تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المعلمين والتربويين في مناطق سيطرتها بمحافظة تعز، في مشهد يعكس سياسة ممنهجة لاستهداف الكادر التعليمي وتكميم الأصوات الرافضة لنهجها الطائفي. 

وبحسب مصادر تربوية وحقوقية، لا يزال العشرات من المعلمين يقبعون في سجون الميليشيا منذ فترات متفاوتة، دون السماح لأسرهم بالتواصل معهم أو معرفة مصيرهم، في ظل صمت رسمي ودولي مقلق.

تأتي هذه الممارسات في سياق حملة قمع متصاعدة تنفذها الميليشيا ضد التربويين، بهدف إخضاع المؤسسات التعليمية بالكامل لسيطرتها الفكرية، وتطويعها لخدمة أجنداتها العقائدية المستوردة من إيران، الأمر الذي حوّل المدارس من منابر علم إلى أدوات تعبئة مذهبية.

وأشارت مصادر تربوية إلى أن ثلاثة معلمين من مدرسة 26 سبتمبر في منطقة الأجعود، بمديرية التعزية شمال المحافظة، لا يزالون رهن الاعتقال التعسفي منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بعد أن تم اقتيادهم من داخل المدرسة دون توجيه تهم رسمية أو السماح لعائلاتهم بزيارتهم.

وذكرت المصادر أن المعلمين هم: سرحان أحمد، وعبدالسلام علي قاسم، ومنصور علي عبده، ويحتجزون حاليًا في سجن الصالح بمدينة الحوبان في ظروف قاسية، وسط غياب أي إجراءات قانونية أو توضيحات بشأن أسباب احتجازهم.

وفي مديرية ماوية شرق تعز، اختطفت الميليشيا الأستاذ جمال قايد سُعَيِّد قبل أكثر من ثلاثة أشهر، ولا يزال مصيره مجهولًا حتى اليوم.

الإعلامي سامي نعمان وصف في منشور له على صفحته في منصة "فيسبوك" اختطاف الأستاذ جمال بأنه "جريمة أخلاقية وإنسانية بحق أحد أنبل رجال التربية والتعليم في ماوية"، مؤكدًا أن الميليشيا الحوثية تمارس "حملة توحش عنصرية همجية" تستهدف المدرسين والمواطنين في مختلف المحافظات.

وقال نعمان: "الأستاذ جمال من أشرف وأنزه من عرفت في حياتي، درسني قبل أكثر من 35 سنة، وكان رمزًا للنزاهة والكرامة، يكافح بعمله الشريف ليعيش بكرامة، لكنه اليوم يقبع في زنازين الميليشيا لمجرد كونه إنسانًا حرًّا وشريفًا."

وأضاف: "لقد تحولت ماوية إلى ساحة عبث للمتحوثين الجدد الذين يتسابقون في الولاء للمشروع الحوثي القذر على حساب كرامة أبناء مناطقهم. لكن التاريخ لن يرحم، وسيأتي يومٌ تُفضح فيه هذه العصابة ويُقتص من كل من تواطأ على الناس وكرامتهم."

ومطلع أكتوبر الجاري كشفت نقابة المعلمين اليمنيين عن واقع مأساوي يعيشه الكادر التربوي في مناطق سيطرة الميليشيا، حيث يقبع أكثر من 350 معلمًا في سجون الحوثيين، ويتعرضون لأبشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي والابتزاز المالي، في محاولة لتكميم أفواههم وإجبارهم على الخضوع لدورات فكرية طائفية.

وأكدت النقابة أن الميليشيا تمارس ضغوطًا متواصلة على المعلمين عبر خصم مستحقاتهم الزهيدة، أو تهديدهم بالفصل والنقل القسري، مشيرة إلى أن الهدف من هذه السياسة هو "تحييد التعليم وتحويله إلى أداة سياسية وأمنية بيد الجماعة". ودعت النقابة المنظمات الدولية والأمم المتحدة إلى التدخل العاجل للإفراج عن المعلمين المختطفين، ومحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات التي تمثل جريمة بحق الإنسانية وحق التعليم.

