أوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن الصين تعد أكبر مُصَدِر للملابس الجاهزة على مستوى العالم، حيث بلغت عائدات صادرتها من هذا القطاع في عام 2023 نحو 153.9 مليار دولار أمريكي كما يضم هذا القطاع الحيوي في الصين قوى عاملة ضخمة تشمل نحو 7.83 ملايين شخص وتمثل النساء أكثر من 60% منهم وفقًا لإحصاءات عام 2019 مما يعكس دور المرأة البارز في دعم هذا القطاع.

جاء ذلك خلال تقرير أصدره المركز حول أهم التجارب الدولية الرائدة في صناعة الملابس الجاهزة سواء على مستوى الانتاج أو التصدير، حيث تم التطرق إلى تجارب كل من الصين، وبنجلاديش، وفيتنام، باعتبارهم نماذج رائدة في هذا المجال.

وأشار المركز خلال التقرير إلى أن صناعة الملابس الجاهزة تنتشر في الصين عبر 322 ألف مؤسسة مما يبرز أهميتها كإحدى الصناعات الأكثر تأثيرًا في الاقتصاد الوطني لديهم، وتتميز صناعة الملابس الجاهزة الصينية بتكاملها التام حيث تشمل مراحل الإنتاج جميعًا من تصنيع الخيوط إلى الإنتاج وتعتمد بشكل كبير على المواد الخام المحلية مما يعزز استقلاليتها وكفاءتها التشغيلية، ويتم توجيه جزء كبير من الإنتاج للسوق المحلية بينما يخصص الجزء الآخر للتصدير مع التركيز على تلبية الطلب العالمي بمنتجات عالية الجودة، وتعد البدل النسائية والرجالية من أكثر أصناف الملابس الجاهزة مبيعًا على التوالي على مدار الأعوام السابقة.

وقد شهدت صناعة الملابس الجاهزة طفرة هائلة منذ انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في ديسمبر 2001، ومع إلغاء اتفاقية المنسوجات العالمية نهاية عام 2004 ورفع القيود التجارية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في السنوات اللاحقة تمكنت الصين من تعزيز موقعها كأهم لاعب في تجارة الملابس الجاهزة العالمية حتى أصبحت الصين شريكًا رئيسًا للعديد من الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والأسواق الصاعدة في آسيا وإفريقيا مما يعكس تأثيرها العالمي المتزايد.

وفي عام 2023، بلغت نسبة صادرات الصين من الملابس الجاهزة والمنسوجات إلى الولايات المتحدة الأمريكية نحو 20.7% ونحو 16.8% إلى الاتحاد الأوروبي، ونحو 10.7% لدول جنوب شرق آسيا، و7.7% لليابان، و44.1 للدول الأخرى، ويعكس هذا النمو الاستثنائي قدرة الصين على تحويل الصناعة التقليدية إلى محور أساسي لدعم اقتصادها الوطني وتعزيز مكانتها في سلسلة القيمة العالمية، مما جعلها نموذجًا للتطور الصناعي والاستدامة الاقتصادية. وعلى الرغم من النجاح الذي حققته الصين فإن قطاع الملابس الجاهزة يواجه بعض التحديات، تتمثل في انخفاض الطلب الخارجي، لذا قامت الصين بتطوير استراتيجيات تجارية مبتكرة واستكشاف أسواق جديدة مما يعزز مكانتها كقوة رئيسة في سوق الملابس الجاهزة والمنسوجات العالمية.

ولتعزيز مكانة الصين عالميًا وللاهتمام بجودة المنتج تم إطلاق خطة التنمية الخمسية الرابعة عشرة (2021- 2025)، والتي أطلقها المجلس الوطني للصناعات النسيجية والملابس، وتُركز على تحولات استراتيجية في القطاع، تهدف إلى التكيف مع التحديات المستقبلية، ومن أهم الأولويات التي أوضحتها الاستراتيجية فيما يتعلق بصناعة الملابس الجاهزة:

1- إعادة صياغة أهداف النمو: حيث تسعى الصين إلى تعزيز التكنولوجيا والابتكار، مما يدفع الصناعة نحو تقديم منتجات ذات قيمة مضافة.

