شرعية المقاطعة:

ليست المقاطعة الاقتصادية وليدة العصر الحاضر بل هي قديمة قدم الإنسان قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة] ومنذ ذلك الوقت اعتبرت المقاطعة بأشكالها ترجمة فعلية للعداوة، فعبر سليمان عليه السلام عن غضبه على قوم سبأ برفض هديتهم، كما عبر يوسف عليه السلام عن غضبه على إخوته بمقاطعتهم اقتصاديا قال تعالى: {فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ}.

وقد أمر الله المؤمنين بمقاطعة المخلفين قال تعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُم إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَيهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَومِ الْفَسِقِينَ}.

كما أمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم صلوات الله عليه وعلى آله بمقاطعة المنافقين قال تعالى: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ}.

وكذلك أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بمقاطعة كلمة واحدة كان يستخدمها اليهود كتعبير عن حقدهم وبغضهم لرسول الله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }.

وفي هذا دليل وشهادة فيما يتعلق بشرعية المقاطعة بكافة أشكالها وفي مقدمتها المقاطعة الاقتصادية. ألم يحصل هنا مقاطعة لكلمة راعنا؟ لأن استخدامها يمثل دعماً لليهود، إذاً فنحن يجب أن نقاطع منتجاتهم لأنها تشكل دعماً مادياً كبيراً لهم، وتفتح علينا مجالا لأن نتقبل كل ما يريدون أن يوصلوه إلينا من سموم مميته ومواد معقمة، حتى لا نعد ننجب وحتى يكون عندنا أمراض مستعصية وأشياء كثيرة جداً، فهم مع تقدمهم العلمي يعتبرون خطيرين جداً.

المقاطعة دليل وعي

ومقاطعتنا اليوم لأعداء الله من الأمريكيين والإسرائيليين وغيرهم دليل على وعينا، وتعبير عن مصداقية إيماننا بما فرضه الله علينا من ضرورة المواجهة لأعداء الله، وقد ركّز الشهيد القائد (رضوان الله عليه) بشكل كبير في مشروعه القرآني الجهادي على تحريض الأمة على مقاطعة البضائع الأَمريكية والإسْرَائيْلية، لما تمثله من أَهَميّة كبيرة جداً في مواجهة أَمريكا وإسْرَائيْل، اللتين تعتمدان بشكل مباشر في قوتهما الاقتصادية على ثروات الأمة الإسلامية وأسواقها.

ونظرا للفارق الكبير الخارج عن نطاق المقارنة بين طرفي الصراع من حيث الإمكانات المادية والتسلح في المجال العسكري، وما وصل إليه أعداء الأمة من السبق في إعداد القوة وامتلاك الخبرات وابتكار الوسائل والأساليب المتطورة والغير مألوفة لدى الكثير من أبناء الأمة، ونظرا أيضا لعمق الخيانة والفشل الذي تميزت به أنظمة العمالة وحكام الجور الذين سيطروا على واقع الأمة فزادوها ضعفا فوق ضعفها وفشلا على فشلها، صارت المقاطعة الشاملة لأعداء الله هي أهم سلاح يمكننا من خلاله التأثير الفعلي والمباشر عليهم، وإلحاق الضرر والنكاية بهم إلى عقر ديارهم، وعلى هذا الأساس باتت المقاطعة ضرورة حتمية تقتضيها الظروف ويفرضها الواقع.

حيث تعد المقاطعة الاقتصادية سلاحا فعالا ذا جدوائية كبيرة يصل تأثيرها إلى عمق العدو، مع سهولة تطبيقها بشكل سلس ومستمر من قبل الجميع تحت أي ظرف ومن دون تدريب أو خبرة مسبقة، بل أقصى ما تحتاج له هي الإرادة الصادقة والالتزام العملي، كما تمتاز بسرعة التأثير على نفسية العدو ومقدراته واستدامة أضرارها النفسية والمادية، فتشل حركته، وتلحق به خسائرا فادحة وكبيرة على كل المستويات من دون أن تخسر أنت شيئا، وهي في نفس الوقت عمل حضاري تطبيقي واقعي تحقق تأثيرا فعليا وملموسا، كما أنها عمل مجدٍ ونافع لتفريغ سخطك على عدوك بدلا من الشتائم والأعمال التي لا نفع منها.

