يمن مونيتور:
2025-08-02@22:20:28 GMT

الشهيد الوائلي.. كابوس إيران الذي لم يمت

تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT

الشهيد الوائلي.. كابوس إيران الذي لم يمت

لم يكن استشهاد الفريق الركن أمين الوائلي مجرد خبر عابر تعرضه قناة ميليشيات الحوثي الإرهابية، التي يُجبر المختطفين في سجونها على متابعتها كجزء من التعذيب النفسي، بل كان حدثًا هزّ المنطقة، ولم يكن شأناً محلياً، بل عابراً للحدود وجد في طهران احتفاءً استثنائياً  خصصت له القنوات التلفزيونية أغلب برامجها لتغطية تأثيره على عوامل صمود الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مواصلة صد الهجمات البربرية الحوثية الإيرانية منذ بداية ذلك العام 2021.

لتكشف ايران مجدداً بذلك الاحتفاء أن المعركة  حرباً إيرانية ضد اليمن تنفذها أدواتها العميلة في صنعاء.

شاهدنا هذه التغطية المكثفة من القنوات الإيرانية واحتفائها بالخبر ونحن في سجن الإرهابي عبدالقادر المرتضى بمعسكر الأمن المركزي بصنعاء، وبعكس ما دأبت عليه الميليشيا لم تُفتح شاشة القناة الحوثية كما هي العادة، بل من قناة العالم الإيرانية، التي هللت بـ”الانتصار الكبير”، وأعلنت أن قائد الجبهة في مأرب قد قُتِل.

عُرضت التغطية الإيرانية أمام المختطفين في محاولة لاستعراض القوة والهيمنة ولكسر المعنويات، لكنهم لم يجدوا إلا وجوهاً صامدة شامخة، ونظرات تفيض بالعزيمة أكثر مما يعتريها الحزن، ووجدوا أكثر من ذلك عندما بثّوا بعد أيام من استشهاده مقطع فيديو له في جبهة مأرب، قابله الأسرى والمختطفين بهتافات النصر والتحية العسكرية، كما كانوا يفعلون مراراً عندما تُعرض قياداتهم الوطنية في قنوات الميليشيا، لتتحول فرحة الميليشيات الحوثية إلى خيبة وانتقام وتهديد ووعيد، ويضطر المشرفون إلى تغيير القناة، هروباً من حقيقة كانوا يرفضون الاعتراف بها: أن الروح المقاومة لا تموت، حتى في أحلك الظروف.

لقد أثبتنا للسجان أن الروح المقاوِمة لا تموت لكن بعض الأحداث لا تمر مروراً عابراً بل تترك أثرها عميقاً في الذاكرة توقظ ذكريات مضت لكنها لم تُنسَ، وفي تلك الليلة الثقيلة عاد بي الزمن إلى آخر تواصل لي مع الشهيد القائد الوائلي قبل احتلال صنعاء، حينها كنت رئيساً للجنة الإعلامية في اللجنة التحضيرية للمطالبة بإعلان وصاب وعتمة محافظة وضمّها إلى إقليم تهامة، كنت برفقة الصديق العزيز اللواء الركن عبدالكريم عوبل السدعي، قائد محور مران قائد اللواء الثالث عروبة، وما زالت كلمات الشهيد الوائلي ترنّ في ذاكرتي وهو يقول لنا: “تتحقق الأحلام بعزم الرجال”.

لم تكن تلك الكلمات والموافق مجرد مشهد عابر في ذاكرتي بل بقيت محفورة في وجداني حتى بعد خروجي من السجن حيث وجدت ذات الحزن والألم في عيون القادة الأوفياء الذين عرفوا قيمة الشهيد وعاشوا معه تفاصيل معركة الجمهورية وكان في مقدمتهم الصديق العزيز اللواء الركن عبدالكريم عوبل السدعي الذي التقيته بعد تحريري من سجون الإرهابيين الحوثيين، فوجدت في صوته حزناً ممزوجاً بالعزم، وهو يستذكر القائد الوائلي ومآثره العظيمة ويتحدث بحرقة عن الشهيد أمين الجمهورية الذي لم يكن مجرد قائد عسكري، كان جمهورية تمشي على قدمين، وحصنًا منيعًا للجمهورية ضد المد الفارسي، وسيفًا مسلطًا على رقاب أذناب طهران في اليمن، ليس مجرد اسم في معركة بل كان الخط الأحمر الذي كسر زحف الميليشيات في كل جبهة قادها وهزمهم في كل مواجهة حتى صار هدفًا أولًا لإيران.

قال لي القائد السدعي بصوت يملؤه العزم والإيمان: أمثال أمين لا يموتون بل تتحول أرواحهم إلى رايات تقود مسيرة النضال وإلى شعلة لا تنطفئ في وجدان كل يمني حر. القائد أمين الوائلي لم يكن رجلاً عاديا كان مشروعاً جمهورياً متكاملاً وقائداً من طراز نادر، من أولئك الذين يولدون مرة كل قرن ليغيروا مجرى التاريخ. عاش مقاتلاً لا يعرف الهزيمة وقائداً لا يساوم ظل في الميدان حتى آخر لحظة وفي كل خطوة كان يرسم ملامح النصر القادم.