2- تعزيز السوق المحلية: تعتزم الصين الاعتماد على السوق المحلية لدعم النمو ومن المتوقع أن تصل مبيعات الملابس بالتجزئة إلى 415 مليار دولار بحلول 2025.

3- التوسع العالمي: تسعى الصين إلى التوسع العالمي في قطاع الملابس من خلال استثمار مصانعها في الخارج وتعزيز الشراكات التجارية عبر "مبادرة الحزام والطريق" كما تركز على تلبية احتياجات الأسواق المختلفة من خلال تطوير منتجات مبتكرة مع الحرص على دمج مفاهيم الاستدامة والتكنولوجيا في عمليات الإنتاج مما يعزز قدرتها التنافسية على الصعيد العالمي.

4- الاستدامة البيئية: تهدف الصين إلى تطوير صناعة أكثر استدامة تعتمد على إعادة التدوير والاقتصاد الدائري لتقليل الأثر البيئي.

كما تناول مركز المعلومات من خلال التقرير تجربة بنجلاديش، مشيراً إلى أن صناعة الملابس الجاهزة بها تعد نموذجًا رائدًا للتصنيع المستدام، حيث تمكنت من تحقيق التوازن بين التوسع الصناعي وحماية البيئة وهو ما جعلها على رأس الدول المصنعة للملابس الخضراء في العالم، هذا إلى جانب إسهام هذه الصناعة بشكل كبير في الاقتصاد القومي لبنجلاديش، حيث بلغت نسبة مساهمة صناعة الملابس الجاهزة 10.4% في الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2022 /2023، كما وفرت أكثر من 4 ملايين فرصة عمل مما يعكس دورها المهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وتسهم صناعة الملابس الجاهزة بنسبة 84.58% من إجمالي صادرات بنجلاديش للعام 2022/ 2023، حيث تصدر منتجاتها إلى أكثر من 150 دولة حول العالم، وتلبي احتياجات أكثر من 100 علامة تجارية عالمية كما تشكل هذه الصناعة قطاعًا ذا أولوية عالية للحكومة التي تدعم هذا القطاع من أجل زيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني، كما تتبنى بنجلاديش ممارسات صديقة للبيئة في صناعة الملابس الجاهزة، حيث تمتلك بنجلاديش أكبر عدد من مصانع الملابس الحاصلة على شهادة LEED (الريادة في الطاقة والتصميم البيئية) في العالم، كما تضم الصناعة نحو 150 مصنعًا حاصلًا على الشهادة، و500 مصنع آخر ينتظر الاعتماد من مجلس المباني الخضراء بالولايات المتحدة الأمريكية، مما يجعل بنجلاديش رائدة في صناعة الملابس الخضراء، ومن الجدير بالذكر أن 9 من أفضل 10 مصانع للملابس الخضراء على مستوى العالم تقع في بنجلاديش، بالإضافة إلى 40 مصنعًا من بين أفضل 100 مصنع حول العالم يقع أيضاً فيها.

شهدت صادرات الملابس الجاهزة تطورًا ملحوظًا على مر السنوات، خلال الفترة من (2010/ 2011) إلى (2022/ 2023)، حيث ارتفعت من 17.91 مليار دولار إلى 46.99 مليار دولار مما يعكس تطور القطاع كركيزة أساسية للاقتصاد لدولة بنجلاديش، وهذا النمو يعُزى إلى عدة عوامل منها التكاليف التنافسية للعمالة، والسياسات الحكومية الداعمة، وارتفاع الطلب العالمي على الملابس الجاهزة، خاصة من الأسواق الأوروبية والأمريكية.

على الرغم من ذلك، شهدت الصادرات تراجعًا واضحاً في عام (2019/ 2020)، لتصل إلى 27.95 مليار دولار، وهو ما يفُسر بالتأثيرات السلبية لجائحة كورونا على التجارة العالمية وقطاع التجزئة، لكن سرعان ما تعافى القطاع في الأعوام التالية، حيث ارتفعت الصادرات بشكل ملحوظ في (2020/ 2021)، واستمرت في النمو حتى بلغت ذروتها في (2022/ 2023) ويعكس هذا الأداء قدرة الصناعة على التكيف مع الأزمات واستعادة مكانتها في الأسواق الدولية مع استمرار التركيز على تحسين جودة المنتجات.

