الأسبوع:
2025-12-14@09:23:13 GMT

صرخة وطن في وجه موجة «اللا قيم»

تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT

صرخة وطن في وجه موجة «اللا قيم»

في ليلة رمضانية، وبين زحام المسلسلات، سمعت مصر صرخة مدوية، صرخة رئيسها، الذي لم يجد بُداً من التدخل لوقف نزيف القيم الذي بات يهدد هويتها. لم تكن مجرد توجيهات، بل كانت صرخة أب غيور على أبنائه، أب يرى بعينيه كيف تتشوه صورة مجتمعه، وكيف تتسلل إلى بيوت المصريين أعمال درامية تفتقر إلى أبسط معايير الأخلاق.

دعونا نتخيل مشهداً من بيت مصري بسيط، يجتمع فيه الأب والأم والأبناء حول مائدة الإفطار، ينتظرون بفارغ الصبر مسلسلهم الرمضاني المفضل. لكن بدلاً من المتعة والفائدة، يصدمون بمشاهد وألفاظ تخدش الحياء، وتتنافى مع قيمهم وعاداتهم. هنا، يتدخل الرئيس، ليقول بصوت عالٍ: "كفى! لن نسمح بتشويه هويتنا، ولن نرضى بأن تكون الدراما الرمضانية مرتعاً للابتذال والانحلال".

حادث مفجع.. عندما يتحول الخيال إلى واقع

لم تكن تحذيرات الرئيس من تأثير الدراما على الأمن الجنائي مجرد كلام مرسل، بل كانت تستند إلى واقع مؤلم. فقبل بضعة أشهر، اهتزت مصر لجريمة بشعة، حيث قام شاب بقتل صديقه بدم بارد، مستوحياً جريمته من أحد المسلسلات التي شاهدها في رمضان الماضي. لم يكن هذا الشاب مجرماً بالفطرة، بل كان ضحية لتأثير سلبي لأعمال درامية تروج للعنف والجريمة. هذا الحادث المفجع ليس مجرد قصة مأساوية، بل هو جرس إنذار يدق ناقوس الخطر، ويؤكد على الدور الخطير الذي تلعبه الدراما في تشكيل وعي الشباب وتوجيه سلوكهم.

دور الرئيس كحامي للقيم

"إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا" - أحمد شوقي

لم يكن تدخل الرئيس مجرد رد فعل عابر، بل كان تجسيداً لدوره كحامي للقيم والأخلاق، ودفاعاً عن الهوية المصرية الأصيلة. لقد أدرك الرئيس أن الدراما ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل هي أداة قوية لتشكيل الوعي وتوجيه الرأي العام. لذلك، كان لابد من وضع حد لهذا الانحدار، وتوجيه صناع الدراما نحو تقديم أعمال فنية هادفة، تساهم في بناء مجتمع واعٍ ومثقف.

تأثير الدراما على الأمن الجنائي

لا يمكن إنكار أن الدراما تلعب دوراً هاماً في تشكيل وعي المجتمع، وتؤثر بشكل مباشر على السلوكيات والقيم. وعندما تقدم الدراما مشاهد عنف وجريمة بشكل مبالغ فيه، فإنها تساهم في ترويج ثقافة العنف، وتزيد من معدلات الجريمة. وقد أثبتت الدراسات العلمية أن مشاهدة العنف في التلفزيون والأفلام تؤدي إلى زيادة العدوانية لدى المشاهدين، خاصة الشباب والأطفال.

مسؤولية صناع الدراما

يتحمل صناع الدراما مسؤولية كبيرة في تقديم أعمال فنية هادفة، تساهم في بناء مجتمع واعٍ ومثقف. يجب أن يدركوا أنهم ليسوا مجرد فنانين يقدمون أعمالاً للتسلية، بل هم صناع للوعي، ومؤثرون في تشكيل القيم والسلوكيات. لذلك، يجب عليهم أن يلتزموا بالمعايير الأخلاقية والمهنية، وأن يقدموا أعمالاً فنية راقية، تعكس قضايا المجتمع بصدق وموضوعية، وتساهم في حل المشكلات التي تواجه المجتمع.

