الخرطوم حرة.. وخيارات مؤلمة للدعم السريع
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
تناولت الحلقة الجديدة من برنامج "بانوراما الجزيرة نت" هذه التطورات، مسلطة الضوء على تداعياتها السياسية والعسكرية، وموقف القوى الإقليمية والدولية منها، إضافة إلى السيناريوهات المحتملة للصراع الذي يزداد تعقيدا مع مرور الوقت.
وأعلن الفريق عبد الفتاح البرهان، القائد العام للجيش، تحرير العاصمة، بينما تواجه المليشيا المتمردة خيارات شبه مستحيلة بين الاستسلام أو التراجع نحو الغرب، وجاء إعلان "تحرير العاصمة" تتويجا لسلسلة عمليات عسكرية بدأت نهاية سبتمبر الماضي، بالسيطرة على الجسور الرابطة بين مدن الخرطوم الثلاث، وفق ما رصده "الجزيرة نت".
وكشف ضباط في الجيش لـ"الجزيرة نت" تفاصيل حاسمة ساهمت في تحوّل المعركة، أبرزها فك الحصار عن الوحدات العسكرية المحاصرة، وتدفق الإمدادات القتالية بعد استعادة السيطرة على المدرعات والمراكز القيادية.
من جهته، أرجع الكاتب والمحلل السياسي السوداني، ضياء الدين بلال انهيار قوات الدعم السريع إلى "القيادة الفوضوية والانهيار المعنوي"، مشيرا إلى أن المليشيا فشلت في الاحتفاظ بأي منطقة سيطرت عليها، وانسحبت بشكل عشوائي تاركة وراءها دمارا واسعا.
وتزامن ذلك مع تدمير البنية التحتية في المناطق المحرَّرة، لا سيما وسط الخرطوم الذي تعرّض للنهب والتخريب، بما في ذلك المتحف الجمهوري الذي تحوّل إلى أطلال.
إعلانولم يقتصر الدمار على الجانب العسكري، بل امتدّ ليطال الإرث الثقافي السوداني. فقد حوّلت المعارك متحف القصر الجمهوري -الذي يضم وثائق نادرة تعود لعقود- إلى ركام، فيما وصفه مراقبون بـ"ضربة قاسية للذاكرة التاريخية".
ورغم الانتصار في الخرطوم، أكد اللواء عبد المنعم عبد الباسط، قائد عمليات جنوب العاصمة، أن "المعارك لن تتوقف"، مشيرا إلى استمرار العمليات العسكرية في إقليمي دارفور وكردفان لملاحقة فلول المليشيا.
ويرجّح مراقبون انكماش قوات الدعم السريع نحو دارفور، محذّرين من محاولاتها "قيادة تمرد جديد" هناك، وتعويض خسارتها عبر هجمات مسيّرة تستهدف البنى التحتية.
وفي تحليلٍ لـ"الجزيرة نت"، باتت خيارات الدعم السريع محدودةً ومكلفة وهي خوض معارك خاسرة بوضعها الضعيف، أو الاستسلام، أو الفرار عبر الحدود الغربية.
ويرى رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين الصادق الرزيقي أن "السيطرة على القصر الجمهوري بداية النهاية للتمرد"، معتبرا أن هزيمة المليشيا تُنهي أحلامَ من راهن على إضعاف الدولة.
من ناحيته، توقع الباحث محمد علاء الدين أن تسعى المليشيا إلى "إقامة كيان شبيه بالنموذج الليبي" في دارفور للضغط سياسيا على الخرطوم، لكنه استبعد نجاحها في ظل التفوق العسكري الحكومي والدعم الشعبي المتصاعد.
وحذّر مراقبون من تحوّل قوات الدعم السريع إلى حرب غير تقليدية، عبر خلايا نائمة لتنفيذ هجمات تخريبية في المناطق الآمنة، مستخدمة مسيّرات حديثة لاستهداف محطات الطاقة والاتصالات.
وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش يرفع جاهزية وحداته الاستخباراتية لمواجهة هذا السيناريو، بينما تشير تقديرات إلى أن المليشيا فقدت قدرتها على التأثير الإستراتيجي بعد خسارة العاصمة.
29/3/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الدعم السریع الجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: ميليشيا الدعم السريع تجند مقاتلين داخل أفريقيا الوسطى
كشفت مسؤولة في الأمم المتحدة، أن ميليشيا الدعم السريع، تقوم بتجنيد مقاتلين داخل أفريقيا الوسطى، مشيرة إلى تزايد وجود عناصرها في منطقة أبيي، وهى منطقة متنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، وتتواجد بها قوة تابعة للأمم المتحدة تعمل على ضمان جعل المنطقة منزوعة السلاح إلى حين تقرير مصيرها.
وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشئون أفريقيا، مارثا بوبي، قد قدّمت ليل الجمعة، إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي حول جهود المنظمة الدولية لدعم السودان في مساره نحو السلام والاستقرار.
وقالت مارثا بوبي فى كلمتها إن قوات الدعم السريع تقوم بعمليات تجنيد في شمال شرق أفريقيا الوسطى.
وأشارت إلى أن مجلس الأمن الدولي أدان هجومًا على قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى «مينوسكا» نفذته عناصر مسلحة يُعتقد أنها سودانية.
وأفادت مارثا بوبي بأن تزايد وجود عناصر الدعم السريع في منطقة أبيي فاقم الوضع الهش أصلًا، وشددت على أن تبعات النزاع في السودان تتجاوز حدوده.
وأكدت مارثا بوبي عدم وجود مؤشرات تشير إلى قرب نهاية النزاع في ظل تصميم أطرافه على تحقيق أهداف عسكرية.
وحذّرت من تزايد استخدام الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المُسيّرة، مما أدى إلى توسيع رقعة القتال إلى مناطق كانت مستقرة، حيث أدت الهجمات الجوية إلى سقوط ضحايا مدنيين ونزوح جماعي.
وتوقعت أن تصبح مدينة الأبيض بولاية شمال دارفور نقطة اشتعال رئيسية في الأسابيع المقبلة، بعد تحوّل النزاع إلى دارفور وكردفان.
وكشفت المسئولة الأممية، أن الأمم المتحدة تسعى إلى هدنة إنسانية مؤقتة لتيسير وصول المساعدات إلى المناطق المتأثرة بالنزاع، بدءًا من الفاشر مع السماح للمدنيين بالمغادرة طوعًا وبأمان.
ووافق رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان على طلب توقف القتال في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور لمدة أسبوع لتوصيل الإغاثة.
وقالت مارثا بوبي إن الأمم المتحدة تشجع على الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه كـ"عناصر أساسية لحل مستدام للأزمة".
وشددت على ضرورة وجود قيادة مدنية لصياغة توافق سياسي ورؤية شاملة من أجل العودة إلى انتقال سلمي تقوده حكومة مدنية.
اقرأ أيضاًأبو الغيط: الحرب في السودان تسببت في أسوأ أزمة إنسانية على الأرض
الجيش السوداني: استشهاد 3 مدنيين وإصابة 8 آخرين جراء قصف الفاشر
السودان: مقتل وإصابة 18 عنصرا من ميليشيا الدعم السريع في الفاشر