سودانايل:
2025-07-31@16:54:41 GMT

الوعي وهزيمة الموروث في نادي الكبار

تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT

عندما يتعلق الحديث بقضية الحرب و السلام؛ و يتبع أصحاب الأراء التي تحاول أن تحصر نفسها في معرفة تصورات المجموعات المختلفة لكيفة الوصول لرؤية واحدة يكون عليها إجماع لقضية الحرب و الحل.. و أيضا لوضع إستراتيجية واحدة تسهل علمية إقناع الآخرين بضرورة الحل حسب الفكرة المطروحة.. يجب التأكد أن علم الإستراتيجية مايزال محصورا في العلوم العسكرية، و هجرته للساحة السياسية و خطاباتها التي ماتزال تنقصها المعرفة في العلم المهاجر .

. في الوقت الذي يعتبر علم الإستراتيجية العمود الفقري للعلوم العسكرية، و التي تتمحور حوله بقية العلوم. و سبب ضعف استعماله في الحقل السياسي يعود لتراجع الأفكار و النظريات داخل المؤسسات السياسية، و التي تجاوزتها البشرية في مسبيرتها التاريخية المعاصرة..
أن درجات الوعي العالية التي كانت، و ماتزال، عند شباب ثورة ديسمبر، يعود لأنهم طوال الثلاثة عقود التي هي عمر نظام الإنقاذ، لم ينصاعوا إلي نداءات الأحزاب، و لم يستجيبوا لدعوات الحشد و التعبيئة التي كانت تطلقها، لأنهم كانوا على قناعة ليس هناك أختلاف منهجي بين الحاكمين و المعارضين في قضية " الديمقراطية" التي يرفعون شعارها، أنما كانوا فقط يريدون السلطة.. لذلك انفجرت الثورة من خارج أسوار الأحزاب، و حتى قضية التراكم النضالي التي يحاولون أن يقنعوا بها أنفسهم بأن لهم أثرا في الثورة، يعرفون أنها معلوم زائفة، ليس لها حقيقة في الواقع..
في أوائل التسعينات عندما تم تكوين "التجمع الوطني الديمقراطي" و قررت كل القوى السياسية بعد مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية 1995م، أن تحمل السلاح ضد نظام الإنقاذ ردا على خطاب الرئيس البشير في بورتسودان 1995م الذي قال فيه ( من يريد السلطة عليه أن يحمل البندقية) طلبت الأحزاب السياسية " الاتحادي – الأمة – الشيوعي – قوات التحالف السودانية" من عضويتها الحضور إلي أسمرا و حمل السلاح لفتح الجبهة الشرقية و تكون الحركة الشعبية في الجبهة الجنوبية.. الغريب في الأمر أن الذين لبوا النداء لكل هذه الأحزاب لا يتجاوزو 700 شخص.. الأمر الذي جعل الحركة الشعبية تنقل 3000 من مقاتليها إلي الجبهة الشرقية.. و في تلك الفترة كنت قد زرت كل المعسكرات في اريتريا و مكاتبهم في اسمرا.. أن فشل الأحزاب في استدعاء عضويتها، قد أكد لجون قرنق أن الأحزاب في حالة من الضعف التي لا يمكن أن تتحقيق فيها فكرته " انتفاضة محمية بالسلاح" التي كان قد بدأ يعلن عنها كشعار ثوري من أجل التعبئة...
سئلت عدد من القيادات السياسية في تلك الفترة عن عزوف الناس و عدم تلبية النداء، كان أولهم دكتور فاروق محمد إبراهيم و أمين مكي و كان الاثنان على قناعة واحدة، أن الأحزاب في حالة من الضعف، لذلك كانت فكرتيهما لابد من تكوين عدد من منظمات المجتمع المدني تدعم العملية السياسية.. و قال محمد الحسن عبد الله يسن أن الشباب عندهم موقف مناهض للأحزاب التقليدية القديمة، التي تسببت في ضياع الديمقراطيات.. قال الدكتور عمر نور الدائم في حواري معه في اسمرا (يجب أن نعترف أن أداء الأحزاب في الديمقراطية الثالثة كان ضعيفا و أغلبية الشباب لم يكونا راضين عنه.. لذلك لابد من الصبر عليهم، لأنه لا بديل عن الأحزاب في العملية الديمقراطية.. كل المتغيرات التي تحدث في العالم سياسيا و في مجال العلم و الفكر و تظل العقليات السياسية لا تتقدم قيد انملة، فهي ماتزال تعيش على ثقافة الحرب الباردة التي انتهت قبل ثلاث عقود و نيف...
كأن المفكرون السودانيون قد رحلوا مع معاوية نور الذي جعله الصاوي رمزا للإستنارة في السودان.. و الملاحظ في المثقفين الذين كانوا أعضاء في أحزاب اليسار و غادروها سنين عددا، إذا كانت قومية أو ماركسية لا يستطيعون أن يفكروا خارج مناهجها السابقة و لا يستطيعون أن يقفوا بعيدا عن أسوارها حتى لا يتهموا بالعمالة و الكوزنة.. طبعا أنتهت مرحلة " الغواصة" لأجل الحرب، سوف يعود جهاز الأمن و المخابرات قويا فاعلا مرة أخرى و تعود كلمة "الغواصة" للتعامل في الساحة خاصة للذين كانوا يستخدموا " م ن" .. لذلك تجدهم يدورون في دائرة مغلقة مركزها " الكيزان و الفلول " لأنهم إذا لم يذكروا ذلك" لن يحسبوا من زمرة " التقدميون" و الغريب في الأمر يرفعون شعار الديمقراطية و لا يملكون ثقافتها.. هذه الحمولات الثقيلة من ثقافة اليسار تعطل العقل المرء، و لا تجعله يستطيع أن يقرأ الواقع بصورة مغايرة عن "أبناء كاره" الذين فارقهم سنين عددا، و لكن الخوف من الوصف " بالمجاز و الإشارة و الهمس و المز.. و السؤال لماذا غادروا مؤسستهم إذا؟
أن كل الأحزاب السياسية في السودان إذا كانت يمينا أو يسارا، تعاني من إشكاليات " فكرية و تنظيمية" و تحتاج إلي مراجعات، و تغيير في قياداتها حتى تستطيع أن تجري إصلاحات حقيقية، و تصعد الأجيال الجديدة بدلا من القيادات التاريخية التي أدمنت الفشل، و لم يبق لها غير أن تحافظ على مواقعها، و تجتر مصطلحات و وصفات سياسية تجاوزتها المجتمعات و العلم، و بدلا من حالتي "الردحي و الندب" التي يمارسها عضو الحزب السابق أن يعيد قرأءة و صفاته السابقة التي كان يريد بها أن يرضي من يريد.. إلي قرأءة موضوعية يؤكد فيها حتى " الكيزان جزء من الأزمة السياسية مع الآخرين" حتى يعطي لحديثه الموضوعية و يجعل لعقله فضاء واسعا يتحرك فيه.. لآن العتمة التي يعيش فيها لا تجعله يجيد التفكير الصحيح لأنه مرهون بالخوف من المراقب.. نسأل الله لنا و لهم الهداية و حسن البصيرة...