بهذه الكلمات كان السدعي يتحدث عن أمين الجمهورية الرجل الذي ظل حتى آخر لحظة حارساً للكرامة وسنداً للوطن ورمزاً جمهورياً خالداً.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: كابوس إيران كتابات لم یکن

إقرأ أيضاً:

الشهيد الخفاش نموذج ساطع لهذا الجيل المؤمن برسالته وقناعته

■ لايعرف الكثيرون لماذا احتفت مليشيات التمرد في مستواها الأعلي وكلاب صيد وغرف إعلام عصابات التمرد في مستواها الأدني والوضيع باستشهاد الأخ الحبيب أحمد محمد أبوبكر ( خفّاش) وثلة من إخوانه الأطهار روت دماؤهم الطاهرة يوم أمس وديان وأرض منطقة أم سيالة بولاية شمال كردفان ..

■ الشجعان الذين عَرَجوا من أم سيالة إلي العُلا حيث تلّعقت أرواحهم بأحبابٍ لهم وصحاب سبقوهم إلي هناك .. أولئك الشجعان هم صفوة من صفوة جمّرتها معارك حرب الكرامة .. نازلوا أوغاد المليشيا في كل شبرٍ من أراضي الخرطوم والجزيرة ومدن أخري تحبهم ويحبونها .. وهاهم يبلغون تمام مقصدهم ورايتهم موسومٌ عليها بالدم المسك شعار حادي ركبهم القائد فتح العليم الشوبلي ( وطني .. كل الأرواح لك فداء) ..

■ أما الشهيد خفّاش فقصته مع كلاب وجراء الثورة المصنوعة عجيبٌ أمرها .. لن ينسي السّفلة الذين استفرغوا صديد دواخلهم علي صفحاتهم النّتنة .. لن ينسوا أن( الخفاش) كان أصغر من واجههم بحقيقة أنفسهم .. أنهم ( أجبن) وأضعف من أن يقتعلوا جذور شجرة الإسلاميين التي غاصت عميقاً في تربة هذا الوطن النبيل .. تحدّث بشجاعة .. وبثبات .. تحداهم في وجه العاصفة وكسر صلفهم بإبتسامته الساخرة وبراءة وجهه الذي يشعُّ بهاءاً وصدقاً .. يُعاش .. ولايُحكي

■ كان خفّاش يعبر لحظتها وأيامها عن قناعاته التي لامست منه شغاف القلب ومشاش العظم .. وهي القناعات ذاتها التي دفعته للمشاركة الفاعلة والمنتظمة في مناهضة حكومة وعملاء المنظمات وأجهزة الاستخبارات التي كان مقرراً فرضها علي بلادنا بوضع اليد تحت لافتة التغيير الثوري باسم جماهير الشعب السوداني المغلوبة علي أمرها .. كان الخفاش حاضراً ومنازلاً لم يترك جحراً دخلوه إلا كان وراءهم مذكراً إياهم بضعفهم .. جبنهم وعمالتهم ..

■ الشهيد الخفاش نموذج ساطع لهذا الجيل المؤمن برسالته وقناعته والمحب لتراب وطنه .. لمدة 3 سنوات ..ظلّ الشهيد الخفاش ممسكاً بسلاحه .. متنقلاً من ثغرة إلي ثغرة حتي كانت تربة أم سيالة حيث أسلم روحه إلي بارئها ليلحق بشقيقه الذي سافر هو الآخر علي جناح رصاصة مدافعاً عن أرض أجداده وآبائه مدينة الفاشر ..

■ كان آخر عهدي به لحظات نديّة بمدينة القضارف .. كنت علي يقين أنه سيفعلها !! ..
■ تقبّلك الله أخي الخفّاش ..ستبقي مشعلاً من مشاعل الهداية والنور وزاداً لأحبابك بطول الطريق .. سيبلغون مقاصدهم برغم عثرات الخطي .. هذا وعدُ الله .. أنّ الأرضَ سيرثُها عباده الصالحون ..
■ وداعاً أخي الحبيب ..
■ ولا نامت أعينُ الجبناء ..
عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الشهيد الخفاش نموذج ساطع لهذا الجيل المؤمن برسالته وقناعته
  • كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
  • قائد الثورة يفضح شبكات التواطؤ .. خطاب يحاكم الأنظمة ويستنفر الشعوب
  • تكريم الشهيد
  • تشييع جثمان الشهيد خميس عياد في سلواد
  • تنظيم التصحيح الشعبي الناصري يؤكد تأييده الكامل لخطاب قائد الثورة
  • باكستان تكرّم قائد الهجوم الأمريكي على إيران بالتزامن مع زيارة بزشكيان
  • أمريكا و13 دولة أوروبية: الاستخبارات الإيرانية تنتهك سيادتنا وتستهدف معارضين ومسؤولين
  • حريق ضخم بمحيط مستشفى في مشهد الإيرانية ..فيديو
  • كابوس شاكاهولا يعود: أمر قضائي بنبش قبور ضحايا قضوا جوعاً وخنقاً في كينيا