في أجواء من الفرح العميق والعائلية الدافئة، شهدت منطقة كوم الشقافة بغرب الإسكندرية اليوم أكبر تجمع لصنع كعك العيد وقد احتضنت هذه الفعالية مبادرة أطلقتها جمعية أنتيكا بالتعاون مع أهالي المنطقة، وذلك بهدف إحياء تراث صناعة كعك العيد اليدوي تحت عنوان من الناس للناس وحيث قد جمعت نساء و فتيات وأطفال من أقباط و مسلمين حول مائدة كبيرة وطبالٍ مستديرة، ليشاركوا في تجربة إبداعية لصنع كعك العيد.

بدأت الرحلة بخلاط العجين بمهارة، تلاها حشوه بالملبن والعجوة، وصولًا إلى نقش الكعك بأشكال فنية جميلة و وضعه في الصاجات، لقد كانت هذه اللحظات بمثابة نسج خيوط الفرح في المنطقة العريقة، تزامنًا مع اقتراب عيد الفطر المبارك.

قالت ندى محروس، مسؤول جمعية انتيكا و منسقة الفعالية لموقع الأسبوع، إن المبادرة تُعقد للعام العاشر على التوالي في المنطقة، حيث تهدف إلى إدخال الفرح إلى قلوب الأسر و الأهالي، بالإضافة إلى إحياء التراث مشيره أن الكثير من الأطفال و الجيل الجديد لا يعرفون شيئًا عن عادة صنع الكعك في المنزل.

لذا، يشارك في هذا اليوم العديد من الأطفال من مختلف الفئات العمرية، ليتمكن الجميع من التفاعل مع بعضهم البعض في أجواء سعيدة وممتعة مضيفه أن العمل متواصل منذ بداية الأسبوع لإنتاج كميات كبيرة من كعك العيد، مشيرة إلى أنه من المتوقع، بنهاية اليوم، تجهيز نحو 600 كيلوغرام من الكعك سيتم توزيعها على عدد من المتطوعين و الأسر الأشد احتياجًا في منطقة كوم الشقافة

و عن التصنيع أشارت ندي أن عملية إعداد الكعك تبدأ بتحضير العجينة بعناية، من مكونات أساسية تشمل الدقيق والسمن والسكر والبيض، ثم تُشكل العجينة إلى أشكال متنوعة تُجسد رموزًا دينية مثل الهلال والقمر والنجوم. بعد ذلك، تقوم السيدات بتزيين الكعك بالمكسرات والسمسم، وتُخبزه في الفرن حتى يُصبح ذهبي اللون، ليكون جاهزًا لنشر البهجة والسعادة في ليلة القدر، كما لفتت إلى أن الفعالية شهدت مشاركة واسعة من السيدات من مختلف الفئات العمرية، بالإضافة إلى مشاركة إخوتنا الأقباط، مما يعكس روح الإخاء بيننا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية عيد الفطر كعك العيد كوم الشقافة کعک العید

إقرأ أيضاً:

من دفء الأمس إلى صمت اليوم.. التحولات الاجتماعية في المجتمع السعودي

قبل 40سنه، كانت الحياة في المجتمع السعودي تنبض بروح واحدة، يسكنها الترابط الأسري والتكافل الاجتماعي. لم تكن الحياة سهلة، ولكنها كانت بسيطة، مليئة بالقرب والأنس والسكينة. كان الجار بمقام الأخ، والحي عائلة واحدة، والمجالس لا تخلو من ضحكاتٍ صادقة، ونقاشاتٍ حية، وهمومٍ مشتركة.

الترابط الاجتماعي قديمًا:

في السابق، كانت البيوت مفتوحة، والقلوب أكثر اتساعًا. إذا غاب أحد عن مجلس أو صلاة، سُئل عنه، وإذا مرض زاره الجميع، وإذا احتاج، وُقف بجانبه دون أن يُطلب. لم تكن هناك حاجة للدعوات الرسمية أو الرسائل النصية، فالحضور كان واجبًا، والتواصل عادة لا تنقطع.

كانت الأفراح يُشارك فيها القاصي والداني، والأتراح لا تُترك لعائلة واحدة. وكانت كلمات “تفضل”، و”نورتونا”، و”عيالنا وعيالكم” جزءًا من الروح اليومية التي يعيشها الناس. كل ذلك شكّل نسيجًا اجتماعيًا قويًا، يصعب تمزيقه.

ما الذي تغيّر؟

مع مرور الزمن، تغيّرت الأحوال، وتبدلت الظروف. دخلت التقنية بكل تفاصيلها، وانشغل الناس في سباق الحياة، وقلّ التزاور، وضعُف التواصل الحقيقي. أصبحت علاقاتنا محصورة في رسائل سريعة، ومكالمات نادرة، ولقاءات متباعدة لا يحضرها إلا الضرورة.

البيوت أُغلقت خلف أبوابٍ إلكترونية، والمجالس لم تعد كما كانت. حتى الأعياد، التي كانت مظلةً للفرح واللقاء، تحوّلت إلى صور ورسائل جماعية باردة لا تحمل حرارة اللقاء.

السبب؟

قد يكون السبب تعقيدات الحياة العصرية، وضغوط العمل، وازدياد المسؤوليات، أو سرعة الإيقاع الذي نعيشه. وربما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تغذية شعور الاكتفاء بالعلاقات “الافتراضية”، على حساب العلاقات “الواقعية”….

لكن، هل فقدنا الأمل؟

الجواب لا. فما زالت جذور الأصالة باقية، وما زال المجتمع السعودي يحتفظ بقيمه النبيلة وإن تراجعت بعض مظاهرها. وما أحوجنا اليوم إلى أن نعيد اكتشاف المعنى الحقيقي للتواصل، أن نُعيد دفء الجيرة، ونُحيي عادة السؤال والزيارة، ونُعلم أبناءنا أن الحياة ليست فقط في الشاشات، بل في العيون والقلوب والمواقف.

ختامًا،…

لم يكن الماضي مثاليًا، لكنه كان إنسانيًا. وعلينا أن نبحث عن توازنٍ جديد، يجمع بين تطورات العصر، وقيمنا الاجتماعية الأصيلة، لنصنع مجتمعًا حديثًا بروح الماضي، وبعين على المستقبل.

مقالات مشابهة

  • مكتبة الملك عبدالعزيز تحتفي بالتراث والحِرَفِ اليدويّة في معرض المدينة الدولي للكتاب
  • هاني عادل نجم فرقة «وسط البلد»: الإسكندرية محطة سنوية مهمة وسنغني لجمهورنا حتى في الشوارع
  • العماد هيكل في أمر اليوم بمناسبة العيد الثمانين للجيش: سنبقى الضامن لجميع اللبنانيين
  • محافظ أسوان يتابع تجهيزات انتخابات مجلس الشيوخ ميدانيًا بكوم أمبو
  • إطلاق فعاليات احتفالية العيد القومي لمحافظة الإسكندرية الـ73
  • من دفء الأمس إلى صمت اليوم.. التحولات الاجتماعية في المجتمع السعودي
  • "المقمع".. تراث حربي يُزيَّن بالنحاس ويُشعل أيام الفرح
  • “يوم خامس من الفرح في جرش: الناس والفن والحضارة في مشهد واحد” هنا الأردن ….ومجده مستمر
  • “المقمع”.. تراث حربي يُزيَّن بالنحاس ويُشعل أيام الفرح
  • اطّلع على تقرير التشجير ضمن مبادرة “السعودية الخضراء”.. أمير الجوف يستقبل مدير فرع “البيئة” بالمنطقة