تشهد مصر الآن حالةَ حراك سياسي نشط مع ظهور حزب جديد، نجح خلال فترته التأسيسية الأولى في الوصول إلى كل الجماهير المصرية داخل المدن والمحافظات والقرى والأرياف، وهو حزب الجبهة الوطنية، الذي تعمَّد مؤسسوه أن يجمع قادتُه بين المفكر والناشط وأستاذ الجامعة والعالِم والفلاح والطالب والمرأة، وذلك تجسيدًا لفكرة الجبهة.
والحزب الجديد -الذي وُلد عملاقًا، وشكَّل الحكومة والبرلمان في عقيدة الناس حتى قبل إجراء الانتخابات- ألقى حجرًا كبيرًا في بحيرة مصر السياسية، ويحجز مقعدَه الأول إلى جوار حزب مستقبل وطن. ويعتقد الكثيرُ من المراقبين أن حزب الجبهة وحزب مستقبل وطن هما فكرةٌ قديمةٌ جديدةٌ طُرحت في المنتديات الفكرية والسياسية لتحريك العمل السياسي في البلاد من خلال حزبين كبيرين تحت مظلة وطنية واحدة، يشبهان إلى حد كبير الحزبَين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية.
والفكرة يتحقق الآن جزءٌ كبيرٌ منها، ولكنها لا تستطيع أن تشمل كلَّ ربوع وطوائف مصر الواسعة والزاخرة بألوان طيف سياسي متعددة، خاصة أن العمل السياسي والديمقراطي لم ينضج بعدُ، حتى يكتفيَ المجتمعُ بحزبَين فقط.
قد يقول قائل إن هناك عشرات الأحزاب الأخرى يمكنها سدُّ الثغرات، ولكنَّ التجربة أثبتت أن مصر الآن لا يظهر على مسرحها السياسي أكثرُ من مستقبل وطن وحزب الجبهة، وبالتالي وبالضرورة نحتاج إلى حزب ثالث في القوة والمقاعد والحضور على المسرح، كي نشهدَ لعبةً سياسيةً مكتملةَ الأركان تُبعدنا عن لعبة تبادل الكراسي بين اثنين فقط، لاسيما وأن الاحتمال الأكبر هو التنسيق بين الحزبَين، الأمر الذي يُحتمل معه حرمانُ أي حزب ثالث من الظهور أو المنافسة على مقاعد السلطة في البلاد.
وهناك أفكار متعددة لتنشيط الحياة السياسية في البلاد في ظل اتفاق الجميع على الثوابت الوطنية، وفي ظل الرؤية الواضحة للمخاطر التي تحيط بمصر في الداخل والخارج. حيث يذهب البعضُ إلى ضرورة دمجِ عشرات الأحزاب في حزب واحد ليشكل العنصر الثالث في المعادلة، مع السماح باستمرار عمل الأحزاب الأخرى.
وإن كان البعض الآخر يذهب إلى ضرورة تثبيت واستمرار وجود الحزب وفقًا لتمثيله داخل البرلمان أو مجلس الشيوخ أو المحليات. وفي حالة إذا فشل حزبٌ في الحصول على أي مقعد من تلك الدوائر الثلاثة، يجب إدماجُه في الأحزاب الممثَّلة، حتى ننتقل إلى منطقة الجدية في العمل السياسي.
وأحزابنا السياسية أمام تحديات كبرى، منها: غياب الزعامة الحقيقية، البرنامج الشامل، الديمقراطية الداخلية، عدم القدرة على التمويل الذاتي، والفشل في الالتحام الجماهيري.
ولأن مصر تتعرض لمخاطر وجودية كبرى نتيجة استهدافها جنوبًا وشرقًا وغربًا، فهي تحتاج إلى استنهاض كل الطاقات البشرية المصرية للعمل الجاد والمتميز في حماية الجبهتين الداخلية والخارجية، لأن حالة السكون والتقوقع على الذات لا تصلح لمواجهة تلك التحديات.
ويبقى أن الجماهير تنتظر ميلاد حزب ثالث يدفع الحياةَ السياسيةَ إلى الأمام دون خوف من احتكار الحزبَين.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
الجبهة الوطنية بجنوب سيناء يعقد اجتماعا مع مشايخ القبائل البدوية بمدينة طور سيناء
عقد حزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء، اجتماعا مع مشايخ و عواقل القبايل البدوية بمنطقة مصيعد بمدينة طور سيناء، بحضور النائب غريب حسان، أمين الحزب بالمحافظة، والمستشار محمود سرور، أمين التنظيم، والشيخ جميع رمضان، مساعد أمين الحزب، لمناقشة آليات العمل على رفع الوعي بالمخاطر التي تهدد الدولة بكافة الجبهات.
وذلك بناءا على دعوة و تنظيم من الشيخ جميع رمضان، مساعد أمين الحزب، للقاء مشايخ و عواقل بدو مدينة الطور، لتسليط الدور على المخاطر التي تواجه البلاد، ورفع الوعي بكيفية التصدي لها،.
وذلك بناء على توجيهات الدكتور عاصم الجزار، رئيس حزب الجبهة الوطنية، والدكتور السيد القصير، أمين عام الحزب، والنائب أحمد رسلان، أمين التنظيم بالحزب، الخاصة بالعمل الدوري لتأكيد الهوية المصرية، والوقوف جنبا إلى جنب مع القيادة السياسية، والتوعية بالمخاطر التي تحاك بمصر، و العمل الجماهيري على أرض الواقع تمهيدا للانتخابات التي ستجري خلال الفترة المقبلة..
وقال النائب غريب حسان، أمين الحزب بالمحافظة، إن الحفاظ على أمن واستقرار الوضع في سيناء ليس مسئولية القيادات الامنية فقط، بل مسئولية كل مواطن يعيش على أرضها، خاصة القبائل البدوية لكونهم على دراية تامة بكافة دروبها.
واوضح النائب غريب حسان، أنه لابد من العمل على تنمية وعي الأجيال القادمة بالمخاطر التي تهدد الدولة بكافة الجبهات.
وأكد الجميع على دعمهم للقيادة السياسية في كافة القرارات التي من شأنها الحفاظ على الأمن القومي للدولة، وحماية بواباتها الشرقية.
وجاء هذا اللقاء ضمن سلسلة الحوارات والمناقشات التي يعقدها الحزب بشكل دوري لرفع الوعي بمواجهة الأفكار .، والمخاطر التي تهدد السلم والأمن الإجتماعي، وترسيخ الهوية المصرية، وغرس قيم المواطنة
.