تحركات مدبولي: ترجمة التوجيهات إلى واقع

لم تكن توجيهات الرئيس مجرد كلمات عابرة، بل كانت أوامر واجبة التنفيذ. وهنا، يأتي دور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذي قام بتشكيل مجموعة عمل متخصصة لوضع رؤية مستقبلية للدراما والإعلام، وعقد اجتماعات وورش عمل لمناقشة سبل تطوير الدراما الرمضانية. لقد كانت هذه التحركات بمثابة ترجمة عملية لتوجيهات الرئيس، وتأكيداً على جدية الدولة في مواجهة هذا التحدي.

صوت الشارع: دعم ومساندة

"صوت الشعب من صوت السماء" - مثل عربي مشهور.

لم يكن الرئيس وحيداً في هذه المعركة، بل كان صوت الشارع المصري يسانده ويدعمه. لقد عبر المصريون عن غضبهم واستيائهم من بعض الأعمال الدرامية التي تم عرضها في رمضان الماضي، وطالبوا بضرورة تدخل الدولة لوقف هذا الانحدار. لقد كان صوت الشعب هو الدافع الأكبر للرئيس، والمؤشر الحقيقي على أهمية هذه القضية.

و ختاما

"قف دون رأيك في الحياة مجاهداً، إن الحياة عقيدة وجهاد" - أحمد شوقي.

يمكن القول إن توجيهات الرئيس السيسي تمثل صرخة وطن في وجه موجة "اللا قيم"، ودعوة صادقة لصناع الدراما للعودة إلى رسالتهم الحقيقية، وهي تقديم أعمال فنية هادفة تساهم في بناء مجتمع واعٍ ومثقف. إنها معركة من أجل الهوية، ومعركة من أجل القيم، ومعركة من أجل مستقبل مصر.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يسلم رسالة من الرئيس السيسي إلى رئيسة تنزانيا لتعزيز التعاون الثنائي

رئيس الأعلى للطرق الصوفية يشكر الرئيس السيسي على تطوير مسجد السيدة نفيسة: «مصر تشهد نهضة شاملة في كافة المجالات»

الرئيس السيسي يفتتح المرحلة الثانية من تطوير مسجد السيدة نفسية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئيس السيسي مصطفى مدبولي المجتمع المصري القيم الأخلاقية الهوية الثقافية الدراما الرمضانية صناع الدراما تأثير الدراما الأمن الجنائي توجيهات الدولة العنف في الإعلام الرقابة الفنية الإعلام والمسؤولية دور الفن في المجتمع الرئیس السیسی صناع الدراما تساهم فی بل کان

إقرأ أيضاً:

حين تتحدث الأرقام… مؤشرات الأداء كمرآة للمؤسسة

حين تتحدث #الأرقام… #مؤشرات_الأداء كمرآة للمؤسسة

الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم

ليست الأرقام مجرد نتائج في جداول، بل قصة مكتوبة بلغة الصدق. فالمؤسسة التي لا تراقب أرقامها تشبه من يسير في طريقٍ طويل بلا بوصلة، قد يظن أنه يتقدم بينما هو يدور في المكان نفسه. الأرقام لا تكذب، لكنها تحتاج إلى من يفهمها، ويقرأ ما وراءها. إنها مرآة الأداء، ومفتاح التوازن بين الطموح والواقع.

في بيئة الأعمال الأردنية، يمكن تمييز المؤسسات القادرة على النمو من خلال علاقتها بمؤشرات الأداء. فشركة البوتاس العربية مثلًا، لم تبنِ مكانتها العالمية على الحظ، بل على نظام متابعة دقيق لمؤشرات الإنتاج والتصدير والتكلفة، مما مكّنها من اتخاذ قراراتٍ سريعة في فترات الاضطراب الاقتصادي. وفي المقابل، كثير من المؤسسات الحكومية والخاصة ما تزال تتعامل مع الأرقام كمجرد تقاريرٍ سنوية تُعد لأغراض التقييم الشكلي لا للتحسين الحقيقي.

