خبير: إسرائيل تريد إرساء حرية العمل العسكري لها بلبنان
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن إسرائيل تسعى إلى فرض معادلة جديدة في لبنان تمنحها حرية العمل العسكري متى أرادت، مشيرا إلى أن الهجوم على ضاحية بيروت الجنوبية يعكس هذا التوجه، إذ تحاول تل أبيب استعادة الهيمنة الجوية رغم تفاهمات وقف إطلاق النار.
وشنت إسرائيل، اليوم الجمعة، غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت لأول مرة منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مبررة هجومها بإطلاق صواريخ من الجنوب نفت المقاومة اللبنانية أي علاقة بها.
كما قصف الجيش الإسرائيلي مناطق عدة في جنوب لبنان، بينما أسفرت غارة على بلدة كفر تبنيت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين.
وأوضح حنا، في تحليل للمشهد العسكري بلبنان، أن إسرائيل لطالما سعت لفرض سيادتها الجوية فوق لبنان، لكنها وُضعت تحت قيود معينة بموجب الاتفاقات، سواء في غزة أو لبنان، ما دفعها الآن إلى اختبار هذه الحدود عبر عمليات عسكرية متكررة.
وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يتبنى نهجا قائما على الردع المطلق، حيث تبرر إسرائيل عملياتها الأمنية بأي ذريعة لضمان تحكمها الكامل بالمشهد.
ولفت الخبير العسكري إلى أن إسرائيل تعتبر أي إطلاق نار من الجنوب، حتى لو كان محدودا أو غير تابع لحزب الله، مبررا لضرب أهداف إستراتيجية في لبنان.
إعلانويرى حنا أن الجيش اللبناني يواجه تحديا حقيقيا في ضبط الأوضاع على الحدود نظرا للتضاريس المعقدة وقلة الإمكانيات.
وأضاف أن إسرائيل تحاول استثمار هذه الظروف لإظهار الدولة اللبنانية واليونيفيل كجهات عاجزة، مما قد يفتح الباب أمام فرض واقع جديد في الجنوب، على غرار المناطق العازلة التي أنشأتها في غزة.
ولفت إلى أن استمرار هذه الضربات قد يدفع نحو تآكل الجهود الدبلوماسية ويمنح إسرائيل ذريعة للبقاء عسكريا في بعض المناطق الإستراتيجية.
وأكد أن المشهد الحالي يشير إلى تصعيد تدريجي قد يعيد تشكيل قواعد الاشتباك في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل إلى فرض منطقة عازلة تتحرك فيها بحرية، وهو ما يعكس نمطا مشابها لما فعلته في الجولان وجنوب لبنان سابقا.
ومنذ السبت الماضي، صعّدت إسرائيل هجماتها على لبنان بعد ادعاء تعرّض إحدى مستوطناتها في الشمال لهجوم صاروخي مصدره الجانب اللبناني، ونفى حزب الله أي علاقة له بذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: مهمة مستحيلة لدخول إسرائيل معاقل حماس بغزة
تواجه إسرائيل تحديات عسكرية وإستراتيجية معقدة في خططها لاستهداف ما وصفتهما بـ"آخر" معقلين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، وسط تساؤلات جدية حول إمكانية تحقيق الأهداف المعلنة، خاصة إنقاذ الأسرى، في ظل عدم وجود مناطق آمنة لإخلاء أكثر من مليوني فلسطيني.
وأكد الخبير العسكري والإستراتيجي، العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي -خلال فقرة التحليل العسكري- أن تصريحات بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية حول العملية العسكرية المرتقبة تكشف عن توجه إسرائيلي لاستهداف الموقعين الأخيرين تحت سيطرة فصائل المقاومة.
ويتكون الموقعان من القاطع الأوسط الذي يضم مناطق دير البلح والمغازي والبريج، ومدينة غزة التي دخلها الجيش الإسرائيلي في بداية العملية العسكرية ثم انسحب منها لاحقا.
