جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-28@22:40:59 GMT

الأرض وحق المواطن

تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT

الأرض وحق المواطن

 

 

 

مدرين المكتومية

نُولد في هذه الحياة على أرض، ونعيش في أرض أخرى، نكبر ونترعرع وننمو في مكان، وتتلقفنا أماكن أخرى، نخرج من تلك الدائرة العائلية الصغيرة التي ننعم فيها بالحماية، لنذهب لمكان بعيد كل البُعد عنَّا، وعن بساطتنا، نجد أنفسنا في العاصمة مسقط لا شعوريًا بحكم العمل، نترك خلفنا كل شيء لنبدأ من جديد حياة مُختلفة، نكون نحن الأساس فيها، من الريف للمدينة، وتأتي الأعياد لنعود من المدينة إلى الريف.

إنها قصة تواصل حضاري من القرى للمدينة، ومن المدن للقرى، بدأت وانطلقت مع النهضة العُمانية الحديثة، تلك التي بدأها السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه.

كانت تلك الرحلة تحتاج لتوازن حتى تخلق هذه المدينة التي نفخر بها ونعيش فيها، حيث أعطي حق الحصول على أرض للأبناء من خارج مسقط، وأصبح بذلك لديهم أرضهم وجذورهم في مكان المنشأ المرتبط بالقرى التي في المناطق والمحافظات المختلفة الأخرى، فأصبحت مدينة متنوعة يعيش عليها مختلف العائلات العمانية وهذا التنوع بين أن يكون لك وجود بالمدينة وأيضاً لك جذورك الأخرى التي تعود إليها في المناسبات أعطى توازنا حقيقيا.

وعلى مدى عقود، كانت قطعة الأرض التي يحصل عليها المواطن تمثل الملاذ الآمن والمنطلق نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا، كما ساهمت في انتعاش الجانب الاقتصادي والاجتماعي، فعلى المستوى الاقتصادي، ساعد نظام توزيع الأراضي على المواطنين في انتعاش قطاع المقاولات وتجارة مواد البناء، بمختلف احتياجاتها، وتنمية المحافظات بشكل كبير وواسع، كما ساهم في نمو قطاع البنوك، وذلك لقيامها بعملية تمويل البناء، وأسهمت هذه السياسات في تحقيق تنمية عمرانية واجتماعية واسعة، خرجت بالإنسان العُماني من ضيق القرية إلى فضاء المدينة الرحب المليء بالفرص والازدهار.

وكان منح الأرض للشباب يمكنهم من بناء أنفسهم والذهاب بها نحو الحياة التي يريدونها، فمن خلال تلك الأراضي، استطاع الكثير من الشباب الذين قد يكونوا اليوم أصحاب أعمل وربما لديهم حياة مختلفة لا ترتبط فقط بالوظيفة. ومن بناء هذه الأراضي وجد البعض منهم فرصة لبيعها وبدء تجارة بسيطة. والبعض الآخر عمل في بيع وشراء هذه الأراضي التي هي كانت سببًا من أسباب انتعاش القطاع الخاص وتمكين الشباب من إيجاد فرص حقيقية تجعلهم قدوات أمام غيرهم من الشباب.

يجب أن نكون مؤمنين إيمانًا تامًا بأن الحضارة هي البناء، وهي تلك الفكرة التي نتحدث عنها تحت مفهوم "تنمية المحافظات"؛ وهي بالطبع تعتمد اعتمادا كاملا على أبناء المنطقة والعمل على تأهيلها بكافة السبل.

ومع علمنا بالضوابط التي صدرت قبل سنوات قليلة، والتي تحد من تملُّك المواطن للأرض، وحصر الأمر في كثير من الحالات على الأسرة (الزوجين) وليس المواطن والمواطنة بشكل مستقل، فإنَّ الكثير من المواطنين، ولا سيما من فئة الشباب، أصبحوا غير قادرين على الحصول على قطعة أرض، كحقٍ لهم كمواطنين، وهو الإجراء الذي ظل ساريًا حتى سنوات قليلة.

وباعتقادي أنَّ الحديث عن شُح الأراضي، أمر غير مُبرر، فما تزال الولايات عامرة بالأراضي البيضاء، وكثير منها في مناطق يصلح البناء فيها، لكن الأزمة تكمن في عدم توافر الخدمات والبنية الأساسية في هذه المناطق، ومن ثم فإن أي قرار بإنشاء مخططات عمرانية فيها، يستلزم توفير الخدمات الأساسية فيها، من مياه وكهرباء واتصالات وطرق داخلية، ويبدو أن المخصصات المالية لمثل هذه المشاريع ليست كما كانت في السابق. لذلك الحل يكمن في عقد اتفاقيات شراكة بين القطاعين العام والخاص، لتنفيذ مشاريع البنية الأساسية مقابل رسوم يدفعها المستفيد من المواطنين على سنوات طويلة.

حقيقة أن الأرض هي أصل البناء والتقدم، لا يجب أن نغفل عنها أبدًا، وعلى الجهات المعنية الكف عن التفكير المالي البحت، وأن أي تحرك أو مشروع أو مبادرة تضيف تكاليف جديدة على ميزانية الدولة يتم الاستغناء عنها أو تأجيلها في أفضل الأحوال، لم يعد مقبولًا، في ظل حالة الركود الاقتصادي التي يواجهها الجميع. يجب أن نعلم أن التوسع في مشاريع البنية الأساسية- مهما كلفنا ذلك- هو بناء في مستقبل هذا الوطن، ووضع الأسس الراسخة لضمان مستقبل أكثر استقرارًا للمواطن.