جدوائية سلاح المقاطعة

أما عن تأثيرها فيقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه): (الإنسان الذي يعتبر مجاهداً يجب أن يبذل جهده في سبيل الله، ويعرف ماذا ينبغي أن يعمل، وأعتقد فعلا رفع الشعار، وتفعيل المقاطعة الاقتصادية، تعتبر من الجهاد في سبيل الله، ولها أثرها المهم فعلاً، بل قد يكون هذا الجهاد أشد على الأمريكيين مما لو كنا عصابات نتلقى لهم ونقتلهم، فهو يؤثر عليهم بشكل كبير من الناحية المعنوية والنفسية بالشكل الذي لا يستطيعون أن يواجهوه بأي مقولة من مقولاتهم، وفي نفس الوقت يعرفون أنه يضربهم ضربات نفسية ومعنوية رهيبة).

ومن هنا فإن المقاطعة الفعلية لها تأثيرها الحقيقي على العدو ولها نتائجها الملموسة على كافة المستويات، ومن ذلك المستوى السياسي، حيث تعتبر عملية ردع للعدو تقلص من سياسته ضدك، وتدفعه إلى التخلي عنها ولو بشكل تدريجي، كما أنها تدفع بالعدو إلى مراجعة حساباته مع أي قرار يتبناه ضدك، فتساهم في تلاشي سياسة الهيمنة والاستعلاء، وترفع من شأنك وقيمتك في نظر عدوك، بحيث تصبح عنده محترم العرض والأرض، لأن العدو لا يؤمن إلا بلغة القوة، أما تأثيراتها على الجانب الاقتصادي فهي أعظم بكثير حيث تستطيع من قريتك أو مدينتك -بالتزامك بالمقاطعة المستمرة والشاملة- أن تضرب عدوك اقتصاديا، وتكبده خسائر فادحة يدخل بسببها في أزمات ومشاكل اقتصادية، تسبب له تدهورا اقتصاديا قد يصل إلى حد الإفلاس، ولأن أعداءنا من الأمريكيين والإسرائيليين يعتمدون بشكل أساسي على مواردنا وثرواتنا وعلينا كسوق استهلاكية لإنعاش صناعتهم وتجارتهم وزراعتهم، فإن تفعيلنا للمقاطعة الاقتصادية بشقيها الاستيرادي والتصديري ضدهم، ولو لم يكن إلا في مجال النفط، كفيل بأن نضربهم ونؤثر عليهم، لأنهم لن يستطيعوا أن يتحركوا من دون المال، كما أن للمقاطعة تأثيرها على الجانب الاجتماعي أيضا، فالفقر والأزمات الاقتصادية وتدني المعيشة يثير المجتمعات، ويشعل الثورات، وينشر الكراهية والحقد ما بين الحاكم والمحكوم، وهذا يؤدي إلى تفكك تلك القوى وانهيار تلك الإمبراطوريات وتفتتها، خاصة مجتمعات اعتادت الرفاهية ورغد العيش كالمجتمع الأمريكي والإسرائيلي.

تفعيل هذا السلاح مهم؛ لأن من أسوأ ما يتحاشاه المنافقون هي المقاطعة لهم، وأن يتحولوا إلى منبوذين مكروهين مرفوضين، لا قابلية لهم، ولا تأثير لهم في واقع المجتمع أبداً، هذه مسألة كبيرة عليهم وتمثل عذابا لهم، عندما يشعرون أن المجتمع قد نبذهم وقاطعهم وتركهم وأصبحوا لا قيمة لهم ولا أهمية لهم ولا تأثير لهم، يعذبون عذاباً نفسياً، ويشعرون بالخزي، وهذا من أسوأ ما يحرصون على تحاشيه، ولذلك يسعون إلى استرضاء المجتمع بكل الوسائل والأساليب؛ من ذلك الحلف بالأيمان الفاجرة، والخداع والأكاذيب، ويطلقون الكثير من الدعايات لهذا الغرض.

فوائد المقاطعة الاقتصادية

للمقاطعة فوائدها الكبيرة والكثيرة، ليس على مستوى ضرب العدو فحسب، بل وعلى مستوى واقع الأمة، يمكن إيجازها فيما يلي:

تساعد على إصلاح الوضع الداخلي للأمة بتوجيه عدائها وغضبها نحو عدوها الحقيقي، فتقل في داخلها المشاكل والمماحكات ويتعزز التآخي والتعاون.