وفي هذا السياق، أشار الفلاحي إلى أن الخيارات الإسرائيلية المرتقبة تتضمن شن عملية عسكرية ضد هذين الموقعين، مما يتطلب عملية إخلاء شاملة للسكان على غرار ما حدث في مدينة رفح، لكنه حذر من أن هذا الأمر يستغرق وقتا طويلا نظرا لوجود أكثر من مليوني نسمة في هذه المناطق.
وعلى صعيد التكتيك، أوضح الخبير العسكري أن العملية قد تكون باتجاه واحد أو باتجاهين، حيث يمكن للفرقة 162 العاملة في مناطق الشمال ضمن قيادة المنطقة الجنوبية، أو الفرقة 36 العاملة في مناطق الوسط ضمن قيادة المنطقة الشمالية، أن تتولى تنفيذ العملية، مشيرا إلى أن الفرق النظامية هي التي ستكلف بهذه المهمة.
وفيما يتعلق بادعاءات نتنياهو حول سرعة العملية المرتقبة، شكّك الفلاحي في إمكانية تحقيق ذلك، مؤكدا أن هذا الأمر يعتمد على عوامل عديدة، أبرزها قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق أهدافه المعلنة والمتمثلة في تفكيك حماس بشكل كامل ونزع السلاح والوصول إلى البنى التحتية والأسرى.
شراسة العملية
وفي تطور ذي صلة، حذّر الخبير العسكري من صعوبة العملية وشراستها المتوقعة، مشيرا إلى وجود منطقة كاملة خارج السيطرة الإسرائيلية تحتوي على بنية تحتية متكاملة لفصائل المقاومة لم تتأثر بالعمليات العسكرية السابقة، مما يعني أن الجيش الإسرائيلي سيدفع ثمنا باهظا في عملية التوغل.
إعلانوعلى صعيد متصل، تطرق الفلاحي إلى قضية الأسرى، مؤكدا أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أشار سابقاً إلى ضرورة شطب هدف الوصول إلى الأسرى وإنقاذهم، نظرا للصعوبة الكبيرة في تحقيق هذا الهدف، خاصة أن إسرائيل ستستخدم كامل إمكانياتها وقدراتها العسكرية.
وأضاف أن نجاح أو فشل هذا الهدف سيعتمد أيضا على التعليمات الصادرة من فصائل المقاومة إلى الحماة المكلفين بحماية الأسرى وطريقة تصرفهم عند اقتراب الجيش الإسرائيلي من تلك المناطق.
ومن ناحية أخرى، سلّط الخبير العسكري الضوء على التحدي الأكبر المتمثل في عملية إخلاء السكان، موضحا أن إخلاء أكثر من مليوني نسمة يحتاج وقتا طويلا، خاصة مع وجود كبار السن والمرضى ومن فقدوا أطرافهم في الحرب الحالية.
وفي السياق نفسه، أشار الفلاحي إلى عدم وجود منطقة آمنة في غزة قادرة على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة، مؤكدا أن حتى منطقة رفح والمنطقة الإنسانية المعلنة سابقا لا تستطيع استيعاب أكثر من 600 ألف نسمة، مما يجعل الأمر مستحيلا عمليا.
وأرجع الفلاحي استعجال نتنياهو في هذه العملية العسكرية إلى الضغوط الدولية والداخلية المتزايدة عليه، مما يدفعه للحديث عن عملية سريعة وإنهاء الحرب رغم التحديات الهائلة على الأرض.
وأقرت الحكومة الإسرائيلية -الجمعة الماضي- خطة تدريجية عرضها نتنياهو لاحتلال قطاع غزة كاملا، وتهجير الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب، في خطوة إذا تم تنفيذها فستغلق -وفق مراقبين- أبواب العودة للتفاوض.
وقد أدانت دول عربية وغربية، خطة إسرائيل إعادة احتلال قطاع غزة، واعتبرته تصعيدا خطيرا ومرفوضا وانتهاكا للقانون الدولي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و330 شهيدا و152 ألفا و359 مصابا من الفلسطينيين، وآلاف المفقودين والنازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.