تحسن في الاقتصاد الصيني في ظل الرسوم الجمركية
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة بوادر تحسن في الاقتصاد الصيني مدعومة بجهود حكومية لتعزيز الإنفاق المحلي ومواجهة التحديات المستمرة وسط تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة إزاء رفض الأخيرة رسومًا جمركية بنسبة 20% على المنتجات الصينية.
وكشف مجلس الدولة الصيني عن "خطة عمل خاصة" تهدف إلى تعزيز الاستهلاك المحلي، حيث تشمل الإجراءات زيادة دخل المواطنين وإنشاء برنامج لدعم رعاية الأطفال.
وتأتي هذه الخطوة -وفقا لرويترز- في ظل انخفاض مستويات الطلب الاستهلاكي خلال السنوات الأخيرة بسبب تأثيرات جائحة كوفيد-19 والأزمة العقارية المستمرة، مما أدى إلى ضعف ثقة المستهلكين وتباطؤ التضخم.
ووفقًا لتقرير صادر عن مجلس الدولة، تم توجيه الخطة إلى جميع المناطق والجهات الحكومية "لتعزيز الاستهلاك بقوة وتوسيع نطاق الطلب المحلي في جميع الاتجاهات، وتحسين القدرة الشرائية من خلال زيادة الدخل وتخفيف الأعباء".
ما أعلن لي شونلين نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح أن الحكومة خصصت 81 مليار يوان (11.2 مليار دولار) للحكومات المحلية في يناير/كانون الثاني الماضي في إطار برنامج خصومات يهدف إلى تحفيز مبيعات السيارات والأجهزة المنزلية، حسب ما ذكرته أسوشيتد برس.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الوطني الصيني أن مبيعات التجزئة في الصين ارتفعت بنسبة 4% خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين مقارنة بالعام الماضي، في حين سجل الإنتاج الصناعي نموًا بنسبة 5.9%.
ورغم هذا التحسن، لا تزال سوق العقارات تمثل تحديا رئيسيا، حيث انخفض الاستثمار العقاري بنسبة 9.8% خلال أول شهرين من العام، مما أدى إلى تراجع ثقة المستهلكين، وفق أسوشيتد برس.
وأكد متحدث باسم مكتب الإحصاء أن "الاقتصاد يسير في الاتجاه الصحيح، لكنه لا يزال يواجه تحديات كبيرة داخليا وخارجيا"، مشيرًا إلى أن استمرار الأزمة العقارية والتوترات التجارية مع الولايات المتحدة يزيدان من الضغوط الاقتصادية.
كلمات دالة:الاقتصادالصينرسوم جمركيةأميركابوادر تجسن في الاقتصاد الصيني وسط تصاعد الحرب التجارية
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الاقتصاد الصين رسوم جمركية أميركا فی الاقتصاد الصینی
إقرأ أيضاً:
النفط يستقر وسط توترات الرسوم الجمركية الأمريكية
استقرت أسعار النفط في تعاملات اليوم، دون تغيّرات تُذكر، بعد تراجعها بأكثر من 1% في الجلسة السابقة، وسط تقييم الأسواق لتداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على عشرات الشركاء التجاريين، ما أثار مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي قد ينعكس سلبًا على الطلب على الطاقة.
وسجل سعر نفط عُمان الرسمي تسليم شهر أكتوبر القادم 73 دولارًا أمريكيًّا و71 سنتًا، منخفضاً 58 سنتًا مقارنة بالسعر .
وفي المقابل بلغ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر أغسطس الجاري بلغ 69 دولارًا أمريكيًّا و37 سنتًا للبرميل، مرتفعًا 5 دولارات أمريكية و75 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر يوليو الماضي.
في الأسواق العالمية، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 7 سنتات أو (0.1%) إلى 71.63 دولارًا للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 10سنتات أو (0.14%) إلى 69.16 دولارًا. ورغم هذا التراجع الطفيف، يتجه خام برنت لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 4.9%، فيما يتوقع لخام غرب تكساس الوسيط أن يسجل زيادة أسبوعية تبلغ 6.4%.
ويعزو محللون هذا الاتجاه الصاعد إلى تحركات سياسية واقتصادية متسارعة، أبرزها تهديدات الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على واردات الخام الروسي، خصوصًا الصين والهند، حيث يعتبران هما ثاني وثالث أكبر مستهلكين للنفط الخام في العالم على الترتيب، وذلك في محاولة للضغط على موسكو لوقف عمليتها العسكرية في أوكرانيا. وقدّر محللو "جيه.بي. مورجان" أن هذه التهديدات قد تعرّض نحو 2.75 مليون برميل يوميًا من الصادرات الروسية المنقولة بحرًا للخطر. كما أدت تهديدات ترامب لمخاوف من اضطراب تدفقات النفط وخروج بعض إمدادات النفط من السوق.
وفي ذات السياق، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًّا جديدًا اليوم يفرض رسومًا جمركية مشددة على واردات من 69 دولة، منها كندا حيث بلغت الرسوم الجمركية 35% على الكثير من السلع، و50% على البرازيل، و25% على الهند، و20% لتايوان و 39% لسويسرا، فيما شمل القرار إعفاء مؤقتًا للمكسيك لمدة 90 يومًا. وتأتي هذه الخطوة بعد فشل التوصل إلى اتفاقات تجارية مع عدد من هذه الدول قبل حلول الموعد النهائي الذي حددته الإدارة الأمريكية.
وعلى الجانب الاقتصادي، حذّر محللون من أن الرسوم الجمركية الجديدة قد ترفع تكلفة الواردات، مما يفاقم التضخم ويضغط على النمو الاقتصادي العالمي، ويُضعف الطلب على الطاقة. وأظهرت بيانات حديثة أن التضخم في الولايات المتحدة ارتفع في يونيو الماضي نتيجة زيادة أسعار السلع المستوردة، الأمر الذي قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة حتى أكتوبر على الأقل.
وفي أسواق المعادن النفيسة، استقر الذهب في المعاملات الفورية عند 3288.89 دولارًا للأوقية، لكنه يتجه لتسجيل خسارة أسبوعية ثالثة على التوالي، بلغت حتى الآن 1.4%. كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.3% إلى 3339.90 دولارًا.
ويعود هذا التراجع إلى ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي لأعلى مستوياته منذ 29 مايو، مما قلل من جاذبية الذهب لحاملي العملات الأخرى. وقال هان تان، كبير محللي الأسواق لدى "نيمو دوت موني"، إن تقلّص التوقعات بخفض الفائدة في 2025، مدعومًا ببيانات الناتج المحلي والبطالة والإنفاق الاستهلاكي، أضعف الزخم الإيجابي للذهب رغم الضبابية الاقتصادية الناتجة عن الرسوم الأمريكية الجديدة.
كما سجّلت المعادن الأخرى تراجعًا جماعيًا، حيث انخفضت الفضة 0.7% إلى 36.50 دولارًا للأوقية، وتراجع البلاتين بنسبة 0.8% إلى 1278.40 دولارًا، والبلاديوم 0.2% إلى 1188.28 دولارًا، مع اتجاهها جميعًا لتكبد خسائر أسبوعية.
وبينما يترقب المستثمرون بيانات سوق العمل الأمريكي للحصول على مؤشرات جديدة بشأن اتجاه السياسة النقدية، لا تزال الأسواق تترقب أيضًا تأثيرًا محتملًا واسع النطاق للسياسات الجمركية الأمريكية على التجارة العالمية ونمو الاقتصاد الكلي، بما في ذلك أسواق الطاقة والسلع.