تثير السخط ضد العدو بما يوفر حالة من المنعة الداخلية التي تحمي الأمة من العمالة والارتزاق.

تعمل على ترشيد الاستهلاك الزائد للمواطنين، خاصة فيما يتعلق بالكماليات.

تحمينا من الاستهداف بالأوبئة والأمراض والسموم والعقم.

تشجع الصناعات والمنتجات المحلية بما يحقق الاكتفاء الذاتي، بحيث نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع.

تحد من استنزاف العملات الصعبة وتحد من تراكم الديون الخارجية.

توظف أسواقنا في خدمة شعوبنا ودولنا.

التزامك بها يكسبك رضى الله ومعيته والأجر والثواب في الدنيا والآخرة، لأنها من الجهاد في سبيل الله.

المقاطعة تساهم في توجهنا نحو بناء واقعنا وتصحيحه وترميمه.

أمثلة وشواهد من الواقع على جدوى المقاطعة الاقتصادية:

لم نكن نحن أول من يستخدم المقاطعة كسلاح ضد عدوه، بل لقد استخدمها البشر منذ القدم، وذلك لما لمسوه من تأثيراتها المادية والنفسية الكبيرة على العدو، ومن تلك المقاطعات.

مقاطعة الهند لبريطانيا: وذلك بقيادة [غاندي] إبان احتلالها لبلدهم عندما احتكرت شراء القطن الهندي الطبيعي بثمن بخس، لتعيده ملابساً وقطعاً قطنيةً، وتبيعه للهنود بأغلى الأثمان، فقرروا مقاطعة الملابس البريطانية، وغزلوا ملابسهم بأيديهم، ومرة أخرى عندما كانت بريطانيا تمنع الشعب الهندي من استخراج الملح، لتبيعه إياهم بأثمان باهظة، فاستخرجوا ملحهم بأنفسهم، وأخيرا قرروا مقاطعة كل ما هو بريطاني، فواجهت بريطانيا خسائر مادية فادحة كانت سببا مهما في انسحابها من الهند.

مقاطعة الأمريكيين السود للمواصلات: لم يكن يسمح للأمريكيين السود، أن يركبوا في الحافلات، وإنما كان يجب عليهم الوقوف طوال فترة الرحلة، أو الجلوس في مؤخرة الباص إمعاناً في إذلالهم. رغم محاولاتهم لتغيير هذا الواقع، إلا أنه ظل قائماً حتى واتتهم فكرة المقاطعة. قرروا عدم استخدام الحافلات والسير على أقدامهم أو استخدام الدراجات الهوائية أو أي وسيلة مواصلات أخرى، وكانت النتيجة خسائر فادحة في قطاع المواصلات تم بسببها إلغاء النظام الجائر بحقهم.

مقاطعة اليابانيين لأمريكا: وذلك عندما رفضوا شراء السلع والبضائع الأمريكية، وأعلنوا رفضهم القاطع للاحتلال والسيطرة الأمريكية على مقدراتهم الاقتصادية والعلمية، وشجعوا صناعتهم الوطنية وإنتاجهم الزراعي والخدماتي، وبهذه الإجراءات التي بدؤوها بالمقاطعة استطاعوا التقدم بخطوات ثابتة في جميع المجالات، وفرضوا سيطرتهم الاقتصادية حتى على السوق الأمريكية نفسها، واستطاع الاقتصاد الياباني أن يسجل لصالحه فائضا كبيرا في الميزان التجاري وصل إلى حد وقوع نزاعات تجارية عديدة بين البلدين.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المقاطعة الاقتصادیة قال تعالى

إقرأ أيضاً:

علماء وخطباء حجة يؤكدون وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزة

الثورة نت /..

عقد في محافظة حجة اليوم اللقاء الموسع لعلماء وخطباء المحافظة تحت شعار “اتحاد المسلمين لنصرة غزة ومواجهة أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل واجب ديني”.

وفي اللقاء الذي شارك فيه محافظ حجة هلال الصوفي، ومسئول التعبئة حمود المغربي، ورئيسا محكمة ونيابة الاستئناف القاضي حسين الحوثي، والقاضي عبدالله الأحمر، عبر عضو رابطة علماء اليمن الشيخ صالح الخولاني عن الاعتزاز بالمشاركة في هذا اللقاء العلمائي الجهادي في محافظة حجة التي استشعر علماؤها المسئولية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وتساءل “من لم يتحرك لنصرة أطفال ونساء غزة فمتى سيتحرك؟”.. مؤكدا على أهمية العودة إلى الله تعالى الذي أمر بقتال المشركين كافة، وتحريض المؤمنين على القتال والجهاد في سبيل الله.