مقالات ذات صلة الباشا موسى العدوان… حين يتكلم ضمير الوطن ويسكت تجّار الأوطان 2025/12/12

القائد الواعي يدرك أن مؤشرات الأداء (KPIs) ليست مجرد أدوات رقابة، بل وسيلة لإدارة المستقبل. حين يقيس الإنتاجية أو رضا العملاء أو زمن الاستجابة، فهو لا يبحث عن رقمٍ للعرض، بل عن إشارةٍ تدله على ما يجب أن يتغير. في جامعةٍ أردنية مثل اليرموك أو الأردنية، يصبح تتبّع مؤشرات البحث العلمي والرضا الأكاديمي ومعدلات التشغيل بعد التخرج دليلًا على جودة القرارات لا على حجم النشاط فقط. فالإدارة الحديثة لا تحكم بالانطباع، بل بالبيان.

في المقابل، من يسيء فهم الأرقام يحولها إلى عبءٍ على الموظفين. تُجمع البيانات بلا هدف، وتُراقب المؤشرات الخطأ، فتتحول الأرقام من وسيلةٍ للتطوير إلى أداةٍ للرقابة العمياء. فكم من مؤسسةٍ تقيس “عدد الاجتماعات” بدل جودة القرارات، أو “عدد الزوار” بدل رضا العملاء، أو “عدد المشاريع” بدل أثرها الحقيقي؟ تلك المفارقات تجعل الأرقام صامتة، لأنها تُستخدم بلا عقلٍ ناقد.

الشركات العالمية الناجحة أدركت هذه الحقيقة مبكرًا. فشركة Toyota تستخدم مؤشرات الأداء اليومية كجزءٍ من ثقافة العمل، لا كإجراءٍ إداري. كل عامل يعرف الأرقام التي تعنيه، ويفهم كيف تسهم في تحقيق الهدف العام. وفي Google، تُدار فرق العمل وفق نظام OKRs (الأهداف والنتائج الرئيسية)، حيث تُقاس النتائج ليس بالكمّ فقط، بل بمدى تأثيرها على الرؤية الكبرى. هناك يصبح الرقم لغة مشتركة بين القائد والفريق، لا مجرد تقريرٍ للمدير المالي.

في الأردن، نحن بحاجةٍ إلى هذا التحول في التفكير الإداري، حيث تُصبح مؤشرات الأداء وسيلة للتعلّم لا للمحاسبة فقط. أن نسأل: ماذا تقول لنا هذه الأرقام؟ ماذا تكشف عن ثقافة المؤسسة؟ وهل تحكي قصة نجاحٍ مستدام أم مجرد نشاطٍ عابر؟

الأرقام لا تزيّف الحقيقة، لكنها قد تُغفلها إن لم نُحسن قراءتها. والمؤسسة التي تتعلّم الإصغاء إلى بياناتها، تتعلم كيف تتغيّر قبل أن يُجبرها السوق على ذلك. فحين تتحدث الأرقام، على القائد أن يسمع جيّدًا… لأن الصمت في هذه الحالة ليس تواضعًا، بل خطرٌ وجودي.

مقالات مشابهة

  • بسمة داود تنضم لمسلسل أب ولكن .. رمضان 2026
  • *صرخة مُدوّية: من “يُدفّئ” الأردنيين بجمر الإهمال؟ (موسم الحرق السنوي بدأ!)*
  • لعشاق الدراما التركية.. موعد عرض مسلسل المؤسس أورهان والقنوات الناقلة
  • حين تتحدث الأرقام… مؤشرات الأداء كمرآة للمؤسسة
  • من خارج هوليود.. أفضل المسلسلات غير الأميركية لعام 2025
  • برد وجوع وانهيارات.. صرخة استغاثة من مخيمات النزوح في غزة
  • إنجلترا تواجه موجة إنفلونزا حادة: ارتفاع الإصابات 50% ونظام الصحة تحت ضغط غير مسبوق
  • أحمد السعدني يتصدر تريند المسلسلات قبل عرض "لا ترد ولا تستبدل"
  • حين تتحول الدراما والإعلام إلى قوة تغير المجتمع وتحافظ على هويته
  • صرخة «شوبير»: الإسماعيلي ينهار.. والأزمة تتجاوز مجلس الإدارة ويُطالب بحل عاجل