الجزيرة:
2025-07-12@15:18:57 GMT

لماذا يقاطع المتسوقون بالخارج البضائع الأميركية؟

تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT

لماذا يقاطع المتسوقون بالخارج البضائع الأميركية؟

يدفع إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مواصلة سياسات تعرّض الاقتصاد الأوروبي إلى الخطر، المزيد من الأوروبيين إلى مقاطعة البضائع الأميركية للتعبير عن إحباطهم الشديد من تعامل الإدارة الأميركية مع الحلفاء القدامى، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير.

ونقلت الصحيفة عن بو ألبرتوس، الدانماركي، الذي يدير مجموعة من 90 ألف عضو على موقع فيسبوك تدعو إلى مقاطعة المنتجات الأميركية، قوله "كان ينتابني إحساس بالعجز، ولذلك نشعر الآن أننا نفعل شيئا ما.

تصرفاتنا نابعة من إحباطنا. الزخم الأقوى وراء مثل هذه الممارسات الاستهلاكية يتركز على ما يبدو في بلدان قام ترامب بمعاداتها بشكل مباشر، مثل الدانمارك التي  هدد بالاستيلاء على أرضها (غرينلاند) وكندا التي قال مرارا وتكرارا إنها يجب أن تكون الولاية رقم 51 للولايات المتحدة".

وبينما يتودد ترامب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويفرض تعريفات جمركية على البضائع الأوروبية، تنتشر في العديد من بلدان القارة العجوز مجموعات مقاطعة البضائع الأميركية والتي تتبادل النصائح بشأن قائمة منتجات محلية بديلة.

في مجموعة سويدية على فيسبوك يبلغ عدد أعضائها 80 ألفا، يتساءل المستخدمون عن إرشادات لشراء أجهزة لاب توب وأطعمة للكلاب ومنتجات معجون أسنان غير أميركية الصنع، ويسهب أعضاء مجموعة فرنسية بالثناء على منظفات غسل الملابس وهواتف ذكية أوروبية، حسب الصحيفة.

إعلان

علاوة على ذلك، تعج تلك الصفحات بمناقشات تفصيلية حول هوية البضائع الأميركية وكيف يمكن تصنيف  منتجات كوكاكولا المصنعة في بريطانيا، أو آيس كريم (بن وجيريز) الذي تملكه حاليا شركة يونيليفر البريطانية.

ويوضح هذا كيف أن مقاطعة المنتجات في عصر التجارة العالمية ليست بتلك البساطة، بيد أن هذه المجموعات معظمها توفر مكانًا يجمع أوروبيين منزعجين وغيرهم من الجنسيات يتبادلون خلالها القصص و يعبرون عن معارضتهم للسياسات الأميركية.

طريقة اعتراض

وفي ذات السياق، تعترف ماجكين جينسن (49 عاما)، التي تعمل منسقة لوكالة حكومية في كوبنهاغن، بأن ملايين البشر في أرجاء العالم يبتاعون البضائع الأميركية وأن مقاطعة بعض المستهلكين في عدد محدود من الدول لتلك المنتجات ربما لا تشكل فارقا هائلا، وبالرغم من ذلك، توقفت جينسن عن شراء منتجات أميركية أمثال "أوريو" و"كاتشب" (هاينز)، واستبدلت سيروم (بديل زيت الشعر) الأميركي "إيستي لودر" بالمنتج المحلي (بيوتي باسيفيك).

وقالت جينسن "أنا لست حتى قطرة في محيط، لكن هذه طريقتي المتواضعة للاحتجاج"،  وشددت على أن قرارها بالتوقف عن شراء المنتجات الأميركية نابع من معارضتها لإدارة ترامب وليس للشعب الأميركي.

ودفع رد الفعل العنيف بعض المتاجر إلى تنفيذ سياسات تسهل على المستهلكين تمييز المنتجات المحلية، على سبيل المثال، تقوم سلسلة متاجر "لوبلاو" الكبرى في كندا بوضع الرمزT  للإشارة إلى المنتجات الأميركية الصنع التي زادت أسعارها بسبب الرسوم الانتقامية التي فرضتها كندا مؤخرا ردًا على ترامب.

