عوائق الاحتلال أشعلت جذوة الاعتكاف في الأقصى
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
رغم التضييقات غير المسبوقة على المصلين قبيل وخلال شهر رمضان، فإن خيام المعتكفين شُيّدت في رحاب المسجد الأقصى طوال العشر الأواخر، وسط إقبال لافت من فئة الشباب، وافتقاد للمعتكفين من الضفة الغربية الذين كانوا أحد أعمدة الاعتكاف قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ورصدت الجزيرة نت عشرات الخيام المشيدة شرق المصلى القبلي وفوق سطح المصلى المرواني، عدا عن امتلاء المصليات المسقوفة بمئات المعتكفين والمعتكفات، من القدس والداخل المحتل والمسلمين الأجانب، مثل مصلى الأقصى القديم والمرواني والقبلي، حيث واصلوا الليل بالنهار، وازدادت أعدادهم في الليالي الفردية؛ تحريّا لليلة القدر.
نجح الاعتكاف الليلي في المسجد الأقصى خلال العشر الأواخر، رغم مخاوف مسبقة بانحساره، بسبب عدة عوامل، أولها منع الاحتلال الاعتكافَ منذ بداية رمضان في ليلتي الجمعة والسبت، لأول مرة منذ عام 2014، ومنع تام لفلسطينيي الضفة الغربية من الاعتكاف الليلي، فقد حدد الأعداد بـ10 آلاف أسبوعيا في نهار الجمعة فقط، ما حرم الاعتكاف من العنصر الرئيسي الذي أثراه على مدار العقود الماضية.
ورغم الإجراءات العسكرية المشددة عند الحواجز وداخل القدس ومحيط المسجد الأقصى، فإن فلسطينيين من الضفة حاولوا الدخول، فنجحت قلة منهم، بينما كان الاعتقال مصير آخرين. كما عمد الاحتلال للعام التالي على التوالي إلى نشر عناصره قريبا من المعتكفين، وتفتيش الخيام والمصليات؛ لترهيبهم، ومنع أي محاولة دخول يزعم أنها "غير قانونية".
أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي اعتقالها، يوم أمس الأربعاء، 60 فلسطينيا كانوا على متن حافة متجهة للصلاة في المسجد الأقصى.
وتواصل سلطات الاحتلال منع أهالي الضفة الغربية من الوصول للقدس والصلاة في الأقصى منذ السابع من أكتوبر 2023. pic.twitter.com/UpXZUfbwzA
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) March 20, 2025
إعلان استهداف نشطاء الاعتكافأما العامل الثالث الرئيسي فكان حملة الإبعادات المكثفة عن المسجد الأقصى التي استهدفت معتكفين سابقين نشطوا في السنوات السابقة، ومن بينهم محمد السعدي من مدينة أم الفحم في الداخل المحتل، والذي اشتُهر بخيمته داخل الأقصى التي يُكْرم فيها المعتكفين بالمأكولات والمشروبات. إلى جانب إبعاد المسن رياض جابر من الداخل المحتل، والذي اشتهر بتنظيمه موائد الإفطار والسحور ومناداته الصائمين المعتكفين قائلا "تفضلوا تفضلوا".
وطال الإبعاد من أم الفحم أيضا الفلسطيني محمد جبارين "أبو الشريف"، الذي نشط معتكفا في الأقصى منذ عقود، لكنه رغم ذلك أشرف على تسيير أكثر من 150 حافلة مجانية، في العشر الأواخر، من مدينته إلى المسجد الأقصى، على نفقة فاعلي الخير.
اشتُهر بصوته الصادح في الأقصى "تفضلوا تفضلوا" مُناديا على المصلين لينضموا إلى موائد السحور والإفطار التي يُعدها..
⚠️خبر| شرطة الاحتلال تُبعد المسن رياض جابر من الداخل المحتل عن المسجد الأقصى، وتحرمه من إكرام المصلين في شهر رمضان، كما اعتاد منذ سنين.
*مقطع أرشيفي من رمضان 2023… pic.twitter.com/CBpJ6G19d9
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) March 18, 2025
حصار مركبوعزا الباحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى "زياد ابحيص" تراجع انخفاض أعداد المعتكفين إلى ما وصفه بالحصار المركب وعسكرة المسجد، رغم إغلاق باب الاقتحامات لأسبوعين والسماح بالاعتكاف في العشر الأواخر.
وأضاف أنه رصد 30 نقطة عسكرية على الأقل في الأقصى وعلى أبوابه، بينها 6 مراكز أمنية، اثنان منها داخل المسجد، و9 دوريات راجلة يتكرر حضورها يوميا في صلاة التراويح، وفي كل صلاة جامعة، كما توجد 10 حواجز على أبوابه بينها 3 معززة بأقفاص معدنية، علاوة على مركبات شرطية تتجول داخل الساحات، وعدا عن عشرات الحساسات ومستشعرات الأشعة تحت الحمراء للمراقبة.
