اعتقالات واسعة بالضفة وتحذيرات دولية من عمليات تهجير غير مسبوقة
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين أثناء مداهمتها عدة مدن وقرى فلسطينية بالضفة الغربية المحتلة الليلة الماضية وفجر اليوم الاثنين، بينما حذرت "أطباء بلا حدود" من عمليات تهجير قسري وتدمير للمخيمات "غير مسبوقة" بالضفة منذ عقود.
وأفادت مصادر محلية للجزيرة أن قوات الاحتلال اقتحمت مدن جنين وقلقيلية ونابلس شمالي الضفة الغربية، واعتقلت عددا من الفلسطينيين بعد تفتيش وتحطيم للممتلكات في منازلهم.
ونفذت قوات الاحتلال مداهمات في مدن الخليل وبيت لحم جنوب الضفة الغربية واعتقلت عددا من الفلسطينيين.
ورصدت مصادر فلسطينية تحليقا مكثفا لمروحيات عسكرية إسرائيلية في أجواء مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية.
طيران الاحتلال المروحي يحلق في سماء مدينة طوباس. pic.twitter.com/19UdzQdRcW
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 24, 2025
وأفادت مصادر للجزيرة بأن آليات الاحتلال اقتحمت عدة أحياء في مدينة سلفيت ودهمت منازل في المدينة بحثا عمن تصفهم بالمطلوبين، ضمن عملية عسكرية متواصلة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.
كما طالت حملات الاقتحام والاعتقال بلدة السيلة الحارثية جنوبي جنين وبلدة قطنة ومنطقة رأس شحادة في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة.
قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيلية pic.twitter.com/FM434fCy8q
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 24, 2025
إعلانفي الأثناء، أصيب 4 فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة دورا جنوب الخليل.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع وأجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاق أبوابها واعتدت على فلسطينيين بالضرب.
اعتداءات المستوطنينوفي سياق متصل، قالت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان إن "مستوطنين استولوا أمس الأحد على منزل عائلة فلسطينية في حي تل الرميدة بالخليل، وأقاموا فيه بؤرة استيطانية".
وأضافت الحركة أن المستوطنين استولوا على المنزل خلال وجود العائلة الفلسطينية مالكة المنزل خارجه في إفطار رمضاني، وأن جيش الاحتلال منع العائلة الفلسطينية لدى عودتها من الدخول إلى منزلها.
يشار إلى أن حي تل الرميدة وعددا من الأحياء والحارات في الخليل جنوبي الضفة تتعرض إلى هجمات استيطانية زادت وتيرتها بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام قبل الماضي.
العدوان على جنينفي غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية في مدينة جنين ومخيمها وسط عمليات تجريف وحرق منازل وتحويل أخرى لثكنات عسكرية.
وقالت مصادر فلسطينية، إن قوات الاحتلال اعتقلت قرابة 230 مواطنا من المحافظة، منذ بدء العملية العسكرية في جنين.
وأكدت بلدية جنين أن عدد النازحين من المخيم وصل إلى 21 ألفا، موزعين بين مدينة جنين وبعض قرى المحافظة. كما خلفت العملية العسكرية منذ بدايتها على مدينة جنين ومخيمها 34 شهيدا.
من جهته، قال مدير عام الغرفة التجارية في جنين محمد كميل إن "العملية العسكرية في جنين وما صاحبها من إغلاق لحاجز الجلمة هي الأشد والأكثر خطورة على اقتصاد جنين منذ الانتفاضة الثانية، إذ إنها بتراكميتها أحدثت كسادا لن يكون من السهل تخطيه ومعالجته على المدى القريب".
وأضاف كميل للجزيرة نت أن حجم الخسائر اليومية تقدر بـ8 ملايين دولار، يضاف لها خسائر القطاع الخاص الإنشائية وتدمير البنية التحتية واستنزاف مقدرات القطاع الخاص بشكل يومي وتهجير للاستثمار المحلي نحو أسواق خارجية.
إعلانومنذ 21 يناير/كانون الثاني 2025، ينفذ جيش الاحتلال عملية عسكرية أطلق عليها اسم "السور الحديدي" في مخيمات شمالي الضفة بدأت في مخيم جنين.
