"رؤية 2040" وبوصلة إدارة الموارد
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
حمود بن علي الطوقي
لاقى مقالنا السابق الذي حمل عنوان "رؤية 2040: بناء الإنسان العُماني أولًا"، ردود فعل واسعة وتفاعلًا كبيرًا؛ حيث أجمع جُل من قرأ المقال على أهمية توجيه مرتكزات الرؤية لخدمة المواطن العُماني أولًا وقبل كل شيء، وهذا ما تنشده الرؤية ضمن مرتكزاتها الوطنية.. ونواصل اليوم هذا النقاش بقراءة جانب آخر لا يقل أهمية، وهو إدارة الموارد المالية للدولة، ودورها في تحقيق الأهداف الكبرى للرؤية.
فكما أشرت في المقال السابق أن رؤية "عُمان 2040" وضعت بناء الإنسان في مقدمة أولوياتها، باعتباره أساس النهضة ومحرك التنمية. ولكن خلال السنوات الأخيرة، برزت خطة التوازن المالي كأحد المطالب القصوى في السياسات الحكومية بهدف تخفيف المديونية والوصول إلى موازنة متوازنة، ونلاحظ أن الحكومة الرشيدة قد نجحت مشكورة بانتهاجها، خطة طموحة لرفع مستوى التوعية خاصة في مجال الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية.
وهذا التوجه أدى حسب التقارير الرسمية المعلنة إلى خفض الدين العام وتحسين المؤشرات المالية. لكن على الرغم من هذه الجهود الحكومية، إلّا أن المواطن ما زال يشعر أنها لم تُترجم بالشكل الكافي إلى تنويع مصادر الدخل أو تحفيز النمو الاقتصادي، ما انعكس على ملفات مهمة مثل الباحثين عن عمل، وضعف القطاع الخاص، وارتفاع الأعباء المعيشية.
ونرى أن هناك حراكًا كبيرًا من الحكومة لترجمة متطلبات الرؤية، لكن في المقابل يظل التحدي الأكبر اليوم هو توفير التوظيف المباشر، وهو ما يتطلب حلولًا عملية وجذرية تتجاوز الإجراءات التقليدية. ويمكن حسب مرئياتنا أن تكون الإدارة الحكيمة للموارد المالية جزءًا من هذا الحل، عبر توجيه جزء من الفوائض والمخصصات المالية نحو برامج استيعاب الكفاءات الوطنية، وإيجاد فرص عمل حقيقية ومستدامة للشباب.
نُجزم أن مواردنا ليست قليلة، ونعتقد أن المشكلة ليست في قلة الموارد، وإنما في كيفية إدارتها، فبلادنا بما حباها الله من خيرات ومقومات تمتلك إمكانات مالية وبشرية واستراتيجية، وتحتاج إلى إدارة أكثر ديناميكية، تستثمر الفوائض في مشاريع إنتاجية وصناديق تنموية، وتحفّز بيئة الأعمال، مع التخفيف من الأعباء على المواطن.
صحيحٌ أن الحكومة ومن خلال جهاز الاستثمار العُماني -الذي يُشرف على إدارة الشركات الحكومية- تعمل جاهدة على تنويع مصادر الدخل من خلال إدارتها لهذه الشركات؛ سواء المحلية أو الأجنبية. وفي خطوة إيجابية، أنشأت الحكومة “صندوق عُمان المستقبل” لتعزيز موارد الدولة وتنويع دخلها، وهي بادرة مشكورة إذا ما أُحسن استثمارها ضمن خطة واضحة تُعيد الإنسان إلى قلب الرؤية، وتحقق التوازن بين ضبط المالية العامة وتحريك عجلة التنمية.
وأخيرًا نقول إنَّ الإدارة الحكيمة للموارد ليست خيارًا؛ بل ضرورة وطنية، حتى تتحقق رؤية "عُمان 2040" على أرض الواقع، لا في المؤشرات فقط.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"سدايا" تدرّب منسوبي الجهات الحكومية على تصنيف البيانات وفق السياسات الوطنية
انطلق اليوم، البرنامج التدريبي لتصنيف البيانات، الذي تنظّمه الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)؛ بهدف بناء قدرات منسوبي الجهات الحكومية في مجال إدارة البيانات، وتعزيز فهمهم لآليات تصنيفها بشكل فعّال وفق السياسات والضوابط الوطنية المعتمدة، بما يسهم في الارتقاء بجودة العمل الحكومي والمحافظة على البيانات الوطنية وصونها.
ويهدف البرنامج إلى تغطية المفاهيم الأساسية لتصنيف البيانات، وفهم فوائده ومخاطر عدم التصنيف، واستعراض الأدوات التنظيمية الصادرة عن "سدايا"، إلى جانب التعريف بمعايير قياس تصنيف البيانات ومنهجية تطبيقها داخل الجهات الحكومية، ودعم الامتثال لمتطلبات حوكمة البيانات الوطنية.
ويستهدف البرنامج منسوبي مكاتب إدارة البيانات، ومسؤولي تصنيف البيانات، ومختصي بيانات الأعمال، ومختصي تقنية المعلومات والأمن السيبراني.
ويتضمن البرنامج عددًا من المخرجات من أبرزها: التعرف على مفهوم تصنيف البيانات وفوائده ومخاطر عدم التصنيف، وسياسة تصنيف البيانات ومستوياتها، وضوابط إدارة البيانات في مجال التصنيف، إلى جانب توضيح مكونات المؤشر الوطني للبيانات "نضيء"، وتطبيق معايير قياس مجال تصنيف البيانات، واستعراض خطوات ومراحل التصنيف.
ويأتي تنفيذ هذا البرنامج ضمن جهود "سدايا" لتعزيز كفاءة العمل المؤسسي في القطاع الحكومي، ورفع جاهزيته لتطبيق أفضل الممارسات في إدارة البيانات بما يسهم في دعم مستهدفات رؤية المملكة 2030.