وتعتبر دول الاتحاد الأوروبي هي أكبر سوق لاستيراد الملابس الجاهزة من بنجلاديش بقيمة بلغت نحو 23.4 مليار دولار خلال عام 2023، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 8.3 مليارات دولار، ثم المملكة المتحدة بقيمة 5.3 مليارات دولار، وكندا 1.5 مليار دولار، أما فيما يتعلق بالأصناف الأكثر تصديرًا من الملابس الجاهزة، فتأتي في مقدمتها (فئة البنطلون، والقمصان والتي شيرت والقمصان المحبوكة)، وذلك على مدار الأعوام الماضية.

وتعد صناعة الملابس الجاهزة من الصناعات التي تمتثل للمعايير الدولية للسلامة وصحة العمال في بنجلاديش ولم يأت ذلك من فراغ فقد واجهت الصناعة العديد من التحديات المتعلقة بقضايا، مثل حقوق العمال، وسلامة مكان العمل، والاستدامة البيئية، وبعد حوادث مثل انهيار رانا بلازا في عام 2013 سلَّطت مثل هذه الحوادث الضوء على الحاجة الملحة إلى تحسين معايير السلامة ورفاهية العمال، ومنذ ذلك الحين أدت الضغوط والمناصرة الدولية إلى زيادة الوعي والجهود المبذولة لمعالجة هذه القضايا حيث قامت الحكومة والجهات المعنية في بنجلاديش بتحسين معايير الأمان من خلال مبادرات مهمة، مثل "اتفاقية الحرائق وسلامة المباني في بنغلاديش"، و"تحالف سلامة العمال"، و"مجلس استدامة الملابس الجاهزة". وقد أثمرت هذه الجهود عن تحويل الصناعة إلى قطاع يمتثل للمعايير الدولية للسلامة وصحة العمال، وذلك يراعي فيه الجودة والنواحي الاجتماعية.

وقد أسهمت المرأة بشكل كبير في دعم صناعة الملابس الجاهزة في بنجلاديش حيث أصبحت تمثل نسبة كبيرة من القوى العاملة، حيث تشارك بنسبة 65% من إجمالي القوى العاملة في هذا القطاع ومعظمهم من المناطق الريفية، و90% منهم أميون، مما أسهم في تعزيز إنتاجية القطاع ودعم الاقتصاد الوطني، وقد ساعد وجود المرأة في الصناعة على تحسين جودة الإنتاج حيث تسُند إليها المهام التي تتطلب الدقة والاهتمام بالتفاصيل مما يعزز الكفاءة الإجمالية للقطاع، كما أتاحت هذه الصناعة فرص عمل واسعة للنساء من خلفيات اقتصادية متواضعة مما ساعد على تحسين مستوياتهن المعيشية وتعزيز استقلالهن المالي، إلى جانب ذلك أسهمت مشاركة المرأة في تغيير النظرة المجتمعية إلى دورها الاقتصادي مما عزز مكانتها كعنصر أساسي في التنمية، علاوة على ذلك أتاح القطاع للنساء فرصًا لاكتساب الخبرات المهنية من خلال العمل والتدريب مما أسهم في بناء قدراتهن وتعزيز مهاراتهن، فعمل المرأة في هذا القطاع لم يدعم فقط الاقتصاد الوطني بل أيضًا ساعد العديد من الأسر على تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.

كما استعرض التقرير التجربة الفيتنامية حيث يعُد قطاع المنسوجات والملابس الجاهزة في فيتنام من أهم القطاعات الاقتصادية إذ يمثل نحو 16% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد مما يبرز أهميته في الاقتصاد الفيتنامي كما تعُتبر فيتنام ثالث أكبر مصدر للمنسوجات على مستوى العالم بعد الصين وبنجلاديش كما شهدت صادرات المنسوجات والملابس الفيتنامية في الفترة (يناير - يوليو 2024)، ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 6.3% لتصل إلى 20.2 مليار دولار وذلك بعد الانخفاض الذي شهده القطاع عام 2023، حيث انخفضت قيمة صادرات المنسوجات بمقدار 4.1 مليارات دولار بنسبة انخفاض قدرها 9.2% في صادرات المنسوجات والملابس الجاهزة.