ووسع الجيش العملية في مخيم طولكرم لليوم الـ52، وفي مخيم نور شمس لليوم الـ39، وأسفرت عن استشهاد وإصابة واعتقال عشرات الفلسطينيين.
تهجير غير مسبوقبدوره، قال بريس دو لا فين مدير عمليات منظمة أطباء بلا حدود، إن الضفة الغربية المحتلة لم تشهد تهجيرا قسريا وتدميرا للمخيمات بهذا الحجم منذ عقود.
جاء ذلك في تقرير نشرته المنظمة، الأحد، عن الوضع في الضفة الغربية التي ترزح تحت الاحتلال وهجمات الجيش الإسرائيلي.
وأوضح المسؤول أن الفلسطينيين "لا يستطيعون العودة إلى ديارهم لأن القوات الإسرائيلية تمنع الوصول إلى المخيمات وتدمر المنازل والبنية التحتية".
ولفت إلى أن المخيمات تحولت إلى "أنقاض وغبار"، مؤكدا أنه "يجب على إسرائيل وضع حد لهذا وتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية".
وفي نفس السياق أوضح التقرير الصادر عن المنظمة، أن عشرات الآلاف من النازحين في شمال الضفة الغربية يفتقرون إلى القدرة على الوصول إلى المأوى المناسب والخدمات الأساسية والرعاية الصحية.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تقمع بشكل منهجي العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى، وأن الوصول إلى الرعاية الصحية مقيد بشدة، وأن الوضع الصحي النفسي للفلسطينيين في الضفة الغربية مثير للقلق.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 937 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الضفة الغربیة قوات الاحتلال فی مخیم
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يغلق الأقصى والضفة الغربية وسط رفع حالة التأهب
أقدم الاحتلال الإسرائيلي على إغلاق المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة بالكامل لأول مرة منذ جائحة كوفيد-19، وسبق ذلك اقتحامه بعد صلاة الفجر لإخلائه من المصلين.
وعمل الاحتلال على إغلاق أبواب الأقصى ومنع المصلين من دخوله قبل إغلاق أبوابه، وهو ما منع المصلين من أداء صلاة الجمعة في المسجد، بحسب ما ذكرت وكالة "وفا".
يأتي هذا الإغلاق في الوقت الذي تفرض فيه "إسرائيل" إغلاقًا كاملاً على الضفة الغربية المحتلة في أعقاب موجة الهجمات التي شنتها على إيران.
وقال مدير الشؤون الدولية والدبلوماسية والسياحة في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بأنه "قلق من أن إسرائيل تستخدم تصعيدها مع إيران كغطاء للسيطرة على حرم المسجد الأقصى"، مضيفا "زعم الإسرائيليون أن الإغلاق كان لحماية الناس، لكن لم يُسمح إلا لموظفي الأوقاف بدخول الأقصى منذ ذلك الحين. المشكلة الحقيقية هي أننا لم نتلقَّ أي ضمانات بشأن موعد إعادة فتحه. هذا الغموض مثير للريبة".
في وقت سابق من يوم الجمعة، أفادت وكالة وفا أن "إسرائيل" أغلقت عشرات الحواجز والبوابات العسكرية في أنحاء الضفة الغربية، مما أدى إلى إغلاق العديد من الطرق الفرعية بين البلدات والقرى والمدن الفلسطينية بسواتر ترابية.
كما أغلقت سلطات الاحتلال جسر "اللنبي"، المعروف أيضًا باسم جسر الملك حسين، وهو المنفذ الوحيد لمعظم الفلسطينيين في الضفة الغربية للسفر إلى الخارج.
ودفعت الجماعات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بشكل متزايد من أجل الوصول إلى الأقصى، بهدف السيطرة عليه، وهي خطوة يؤكد الفلسطينيون أنها جزء من حملة أوسع لتغيير الوضع الراهن وتأكيد السيادة الإسرائيلية على القدس المحتلة.
بموجب القانون الدولي، يُعتبر شرق القدس أرضًا محتلة، ويثير إغلاق موقع ديني رئيسي مخاوف جدية بشأن انتهاكات حقوق الفلسطينيين في العبادة وحرية التنقل.