في لاس فيغاس وموازين وصيف حافل بالأعمال والإبداع

يعيش الفنان الشامل زياد برجي حالة من النشاط الفني الغير مسبوق. وهو يستعد للسفر يوم غد الى مدينة لاس فيغاس الاميركية لإحياء حفلاً ضخماً في واحد من أهم الفنادق في المدينة، وذلك يوم ٢٤ مايو ٢٠٢٥. ليعود بعدها إلى لبنان كي يضع اللمسات الأخيرة على أغنيتين من كلماته وألحانه والثالثة من كلمات جيلبار أبي ناصيف وألحان ريان برجي، في حين تعامل مع تيم وأليكسندر ميساكيان من ناحية التوزيع، على أن يطرحها تباعاً خلال فصل الصيف. ومن المفترض أن يصور أولى أغنياته الصيفية بعدسة المخرج المبدع سعيد الماروق.

كما يتوجه زياد خلال شهر حزيران/ يونيو إلى المغرب للقاء جمهوره من الشعب المغربي والعربي في مهرجان موازين الدولي. ليسافر بعدها إلى إسبانيا لتمضية إجازته الصيفية برفقة عائلته، تلبيةً لدعوة صديقه المقرب جداً رجل الأعمال والمنتج وائل حلواني.

نذكر أن صيف زياد حافل بمجموعة من الحفلات والمهرجانات التي سيحييها في لبنان وخارجه، بالإضافة إلى إصدار أغاني وكليبات جديدة.
وهو يعمل مؤخراً مع فريق عمل إداري وإعلامي متخصص يتولى إدارة أعماله وتنسيق جميع لقاءاته وإطلالاته الإعلامية.

مقالات ذات صلة (أم إبراهيم) في باب الحارة .. رحيل الفنانة السورية فدوى محسن 2025/05/20

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: القهر والإبداع !!
  • محافظ أسوان: تقديم الدعم لإنجاح منظومة العمل بالمنطقة الصناعية لتحويلها لمنطقة نموذجية
  • مدحت السباعي.. مخرج أثار الجدل وتزوّج 18 مرة وترك بصمة لا تُنسى في السينما والتلفزيون
  • داليا مصطفى تتعاقد على المشاركة في مسلسل حق ضايع بطولة سوسن بدر
  • الشطر: الموظف الذي يفقد ذاكرتين كل يوم
  • زياد برجي في لاس فيغاس وموازين وصيف حافل بالأعمال والإبداع
  • نجوى فؤاد تتصدر التريند بعد تدهور حالتها الصحية.. سقطت أمام منزلها
  • يسرا والسمرة والمفتي من كواليس فيلم الست لما .. صور
  • إعلام العدو الصهيوني يعترف: لا مخرج من ضربات اليمن إلا بوقف العدوان على غزة
  • أسما أبو اليزيد لـ الفجر الفني:" شخصيتي في مملكة الحرير مختلفة وكريم محمود عبدالعزيز طاقة إيجابيه"