إعلانورغم كل تلك العوامل المقننة للاعتكاف، فإن المدون والمهندس الفلسطيني عمر عاصي كتب في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، أن ساحات الأقصى امتلأت بمئات الخيام، لتصل إلى أعداد لم يشهدها منذ عام 2011، كما لاحظ أن 3 أرباع المعتكفين هم من فئة الشباب، وقليل منهم من المسنين.
وتابع قائلا ".. هذا أمر يُبهرني، فمن كان يتخيّل أن ترى شباب "آخر زمن" (كما يُقال) بين أوائل المعتكفين؟ من كان يتخيل أن يبدأ هؤلاء بنصب خيامهم رغم المطر والبرد الشديد في بداية العشر الأواخر؟ من كان يتخيل أن يراهم يتسارعون الساعة الواحدة في عتمة الليل للوضوء في مياه "تلسع" ليلحقوا بصلاة التهجد التي قد تطول لساعة أو أكثر؟ من كان يتخيل هذا في زمن يلاحق فيه رجال الاعتكاف ويبعدون عن الأقصى؟".
من جهته يقول أحد المعتكفين المقدسيين للجزيرة نت -فضل عدم ذكر اسمه- إن الاعتكاف ليس مجرد عبادة، وإنما فعل مقاوم وصورة من صور الثبات في وجه محاولات تهويد المسجد الأقصى وفرض السيطرة عليه.
ويضيف: "لهذا السبب يرى الاحتلال الاعتكاف تهديدا لمخططاته، ويسعى إلى تقليص أعداد المعتكفين بكل وسيلة ممكنة، ولذلك أصبح الحفاظ على شعيرة الاعتكاف حفاظا على الأقصى وروحانيته. رمضان هذا العام يحمل تحديا جديا، والمعتكفون فيه يحملون شعلة الأمل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العشر الأواخر المسجد الأقصى فی الأقصى من کان
إقرأ أيضاً:
الفائزون بجائزة نوبل للسلام في السنوات العشر الفائتة
فازت، اليوم الجمعة، الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام، التي تُعد أرفع الجوائز الدولية مكانة.
وكان عالم الكيمياء ألفريد نوبل يعد نفسه محبا للسلام، لكن اختراعه للديناميت عام 1867 وتكريسه حياته لصناعة المتفجرات، إضافة إلى إنشائه 90 مصنعا للأسلحة، ألصقت به تهمة لم يحبها، إذ لُقب بـ"تاجر الموت".
وتعبيرا عن ندمه بعد أن نعته إحدى الصحف الفرنسية بالخطأ تحت عنوان "مات تاجر الموت"، قرر تخصيص 94% من ثروته (31 مليون كرونة سويدية) لاستثمارها في توزيع جوائز للإنجازات التي تخدم الإنسانية في 5 مجالات، بلا تمييز في الجنس أو الجنسية.
ونستعرض في ما يأتي أسماء الفائزين بجائزة نوبل للسلام في السنوات العشر الأخيرة:
2025: زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو.
2024: مجموعة نيهون هيدانكيو للناجين من قصف هيروشيما وناغازاكي.
2023: الناشطة والصحفية الإيرانية المسجونة نرجس محمدي التي كوفئت على "نضالها ضد قمع النساء في إيران وكفاحها من أجل تشجيع حقوق الإنسان والحرية للجميع".
2022: الناشط الحقوقي البيلاروسي أليس بيالياتسكي ومنظمتا "ميموريال" الروسية و"مركز الحريات المدنية" الأوكرانية غير الحكوميتين.
2021: الصحفيان ماريا ريسا (الفلبين) وديمتري موراتوف (روسيا) عن "دفاعهما ببسالة عن حرية الصحافة.
2020: برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على "جهوده في محاربة الجوع في العالم".
2019: رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد "لجهوده في إرساء السلام"، وتحديدا "لمبادرته الحاسمة التي هدفت إلى تسوية النزاع الحدودي مع إريتريا".
2018: الطبيب الكونغولي دينيس موكويجي والإيزيدية ناديا مراد، تكريما لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي المستخدم في النزاعات حول العالم.
إعلان2017: الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (آيكان) لمساهمتها في اعتماد معاهدة تاريخية لحظر الأسلحة النووية.
2016: الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عن التزامه في إنهاء النزاع المسلح مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك).
وتُعد نوبل أرفع الجوائز الدولية مكانة، وقد أُسست تنفيذًا لوصية العالم والمهندس والصناعي السويدي ألفريد نوبل المعروف باكتشافه مادة الديناميت.
وفي وصيته التي كتبها عام 1895، أوصى نوبل بتخصيص معظم ثروته لإنشاء جوائز سنوية تُمنح لمن "يقدّم أعظم فائدة للبشرية" خلال العام المنصرم.
وقد مُنحت جوائز نوبل لأول مرة عام 1901 تكريمًا للإنجازات المتميزة في مجالات الفيزياء، والكيمياء، والطب، والأدب، والسلام.
وعام 1968، أنشأ البنك المركزي السويدي "سفريجس ريكسبانك" (Sveriges Riksbank) جائزة العلوم الاقتصادية تخليدًا لذكرى نوبل، لتُضاف إلى قائمة الجوائز وتصبح الفئات المكرّمة 6 فئات.