ولفت إلى أهمية دور العلماء في توحيد الصفوف وتعزيز الصمود والتوعية بأهمية مواجهة الطغاة وقتلة الأطفال وأولياء الشيطان.. مشيرا إلى أن هناك صنفان في القرآن الكريم إذا صلحا صلحت الأمة هما العلماء والأمراء.

وأكد الشيخ الخولاني على ضرورة تفعيل المنبر والكلمة في كل موطن، وكذا تفعيل المقاطعة الاقتصادية للبضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية وتبيين أن اليمن ورغم شحة الإمكانات تجاوز كل العقبات وسطر ولا يزال موقفا عظيما نصرة لأبناء غزة.

من جانبه أشار عضو رابطة علماء اليمن خالد موسى إلى أن غزة اليوم تقصف بالطائرات ويقتل أبناؤها بالتجويع والتعطيش أمام مرأى ومسمع العالم.. مستعرضاً موقف حليف القرآن الإمام زيد عليه السلام من علماء السوء الذين اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا.

وأكد أن من لم يقف مع المستضعفين في غزة لا يقف مع كتاب الله وهو على خطر عظيم.. مشيرا إلى دور العلماء في تبليغ رسالات الله وتبيين الحقيقة بأوامر الله وتوجيهاته.

ولفت إلى أهمية أن يكون العلماء سندا للقيادة الحكيمة وتحمل مسئولية الجهاد في سبيل الله دعما وإسنادا للمظلومين والمستضعفين، وأن يكونوا عند مستوى المسؤولية تجاه المرحلة التي تمر بها الأمة، وعونا للجبهة التعبوية والجهادية والتحشيد لدورات طوفان الأقصى.

وفي اللقاء الذي حضره وكيل المحافظة الدكتور طه الحمزي، ومدير فرع هيئة رفع المظالم القاضي عبدالمجيد شرف الدين، أشار نائب رئيس المجلس الشافعي الإسلامي العلامة رضوان المحيا إلى أن علماء اليمن يتشوقون لمثل هذه اللقاءات لأنهم يتابعون ما يجري في غزة التي تقتل بأطنان من المتفجرات وتجويعاً وتعطيشاً ويرتكب بحق أبناءها أبشع الجرائم في التاريخ.

وبين أن الأمة التي أمرها الله بأن تعتصم بحبله تركت غزة وحيدة تواجه صهاينة العالم الذين أدخلوا كل وسائل الدعم للكيان الغاصب فيما لم يستطع المسلمون إدخال الدقيق والحليب لأبناء وأطفال غزة.

ولفت إلى أن المرحلة عصيبة ويجب على الجميع التوحد والاصطفاف في نصرة غزة لأن التقصير يعني أن أشلاء ودماء أطفال غزة ستكون يوم القيامة وبالا على المقصرين.

واستعرض عضو رابطة علماء اليمن جانبا من المجازر المروعة في غزة.. لافتا إلى أن الله أعطى اليمن عوامل الانتصار التي من أهمها القيادة الربانية ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي يضع قضايا الأمة في سلم الأولويات.

فيما أشار الدكتور العلامة حسين حفيظ إلى أن على أهل اليمن ما ليس على غيرهم في التمسك بالدين وحمله ورفع الرأس عاليا بموقفه الطيب المبارك الذي يعد مفخرة لليمن الذي ميزه الله عن سائر الأقطار والشعوب كشعب ثائر ومساند للقضية الفلسطينية.

وأوضح أن جزيرة العرب خذلت نساء وأطفال غزة رغم امتلاكها للمال والإمكانيات إلا أنها تسخر هذه الأموال لدعم أعداء الأمة فيما يتضور أبناء غزة جوعا ويبادون بالقتل والحصار.

وقال “إن صواريخ اليمن التي تصل في غضون دقائق معدودات إلى عمق الكيان أرعبت الأعداء وأجبرتهم على الاختباء كالجرذان وهذا من فضل الله لأهل اليمن”.. مثمنا موقف القيادة الثورية والشعب اليمني في الانتصار لأهل غزة.

