أكد السيد القائد – عليه السلام – في محاضرته الرمضانية الخامسة عشرة للعام الهجري 1446 هـ، أن الهداية في صدارة النعم ومصدر الهداية هو الله سبحانه وتعالى وهي جزء من تدبيره في الحياة، وان هناك هداية فطرية التي فيها التعقل والتمييز وهداية إرشادية تأتي من ضمن امتداد الرسل والأنبياء عبر كتب الله ووحيه لرسله وأنبيائه، والهداية الإرشادية امتداد للهداية الفطرية، فالتعليمات والتوجيهات الإرشادية لها جذور في فطرة الإنسان، وهناك ترابط وتطابق وتكامل تام في كل أنواع الهداية ،فمن فطرة الإنسان ان يتوجه للعبادة لله، ومن فطرة الإنسان الانضباط للتشريعات، والفطرة الإرشادية تنظم الحياة للإنسان، وإذا قام الإنسان باختراع بدائل عن الهداية الإرشادية فإنه يخطئ وينتج بديلا مغلوطا يترتب عليه ضلال كبير في واقعه، وتصورات الإنسان من نفسه من دون هداية هي تصورات خاطئة.

.

إن التصورات الخرافية التي يقوم بها الإنسان تأتي بسبب البعد عن الهداية الإرشادية لأنها بعيدة عن السنن التي رسمها الله، والإنسان ليس سوى مفرده وجزء واحد من ضمن مخلوقات الله في مملكة الله الواسعة التي فيها تدبير الله، والهداية الإرشادية هي حق لله في التدبير في ملكوت الله، والله هو ربنا وهو المعني برعايتنا، والإنسان مستخلف في الأرض من الله، وبالتالي عليه ان يسير وفق أوامر ونواهي وتعليمات وإرشادات الله، والهداية مرتبطة بالله تعالى لأنه الخالق الذي يحيط بكل شيء علما، وهو الذي يعلم السر وما يخفى والغيب والشهادة، ويعلم أعماق النفس البشرية والمحيط بما في هذا العالم، ولذلك هو الوحيد سبحانه الذي يشرع للناس ويهديهم لما يعرفه ويعلمه هو، وفيما يتعلق بالأنبياء والهداة من عباد الله دورهم هو تبيلغ هداية الله وليس لهم الحق في اختراع تشريعات، ان الإنسان مفتقر الهداية ولا غنى له عن هداية الله..

إن الإنسان وبمجرد ان يبتعد عن هداية الله يسقط مباشرة في الضلال، فالإنسان قاصر وضعيف ومحدود في إدراكه ومعرفته، وثم ان هناك الشيطان الذي يضل الإنسان ويعمل الشيطان على تقديم تصورات خاطئة للإنسان حتى يضله ويفسده، ولنا في قصة نبينا آدم وأمنا حواء والشيطان حقائق واضحة، فقد قدم لهم فكرة مغلوطة عن الشجرة التي منعهما الله الأكل منها، وعندما تقبل آدم تصورات الشيطان اخرج من الجنة التي كان فيها، والإنسان بحاجة لهدى الله سبحانه وتعالى، والله قد زود الإنسان بكل هذه الهداية للإنسان منذ بداية الخلق حتى لا يضلوا، وهي من مظاهر عبودية الله وربوبيته والوهيته ورعايته لعباده، والهدى الصحيح هو هدى الله سبحانه وتعالى، ويترتب على اتباع مسيرة هدى الله وأتباع إرشاداته ونواهيه وأوامره زيادة هدى الله وتتنزل الهداية العظيمة المتجددة على الإنسان ليتعلم ويعرف كيف يتحرك على نحو صحيح، ونحن آخر الأمم وآخر الحقبة الأخيرة من الوجود البشري ولدينا أرقى قنوات الله في هداية الله وهو القرآن الكريم، وعلينا أن نهتدي على مستوى الالتزام به والسير على نهجه، واليوم الأمة الإسلامية في حالة يرثى لها بسبب تخليهم عن هدى الله والقرآن الكريم..