ويؤكد مراقبون أن استمرار ميليشيا الحوثي في اعتقال المعلمين والتربويين، يعكس توجهها العدائي تجاه الوعي الوطني والمجتمعي، في محاولة لعزل الأجيال الجديدة عن قيم الحرية والعلم والتعايش، وإحلال ثقافة الكراهية والعنف محلها.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

بعد الهجوم على لبنان.. قيادي حوثي يحذّر: يبدو أن الإسرائيليين يريدون العودة للملاجئ!

في تعليق لافت على الهجوم الإسرائيلي العنيف الذي استهدف منطقة المصيلح جنوب لبنان، قال حزام الأسد، عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله (الحوثيون)، إن “البلطجة الصهيونية تهاجم منطقة المصيلح بجنوب لبنان فجر اليوم، ويبدو أنهم يريدون العودة إلى الملاجئ”.

ونشر الأسد عبر حسابه على منصة “إكس” فيديو يوثق الانفجارات الضخمة التي خلفتها الغارات الإسرائيلية على صالات عرض جرافات وحفارات في المنطقة.

وكانت أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية أن الطائرات الإسرائيلية نفذت فجر السبت أكبر عدوان جوي منذ انتهاء حرب الـ66 يوماً عام 2006، مستهدفة منطقة المصيلح – الزهراني، وأسفر الهجوم عن استشهاد سوري وإصابة عدة مدنيين بجروح خطيرة، إضافة إلى تدمير واسع لعشرات المعارض والآليات، مع تقدير الخسائر بمئات الملايين من الدولارات.

وكانت شهدت صنعاء مظاهرة حاشدة دعمًا لأهالي غزة ولبنان، شارك فيها يمنيون ومن أتباع الحوثي، رفعوا خلالها بنادقهم وأعلام لبنان، ورددوا هتافات مؤيدة للمقاومة ضد العدوان الإسرائيلي.

"הבריונות הציונית תוקפת את אזור אל-מוסילה בדרום לבנון לפנות בוקר היום, נראה שהם רוצים לחזור למקלטים." pic.twitter.com/D0a81Jgk8O

— حزام الأسد (@hezamalasad) October 11, 2025

“أنصار الله” تعلن وقف هجماتها على إسرائيل وسفنها في البحر الأحمر بشرط الالتزام باتفاق غزة

أعلنت حركة “أنصار الله” اليمنية أنها ستوقف هجماتها العسكرية على إسرائيل وسفنها في البحر الأحمر إذا التزمت إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وحذر القيادي حزام الأسد من استئناف العمليات العسكرية بوتيرة أشد في حال استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة.

مقالات مشابهة

  • أجهزة الأمن تلقي القبض على قيادي حوثي اعترف بقتاله في مأرب والوازعية
  • في ذكرى تغييب الأبوين الأنطونيين.. صلاة ودموع في دير مار يوحنا القلعة تُجدّد النداء للحقيقة
  • أزمة المياه تتفاقم في العراق.. رسالة عاجلة إلى تركيا!
  • نساء غزة يلدن في خيام النزوح وسط ركام الحرب ومعاناة الإنسانية
  • الهروب من الحرب إلى المجهول.. آلاف اليمنيين يفرّون من جحيم الحوثي.. المليشيا تُشعل أكبر مأساة إنسانية في اليمن
  • نحر المنطق: هل رفض الغزو الخارجي وعنف الميليشيا من علامات الكوزنة؟
  • أمن المقاومة تعلن السيطرة الكاملة على الميليشيا المسلحة
  • بعد الهجوم على لبنان.. قيادي حوثي يحذّر: يبدو أن الإسرائيليين يريدون العودة للملاجئ!
  • «مفهوم الدولة أولًا»… الدوغة ينتقد تفاهمات تُطيل الفساد ومعاناة الليبيين