وأكد العلامة حفيظ على دور علماء الإسلام في التحشيد لنصرة غزة ومواجهة أعداء الأمة واستشعار المسئولية الدينية والأخلاقية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله بالكلمة.

بدوره اعتبر عضو رابطة علماء اليمن حسن النعمي، غزة قلب الإسلام، وفلسطين قبلة المسلمين الأولى.. موضحا أن غزة اليوم تنزف وبها أكثر من مليوني جائع.

وتساءل “أين العرب والمسلمين من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع”.. لافتا إلى أن الخطر لن يقتصر على غزة وفلسطين بل إن الدور قادم على الجميع في المنطقة.

وأشار إلى أن مواقف اليمنيين المشرفة ونخوتهم وشجاعتهم وعزتهم وفزعتهم في نصرة غزة مستمدة من تمسكهم بالمنهج المحمدي ونهج آل البيت وأعلام الهدى.

في حين نوه عضو رابطة علماء اليمن أحمد المحطوري بما تسطره القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الباسلة في غزة من انتصارات في مواجهة الكيان الصهيوني.. لافتا إلى أن وسائل الإعلام العربية تسلط الضوء على المآسي وتغفل الانتصارات.

وأكد أنه لا عذر لأحد أمام ما يحدث في غزة.. وقال “إن اليمنيين يجسدون اليوم مقولة الإمام زيد عليه السلام في نصرتهم لغزة عندما قال (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت).

ولفت إلى أن اليمنيين بالدين والانسانية والقبيلة والأخلاق لم يختاروا إلا الموقف المشرف المواجه للعدو الصهيوني.

من جهته أشار عضو رابطة علماء اليمن عبدالغني جحاف إلى أن العالم يشاهد المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الأطفال والنساء بدم بارد لكنه لا يحرك ساكنا.. وقال “إن العجب ليس من اليهود كونهم أعداء الإسلام، وإنما العجب ممن يسمون أنفسهم مسلمين”.

وأضاف جحاف “لا غرابة في انحراف الأمة عن المسار الحقيقي الذي رسمه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لان علماء السوء يلهثون وراء الدنيا ويفرطون بكل القيم والأخلاق والمبادئ والأوامر الإلهية”.. معبرا عن الفخر بالموقف المشرف لأحفاد الأنصار في نصرة المظلومين والمستضعفين والنابعة من توليهم الصادق لله والرسول الكريم والسير على نهج الأئمة علي والحسين وزيد عليهم السلام.

فيما تطرق عضوا وحدة العلماء الشيخ صالح ظافر، والعلامة يحيى الخطيب إلى ما تعيشه غزة هذه الأيام من حصار خانق ومجاعة وقتل بلا هوادة أو رحمة وبجميع أنواع الأسلحة.. موضحين بأن أعداء الإسلام الذين يتشدقون في هذا الزمن العصيب بحقوق الإنسان لا يسمع لهم صوت عندما يكون المقتول والجائع والضحية مسلم.

وأشارا إلى أن العجيب والأعحب والأدهى والأمر أن يتفرج أبناء الأمة حكاما وشعوبًا بكافة الجيوش والإمكانات والثروات على ما يحصل في غزة دون أن يكون لهم أي موقف لرفع الظلم عن إخوانهم.. مؤكدين على أهمية توحيد الكلمة في مواجهة أعداء الإسلام والمسلمين وأولياء الشيطان وقتلة الأطفال.

وأكد بيان صادر عن اللقاء العلمائي تلاه مدير مكتب الأوقاف محمد عيشان على وجوب اتحاد المسلمين صفا واحدا لنصرة غزة وفلسطين والمسجد الأقصى.. معتبرا الاتحاد والاعتصام بحبل الله فرض عين على جميع المسلمين، وخصوصا في هذه المرحلة التاريخية الاستثنائية.

وأدان استمرار المجازر وجريمة الإبادة والتجويع التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة، واستخدام مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمريكية مصيدة لقتل المجوّعين الفلسطينيين.

وحمل علماء محافظة حجة دول الطوق العربية وشعوبها المسؤولية في المقام الأول أمام الله تعالى إزاء ما تعانيه غزة من حصار وتجويع مميتين.. معتبرين إدخال الغذاء والماء والدواء واجبا شرعيا عليهم قبل غيرهم، ويمتد الوجوب إلى بقية المسلمين.