وفيما يتعلق بالعوامل الرئيسة التي أسهمت في نمو صادرات المنسوجات في فيتنام، فتتمثل في الآتي:

1- زيادة الطلب العالمي: ارتفع الطلب العالمي على المنسوجات والملابس الجاهزة الفيتنامية بفضل الطلب المتزايد في أسواق رئيسة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا كما أدى التعافي من تداعيات جائحة كوفيد - 19 إلى زيادة الطلبات العالمية حيث تسعى الدول إلى إعادة تخزين مخزوناتها وتلبية احتياجات السوق من المنتجات الاستهلاكية.

2- تنويع أسواق التصدير: حققت فيتنام تقدمًا كبيرًا في تنويع أسواقها التصديرية حيث لم تقتصر صادراتها على أسواقها التقليدية، مثل: الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي فقط بل نجحت في توسيع شبكة علاقاتها التجارية لتشمل الأسواق الناشئة في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط مما ساعد على تعزيز صادراتها من المنسوجات والملابس الجاهزة.

3- الاستثمارات في التكنولوجيا والابتكار: استفادت صناعة المنسوجات في فيتنام من الاستثمارات الكبيرة في تقنيات الإنتاج والابتكار كما اعتمدت الشركات المحلية على الأتمتة، والرقمنة، والممارسات المستدامة، مما ساعد على تحسين الكفاءة وجودة الإنتاج، وهو ما انعكس إيجاباً على زيادة صادراتها.

4- اتفاقيات التجارة الاستراتيجية: لعبت الاتفاقيات التجارية، مثل: اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادي (CPTPP) التي وقعت عليها فيتنام في 14 يناير 2019، واتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وفيتنام (EVFTA) في 30 يونيو 2019 دورًا كبيرًا في تسهيل صادرات المنسوجات الفيتنامية. فقد قدمت هذه الاتفاقيات إعفاءات جمركية، وسهلت وصول المنتجات الفيتنامية إلى الأسواق الدولية مما جعلها أكثر قدرة على المنافسة في السوق العالمية وتعزيز قدرة فيتنام على زيادة حصتها في سوق المنسوجات العالمية وجذب عملاء جدد وهو ما أسهم في أن تكون فيتنام لاعبًا رئيسًا في هذا القطاع.

في عام 2023 شكلت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر وجهة لصادرات المنسوجات الفيتنامية بقيمة بلغت 11 مليار دولار، تليها اليابان بنحو 3 مليارات دولار، ثم الاتحاد الأوروبي بنحو 2.9 مليار دولار، وكوريا الجنوبية بنحو 2.4 مليار دولار، وهو ما يوضح توزيع الصادرات الفيتنامية بشكل متنوع بين الأسواق العالمية، وسجلت صادرات المنسوجات الفيتنامية إلى الاتحاد الأوروبي نموًا بنسبة 1.63% متجاوزة 1.9 مليار دولار مع ارتفاع ملحوظ في واردات بعض الدول، مثل هولندا بنسبة 19.97%، وجمهورية التشيك بنسبة 48.98% إلى جانب زيادات كبيرة في لوكسمبورج وسلوفاكيا بنسبة 24.76%، و 55.32% على التوالي.

وتسهم صناعة الملابس الجاهزة في توفير فرص عمل لنحو 2.5 مليون فرصة عمل مما يعزز دورها في دعم الاقتصاد المحلي وتشكل النساء الغالبية العظمى من القوى العاملة في هذا القطاع، حيث يمثلن 90% من العاملين بالقطاع، وهو ما يبرز التزام فيتنام بتوفير فرص عمل للنساء ويعكس الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في تنمية هذه الصناعة، وعلى الرغم من أن العديد من العاملات يفتقرن إلى التعليم العالي والمهارات القيادية اللازمة لتطوير مسارهن المهني فإنهن يثبتن كفاءتهن العالية في المهارات الفنية مما يجعل هذه الصناعة مصدرًا رئيسًا لتحقيق التقدم المهني، كما أن هناك تقدمًا ملحوظًا في جهود تحسين ظروف العمل حيث بدأ التركيز على زيادة الوعي بالمهارات القيادية من خلال برامج التدريب والتطوير وهو ما يسهم في تعزيز ثقة العاملات وتمكينهن في مهنهن، ورغم التحديات التي تواجه بعض العاملات في الحصول على تغطية شاملة من التأمينات الاجتماعية فإن هناك تحسنًا تدريجيًا في هذا المجال مع التزام الحكومة والشركات بتوفير التأمين الاجتماعي مما يعزز استقرارهن الاقتصادي، وتشير هذه الجهود إلى إمكانية تحسين بيئة العمل وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية مما يسهم في خلق بيئة عمل أكثر استدامة وعادلة ويعزز دور المرأة في تطوير هذه الصناعة.

