إمام أوغلو ينفي اتهامه بالفساد والإرهاب ومؤيدوه يتظاهرون بعدة مدن تركية
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
دفع رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، ببراءته اليوم السبت، بانتظار قرار قضائي يحدد ما إذا كان سيتم الإفراج عنه أو استمرار احتجازه، بعد أيام من اعتقاله بتهم الفساد ودعم الإرهاب، وهي التهم التي ينفيها بشدة.
يأتي هذا، في حين تستمر الاحتجاجات الشعبية في عدة مدن تركية، حيث اعتقلت السلطات أكثر من 343 شخصا خلال احتجاجات الليلة الماضية في عدة مدن ضد اعتقال إمام أوغلو.
وأظهرت وثيقة قضائية اطلعت عليها رويترز اليوم السبت أن إمام أوغلو (53 عاما) نفى تهم الإرهاب الموجهة إليه، وقال في معرض دفاعه عن نفسه "أرى اليوم خلال استجوابي أنني وزملائي نواجه اتهامات وافتراءات لا يمكن تصورها".
وبحسب بيان وزعته بلدية إسطنبول اليوم، قال إمام أوغلو إن "الاتهامات غير الأخلاقية والتي لا أساس لها الموجهة إلي، بدءا بالتقارير الملفقة وصولا إلى توقيت إجراء التحقيقات، تهدف إلى تشويه سمعتي وصدقيتي".
وأضاف أن "من يقفون خلف هذه الإستراتيجية يجب محاسبتهم على أفعالهم أمام المحاكم. سأرفع شكوى على الأفراد والمؤسسات المعنية.. هذه الآلية لا تضر فقط بالسمعة الدولية لتركيا، بل تحطم أيضا الثقة بالعدالة وبالاقتصاد".
وقال محمد بهليفان محامي إمام أوغلو إن جلسة الاستماع التي خضع لها رئيس البلدية في دائرة "الفساد" أمس الجمعة، استمرت 6 ساعات مؤكدا أن إمام أوغلو نفى "كل الاتهامات الموجهة إليه في وثيقة تقع في 121 صفحة".
إعلانوندد بهليفان باللجوء إلى "شهود سريين على نحو غير سليم"، معربا عن استيائه لرؤية "تقارير عن شهادات غير موقعة يتم الكشف عنها في الصحافة"، معتبرا أن حقوق الدفاع وكذلك "الحق في محاكمة عادلة انتُهكا".
وأثارت الاتهامات بـ"دعم الإرهاب" مخاوف لدى مؤيدي إمام أوغلو، من أنّه قد يتم سجنه بعد احتجازه، واستبداله بمسؤول تعينه الدولة.
مظاهرات جديدةفي غضون ذلك، دعت المعارضة التركية إلى مظاهرات جديدة مساء اليوم السبت دعما لرئيس بلدية إسطنبول، بعد مرور 4 أيام على احتجازه لدى الشرطة.
وأُغلقت المداخل الرئيسة لمبنى المحكمة بشكل استباقي لمنع التجمّعات، في حين أعلن مكتب حاكم إسطنبول، تمديد وتشديد حظر التجمعات العامة في المدينة، وسط استمرار الاحتجاجات، حيث سيظل الحظر الجديد ساريا حتى 26 مارس/آذار، ويشمل منع المظاهرات والبيانات الصحفية والمسيرات والاعتصامات وتوزيع المنشورات، إلى جانب إجراءات أخرى.
كما فرضت السلطات قيودا على دخول أفراد أو مجموعات إلى إسطنبول إذا اشتبه في نيتهم المشاركة في أعمال غير قانونية، وفقا لما أعلنه مكتب الحاكم على موقعه الإلكتروني.
في الأثناء، دعت المعارضة إلى التجمّع أمام مقر بلدية إسطنبول لليلة الرابعة على التوالي. ومن المقرّر تنظيم مظاهرات في مدن أخرى في جميع أنحاء البلاد، بينما تمّ حظرها في إزمير ثالث أكبر مدينة في تركيا (غرب) وفي العاصمة أنقرة.
وتظاهر أنصار حزب الشعب الجمهوري أمام مبنى البلدية، واتهم زعيم الحزب أوزغور أوزيل، حزبَ العدالة والتنمية الحاكم باستخدام القضاء للسيطرة على بلدية إسطنبول، بعد أن عجز عن الفوز بها في الانتخابات.
في المقابل، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعارضة بالسعي لتحريض الشارع، في سبيل الدفاع عن مجموعة من اللصوص والفاسدين.
وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا اليوم أنه تم توقيف نحو 343 شخصا بعد الاحتجاجات. وقال عبر منصة إكس: "لن يتمّ التسامح مع هؤلاء الذين يسعون إلى الفوضى والاستفزاز".