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

السيد القائد: الشروح لمفردة (الرشد) في المعاجم اللغوية جميعها تدخل تحتها.. وما تدل عليه أن تكون مصيباً للصواب

قال السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: عادةً ما يركِّز المفسرون وأصحاب المعاجم اللغوية في شرح مفردة (الرشد) على عدة عناوين، منها: الاهتداء للخير، منها: إصابة الصواب، منها: الاتِّجاه الصحيح، منها: الاستقامة في الطريق، كل هذه العناوين تدخل تحت مفردة (الرشد)، ما تدل عليه مفردة (الرشد)، فأن تكون مصيباً للصواب، أن تتجه بشكل صحيح، أن ترى الأشياء بشكلٍ صحيح، أن تفهم الأشياء بشكلٍ صحيح، أن تتصرف بشكل صحيح، كل هذا يعود إلى معنى هذه المفردة ومدلولها، وهو الرشد.
وأضاف السيد القائد خلال محاضرته استكمالا لمحاضرات القصص القرآني، مساء اليوم الأربعاء 1 ذو الحجة 1446هـ الموافق 28 مايو 2025م: الإنسان يحتاج إلى الرشد في معتقداته، في إيمانه بالله سبحانه وتعالى، ويحتاج إلى الرشد في كل شؤون حياته؛ ولهذا مما قاله الله سبحانه وتعالى عن القرآن الكريم، فيما عبَّر به الجن في قصة إيمانهم بالقرن الكريم، وهو تعبيرٌ صحيحٌ وحقيقي: {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}.. القرآن الكريم هو كتاب يهدي إلى الرشد، يجعل منك راشداً في فكرك، لا تحمل الأفكار المعوجة، والخاطئة، والتصورات الباطلة، والمعتقدات الباطلة، في إيمانك بالله سبحانه وتعالى، فيما يتعلق أيضاً بمسيرة حياتك، بمواقفك، بتوجهاتك، بتصرفاتك… بغير ذلك.
وقال السيد القائد: الله هو مصدر الرشد، هو الذي يمنح عباده، ويمنح أنبياءه وأولياءه والهداة من عباده الرشد.. يقول تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} فالله سبحانه وتعالى عندما أرسل الرسل والأنبياء، ليكونوا هداةً وقادةً، وقدوةً، وأسوةً للمجتمع البشري، جعل لهم قادةً راشدين، راشدين هم في توجهاتهم، في أفكارهم، في تصرفاتهم، في أعمالهم.. لكن المشكلة حين يسير الناس في اتِّجاه الغواية، الاتِّجاه الذي هو بديلٌ عن الرشد: الغواية، ويتَّبعون الغاوين، الذين يتَّجهون بهم في الاتِّجاه الخاطئ، يقدِّمون لهم الأفكار الخاطئة، المعتقدات الباطلة، التصورات الخاطئة، المواقف السيئة، الاتِّجاهات غير الصحيحة… هكذا.

مقالات مشابهة

  • كلمة مرتقبة للسيد القائد بعد قليل
  • مدير هيئة شؤون القبائل بمحافظة ذمار في حوار خاص لـ”يمانيون”: استجابة الشعب المليونية للسيد القائد معجزة وسر حلحلة قضايا الثأر “الثقافة القرآنية”
  • السيد القائد: الشروح لمفردة (الرشد) في المعاجم اللغوية جميعها تدخل تحتها.. وما تدل عليه أن تكون مصيباً للصواب
  • السيد القائد عبدالملك: جيل الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى الرُشد الذي مصدره الله سبحانه وتعالى
  • السيد القائد: الرسل والأنبياء ليسوا فقط مجرَّد موصلين للهدى.. بل وقدوة في الواقع البشري في التَّمَسُّك بالهدى
  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • السيد القائد الحوثي: القرآن الكريم النعمة الكبرى بكتاب الهداية الذي فيه البركة الواسعة في كل مجالات الحياة
  • السيد القائد: من المقامات التي جاءت في القرآن عن النبي إبراهيم عرض دلالات وبراهين واضحة لما يدعو قومه إليه لعبادة الله وحده
  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • اليوم محاضرة هامة للسيد القائد