قال البيت الأبيض، إن ضربات أمريكية في اليمن في مارس (آذار) الماضي، قتلت أبرز خبير صواريخ حوثي، إلا أن الجيش الأمريكي يرفض حتى الآن تأكيد الوفاة، كما لم تتضح هوية القائد الحوثي المشار إليه.

وكان مستشار الأمن القومي مايك والتز، قد قال في تصريحات لـ "سي.بي.إس نيوز"، بعد ضربات 15 مارس (آذار) الماضي، إن الموجة الأولى منها قتلت "كبير مسؤولي الصواريخ لديهم".

كما تحدث والتز عن عملية القتل في محادثة نصية سرية، والتي كشفت عنها ذي أتلانتيك الأسبوع الماضي، قائلاً "الهدف الأول.. كبير مسؤولي الصواريخ لديهم.. تسنى لنا تأكيد هويته وهو يدخل مبنى يخص صديقته وهو منهار الآن".

Confirmation of the elimination of Houthi leader Abdul Hakim al-Khiwani, head of the militia's Security and Intelligence Service, in U.S. airstrikes targeting the military intelligence department in the militia's military command building in the Tahrir district of Sanaa. pic.twitter.com/RUXJWCzmPE

— Israel News Pulse (@israelnewspulse) March 28, 2025

وقال مسؤولون أمريكيون، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، إنهم لم يرد إليهم أي تأكيد مستقل من الجيش الأمريكي لمقتل شخص مثل هذا. ومن غير المعتاد أن تمتنع وزارة الدفاع الأمريكية عن تأكيد إعلان البيت الأبيض عن عملية عسكرية. فعادة ما يكشف الجيش علناً عن تفاصيل بشأن الأهداف الكبرى في غضون أيام من نجاح المهمة.

وعند طلب تأكيد مقتل كبير خبراء الصواريخ لدى الحوثيين في غارة أمريكية، أحال البيت الأبيض الوكالة إلى الجيش الأمريكي. ورفض الجيش الأمريكي طلبات متكررة قدمت على مدى أسبوع لتأكيد مقتله أو الكشف عن اسم القتيل.

ووفقاً لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، فإن عبد الخالق بدر الدين الحوثي هو "القائد الفعلي لقوات الصواريخ الاستراتيجية".

A U.S. military campaign of strikes in Yemen launched just over a week ago has so far taken out key Houthi leadership, including the group's top missile specialist, White House National Security Adviser Mike Waltz said. https://t.co/O3zUZtl3UM pic.twitter.com/1ioKFy2Ues

— NEWSMAX (@NEWSMAX) March 24, 2025

وعكف محمد الباشا، الذي تعمل شركته المتخصصة في استشارات المخاطر "باشا ريبورت" في البحث في المعلومات مفتوحة المصدر بشأن اليمن، على فحص تقارير الحوثيين عن مقتل أكثر من 40 مقاتلاً حوثياً خلال الاشتباك في ضربات جوية في مارس (آذار) الماضي.

وقال إنه لم يتم رصد أي شخص رفيع المستوى مثل عبد الخالق بدر الدين الحوثي، بين القتلى المعلن عنهم حتى الآن، كما لم يرصد أي إعلان وفاة على قناة تلفزيونية تابعة للحوثيين عن شخص تتطابق بياناته مع ما ذكره والتز. غير أنه قال إن الحوثيين لا يعلنون دائماً هويات قتلاهم على الفور، كما نوه إلى أن قادة القوة الصاروخية يعدون "سريين".

وقال مايكل نايتس الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن "من أشار إليه والتز سيكون خبيراً في الصواريخ مدرباً في إيران ضالعاً في إدارة هذه المنظومة". وأضاف "إذا كانوا يعتقدون أنهم نالوا من هذا الشخص، فربما نالوا منه بالفعل".

لا ذكر علني للخبير 

ولم يذكر اللفتنانت جنرال ألكسوس جرينكويش، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة في تصريحاته العلنية، بشأن الغارات التي شنت في 17 مارس (آذار) الماضي، أي صواريخ. غير أنه قال إن منشأة للطائرات المسيرة "قُصفت، وبها عدد من كبار القيادات".

وفي منشور على منصة تروث سوشال، أمس الإثنين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الغارات الأمريكية "دمرت" الحوثيين. وكتب "لم يعد الكثير من قادتهم بيننا"، وذلك دون التطرق لمزيد من التفاصيل.

The Iran-backed Houthi Terrorists have been decimated by the relentless strikes over the past two weeks. Many of their Fighters and Leaders are no longer with us. We hit them every day and night — Harder and harder. Their capabilities that threaten Shipping and the Region are…

— Donald J. Trump Posts From His Truth Social (@TrumpDailyPosts) March 31, 2025

وتهدف هذه الغارات، وهي أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، منذ تولي ترامب منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى إجبار الحوثيين المتحالفين مع إيران على وقف هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر، وكذلك السفن الحربية الأمريكية.

ونفذت الجماعة أكثر من 100 هجوم على سفن شحن منذ بدء حرب إسرائيل مع حركة حماس أواخر 2023، قائلة إنها تفعل ذلك تضامناً مع الفلسطينيين في غزة. وأثرت الهجمات على حركة التجارة العالمية، ودفعت الجيش الأمريكي إلى شن حملة مكلفة لاعتراض الصواريخ.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل عيد الفطر غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مستشار الأمن القومي الحوثيين اليمن أمريكا الحوثي اليمن الجیش الأمریکی

إقرأ أيضاً:

تغييب حوثي لمعلمين في تعز.. صمت مطبق ومعاناة إنسانية تتفاقم

تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المعلمين والتربويين في مناطق سيطرتها بمحافظة تعز، في مشهد يعكس سياسة ممنهجة لاستهداف الكادر التعليمي وتكميم الأصوات الرافضة لنهجها الطائفي. 