 

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأحزاب فی التی کان

إقرأ أيضاً:

ضيافة ملكية جمعت الكبار: الملك خالد يستقبل الشيخ زايد في البر .. فيديو

خاص

أظهر مقطع فيديو نادر، استقبال الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – في ضيافة ملكية تقليدية أقيمت في إحدى صحارى المملكة، بعيدًا عن الرسميات، وبحضور عدد من كبار رجال الدولة.

وخلال اللقاء الذي وثّقته عدسات أرشيفية نادرة، ظهر الشيخ زايد ضيفًا عزيزًا في خيمة الملك خالد، وإلى جواره الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – حين كان وليًا للعهد، وكذلك الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وعدد من الأمراء، بينهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، في جلسة ودية جمعت القيادة الخليجية في لحظة أخوية صادقة.

اللقاء، الذي يعتقد أنه جرى خلال زيارة الشيخ زايد للمملكة في أبريل 1977 أو خلال موسم حج في أواخر السبعينات، عكس متانة العلاقة السعودية الإماراتية آنذاك، وحرص قادتها على ترسيخ دعائم التعاون والتضامن في ظل الظروف الإقليمية المتسارعة آنذاك.

 

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/X2Twitter.com_p1LzfgEl8hJSNcPB_1024p.mp4

مقالات مشابهة

  • قائمة السفراء: دبلوماسية العراق تختزل بعائلات السلطة
  • عون يناشد الأحزاب اللبنانية التعجيل بتسليم أسلحتها
  • ضيافة ملكية جمعت الكبار: الملك خالد يستقبل الشيخ زايد في البر .. فيديو
  • مصر ضمن الـ10 الكبار اقتصاديا: رؤية إسلامية لنهضة اقتصادية شاملة (8)
  • الأحزاب الحريدية بإسرائيل تتعهد بتأييد "أي اتفاق" لتبادل أسرى
  • قدور استقبل منسق هيئة لقاء الأحزاب في الشمال
  • الأهلي يتفوق إفريقيا.. تصنيف جديد يضعه بين الكبار في مونديال الأندية
  • «العرب» ترصد استعدادات وطموحات الفرق لدوري نجوم بنك الدوحة.. الشواهين طموحه الأول البقاء مع الكبار
  • بصادرات 11.6 مليار دولار.. غانا على أعتاب دخول نادي الخمسة الكبار عالميا في إنتاج الذهب
  • موسم الفواكه الصيفية في العُلا.. أجواء تعكس أصالة الموروث الزراعي