الثورة نت:
2025-06-11@02:43:19 GMT

عذراً فلسطين

تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT

عذراً فلسطين

 

عذرا فلسطين الحبيبة، فأمة المليار والنصف، تغرد خارج السرب، تعيش في حالة من السبات والنوم العميق، لم تعد صرخات استغاثة نسائك، ودموع وخوف أطفالك، وأنين وأوجاع ومعاناة كهولك، تؤثر فيهم، أو تحرك ضمائرهم، أو مواقفهم أو قراراتهم أو توجهاتهم، لقد باعوك يا مهبط الأنبياء، وقبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين الشريفين٬ لقد خذلوك في وقت الشدة، بعد أن ظلوا يتغنون باسمك لسنوات عديدة، ضحكا على الذقون، وزيفا وخداعا ونفاقا ورياء وسمعة أمام وسائل الإعلام وللاستهلاك المحلي.

نعم باعوك بثمن بخس وهم للأسف من يدفعون ثمن بيعك من أموال وثروات شعوبهم، المغلوبة على أمرها، لقد سقطوا سقوطا ذريعا في وحل العمالة والخيانة والتأمرك والتصهين، لا بواكي على مجازر النتن ياهو وحكومته اليمينية المتطرفة وقواته الإجرامية بحق نساء وأطفال غزة في هذا الشهر الفضيل، والليالي الرمضانية المباركة التي خصها الله جل في علاه بليلة القدر.

ليال دامية، صواريخ فتاكة، وقنابل محرمة، تصب على رؤوس أطفال ونساء وأهالي غزة صبا ليلا ونهارا، بعد أن قرر السفاح النتن نسف اتفاق وقف إطلاق النار، معلنا المضي في حرب الإبادة التي تتهدد أرواح سكان قطاع غزة بما فيهم الأسرى والمعتقلون الصهاينة لدى حركة حماس، كل ذلك وأمة المليار تدس رؤوسها في التراب، وكأن المسألة لا تعنيها، وكأن فلسطين دولة في بلاد واق الواق.

أمة تمتلك الأموال والثروات والعدة والعتاد التي تؤهلها بأن تتزعم وتسود العالم بأسره، لكنها جعلت من نفسها خانعة ذليلة ضعيفة، أوهن من بيت العنكبوت، وفرضت على نفسها الذلة والمهانة، ورضيت بأن تعيش دور التابع الخانع الذليل، لأنها سلمت قرارها ومصيرها لقادة تجردوا من كل شيء، لا دين، ولا عروبة، ولا أخلاق، ولا قيم، ولا مبادئ، ولا ثوابت، قادة عملاء، تجردوا من كل ما يمت للعروبة والإسلام والرجولة والإنسانية والآدمية بصلة.

قادة يمتلكون الجيوش المدربة والمجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات الحربية، الجيوش الجرارة التي لا نشاهدها إلا في العروض العسكرية في المناسبات والأعياد الوطنية، الجيوش التي تدين بالولاء للحكام، وتسبح بحمدهم وتقدسهم، والتي يسخرونها لقمع شعوبهم وإذلالها، والحفاظ على عروشهم وتأمينها، وحماية مصالح وممتلكات أسيادهم والعمل على توسيعها، والمشاركة في الاعتداء على إخوانهم وجيرانهم من أبناء جلدتهم خدمة لأعداء الأمة أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكهم من دول الشر والطاغوت والاستعمار.

عذرا فلسطين، فلم يعد هنالك صلاح الدين، ولم يعد هنالك من يحمل راية هذا الدين في بلاد كانت قبلة للمسلمين، فصار القابض على دينه كالقابض على الجمر، عذرا فلسطين فقد تآمر العربان على قضيتك و مقاومتك، وها هم يتآمرون اليوم على مقدساتك، وسيادتك، ويتاجرون بشرفك وكرامتك ومكانتك، ليرضى عنهم مولاهم ترامب، وصديقهم نتنياهو، لقد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على حزب الله في لبنان، وأنصار الله في يمن الحكمة والإيمان، وقوات الحشد الشعبي في العراق، وقوات الحرس الثوري في إيران، لأنهم أعلنوا وقوفهم إلى صفك، وأشعلوا نيران الغضب على الباغي الصهيوني مساندة ونصرة لك، ولقضيتك ومظلوميتك ومقدساتك ومقاومتك.

عذرا فلسطين، فما باليد حيلة، قلوبنا معك، ويعلم الله أننا نتوق لجهاد العدو الصهيوني على أرضك، ولكن (إخواننا) في دول الطوق الفلسطيني، أغلقوا المعابر، وأحكموا القبضة وضيقوا الخناق على الحدود معك، وحالوا دون وصولنا لنصرتك، يؤلمنا جدا ما يؤلمك، ويبكينا ما يبكيك، ويدمي قلوبنا ما يدميك، ولله نرفع أكف الضراعة بأن يحفظك ويحميك، ومن نيران الصهيوني ينجيك، وبنصره وتأييده يعليك.

