فيما يلي نص التهنئة:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

قال اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:185]

صدق الله العلي العظيم.

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحـان الله بكرةً وأصيلاً.

بمناسبة حـلول عيد الفطر السَّعيد، أعاده الله على أمَّتنا الإسلامية بالخير والنصر والبركات، أتوجَّـه بأطيب التهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني المسلم العزيز، ومجـاهديه الأعزاء المرابطين في الجبهات، وكافة منتسبي القوات المسلَّحـة والأمن، ومختلف المؤسسات الرسمية، وأسر الشهداء والجرحى والأسرى، وإلى أمتنا الإسلامية عموماً، والشعب الفلسطيني ومجـاهديه الأعزاء خصوصاً، ولاسيَّما أهل غزة، الذين نالوا مع فضيلة صيام شهر رمضان، شرف الجهاد، وفضيلة الثبات في وجـه الطغيان الإسرائيلي، والحصار، والإبادة الجماعية، فطوبى لهم على صبرهم وثباتهم.



إنَّ هذه المناسبة المباركة هي احتفاءٌ وتبجيلٌ لنعمة الله بشهر رمضان، بما فيه من البركات، وبما له من عطاء تربوي يسمو بالإنسان، فهو مدرسة ربَّانية للتَّزود بالتقوى، وهو ربيع القرآن الكريم، الذي ينير لنا درب الهداية والبصيرة، فيجمع لنا بين تزكية النفوس، والرشد الفكري والثقافي، والبصيرة، والوعي، والمعرفة بتعليمات الله المباركة، القيِّمة، الحـكيمة، التي يترتب على اتِّباعها خير الدنيا والآخرة، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:183]، وكما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة:185]، وكما قال تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:185].

إنَّ مناسبة العيد هي مناسبة للشكر لله، والتكبير له، على نعمته بالهدى، والتوفيق لإحياء الشهر الكريم بصيامه وقيامه، وما جعل الله فيه من مضاعفة الأجر، ونزول البركات، وأتاح فيه من الفرص التي تساعد الإنسان على الارتقاء الإيماني، وما فتح الله فيه من أبواب الخير، والاستجـابة للدعاء، فهي مناسبةٌ للفرح والاستبشار بنعمة الله وفضله؛ ولذلك فينبغي أن يكون إحياؤها سليماً من كل أشكال المعاصي، وأن تكون مناسبة لذكر الله، وفعل الخير، وصلة الأرحـام، وتعزيز أواصر الإخـاء والمحبة بين مجتمعنا المسلم، مع العناية بإخراج زكاة الفطرة، التي هي من الواجبات الإسلامية، ومن مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام، كما ينبغي للمسلمين جميعاً أن يتذكَّروا في هذه المناسبة ما يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من: تجويع، وإبادة جماعية، وما يعانيه في الضفة من: تدمير وتهجير، وما يتعرَّض له المسجد الأقصى، مسرى النبي "صلى الله عليه وعلى آله" من: اقتحـامات واستباحـة من قِبَل الصهاينة اليهود المجرمين، وما تتعرض له القضية الفلسطينية عموماً من مؤامرات أمريكية إسرائيلية لتصفيتها، وأن يتذكَّروا مسؤوليتهم الإيمانية والدينية تجـاه ذلك.

فإننا نؤكِّد في هذه المناسبة: ثبات شعبنا على موقفه المبدئي الإيماني، في الإسناد الكامل والمناصرة للشعب الفلسطيني، والتصدي للعدوان الأمريكي الإجرامي على بلدنا، ونؤكِّد على أنَّ العدوان الأمريكي لن يؤثر على القدرات العسكرية، والعمليات الجهادية البطولية للإسناد لغزة، كما أنَّه لن يؤثر على قرار وموقف شعبنا، يمن الإيمان والجهاد، يمن الأنصار، الذي يستند إلى الهوية الإيمانية، والبصيرة القرآنية، ويعتمد على الله تعالى.

{وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}

وَالسَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

عبدالـملك بدرالدين الحوثي

29 / رمضان / 1446هـ

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: فیه من

إقرأ أيضاً:

قيادات الدولة في اجتماع موسع .. المولد النبوي مناسبة جامعة لتعزيز الهوية الإيمانية ومواجهة التحديات

يمانيون / خاص

أكدت قيادات الدولة ، خلال لقاء موسع اليوم، أن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف يمثل مناسبة محورية لتعزيز الهوية الإيمانية، وتجديد الارتباط بالرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في سياق يعكس وعي الشعب اليمني وتماسكه في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

وشدد اللقاء، الذي حضره عدد من قيادات الدولة في السلطتين التنفيذية والتشريعية، وقيادات عسكرية وأمنية ومدنية، على أهمية أن تكون فعالية الثاني عشر من ربيع الأول القادم تجسيدًا عمليًا لحب النبي صلوات الله عليه وآله، وفرصة لتعزيز المشاركة الشعبية والرسمية، باعتبار المناسبة منطلقًا لتعميق القيم النبوية في واقع الأمة، وخاصة في ظل ما تشهده فلسطين من عدوان متواصل وجرائم يومية يرتكبها العدو الصهيوني.

كما تناول اللقاء أهمية ربط السيرة النبوية بالواقع المعاصر، من خلال إبراز البعد الجهادي في شخصية النبي صلوات الله عليه وآله، والتأكيد على أن رسالته كانت مشروعًا تحرريًا في وجه الطغيان، وهو ما يجعل من إحياء هذه الذكرى وقفة وعي ضد المشروع الصهيوني والأمريكي الساعي لفرض الهيمنة على الأمة.

وأكد المشاركون ضرورة تسليط الضوء على الجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفضح المحاولات الغربية لتشويه صورة الإسلام، خصوصًا من خلال النماذج المنحرفة التي تسوّقها بعض القوى الدولية.

كما تم التأكيد على ضرورة التفاعل الواسع مع فعاليات المناسبة على مستوى وطني جامع، يجمع بين الخطاب الديني والسياسي، ويكرس الوحدة الوطنية كأولوية لا تنفصل عن الموقف الديني والإنساني، خاصة في ظل ما تواجهه الأمة من تحديات مصيرية.

مقالات مشابهة

  • قيادات الدولة في اجتماع موسع .. المولد النبوي مناسبة جامعة لتعزيز الهوية الإيمانية ومواجهة التحديات
  • مسير طلابي في مديرية بدبدة تضامناً مع غزة وتنديداً بجرائم الإبادة
  • حزب الله: نعبّر عن تضامننا الكامل مع الحكومة والشعب الفنزويليين
  • الرهوي: الاحتفاء بالمولد النبوي تكريم لأعظم قائد ومعلم عرفته البشرية
  • وقفة في المسراخ تضامناً مع غزة وإعلاناً للجهوزية في مواجهة العدو الصهيوني
  • مسيرة تضامنية في حجة مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بجرائم الصهاينة في غزة
  • علي جمعة: قصة البقرة تُرشد المسلم للامتثال لأوامر الله دون تشدد أو مغالاة
  • وقفات طلابية في مدارس الطويلة تضامنًا مع فلسطين
  • وقفة احتجاجية بمستشفى الثورة والزيدية بالحديدة تندد بجرائم الإبادة والحصار على غزة
  • القطاع الصحي في البيضاء ينظم وقفة للتنديد بسياسة حرب التجويع بحق أبناء غزة