وفي الدانمارك، أضافت سلسلة متاجر "نيتو" و"بيكا" و"فوتكس" نجوما إلى ملصق السعر للمنتجات الأوروبية بناء على طلب المستهلكين من أجل تمييزها بشكل أوضح وفقا لتصريحات الشركة الأم.

وترى الباحثة بمركز "أتلانتك كاونسل"، إليزابيث براو أن وسائل التواصل الاجتماعي والاقتصاد العالمي المترابط تمنح المستهلكين صوتا أعلى من ذي قبل.

إعلان

وتابعت: "على مدار السنين، اقترفت الولايات المتحدة العديد من الأشياء المثيرة للجدل، لكني لا أعتقد أنها، بما في ذلك حرب فيتنام،  أثارت حملة مشابهة، والسبب وراء ذلك ببساطة هو أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن متاحة آنذاك".

يدرك قادة الأعمال العواقب المحتملة الناجمة عن ذلك،  فقد حذّرت شركة (بيوند ميت)، وهي شركة أغذية نباتية مقرها كاليفورنيا، في أحدث تقرير مالي لها من أنها قد تفقد عملاءها على الصعيد الدولي بسبب "المشاعر المعادية لأميركا".

تراجع سريع

وقال مايكل ميدلاين، الرئيس التنفيذي لشركة "إمبارير" ثاني أكبر سلاسل المتاجر الكندية، مؤخرا إن مبيعات شركته من المنتجات الأميركية "تتهاوى بشكل سريع" جراء الطلب المتزايد على البضائع غير الأميركية، ومن المتوقع استمرار هذا الانحدار بعد أن جلبت الشركة مزيدًا من المنتجات من دول أخرى بدلا من الولايات المتحدة بعد أن تسببت الرسوم الكندية الانتقامية في زيادة تكلفة استيراد المنتجات الأميركية.

في سياق مشابه، قالت شركة الشيكولاتة السويسرية (ليندت) في وقت سابق هذا الشهر إنها سوف تبدأ في  كندا بيع  شيكولاتة صنعت في أوروبا وليس في الولايات المتحدة بهدف تفادي الرسوم الجديدة وتقليص المخاطر الناجمة من ردود الفعل الغاضبة للمستهلكين.

وتعد شركة تسلا المصنعة للسيارات الكهربية أحد أكبر المتضررين من مقاطعة المنتجات الأميركية بالخارج، لا سيما بعد أن أصبح رئيسها التنفيذي إيلون ماسك ركنا أساسيا في إدارة ترامب،  بالإضافة إلى ترويجه لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا عبر منصة "إكس" التي يملكها.

وفي ألمانيا، أكبر سوق للسيارات الكهربائية في أوروبا، انخفضت مبيعات سيارات تسلا بنسبة 76% في فبراير/شباط مقارنة بذات الفترة من العام السابق، وفقًا للجمعية الألمانية لصناعة السيارات.

وتضرب المقاطعة العالم الرقمي أيضا حيث ألغى مستهلكون اشتراكاتهم في منصات أميركية أمثال "نتفلكس" و"ديزني+" و"أمازون برايم فيديو" وغيرها من التي تقدم خدمات البث الرقمي بالرغم من صعوبة إيجاد بدائل تقدم نفس العروض حيث قرر  البرتوس على سبيل المثال الاشتراك في منصة البث السويدية "فيا بلاي".

إعلان

من جانبه، قال مادز موريتزن، الذي أسس المجموعة الدانماركية الداعية لمقاطعة المنتجات الأميركية على فيسبوك، إنه حذف حساباته في موقع إير بين إن بي Airbnb لتأجير الشقق والغرف وهوتيلز دوت كوم وتوقف عن استخدام "غوغل" و"مايكروسوفت"، وبرر استخدامه لفيسبوك، الذي تقع شركته الأم في كاليفورنيا، كمنصة للمجموعة باعتباره الوسيلة الأسهل للوصول إلى أكبر عدد من الناس.

