تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تشهد تركيا اضطرابات سياسية جديدة بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي يُعتبر من أبرز الشخصيات المعارضة للرئيس رجب طيب أردوغان، والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة. 

وأثار الاعتقال موجة واسعة من الاحتجاجات في المدن التركية الكبرى، إلى جانب انتقادات حادة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات حقوقية دولية.

الاحتجاجات في المدن التركية

انطلقت الاحتجاجات فور إعلان اعتقال إمام أوغلو، حيث تجمعت الحشود في منطقة سراحانه بإسطنبول، ورددوا شعارات مناهضة للحكومة تحت إجراءات أمنية مشددة. 

وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزل، خلال كلمته أمام المتظاهرين: "لم نأتِ هنا لعقد تجمع، بل لإجراء احتجاج وتحقيق نتائج، وأقسم أننا سنستعيد تقسيم".

وفي أنقرة، منعت الشرطة طلاب جامعة الشرق الأوسط التقنية (ODTÜ) من مغادرة الحرم الجامعي للمشاركة في الاحتجاجات. 

وبينما شهدت مدينة إزمير اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، بعد محاولة طلاب الوصول إلى مقر حزب العدالة والتنمية.

رد الحكومة التركية

أكد الرئيس رجب طيب أردوغان أن الاعتقال جاء نتيجة تحقيقات تتعلق بالفساد ودعم الإرهاب، مشيراً إلى أن حزب الشعب الجمهوري لم يقدم ردوداً مقنعة على الاتهامات. 

وصرّح قائلاً: "لقد حصلوا على الشهادات بجهد وعرق، ولا يستطيعون القول إنه لا يوجد فساد في البلدية، بل يحاولون خداع الشعب بالشعارات."

كما أكدت قيادات حزب العدالة والتنمية أن القضاء يعمل باستقلالية وأن الاعتقال ليس موجهًا سياسياً ضد إمام أوغلو، بل هو جزء من التحقيقات الجارية بناءً على معلومات قدمها حزب الشعب الجمهوري نفسه.

الاتحاد الأوروبي يندد ويهدد بمراجعة العلاقات

أعرب المجلس الأوروبي عن قلقه العميق من اعتقال إمام أوغلو، مشيراً إلى وجود "عناصر من الضغوط السياسية" ضد أحد أبرز المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية. 

وأعلن المجلس الأوروبي أنه سيطرح القضية في اجتماع مؤتمر السلطات المحلية والإقليمية المقرر عقده يوم 24 مارس، لمناقشة إجراءات عزل رؤساء البلديات في تركيا.

وفي بيان مشترك، دعت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كايا كالاس، والمفوضة الأوروبية لشؤون التوسع مارتا كوس، الحكومة التركية إلى "ضمان الشفافية الكاملة ومتابعة الإجراءات القانونية بشكل صحيح." 

كما أكدا أن احترام الحقوق الأساسية وسيادة القانون ضروريان لعملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

ردود فعل أمريكية وانتقادات حقوقية

من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس، إن واشنطن تشجع تركيا على احترام حقوق الإنسان ومعالجة قضاياها الداخلية وفقاً للمعايير الدولية.

كما وصفت منظمة العفو الدولية اعتقال إمام أوغلو بأنه "تصعيد خطير في حملة القمع ضد المعارضة السلمية،" معربة عن قلقها من استخدام "ادعاءات غامضة بمكافحة الإرهاب" كأداة لقمع المجتمع المدني.

انتقادات أوروبية وتحذيرات من التأثير على الديمقراطية التركية

وصف المستشار الألماني أولاف شولتز اعتقال إمام أوغلو بأنه "حدث مؤسف"، وأكد أن "المعارضة السياسية لا يجب أن تُحاكم." 

فيما أشار المتحدث باسم الخارجية الألمانية إلى أن ما حدث يعد "انتكاسة خطيرة للديمقراطية التركية."

وفي باريس، أعرب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف ليموان عن "قلق عميق"، محذراً من أن "اعتقالات اليوم سيكون لها عواقب وخيمة على الديمقراطية التركية."

وعلى مستوى أوروبا، شارك نواب في البرلمان الأوروبي مقطع فيديو يظهر تضامنًا من رؤساء بلديات عدة مدن أوروبية، معلنين دعمهم لإمام أوغلو ولديمقراطية تركيا.

تغطية إعلامية مكثفة من الصحافة العالمية

حظي اعتقال إمام أوغلو باهتمام واسع من الصحافة العالمية، وصفت صحيفة  ذا جارديان البريطانية الخطوة بأنها "تحرك سياسي واضح" من أردوغان ضد منافسه الرئيسي، وكتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إمام أوغلو يُعد "أحد أبرز المنافسين لأردوغان."

كما أشارت صحيفة فايننشيال تايمز إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت تقدّم إمام أوغلو على أردوغان، بينما وصفت صحيفة لو موند الفرنسية ما حدث بأنه "انقلاب على الديمقراطية."

تحليل الوضع السياسي التركي

فيما تعتبر الحكومة التركية أن التحقيقات تُجرى وفق القانون، ترى المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان أن الهدف الحقيقي هو منع إمام أوغلو من الترشح للرئاسة مجدداً.

