لماذا يختار المراهقون الإسرائيليون السجن بدلا من الخدمة بالجيش؟
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
يختار بعض المراهقين الإسرائيليين عدم الانخراط في الخدمة العسكرية رافضين القتل والإبادة الجماعية التي يرتكبها جيشهم في غزة، ومثل هؤلاء المعترضين ضميريا في إسرائيل يطلق عليهم لقب "الرافضون" ويتعرضون لعقوبة السجن إضافة إلى يلاحقهم من اتهم اجتماعية بتأييد الإرهاب والخيانة وحتى معاداة السامية.
يقول الشاب إيتمار غرينبرغ (18 عاما)، والذي سُجن 5 مرات لرفضه التجنيد الإجباري في إسرائيل، لشبكة سي إن إن، إن رفضه للتجنيد جاء تتويجا لعملية طويلة من التعلم والمحاسبة الأخلاقية.
ويضيف "أدركت أنني لا أستطيع ارتداء زي يرمز إلى القتل والقمع كلما تعلمت أكثر" مؤكدا أن حرب إسرائيل على غزة عززت قراره بالرفض.
وقال غرينبرغ "هناك إبادة جماعية في غزة لذا لا نحتاج إلى أسباب وجيهة أكثر للرفض.. أريد هذا التغيير وسأبذل حياتي من أجله".
ويعتبر رفض التجنيد في إسرائيل خيار للنبذ، حيث قال غرينبرغ بأنه وُصف بأنه يهودي كاره لذاته و معاد للسامية ومؤيد للإرهاب وخائن حتى من قبل عائلته وأصدقائه.
وقال: "يُراسلني الناس على إنستغرام ويقولون إنهم سيذبحونني، كما فعلت حماس بالإسرائيليين في السابع من أكتوبر".
وتنقل شبكة سي إن إن عن منظمة ميسارفوت، التي تدعم المعترضين على التجنيد الإجباري في إسرائيل، أنه لم يرفض سوى 12 مراهقا إسرائيليا علنا التجنيد لأسباب ضميرية منذ بداية الحرب، مشيرة إلى أن هذا العدد أكبر مما كان عليه في السنوات التي سبقت الحرب.
إعلانكما أكدت المنظمة أن هناك عدد أكبر بكثير من "الرافضين الرماديين" أو الأشخاص الذين يدّعون إعفاءات لأسباب نفسية أو صحية عامة للتهرب من التجنيد وتجنب احتمال قضاء عقوبة خلف القضبان.
وفي الإطار ذاته صرحت منظمة "يش غفول"، وهي منظمة أخرى مناهضة للحرب تدعم المستنكفين ضميريا، لشبكة "سي إن إن" أن 20% من الشباب المطلوبين للخدمة العسكرية، في المتوسط، يرفضون الخدمة سنويا، وفقا لأرقام نشرها الجيش الإسرائيلي. وأضافت أن هذا العدد يشمل كلا من الرافضين للتجنيد و"الرافضين الرماديين".
وقالت ليور فوغل، البالغة 19 عاما، وهي إحدى الرافضات للتجنيد الإجباري، إنها لطالما واجهت "مشاكل مع الجيش كمؤسسة قائمة على العنف والقوة"، ونجحت في إقناع طبيب نفسي بإعفاءها من الخدمة بسبب معاناتها من مشكلة نفسية.
وأضافت للشبكة سي إن إن أنها لم تبدأ بفهم دور الجيش في العنف اليومي الممنهج الذي يتعرض له الفلسطينيون في إسرائيل والأراضي المحتلة إلا بعد حصولها على إعفائها من الخدمة العسكرية. وقالت إن هذا الظلم هو ما يدفعها إلى نشاطها اليوم.
وقالت "لا يمكن الاستمرار في نظام الفصل العنصري، واستمرار هذا الحكم الذي يقمع فئة أخرى بشكل نشط. فهو ليس فقط غير أخلاقي وفظيع بشكل عام، بل سيؤدي في النهاية إلى انفجار في وجهك".
وقال أحد الرافضين الآخرين، ويدعى إدو عيلام، (18 عاما)، والذي قضى عقوبة في السجن لرفضه الانضمام للجيش "أُفضل هذا على قتل الأطفال"، وأضاف أنه إنه كان يأمل أن يُساعد احتجاجه الإسرائيليين على فهم أن "ألم الفلسطينيين هو نفسه ألم الإسرائيليين".