واستطرد "من المهم جدا أن نقول إننا لا نزال نحب الأميركيين، ما نزال نحب الولايات المتحدة، لكن ثمة وضعا راهنا لا يروق لنا، وهناك إدارة أميركية حالية لا نحبها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان المنتجات الأمیرکیة الولایات المتحدة مقاطعة المنتجات

إقرأ أيضاً:

ترامب يعبّر عن صدمته من دمار تكساس.. ويرد بغضب على الانتقادات (فيديو)

تكساس- الوكالات

عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن صدمته من حجم الدمار الذي عاينه في ولاية تكساس جراء الفيضانات الأخيرة التي خلفت مئات القتلى والمفقودين، ودافع عن أداء إدارته والسلطات المحلية تجاه الكارثة.

وبعد أسبوع على الفيضانات التي ضربت الولاية، زار ترامب وزوجته ميلانيا أمس الجمعة مدينة كيرفيل في مقاطعة كير الأكثر تضررا.

وقال معلقا على ما عاينه من أضرار "الوضع صعب.. لقد شهدت كثيرا من الأعاصير.. لم أر مثيلا لهذا".

"لا أحد بإمكانه أن يصدق".. ترامب يصف فيضانات تكساس بالمروعة pic.twitter.com/1CYOSKF6sA

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 11, 2025

ورد ترامب بغضب على صحفيين شككوا في سرعة استجابة السلطات في هذه الولاية الجمهورية للكارثة، قائلا إنه يريد التركيز على التضامن مع عمال الإغاثة والمتطوعين.

كما أنه تجاهل أسئلة حول تأثير حملته الرامية إلى تقليص القوة العاملة في الوكالات الفدرالية -ومنها وكالة إدارة الطوارئ الاتحادية- على الاستجابة للفيضانات التي وصفها بأنها "كارثة تحدث كل 100 عام" و"لم يتوقعها أحد".

وشبّه الرئيس الأميركي منسوب المياه الذي ارتفع على نحو مباغت بـ"موجة عملاقة في المحيط الهادي يخشاها أفضل راكبي الأمواج في العالم".

وأسفرت الفيضانات عن مقتل 120 شخصا -96 منهم في مقاطعة كير- في حين لا يزال 130 آخرون في عداد المفقودين، وتواصلت أمس الجمعة عمليات البحث عنهم.

ومن بين الضحايا 27 فتاة ومشرفون كانوا في مخيم صيفي عندما باغتهم فيضان نهر غوادالوبي.

وتعرضت السلطات في تكساس لانتقادات بشأن مدى استجابتها الفورية للكارثة، وخاصة تأخر رسائل الإخلاء الطارئ للسكان والزوار على طول نهر غوادالوبي.

بيد أن ترامب وأعضاء في إدارته دافعوا عن أداء المسؤولين المحليين، معتبرين أن الاستجابة كانت سريعة.

مقالات مشابهة

  • لماذا أقالت الخارجية الأميركية أكثر من 1300 موظف؟
  • ترامب يعبّر عن صدمته من دمار تكساس.. ويرد بغضب على الانتقادات (فيديو)
  • لماذا هدد المرشد الإيراني أمريكا بضرب أكبر قواعدها العسكرية مرة أخرى؟
  • قرار قضائي مهم بشأن منح الجنسية الأميركية للمولودين بالولايات المتحدة
  • تقترب من 30 مليار دولار في 10 أشهر.. لماذا زادت تحويلات المصريين بالخارج؟
  • ترامب يقاطع رئيس موريتانيا ويتغزل في رئيس ليبيريا
  • شر البلية ما يضحك.. المنصات تتفاعل مع الرسوم التي فرضها ترامب على العراق
  • ترامب يحوّل قمة أفريقية إلى عرض شخصي.. يقاطع الغزواني ويحرج ضيوفه
  • كعادته بإحراج ضيوفه.. ترامب يقاطع رئيس موريتانيا ويندهش من إنجليزية رئيس ليبيريا
  • واشطن: نتطلع لمواصلة العمل مع العراق كشريك تجاري لسنوات قادمة