إعلانوبحسب وسائل الإعلام التركية، تواصلت عمليات التوقيف طوال الليل، وأُوقف متظاهرون في منازلهم في كثير من المدن عبر أنحاء البلاد، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة وإزمير وأنطاليا.
وفي رسالة على منصة "إكس" نشرها محاموه، شكر إمام أوغلو مواطنيه الذين خرجوا إلى الشوارع بعشرات الآلاف، على تحرّكهم. وقال: "أنتم تدافعون عن جمهوريتنا، عن الديمقراطية، عن مستقبل تركيا عادلة وإرادة أمتنا".
ووقعت صدامات مساء الجمعة في إسطنبول بين متظاهرين والشرطة التي استخدمت الرصاص المطاطي في إسطنبول، أما في إزمير ثالث أكبر مدن البلاد فقد استخدمت الشرطة خراطيم المياه، بحسب لقطات بثتها محطات محلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان بلدیة إسطنبول إمام أوغلو
إقرأ أيضاً:
أوقفوا التواطؤ.. مئات الآلاف يتظاهرون في روما احتجاجاً على حرب الإبادة بغزة
تظاهر مئات الآلاف في شوارع روما للاحتجاج على الحرب في غزة في مظاهرة دعت إليها أحزاب المعارضة للتنديد بـ "تواطؤ" الحكومة في حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام متفرقة.
قالت تقارير صحفية أن المظاهرات طالبت بوقف الإبادة ب"أوقفوا المذبحة، أوقفوا التواطؤ!" هكذا كانت لافتة عريضة رفعها المتظاهرون في بداية المسيرة، وسط بحر من الأعلام الفلسطينية الحمراء والبيضاء والخضراء، وأعلام السلام ولافتات "فلسطين حرة".
استقطبت المظاهرة السلمية حشدًا غفيرًا، قدّره المنظمون بنحو 300 ألف شخص. ولم تُقدّم الشرطة تقديرات رسمية لأعداد المشاركين.
مظاهرات حاشدةوانطلقت المظاهرة من ساحة فيتوريو المركزية في روما إلى سان جيوفاني، حيث اعتلى المتحدثون خشبة المسرح لحث الناس على إنهاء العنف والتنديد بما وصفه البعض بصمت الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة بقيادة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.
ووصفت زعيم حزب المعارضة الرئيسي الديمقراطي، إيلي شلاين، المشاركة في المظاهرة بأنها "استجابة شعبية هائلة" لمعارضة الحرب.
وكانت حركة النجوم الخمس الإيطالية وتحالف الخضر اليساري أيضًا وراء الاحتجاج.
وقالت شلاين للصحفيين إن المظاهرة جاءت "لقول كفى للمذبحة التي تعرض لها الفلسطينيون، ولقول كفى لجرائم حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة" ولإظهار "إيطاليا أخرى" للعالم.
وأضافت "إيطاليا التي لا تلتزم الصمت كما تفعل حكومة ميلوني، إيطاليا التي تريد السلام، وتريد وقف إطلاق النار الفوري، وإطلاق سراح جميع الرهائن، والمساعدات الإنسانية، وتريد الاعتراف بدولة فلسطين".
انتقادات لاذعة دوليةوتعرضت إسرائيل لانتقادات دولية متزايدة بسبب الوضع الإنساني المتدهور في الأراضي الفلسطينية، حيث حذرت الأمم المتحدة في مايو من أن السكان بالكامل معرضون لخطر المجاعة.
وفي إيطاليا، دفعت المعارضة ميلوني إلى إدانة تصرفات زعيم إسرائيل بنيامين نتنياهو في غزة، لكن انتقاداتها كانت معتدلة.
وفي الشهر الماضي، وصفت ميلوني الوضع الإنساني بأنه "مأساوي وغير مبرر على نحو متزايد"، وقالت إنها أجرت "محادثات صعبة في كثير من الأحيان" مع نتنياهو، في حين أشارت في الوقت نفسه إلى أن "إسرائيل لم تكن هي التي بدأت الأعمال العدائية".
جاء العديد من المتظاهرين من مختلف أنحاء إيطاليا للمشاركة في المظاهرة في العاصمة، بما في ذلك جابرييلا برانكا، وهي محامية من جنوة.
قال رجل يبلغ من العمر 67 عامًا لوكالة فرانس برس: "من غير المعقول أن نشهد مذبحة راح ضحيتها 60 ألف شخص، بينهم 20 ألف طفل. علينا أن نقول كفى".
وأضاف "في بلدان أخرى، كما تعلمون، اجتذبت المظاهرات ملايين الأشخاص، لذلك آمل أن نتمكن اليوم في روما من إرسال إشارة إلى كل إيطاليا، حتى ينزل الجميع إلى الشوارع ليقولوا كفى، وقبل كل شيء، لمحاولة إيجاد السلام".