وأخيرًا.. إنني أوجه نداءً صادقًا إلى من يهمه الأمر، بضرورة عودة منح كل مواطن قطعة أرض، يبني عليها منزله، أو يستغلها في بدء تجارة جديدة، أو تكون له عونًا في المستقبل لمواجهة تقلبات الدهر، وعلينا أن نخرج من دائرة مسقط والباطنة، وأن يكون توزيع الأراضي في كامل أنحاء عُمان، وعلى المواطن أن يقبل أو يرفض، وبذلك تكون قد تحققت العدالة للجميع، ونجحنا في تنفيذ التنمية العمرانية التي نأمل.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

القومي للمرأة يهنئ اللواء منال عاطف لتجديد الثقة فيها مساعدًا لوزير الداخلية

كتبت- نور العمروسي:

تقدم المجلس القومي للمرأة برئاسة المستشارة أمل عمار وجميع عضواته وأعضائه ونائبته، بخالص التهنئة إلى اللواء منال عاطف بمناسبة صدور قرار السيد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بتجديد الثقة فيها لمواصلة أداء مهامها مساعدًا لوزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان، وذلك ضمن الحركة العامة لتنقلات وترقيات ضباط الشرطة لعام 2025.

وأعربت المستشارة أمل عمار عن خالص فخرها واعتزازها بتجديد الثقة في اللواء منال عاطف مؤكدة أنها تمثل نموذجًا مشرفًا للمرأة المصرية في المناصب القيادية بما تمتلكه من كفاءة مهنية عالية وخبرة واسعة في مجال تعزيز حقوق الإنسان والعلاقات المجتمعية داخل وزارة الداخلية.

وأضافت رئيسة المجلس أن اللواء منال عاطف مثال يُحتذى به للقيادات النسائية القادرة على تحقيق التوازن بين الانضباط الأمني واحترام الحقوق الإنسانية وقدرتها على العطاء المتواصل تعكس صورة مشرفة للمرأة المصرية داخل أحد أهم وأدق قطاعات الدولة.

وأكدت أن هذا القرار يعكس ثقة القيادة الأمنية في الكوادر النسائية ودورها البارز في تنفيذ إستراتيجية وزارة الداخلية نحو ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان وتعزيز التواصل مع المواطنين بما يواكب أهداف الجمهورية الجديدة.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

منال عاطف وزارة الداخلية القومي للمرأة

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: مجدي الجلاد يُدير جلسة حوارية مع مرشحي القائمة الوطنية بمؤتمر "مستقبل وطن" الأخبار المتعلقة "القومي للمرأة" يهنئ آمنة الطرابلسي لفوزها بمنصب نائب رئيس الاتحاد الإفريقي أخبار "دفاع النواب": رجال الأمن هم الدرع المنيع لحماية أمن واستقرار الوطن أخبار "خارجية النواب": وعي الشعب حائط صد في مواجهة الإرهاب والتخريب أخبار نقيب الأشراف يشيد بالضربات الناجحة لوزارة الداخلية لحفظ الاستقرار بالبلاد أخبار

إعلان

أخبار

المزيد شئون عربية و دولية 4 انفجارات متتالية تهز العاصمة السورية دمشق أخبار المحافظات انتشال جثة طفلة بمياه النيل في شبرا الخيمة أخبار المحافظات "سقطت بشكل مفاجئ بالمياه".. العثور على جثمان "حبيبة" غريقة في نهر النيل أخبار المحافظات "10 براميل زيت وأتوبيس".. السيطرة على حريق داخل مصنع كريازي بالعبور- صور شئون عربية و دولية ترامب: الاتحاد الأوروبي وافق على زيادة استثماراته في أمريكا وشراء معدات

الثانوية العامة

المزيد مدارس وزير التعليم: مناهج اللغة العربية الجديدة تدمج القيم الأخلاقية وتراعي الفروق التنسيق بعد الإعلان الرسمي.. رابط التسجيل بالمرحلة الأولى من تنسيق الجامعات 2025 التنسيق تأكيدا لمصراوي.. الحد الأدنى لتنسيق علمي علوم 293 درجة -فيديو التنسيق تنسيق المرحلة الأولى 2025.. رسميا وزارة التعليم تعلن قبول طلاب الثانوية مدارس وزير التعليم: اتخاذ أي قرارات تخص العملية التعليمية بمشاركة مديري المديريات

إعلان

أخبار

"القومي للمرأة" يهنئ اللواء منال عاطف لتجديد الثقة فيها مساعدًا لوزير الداخلية

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

للإعلان كامل للإعلان كامل 43

القاهرة - مصر

43 31 الرطوبة: 11% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • بالصور.. هذه هي كنيسة رقاد السيدة التي سيشيّع فيها زياد الرحباني
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • القومي للمرأة يهنئ اللواء منال عاطف لتجديد الثقة فيها مساعدًا لوزير الداخلية
  • محمد عبدالرحمن: فيه ديرة فيها أحد ما يحبني وش يوديني لهم.. فيديو
  • 6 دعاوى أمام محاكم الأسرة لا يجوز التصالح فيها وفقا للقانون.. تعرف عليها
  • جدل في مصر حول تحويل الأراضي الزراعية إلى عمرانية
  • رسائل تحذيرية وصلت إلى لبنان.. ماذا فيها؟
  • ياسر أبو شباب يظهر مجدداً في مقال رأي: الأراضي التي استولينا عليها في غزة لم تتأثر بالحرب
  • حالات يجوز فيها سحب التراخيص من السائق على الطرق.. تعرفها عليها