وأشار التقرير إلى مستقبل صناعة المنسوجات والملابس في فيتنام حيث تتسم صناعة المنسوجات والملابس الجاهزة في فيتنام بأنها إحدى الصناعات الواعدة حيث تستمر الدولة في تعزيز استثماراتها في البنية التحتية وتطوير التعليم المهني للقوى العاملة، وهذه الجهود تجعل فيتنام في موقع قوي لمواصلة ريادتها في سوق المنسوجات العالمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجلس الوزراء الصين صادرات الصين الملابس الجاهزة المنسوجات والملابس الجاهزة الولایات المتحدة الأمریکیة صناعة الملابس الجاهزة الملابس الجاهزة فی الاتحاد الأوروبی الاقتصاد الوطنی ملیارات دولار الطلب العالمی فی هذا القطاع فی الاقتصاد ملیار دولار فی بنجلادیش هذه الصناعة على تحسین المرأة فی على مستوى فی فیتنام الصین إلى مما یعکس مما یعزز ا بنسبة أکثر من من خلال وهو ما قطاع ا ا ساعد فی عام عام 2023

إقرأ أيضاً:

في عصر صناعة المحتوى: لماذا لا يجب أن نثق بالمؤثّرين بسهولة؟


شهد لبنان خلال السنوات الأخيرة انفجاراً غير مسبوق في صناعة المحتوى، حيث باتت المنصّات الرقمية تعجّ بمؤثّرين يقدّمون أنفسهم كمصدر للمعلومة، الرأي، الترفيه، وحتى الحلول الاقتصادية والاجتماعية. وبين فيديو يُبرز قسوة الواقع، وآخر يُسوّق لمنتج، وثالث يتناول السياسة بأسلوب كوميدي، يجد اللبناني نفسه محاطاً بمئات الأصوات التي تتنافس على جذب انتباهه. لكن خلف هذا اللمعان، تكمن حقيقة يجب التوقّف عندها: ليس كل مؤثّر مصدراً موثوقاً، ولا كل محتوى بريئاً أو صادقاً.

أول ما ينبغي فهمه هو أن صناعة المحتوى في لبنان ليست عملاً عفوياً. إنها سوق كاملة تقوم على الإعلانات، عقود الترويج، الهدايا، العلاقات مع الشركات، وأحياناً مع جهات سياسية واقتصادية. المؤثّر الذي يظهر كل يوم على الشاشة قد يكون خاضعاً لأجندة معينة، أو متأثّراً بمصدر تمويل مخفي، أو ببساطة مدفوعاً برغبة في رفع المشاهدات بغضّ النظر عن دقة ما ينشره. وهنا تكمن المشكلة: المحتوى الذي يبدو تلقائياً قد يكون مدروساً بدقة لخدمة هدف لا يُصرَّح عنه.

إضافة إلى ذلك، تميل المنصّات الرقمية إلى مكافأة المحتوى الصادم والسريع، لا المحتوى العميق أو المستند إلى مصادر موثوقة. لذلك، يلجأ العديد من المؤثّرين إلى أساليب مبالغ فيها، منها تضخيم الوقائع، نشر أخبار غير دقيقة،  بداء آراء قطعية حول قضايا معقّدة، أو حتى إثارة البلبلة فقط لجذب التفاعل.

هذا النوع من المحتوى، رغم جاذبيته، يساهم في نشر معلومات مضلّلة ويتسبب بحالة من الهلع أو التشويش لدى الجمهور. والأسوأ أنه يجعل اللبناني يعتمد في فهم الواقع على أشخاص قد لا يمتلكون أي خبرة أو معرفة حقيقية بالموضوع الذي يتكلّمون عنه.