وبحسب مصادر تربوية وحقوقية، لا يزال العشرات من المعلمين يقبعون في سجون الميليشيا منذ فترات متفاوتة، دون السماح لأسرهم بالتواصل معهم أو معرفة مصيرهم، في ظل صمت رسمي ودولي مقلق.

تأتي هذه الممارسات في سياق حملة قمع متصاعدة تنفذها الميليشيا ضد التربويين، بهدف إخضاع المؤسسات التعليمية بالكامل لسيطرتها الفكرية، وتطويعها لخدمة أجنداتها العقائدية المستوردة من إيران، الأمر الذي حوّل المدارس من منابر علم إلى أدوات تعبئة مذهبية.

وأشارت مصادر تربوية إلى أن ثلاثة معلمين من مدرسة 26 سبتمبر في منطقة الأجعود، بمديرية التعزية شمال المحافظة، لا يزالون رهن الاعتقال التعسفي منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بعد أن تم اقتيادهم من داخل المدرسة دون توجيه تهم رسمية أو السماح لعائلاتهم بزيارتهم.

وذكرت المصادر أن المعلمين هم: سرحان أحمد، وعبدالسلام علي قاسم، ومنصور علي عبده، ويحتجزون حاليًا في سجن الصالح بمدينة الحوبان في ظروف قاسية، وسط غياب أي إجراءات قانونية أو توضيحات بشأن أسباب احتجازهم.

وفي مديرية ماوية شرق تعز، اختطفت الميليشيا الأستاذ جمال قايد سُعَيِّد قبل أكثر من ثلاثة أشهر، ولا يزال مصيره مجهولًا حتى اليوم.

الإعلامي سامي نعمان وصف في منشور له على صفحته في منصة "فيسبوك" اختطاف الأستاذ جمال بأنه "جريمة أخلاقية وإنسانية بحق أحد أنبل رجال التربية والتعليم في ماوية"، مؤكدًا أن الميليشيا الحوثية تمارس "حملة توحش عنصرية همجية" تستهدف المدرسين والمواطنين في مختلف المحافظات.

وقال نعمان: "الأستاذ جمال من أشرف وأنزه من عرفت في حياتي، درسني قبل أكثر من 35 سنة، وكان رمزًا للنزاهة والكرامة، يكافح بعمله الشريف ليعيش بكرامة، لكنه اليوم يقبع في زنازين الميليشيا لمجرد كونه إنسانًا حرًّا وشريفًا."

وأضاف: "لقد تحولت ماوية إلى ساحة عبث للمتحوثين الجدد الذين يتسابقون في الولاء للمشروع الحوثي القذر على حساب كرامة أبناء مناطقهم. لكن التاريخ لن يرحم، وسيأتي يومٌ تُفضح فيه هذه العصابة ويُقتص من كل من تواطأ على الناس وكرامتهم."

ومطلع أكتوبر الجاري كشفت نقابة المعلمين اليمنيين عن واقع مأساوي يعيشه الكادر التربوي في مناطق سيطرة الميليشيا، حيث يقبع أكثر من 350 معلمًا في سجون الحوثيين، ويتعرضون لأبشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي والابتزاز المالي، في محاولة لتكميم أفواههم وإجبارهم على الخضوع لدورات فكرية طائفية.

وأكدت النقابة أن الميليشيا تمارس ضغوطًا متواصلة على المعلمين عبر خصم مستحقاتهم الزهيدة، أو تهديدهم بالفصل والنقل القسري، مشيرة إلى أن الهدف من هذه السياسة هو "تحييد التعليم وتحويله إلى أداة سياسية وأمنية بيد الجماعة". ودعت النقابة المنظمات الدولية والأمم المتحدة إلى التدخل العاجل للإفراج عن المعلمين المختطفين، ومحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات التي تمثل جريمة بحق الإنسانية وحق التعليم.

ويؤكد مراقبون أن استمرار ميليشيا الحوثي في اعتقال المعلمين والتربويين، يعكس توجهها العدائي تجاه الوعي الوطني والمجتمعي، في محاولة لعزل الأجيال الجديدة عن قيم الحرية والعلم والتعايش، وإحلال ثقافة الكراهية والعنف محلها.

مقالات مشابهة

  • اعتقال قيادي حوثي في الضالع
  • ترامب: الولايات المتحدة تمتلك مخزونًا كبيرًا من صواريخ توماهوك
  • تغييب حوثي لمعلمين في تعز.. صمت مطبق ومعاناة إنسانية تتفاقم
  • هكذا يتفوق ستارشيب على أكبر الصواريخ على الإطلاق
  • أحمد حاتم يشعل الغموض والرعب في البرومو التشويقي لفيلم "قصر الباشا"
  • كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية يشيد بالجهود المصرية لوقف حرب غزة
  • كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية: السلطة الفلسطينية ستتولى إدارة غزة عندما تكون جاهزة
  • خارجون عن القانون أم الاحتلال؟.. الغموض يكتنف استشهاد الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي
  • خبير استراتيجي: ضغط أمريكا هو الضامن لالتزام الإحتلال بتنفيذ اتفاق غزة
  • مدغشقر.. انقسام داخل الجيش بعد إعلان فيلق عسكري نفسه قيادة عليا للقوات المسلحة