كل شيء يبعث على الابتسامة، حيوية الناس، تواصلهم، ومشهد براءة وفرحة الأطفال، بمظاهر وأجواء العيد.
الفرحة تنتشر في أزقة وشوارع المدن والحارات بعد شهر من ترميم ما تصدع وفتر في نفوس المسلمين، وبعد كثير من الاجتهاد لتحديث الصلة بالله سبحانه.. يأتي العيد ليغسل أدران النفوس ويُتم الحالة الإيمانية التي عاش المؤمن تفاصيلها بصدق وإخلاص.
للجميع أن يعيش هذه اللحظات العيدية مهما كانت ظروف الحياة قاسية، ولن تكون هذه الظروف أقسى مما عشناه طيلة عشرة أعوام مضت من الاستهداف العدواني الحقود الذي اهتم حتى باستهدافنا في فرحتنا بمناسباتنا الدينية والاجتماعية.
ولا نزال في حالة العدوان، مع تجدده هذه المرة بتحرك أمريكي مباشر ونوايا غير أخلاقية لمعاقبة هذا الشعب الصبور الصامد، على صبره وصموده في وجه كل المحاولات لإركاعه وإخضاعه للإرادة الصهيونية.
سيعيش الناس فرحة العيد شاء العدو الأمريكي أم أبى، كما كل الأعوام السابقة، حين انتزع هذا الشعب إعجاب العالم وتقديره وهو يعيش مناسباته رغم كل ما يعانيه من ظروف قاسية وسنوات عجاف ولّدها العدوان والحصار.
لا شيء يمكن أن يكسره ولن يكون بمقدور ترامب أو من سيأتي بعده أن ينتزع من هذا الشعب أرادته بأن يعيش بالطريقة التي يراها لائقة به، دون أن يكون لأيٍ كان أن يحدد له كيف يعيش.
يعزز الناس بالمناسبة علاقاتهم وروابطهم الاجتماعية بعد أن كاد يطمرها البرود، ويرسمون في مثل هذه المناسبات اللوحة الإسلامية التي غرست في المسلمين هذه القيم الأخلاقية، وهي لوحة لا تجدها لدى كثير من مجتمعات العالم غير المسلمة.
لا مناسبة هناك كهذه التي نعيش، حيث الجميع يتجهون بداية بالشكر لله سبحانه أن أعانهم على صيام شهر رمضان، وأن بلّغهم يوميات العيد، وحيث الجميع يعيشون حالة استثنائية من مشاعر الفرح والبهجة، بما فيهم الفقراء الذين امتدت إليهم أيادي الخير وحصلوا من الأغنياء على شيء من العطاء.
لم يُترك المحتاجون كما لا يُتركوا في الأعياد، غرقى الشعور بالحسرة والألم على عدم قدرتهم أن يكونوا كالآخرين، أو عدم قدرتهم بألا يلبس أطفالهم الجديد أو تُزين موائدهم شيء من الحلوى وجعالة العيد، ديننا علمنا ذلك، ولا عيد يُترك لأن تخدش لحظاته الفرائحية فقيراً جائعاً منزوياً لأنه ما التفت إليه أحد.
ولأن الفرح والعيد متلازمان فإن ذلك كاف لأن يرسم هذا المشهد الاستثنائي الذي يغيض أعداء الإسلام، كما يغيض أعداء اليمن الذين سعوا ولا زالوا لأن يحرموا الناس هذه المشاعر وهذه الهموم الإنسانية.
في المناسبة، الحياة تبتسم، ولا يعكرها هذا الانشغال الذي يعيشه الأعداء لمواصلة استهدافهم هذا الشعب، وسيدرك الأعداء حتما أن كل ما يبذلون فيه المال والجهد لا طائل منه ويذهب هباء، فالشعب اليمني على مدى التاريخ ظل استثنائيا ليس بمقدور احد النيل من رغبته في الحياة.
في العيد تسود المودة ولا حديث هناك إلا حديث الأمل والتفاؤل.. يتبادلون التهاني وفي ذلك أبسط مستويات التعبير عن الألفة وإزاحة كل أسباب وبواعث الشحناء بين الناس، والكثير يجد في العيد فرصة لتجديد أواصر العلاقة مع من فرقتهم الهموم اليومية وقساوة متطلبات الحياة، قد يأتي الاتصال وتبادل التهاني بالعيد بشكل مباشر وقد يكون عن طريق الاتصال بالهاتف أو حتى إرسال الرسائل النصية، اختلفت صور التهاني لكن النتيجة واحدة التأكيد على استمرار العلاقات.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“الاقتصاد الرقمي” تحتفل بتأهل النشامى في مادبا وتشارك الأهالي فرحة الوطن
صراحة نيوز ـ بمناسبة تأهل المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم، واحتفاءً بالأعياد الوطنية المجيدة، نظّمت اللجنة الاجتماعية لموظفي وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، وبالتعاون مع مديرية الأمن العام، أمس الثلاثاء، فعالية وطنية في منطقة مليح بمحافظة مادبا، وتحديدًا في سكن كريم لعيش كريم، جمعت بين روح الانتماء والفرح الجماعي.
وتضمنت الفعالية نقلًا مباشرًا لمباراة المنتخب الوطني مع نظيره العراقي عبر شاشة عرض كبيرة جرى تجهيزها خصيصًا لسكان المنطقة، وسط أجواء مفعمة بالحماس والفخر، حيث عبّر الحضور عن اعتزازهم بإنجاز النشامى، وتفاعلوا بحماسة مع مجريات المباراة.
كما قامت اللجنة بتوزيع قمصان المنتخب الوطني على الحضور، إلى جانب تقديم الحلويات، في مبادرة هدفت إلى مشاركة المجتمع المحلي فرحة الإنجاز الرياضي، وتعزيز قيم التضامن والمواطنة الفاعلة، لا سيما مع تزامن المناسبة مع عيد الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى.
وأكدت الأمينة العامة لوزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، ورئيسة اللجنة الاجتماعية، سميرة الزعبي، أن هذه الفعالية تأتي انطلاقًا من إيمان الوزارة بدورها المجتمعي، وحرصها على التفاعل الإيجابي مع أبناء المجتمع في مختلف مناطق المملكة، مضيفة اننا نسعى من خلال هذه المبادرات إلى ترسيخ قيم الانتماء والفرح المشترك، وتعزيز الروح الوطنية من خلال أنشطة مجتمعية تُعبّر عن هوية الأردن الجامعة، وتُجسّد تلاحم مؤسسات الدولة مع المواطنين في الميدان، لا سيما في المناسبات الوطنية والدينية التي نعتز بها جميعًا