عملياتنا المساندة لك مستمرة، وقواتنا لنصرتك مستنفرة، كلنا فلسطين قولا باللسان، وعملا بالجوارح والأركان، كلنا غزة الجريحة، ومن شذ منا شذ في النار، فاليمنيون الشرفاء الأحرار معك وإلى صفك يا قبلة الأحرار، لن نخذلك، ولن نساوم أو نقايض عليك، أنت قضيتنا الأولى والمصيرية، نفتديك بأرواحنا، ومن أجل حريتك ترخص حياتنا، وفي سبيل عزك وشموخك واستقلالك لا نهاب المنايا ولا تؤثر فينا الخطوب ومدلهمات الأحداث.

عذرا فلسطين، فأموال العرب وثرواتهم وجيوشهم وأسلحتهم لا تساوي النصف الأول من اسمك (فلس) ورؤوسهم العفنة، مدفونة في النصف الثاني من اسمك (طين)، ولا عزاء للمنبطحين والخانعين والخاضعين، والخونة العملاء المنافقين، وصهاينة العرب المطبعين، ودمت لنا حرة مستقلة يا فلسطين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الشفافية التي غابت عن الفترة الإنتقالية

الشفافية التي غابت عن الفترة الإنتقالية:
نلاحظ أن الفترة من ٢٠١٩ حتى بداية ٢٠٢٣ شهدت زخمًا سياسيا استثنائيا، بلغ ذروته من الاحتدام. وشارك في هذا المشهد عشرات الأحزاب والمنظمات والأفراد، إضافة إلى أطراف أجنبية من حكومات ومنظمات وأجهزة مخابرات. ورغم أن هذه الفترة انتهت بفشل سياسي واقتصادي غير مسبوق، توج بحرب، فإنه حتى الآن لم تُقدّم أي من المجموعات أو الأحزاب أو الأفراد المشاركين على مذكرات أو حتى مقالاتٍ صادقة ومتجردةٍ تكشف للشعب والتاريخ أسرار هذه الفترة المحورية في تاريخ السودان الحديث.

وغياب أي مذكرات أو شهادة أو مقالات صادقة عن أهم فترة في التاريخ السودان حقيقة مذهلة ومرعبة تلخص معدن من أدار الفترة وشارك قرب مطبخها

وحتى وثيقة “قحت” وورشتها الخاصة بتقييم الفترة الانتقالية، لم يتجاوزا محاولةٍ هزيلة لاستعادة المشروعية، تختفي وراء نقدٍ خفيف وسطحي يفتقر إلى الصراحة والشمول والعمق المطلوبين. وكانت الملهاة في أن قحت أقامت ورشة تقيم فيها أداء قحت وكانوا الخصم والحكم. – صححو ورقهم براهم، وزيتهم في بيتهم.

وهذا كله لا يدل إلا على شيء واحد: أن الجماعات والشخصيات التي شاركت في إدارة المرحلة الانتقالية بعد البشير لا تؤمن حقيقة بضرورة الشفافية، وهي الشرط الأساسي لأي ديمقراطية حقيقية. فهذه جماعات غير مؤهلة، ومع ذلك تمارس وصاية غير مستحقة على شعب لم ينتخبها لاتخاذ القرارات المصيرية نيابةً عنه. هذه جماعة تطالب خصومها بالشفافية الديمقراطية وتعفى نفسها من تلك المشقة.
معتصم اقرع معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مواطنون من مختلف المحافظات:الظروف المعيشية التي خلفها العدوان والحصار زادتنا تراحماً وألفة في العيد
  • إبراهيم العنقري: الخلل في الأدوات التي تنفذ المشروع الرياضي
  • الغماري في رسالة لكتائب القسام: اليمن سيبقى حاضراً في ميدان المعركة مع فلسطين
  • رسالة من الحوثيين إلى كتائب القسام.. فلسطين في قلب صنعاء
  • الشفافية التي غابت عن الفترة الإنتقالية
  • فضل الله: الدولة قادرة على حشد عناصر القوة التي تملكها لمواجهة الاعتداءات
  • عبد الله النفيسي: فلسطين هي المركز وطوفان الأقصى ضربة قوية للاحتلال
  • فلسطين تنفي علاقتها بالجماعة المسلحة التي تنهب المساعدات في غزة
  • الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية
  • السعودية.. محمد بن سلمان يشعل تفاعلا بما قاله عن إخوتنا في فلسطين بثاني أيام عيد الأضحى