جانب آخر لا يقلّ خطورة هو تحوّل المؤثّرين إلى "سلطة بديلة". ففي بلد يعاني من ضعف الثقة بالمؤسسات الإعلامية والسياسية، بات كثيرون يفضّلون "رأي صانع محتوى" على رأي خبير مختص. وهنا يحدث الخلل. المؤثّر ليس صحافياً، ولا خبير اقتصاد، ولا طبيب، ولا باحثاً سياسياً. هو شخص يقدّم رأيه من زاويته الخاصة، لكنه يحظى بصدقية كبيرة فقط لأنه محبوب أو طريف أو قادر على صياغة فيديو جذّاب.

كما أن بعض المؤثّرين يستخدمون قوتهم الرقمية للتشهير بالأشخاص أو المؤسسات من أجل زيادة التفاعل، ما يؤدي إلى محاكمات شعبية خطيرة تُبنى على مقطع فيديو لا على حقائق مثبتة. وفي بلد هش مثل لبنان، يصبح هذا النوع من التأثير سلاحاً قد يضر بالأفراد ويشوّه الحقائق.

هذا لا يعني أن صناعة المحتوى سيئة بالكامل، ولا أن المؤثرين جميعهم مخادعون. بالعكس، هناك من يستخدم منصّته لنشر الوعي، محاربة الفساد، الدعم النفسي، أو إبراز قصص إيجابية من المجتمع. لكن المشكلة تكمن في المبالغة في الثقة واعتبار المحتوى الرقمي بديلاً عن الإعلام المحترف أو الخبراء الفعليين.

في النهاية، المطلوب ليس مقاطعة المؤثّرين، بل الاحتفاظ بمسافة نقدية. فالمتابع الذكي يسأل: من يمول هذا الشخص؟ ما مصدر معلوماته؟ هل يستفيد من هذا الموقف؟ وهل يعرض كل جوانب القضية أم جانباً واحداً فقط؟