كما نقلت الشبكة عن راكيفيت لابيد، التي رفض أبناؤها أيضا الخدمة العسكرية قبل سنوات من الحرب، "أنا سعيدة لأن بعض الشباب ما زالوا على استعداد لقول ذلك.. لكنني آسفة لأنهم أقلية صغيرة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان فی إسرائیل سی إن إن
إقرأ أيضاً:
لماذا تنسحب فاغنر من مالي بعد أربع سنوات من الحرب؟
أعلنت مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية الخاصة انسحابها النهائي من مالي، بعد نحو أربع سنوات هناك، وسيتم استبدالها بالفيلق الأفريقي التابع لوزارة الدفاع، لكن التحديات الأمنية لا تزال كبيرة بالنسبة لباماكو.
وقالت صحيفة لوبوان -في تقرير بقلم عدلان مدي- إن المجموعة التي استدعاها المجلس العسكري في باماكو عام 2021، وبقيت قرابة أربع سنوات في مالي بذريعة محاربة الجماعات الجهادية والأزوادية، نفت رسميا أي وجود لها على الأراضي المالية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل يخسر ترامب الهند؟list 2 of 2كاتب أميركي: ترامب يلعب بالنار في لوس أنجلوسend of listوفي جرد لحصيلة هذا الوجود، قال مبروك كاهي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة ورقلة بالجزائر إن "الأوضاع الداخلية في مالي تظهر فشل فاغنر في مهمتها، لأنها منيت بهزائم فادحة صحبة الجيش المالي، في مواجهة الطوارق والجماعات المسلحة، وقتل العديد من عناصرها وأُسر، مما أضر بشدة بسمعتها".
أما الخبير في شؤون الدفاع أكرم خريف فيقول إن "مرتزقة فاغنر فعلت ما لم ينجح أحد في فعله من قبل، وهو إعادة الهدوء إلى منطقة الحدود الثلاثية والاستيلاء على عدة مدن شمالية، بما فيها كيدال معقل الأزواديين، ولكن جنودها تصرفوا بوحشية بالغة لدرجة أن غالبية سكان شمال مالي سقطوا الآن في قبضة الانفصاليين".
إعلانومع ذلك لم يتحسن الوضع الأمني -كما يقول الخبير- لأن باماكو العاصمة تحاصرها كتيبة ماسينا التي تقاتل الحكومة المالية، وتشن هجمات يومية على قواعد فاما في الشمال، ورجح أن عواقب الانسحاب ستكون وخيمة على باماكو، "لأن فاغنر كانت العمود الفقري للجيش المالي.
ويأتي رحيل فاغنر نتيجة عدة عوامل -حسب الصحيفة- أولها حل المجموعة رسميا بعد اختفاء زعيمها يفغيني بريغوجين في حادث تحطم طائرة غامض في أغسطس/آب 2023، بعد وقت قصير من محاولته التمرد المسلح على موسكو، ليقوم فيلق أفريقيا الآن بتنسيق معظم العمليات الأمنية في أفريقيا، تحت السيطرة المباشرة لوزارة الدفاع الروسية.
هزيمة نكراء
ومع أن فيلق أفريقيا "وصلت أول فرقه في منتصف يناير/كانون الثاني، فإن السلطات المالية رفضت الانفصال عن فاغنر التي أصبحت القوة الدافعة لجيشها، واقتصرت مهمة الفيلق على تدريب أول لواء مدرع في مالي وحراسة العاصمة ومقر فاما، المركز النابض للقوة المالية في كاتي، شمال باماكو"، والآن أخذت هذه الفرقة التابعة مباشرة لموسكو، زمام الأمور من فاغنر السابقة.
والعامل الآخر يتعلق بالانتكاسات العسكرية العديدة التي مني بها الجيش المالي وقوات فاغنر معا، كما حدث في نهاية يوليو/تموز 2024 قرب تينزاوتين على يد مقاتلي الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد، وهي مجموعة من الجماعات الانفصالية الأزوادية، قالت إن 84 مرتزقا من فاغنر قتلوا في المعركة ومعهم 47 جنديا ماليا.
يقول أكرم خريف إن هذه "المعركة" "فاقمت التوتر بين مالي والجزائر"، وعقب غارات جوية شنتها طائرات مسيرة من مالي على مدنيين على بعد عشرات الأمتار من الحدود مع الجزائر، دعت هذه الأخيرة عبر مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى "وقف انتهاكات الجيوش الخاصة التي تستخدمها بعض الدول".
إعلانوفي مواجهة هذا التوترات، بادرت موسكو إلى سلسلة من الاتصالات مع الجزائر، مما ساهم في رحيل فاغنر من مالي، ولكنه رحيل يضع مالي في مواجهة التحديات السابقة نفسها، لأنه -كما يخشى موقع مالي أكتو الإخباري- "قد يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار وعودة أعمال العنف. وقد تملأ الجماعات المتمردة الفراغ الأمني الذي خلفه هذا رحيل فاغنر".