وأدان البيان الخذلان العربي والإسلامي الذي يتغذى عليه العدو الصهيوني ويشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم.. معتبرا التريليونات من الدولارات من المال العربي المدفوعة لترامب الكافر في زيارته الأخيرة إلى الخليج العربي، تمويلا للعدوان الأمريكي والإسرائيلي على محور الجهاد والقدس والمقاومة وعلى شعوب الأمة الإسلامية.

ودعا علماء وخطباء حجة جميع علماء الأمة الإسلامية إلى القيام بمسؤوليتهم، في تبيين الموقف الشرعي الواجب على جميع المسلمين أنظمة وشعوبا وجيوشا، بإدانة العدوان الصهيوني والأمريكي على غزة وإيران ولبنان وسوريا واليمن وكل البلاد الإسلامية، إدانة واضحة، وإعلان الدعم والنصرة الصريحة والتأييد الكامل لمحور الجهاد والقدس والمقاومة بدون مواربة وبعيدا عن الحسابات المذهبية الضيقة.

وأكدوا أن الواجب الشرعي هو أن يكون المسلمون كافة شركاء في الموقف ضد العدو الإسرائيلي والأمريكي.. داعين علماء السوء وخطباء التفرقة إلى تقوى الله، لا سيما في هذه المرحلة الحساسة، والكف عن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية خدمة لأمريكا وإسرائيل.

وحذروا من مغبة المواقف النفاقية المخزية والفتاوى والبيانات المضللة التي تعتبر اصطفافا مع العدو، وتفريقا لكلمة المسلمين.

وأكد بيان علماء حجة أن المعركة الدائرة اليوم في غزة وإيران ولبنان واليمن هي معركة حق وباطل، ومعركة الإسلام ضد الكفر، وهي معركة واحدة لا ريب فيها ولا شبهة، فلا يجوز الحياد فيها ولا تفريق الموقف الإسلامي إزاءها، فالمعتدي واحد وهو أمريكا وإسرائيل لا فرق بينهما في العدوان والإجرام والعداوة للإسلام والمسلمين، والتاريخ والشواهد تؤكد ذلك.

وأشاد بالموقف المشرف الإيماني المبدئي للشعب اليمني، وقيادته المباركة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك الحوثي، والقوات المسلحة الباسلة المساند لغزة.. مباركا المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو.

كما أكد على وجوب الإعداد والجهوزية في مواجهة أعداء الإسلام والإنسانية من اليهود المجرمين.. داعيا كافة أبناء المحافظة للالتحاق بدورات “طوفان الأقصى” كأقل واجب يبيض الوجوه أمام الله وأمام أطفال ونساء غزة.

وشدد البيان على أهمية الوعي والبصيرة في هذا الصراع مع أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل ومن معهم ووجوب وضرورة الولاء للمؤمنين، والبراءة من أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل، براءة صريحة واضحة، وكذا مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، ووسائل الإعلام التابعة لهم، والمتماهية معهم.

حضر اللقاء رؤساء وقضاة الشعب والمحاكم الابتدائية، ووكيل النيابة الجزائية، ومسئولا قطاع الإرشاد حسين جحاف، ووحدة العلماء والمتعلمين بالمحافظة عادل الحسيني، وعدد من مديري المكاتب التنفيذية.

مقالات مشابهة

  • إتصالات للتوصل الى حل ينقذ جلسة الثلاثاء الحكومية ولا مقاطعة شيعية
  • قائد الثورة يحذرّ كل من تسوّل له نفسه الوقوف مع العدو الإسرائيلي من أدوات الخيانة والغدر
  • معلومات تكشف أخطر استثمار أمريكي _ صهيوني يدار داخل هذه الدول العربية (تفاصيل)
  • علماء وخطباء حجة يؤكدون وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزة
  • جُدُر ترامب والنتن!
  • مجلس الشؤون الاقتصادية: تقدم إيجابي بنتائج سياسات التنويع الاقتصادي ضمن رؤية 2030
  • خامنئي: إيران أظهرت للعالم مدى صلابة نظامها وشعبها خلال الحرب الأخيرة
  • بعد استغلال اسمها في مجال البورصات المالية... قناة لبنانية توضح!
  • قائد أخمات الروسية: كييف ترمي بكل ثقلها لوقف التقدم الروسي باتجاه مقاطعة سومي
  • نائب:لماذا لايوافق السوداني على ايداع خارطة المجالات البحرية لدى الامم المتحدة؟؟!!