صناعة المحتوى اليوم أقوى من أي وقت مضى، لكن قوتها يجب أن تُواجَه بالوعي… لا بالانجرار.
  المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة واتساب يطلق مركز وسائط جديد لإدارة المحتوى بسهولة Lebanon 24 واتساب يطلق مركز وسائط جديد لإدارة المحتوى بسهولة 08/12/2025 09:31:25 08/12/2025 09:31:25 Lebanon 24 Lebanon 24 لصناع المحتوى ومستخدمي الإنترنت.. مفاجأة سارّة من غوغل Lebanon 24 لصناع المحتوى ومستخدمي الإنترنت.. مفاجأة سارّة من غوغل 08/12/2025 09:31:25 08/12/2025 09:31:25 Lebanon 24 Lebanon 24 البطريرك يونان: يجب أنّ نكون صناع سلام في لبنان وفي الشرق الأوسط Lebanon 24 البطريرك يونان: يجب أنّ نكون صناع سلام في لبنان وفي الشرق الأوسط 08/12/2025 09:31:25 08/12/2025 09:31:25 Lebanon 24 Lebanon 24 البطريرك يونان: يجب أنّ نكون صناع سلام في لبنان وفي الشرق الأوسط Lebanon 24 البطريرك يونان: يجب أنّ نكون صناع سلام في لبنان وفي الشرق الأوسط 08/12/2025 09:31:25 08/12/2025 09:31:25 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 جاذبية فالمت أخبار عليين ان لي العلا بيرة تابع قد يعجبك أيضاً رابطة موظفي الإدارة العامة: للتوقّف عن العمل لمدة ثلاثة أيام بدءا من يوم الأربعاء Lebanon 24 رابطة موظفي الإدارة العامة: للتوقّف عن العمل لمدة ثلاثة أيام بدءا من يوم الأربعاء 02:18 | 2025-12-08 08/12/2025 02:18:31 Lebanon 24 Lebanon 24 اسئلة عن اسباب "التهدئة" Lebanon 24 اسئلة عن اسباب "التهدئة" 02:15 | 2025-12-08 08/12/2025 02:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 في ذكرى سقوط الاسد.. الحريري: من كان سبب الخراب لا مكان له في المستقبل Lebanon 24 في ذكرى سقوط الاسد.. الحريري: من كان سبب الخراب لا مكان له في المستقبل 02:07 | 2025-12-08 08/12/2025 02:07:59 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما ينتظره لبنان من لجنة "الميكانيزم" Lebanon 24 هذا ما ينتظره لبنان من لجنة "الميكانيزم" 02:00 | 2025-12-08 08/12/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بضائع صينية لا اسرائيلية Lebanon 24 بضائع صينية لا اسرائيلية 01:45 | 2025-12-08 08/12/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة هجومٌ من لبنان وأماكن أخرى.. إقرأوا آخر اعتراف إسرائيليّ Lebanon 24 هجومٌ من لبنان وأماكن أخرى.. إقرأوا آخر اعتراف إسرائيليّ 14:00 | 2025-12-07 07/12/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 خلاف عائليّ في البقاع يتحوّل إلى كارثة... إليكم ما حصل Lebanon 24 خلاف عائليّ في البقاع يتحوّل إلى كارثة... إليكم ما حصل 09:17 | 2025-12-07 07/12/2025 09:17:10 Lebanon 24 Lebanon 24 صورة سلاف فواخرجي مع ماهر الأسد تُثير ضجّة كبيرة.. ما حقيقتها؟ Lebanon 24 صورة سلاف فواخرجي مع ماهر الأسد تُثير ضجّة كبيرة.. ما حقيقتها؟ 10:19 | 2025-12-07 07/12/2025 10:19:00 Lebanon 24 Lebanon 24 حقيقة عن أحمد الشرع.. هكذا أنهى "سوداوية نظام بشار" Lebanon 24 حقيقة عن أحمد الشرع.. هكذا أنهى "سوداوية نظام بشار" 11:00 | 2025-12-07 07/12/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 كان في اليمن... صورة جديدة لرئيس أركان "حزب الله" السابق شاهدوها Lebanon 24 كان في اليمن... صورة جديدة لرئيس أركان "حزب الله" السابق شاهدوها 05:39 | 2025-12-07 07/12/2025 05:39:59 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب زينة كرم - Zeina Karam أيضاً في لبنان 02:18 | 2025-12-08 رابطة موظفي الإدارة العامة: للتوقّف عن العمل لمدة ثلاثة أيام بدءا من يوم الأربعاء 02:15 | 2025-12-08 اسئلة عن اسباب "التهدئة" 02:07 | 2025-12-08 في ذكرى سقوط الاسد.. الحريري: من كان سبب الخراب لا مكان له في المستقبل 02:00 | 2025-12-08 هذا ما ينتظره لبنان من لجنة "الميكانيزم" 01:45 | 2025-12-08 بضائع صينية لا اسرائيلية 01:30 | 2025-12-08 تغيير اسم الوزارة "ضرب جنون" فيديو محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 08/12/2025 09:31:25 Lebanon 24 Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) 04:00 | 2025-12-06 08/12/2025 09:31:25 Lebanon 24 Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء 09:14 | 2025-12-01 08/12/2025 09:31:25 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • طالبة عمّان الأهلية كندا المفلح تتصدر تصنيفًا عالميًا بمجال صحافة العلوم
  • صادرات الملابس الجاهزة المصرية ترتفع لـ 2.8 مليار دولار خلال 10 أشهر
  • صادرات الملابس الجاهزة تقفز 22% خلال 2025 وتقترب من 3 مليارات دولار
  • قفزة تاريخية.. 2.8 مليار دولار صادرات الملابس الجاهزة خلال 10 أشهر
  • في عصر صناعة المحتوى: لماذا لا يجب أن نثق بالمؤثّرين بسهولة؟
  • هل تحب القطط الرجال أكثر من النساء؟ باحثة تركية تكشف السر
  • عراق “رواتب الأشباح”: لماذا تبدو الأرقام الرسمية أقل من الواقع؟
  • معلومات الوزراء بالتعاون مع "سفارة الصين بالقاهرة ينظم منتدى الشراكة الاستراتيجية الشاملة البلدين
  • انطلاق معرض Egypt Stitch & Tex وسط مشاركات دولية وإعلانات توسعية كبرى في قطاع الملابس الجاهزة
  • اجتماع مصري–ألماني لبحث استعدادات Texprocess 2026 وتعزيز تحديث مصانع الغزل والملابس