ستظل الديموقراطية هي الملكة المتوجة بالنسبة لكل الدول، ويكفى أنها أجدر مكتشفات الإنسانية بالتصديق والولاء، وهى سلوك ومنهاج من شأنه أن ينظم شؤون الحياة كلها، إنها الديموقراطية الأساس الحى لكل نهضة وكل استقلال، وهي صنو للحرية التى يراها المرء أفضل الطرق وأذكاها، ذلك أن الهدوء الذى يقره الخوف ليس إلا تربصا وليس نظاما، والاستقامة التى يولدها الإكراه ليست فضيلة وإنما هى كبت بكل معنى الكلمة.
تعد الديموقراطية فى تبلورها الأخير هى المعتصم الأوحد لحقوق الإنسان. وهنا نتساءل: من هم أعداء الديمقراطية الآن فى عصر قد يبدو فيه للبعض أن مصطلح الاستعمار القديم قد اختفى؟ غير أنه على أرض الواقع لم يختف، وإنما يظل قائما بكل هيلمانه وطغيانه، وبكل مؤامراته ومناوراته. كل ما هنالك أنه كسا مخالبه بالحرير. أما المخالب فلا تزال فى مكانها تنهش وتتبر كل ما طالته تتبيرا. والنموذج قائم أمامنا يتجسد في المشاركة الكاملة القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وهو ما يشكل أكبر برهان ساطع على أن الاستعمار لم يختف.
تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول التي تعد العدو الحقيقى للديموقراطية، ويتجلى ذلك بوضوح فى تعاملها مع الدول العربية والإسلامية. يؤكد ذلك عشقها لذاتها إلى الحد الذى يتوارى معه الحق. فهى تؤثر مصالحها على مصالح الشعوب، ولهذا مضت تتصدر القائمة التى تمارس لعبة الإجهاز والقضاء على الديموقراطية. والمثال على ذلك ظهر فى الدور الطليعى الذى قامت به فى صرف قادة ثورة 23 يوليو عن الديموقراطية. وجرى ذلك عندما حاولت إقناعهم بأن أى نظام ديموقراطى صحيح سيطيح بهم وبالثورة معا. ولم تبخل علينا يومئذٍ بعرض فيلم ( يحيا زاباتا)، الذى انتهت فيه حياة الزعيم الحريص على الديموقراطية بالإعدام رميا بالرصاص. كانت هذه محاولة منها من أجل تضليل جماهير الشعب أيضا وصولا لإقناعهم بأن تطبيق الديموقراطية لن يكون فى صالحهم.
قد يتراءى للبعض أن السبب فى تنحية الديموقراطية قسرا عن دول فى المنطقة تتصدرها الدول العربية إنما يعود إلى أن الشعوب العربية ما زال يعوزها الوعى الكافى الذى يؤهلها لاستيعاب الديموقراطية السياسية، وفهمها على حقيقتها. وأنه ومن أجل ذلك وحده يعمد الحكام إلى تنحيتها وإبعادها خشية منهم على مصالح دولهم. غير أن هذه الرؤية تتجاوز سوء الظن إلى البهتان، ذلك أن الشعوب العربية تتمتع بوعي عظيم. ولو رجعنا إلى ثورات وحركات الاستقلال التى خاضت معاركها بعد الحرب العالمية الأولى والثانية لتبين لنا عقم هذا الرأى. ولا أدل على ذلك من أن الشعوب العربية قد مرت بتجربتها مع الديموقراطية قبل أن تبدأ الانقلابات والثورات فى العهد الأخير فكانت تجربة جد ناجحة. ولا أظن أن تنحية الشعوب فى منطقة الشرق الأوسط عن المشاركة فى شئون الحكم مشاركة كاملة وصادقة وفعالة يمكن أن يفيد الشعوب العربية بل على العكس سوف يشكل ضررا بالغا عليهم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشعوب العربیة
إقرأ أيضاً:
33 لاعبا في معسكر منتخب 20 سنة
عاد المنتخب الوطني تحت 20 سنة لكرة القدم إلى تدريباته خلال معسكره المفتوح الجاري فى مركز المنتخبات الوطنية بمدينة 6 أكتوبر والذى انطلق مجددا اليوم بعد فترة راحة فى إطار التجهيز والتحضير الجاد لكأس العالم فى تشيلي من 27 سبتمبر إلى 19 أكتوبر المقبلين والذى يشارك فيه احفاد الفراعنة ضمن مجموعة تضم : تشيلي واليابان وايرلندا.
وضمت القائمة التى أعلنها الكابتن أسامة نبيه المدير الفني للمنتخب 33 لاعبا هم : عبد المنعم تامر واحمد وهب واحمد منشاوي ومحمد ريشه فى حراسة المرمي ومحمد ابراهيم ومحمد عوض واحمد عابدين وعبد الله بوستنجي ومعتز محمد ومعاذ عطية وعبد الحميد احمد ومحمود لبيب ومؤمن شريف ومهاب سامي واحمد كاباكا ومحمد السيد واحمد وحيد وسيف سفاجا ورضوان حمزاوي وعلى ايهاب وكريم احمد ومحمد عبد الله وعمر معوض وحامد عبد الله واحمد شرف ومحمود صلاح وياسين عاطف واحمد ناجي ويوسف صابر وادهم كريم ومحمد هيثم وحسن صابر وأيمن امير.
وكان المنتخب قد بدأ الاستعداد منذ أسابيع وتخلل المعسكر مباراتان وديتان مع منتخب الكويت الأوليمبي فاز فى الأولى وتعادل فى الثانية وقام خلالهما الجهاز الفني بتجربة مجموعة كبيرة من اللاعبين قبل الاستقرار على المجموعة الحالية.
وأشاد الكابتن أسامة نبيه بالروح القتالية والحماس والإصرار الذى يسيطر على تدريبات الفراعنة فى ظل رغبة اللاعبين فى تقديم أوراق اعتمادهم بالتشكيل الأساسي بالمونديال وهو الحلم الذى يراودهم جميعاً.