ومع تصاعد الاحتجاجات واستمرار الإدانات الدولية، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الحكومة التركية من احتواء الأزمة الداخلية وتحسين علاقاتها مع أوروبا وأمريكا، أم أن هذه الأزمة ستُشكّل نقطة تحول خطيرة في مسار الديمقراطية التركية؟

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اسطنبول أكرم إمام أوغلو اعتقال إمام أوغلو الحکومة الترکیة على الدیمقراطیة

إقرأ أيضاً:

تركيا.. ناجون من زلزال باليك أسير يرون لحظات الرعب

أنقرة (زمان التركية) – لقى مواطن يبلغ من العمر 81 مصرعه نتيجة لانهيار تام لمبنى خلال الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت ولاية باليك أسير التركية مساء يوم الأحد وبلغت شدتها 6.1 درجة على مقياس ريختر، فيما كان هناك عشرات المصابين.

واليوم صرّح وزير الصحة التركي كمال ميميشوغلو، بأن المستشفيات استقبلت 52 مريضًا متضررًا “عالجنا 29 منهم بإبقائهم في المستشفى تحت المراقبة. حتى الآن، غادر 18 منهم المستشفى، ولا يزال 11 منهم يتلقون العلاج”.

Japonya’da 8 büyüklüğünde #deprem oldu. 1 bina yıkılmadı.

Rusya’da 8.8 deprem oldu. 1 bina bile yıkılmadı.

Balıkesir’de 6.2 deprem oldu. Yıkılan binalar var.

Deprem değil, ihmaller öldürür!

Geçmiş olsun! pic.twitter.com/DTTZlJlREX

— Av. Cemil Çiçek (@avcemilcicek94) August 10, 2025

وفي تصريحات لوكالة ANKA، أفادت عائشة أوزر، التي أصيبت خلال الزلزال الذي كان مركزه بلدة سينديري، أنهم كانوا يجلسون في حديقة جارهم وأثناء عودتهم للمنزل حدث الزلزال، قائلة: كنا نتجه إلى الطابق السفلي لمبنى من 3 طوابق. كنا أسفل الشرفة ووقعت ضجة فجأة. سقطنا على الأرض بفعل الهزة… حاولت السير، لكن لم أتمكن من النهوض. شعرنا بخوف شديد وأدعو الله ألّا تُعاد”.

في السياق نفسه، ذكر يوسف أيان أوغلو أنه كان يشاهد التلفاز في منزله بالشارع المقابل للمبنى المنهار قائلا: “سمعت ضجة عالية ولم استطع الوقوف من مكاني. انقلب التلفاز أعلى مني وتحطم على الأرض… كل شيء بالمنزل سقط أرضا. خرجت فزعا إلى الشارع رفقة زوجتي. لاحقا بدأت الأخبار تتوافد وكان الأطفال يركضون وهم يصرخون قائلين انهارت الصيدلية. وفيما بعد، علمت أن المبنى انهار”.

وأضاف أيان أوغلو أن صديقه كان يقطن المبنى قائلا: “والديه من سكان قريتي ونشأ الأطفال أيضا على يدي. بالتأكيد حزين جدا. ركضت ولم أعد انا لا أزال هنا. لم نستطع فعل شيء. من المعروف أن شخص يبلغ من العمر 81 عاما لقى مصرعه وأتمنى ألا يعاني أحد من هذا الأمر. إنه وضع صعب للغاية. لا أستوعب الأمر بعد. أشعر بخوف جديد، لكن لا يمكن فعل شيء”.

وأوضح أيان أوغلو أنه “كان هناك مطعم كان يبيع خبز البيدا في السابق ويمكنني ذكر اسمه. يُقال أن المطعم قام بقطع الأعمدة. بالتأكيد لا أعرف هذا جيدا، لكن إن كان هناك شيء من هذا القبيل فيبنغي محاكمتهم. بالتأكيد سينكشف الأمر ولا نعرف ما سيفعله المسؤولون تجاه الأمر”.

من جانبه، صرح مواطن يُدعى أوميت ألتن أنه ساهم في انقاذ خمسة أشخاص من المبنى المُنهار قائلا: “أقطن في المبنى بالخلف وبالتأكيد في تلك اللحظة اضطرريت أنا وزوجتي وأبنائي الانتقال للطرف المقابل وتوجب علي تقديم المساعدة. أخرجنا رجل مسن رفقة زوجته.
أخرجت خمسة أشخاص وتوفى شخص واحد. رحمة الله عليه. فعلنا ما يلزم علينا وأفكر في العودة للمنزل إن لم يكن هناك أية مشاكل، لكن لننتظر ونرى. سيأتي المهندسون ويعاينون الأضرار ويرون مدى حجمها. إن كان المبنى مناسب فسأظل به وإن لم يكن الامر كذلك فسأضطر للانتقال لمنزل آخر. مضطر للمغادرو، لأن زوجتي ستضع حملها بعد ثلاثة أشهر”.

 

Tags: زلزالزلزال باليك أسيرزلزال تركياهزة أرضية

مقالات مشابهة

  • موجة اعتقالات جديدة في بلدية إسطنبول
  • عملية واسعة في بلدية إسطنبول.. اعتقالات جديدة في قضية فساد ضخمة
  • إمام أوغلو: غياب تركيا عن طاولة المفاوضات “تراجع دبلوماسي”
  • تركيا.. ناجون من زلزال باليك أسير يرون لحظات الرعب
  • احتجاجات واسعة في اليونان ضد سياح إسرائيليين وتضامنا مع فلسطين
  • احتجاجات شعبية مستمرة في حضرموت ضد تردي الخدمات وارتفاع الأسعار
  • احتجاجات غاضبة في الشحر مع تدهور الخدمات
  • احتجاجات واسعة في اليونان ضمن يوم الغضب تضامنًا مع فلسطين
  • احتجاجات غاضبة في حضرموت وسط أزمات معيشية خانقة
  • بسبب احتجاجات غزة.. جامعة كاليفورنيا تدرس تسوية بقيمة مليار دولار مع إدارة ترامب