استراتيجية إيران الجديدة في سورية: رهان على الميليشيات أم استغلال تناقضات الداخل؟
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
دمشق (زمان التركية) – مع انهيار نظام الأسد وتراجع النفوذ الإيراني في سوريا، وضعت طهران خطة واسعة لنقل الفوضى إلى البلاد، متذرعة بمزاعم “التصدي للمؤامرة التركية-الإسرائيلية”. وترى إيران أن هناك عوامل موضوعية قد تساعد في إسقاط النظام الجديد، متهمة إياه بتمهيد الطريق أمام إسرائيل لاحتلال أراضٍ سورية، تمهيدًا لنقل سكان غزة إليها بعد رفض الأردن ومصر استقبالهم.
وتسعى طهران لترويج هذه السردية عبر رجال الدين والمراجع، مستغلة ميليشياتها وأتباعها لتحقيق أهدافها.
أوراق إيران في سوريا: محاولات متعددة لإعادة النفوذ
1- استخدام الميليشيات لإثارة الفوضى
لم تستسلم إيران بسهولة في سوريا، إذ لا تزال فلول النظام السابق والميليشيات الإيرانية والعراقية ومرتزقة حزب الله تحاول استغلال الفراغ السياسي. وحرّضت طهران بعض العلويين ضد الحكومة الجديدة، مستخدمة خطابًا طائفيًا لإقناعهم بأن سقوط الأسد يشكل تهديدًا لمستقبلهم. كما أن المرتزقة الذين جلبتهم إيران من العراق ولبنان وأفغانستان يواصلون نشر الفوضى، مدّعين أن النظام الجديد يشكل خطرًا على وجودهم.
2- إعادة تجربة إسقاط النظام
ترى طهران أن سقوط الأسد وجيشه وأجهزته الأمنية خلال أسابيع قليلة، دليل على إمكانية تكرار السيناريو نفسه مع الحكومة الجديدة، من خلال استثمار نقاط ضعفها الداخلية وإثارة الأزمات الأمنية.
3- توظيف الأزمات الداخلية
تراهن إيران على تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، مستغلة الانقسامات بين الفصائل المسلحة، والتي تتكون من أمراء حرب وتجار نفوذ يسهل استدراجهم عبر تقديم امتيازات وإغراءات مالية.
4- إعادة تنظيم الجماعات المسلحة
تسعى إيران إلى لملمة الجماعات المسلحة المبعثرة عبر سوريا، وتنظيمها وتسليحها وفق نماذج مماثلة لما حدث في أفغانستان وليبيا والسودان. وتستفيد طهران من تعدد الجنسيات داخل هذه الفصائل، بما في ذلك العناصر الشيعية مثل “فاطميون” من العراق وأفغانستان.
5- التشكيك في قدرة النظام الجديد على تحقيق الأمن
تروّج إيران لفكرة أن الأمن في سوريا غير ممكن بسبب اعتماد الجماعات المسلحة على قوى إقليمية ودولية غير موثوقة، مما يتيح لطهران إعادة تقديم نفسها كلاعب أساسي في المشهد.
6- توظيف الموقف من إسرائيل
تستغل إيران صمت الحكومة السورية إزاء الانتهاكات الإسرائيلية، وتروّج لاتهامات بأن النظام الجديد متواطئ مع تل أبيب في “مشروع توطين الفلسطينيين”، تمهيدًا لتصفية القضية الفلسطينية.
7- محاولة التقارب مع أطراف إقليمية ودولية
تحاول إيران إيجاد قواسم مشتركة مع بعض الدول العربية والإقليمية، محذرة من “المخطط التركي” الهادف -حسب زعمها- إلى إقامة نظام حكم متشدد في سوريا، يصدّر الفوضى والإرهاب إلى المنطقة والعالم.
8- استهداف قادة المعارضة
هددت وسائل إعلام إيرانية مقربة من الحرس الثوري باستهداف قادة الثورة السورية، مشيرة إلى إمكانية إسقاط طائرة أحمد الشرع بطائرة مسيرة إذا لزم الأمر.
9- استمالة القوات الكردية
تسعى إيران لاستقطاب “قسد” في شرق سوريا، مستغلة مخاوفها من النظام السوري، خاصة مع تزايد النفوذ التركي واحتمال تراجع الحكومة الجديدة عن الاتفاقيات الموقعة مع الأكراد.
10- التلويح بإحياء داعش والقاعدة
تستخدم إيران التهديد بإعادة إحياء تنظيمات مثل داعش والقاعدة، مستغلة الطبيعة الجغرافية للمنطقة الحدودية بين العراق وسوريا، حيث لا تزال هذه التنظيمات تمتلك بيئة خصبة للعودة مجددًا.
ختامًا، تستمر إيران في محاولاتها للحفاظ على نفوذها في سوريا، مستخدمة مزيجًا من الأدوات العسكرية والسياسية والطائفية، مستغلة تناقضات الداخل السوري، ورهاناتها على الفوضى والتوترات الإقليمية.
Tags: أحمد الشرعإيران في سوريةانهيار نظام الأسدسورياسورية بعد الأسدالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أحمد الشرع إيران في سورية انهيار نظام الأسد سوريا سورية بعد الأسد النظام الجدید فی سوریا
إقرأ أيضاً:
ترامب: لا نية لتغيير النظام في إيران.. ووقف إطلاق النار لا يزال قائمًا رغم الانتهاكات
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، أنه لا يسعى إلى تغيير النظام الإيراني، محذرًا من أن مثل هذا التحرك قد يؤدي إلى "فوضى"، مشددًا في الوقت ذاته على استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، رغم سلسلة من الخروقات التي وقعت مؤخرًا من الجانبين.
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية الأميركية "إير فورس وان" خلال توجهه إلى قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، جدد ترامب تأكيده أن "إيران لن تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا"، موضحًا أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين اتصل به مؤخرًا عارضًا المساعدة في التعامل مع الملف الإيراني.
تهدئة بعد التصعيد
وأشار ترامب إلى أن إسرائيل وافقت على وقف التصعيد، مؤكدًا أن الطائرات الإسرائيلية التي كانت متجهة نحو إيران "لأداء تحية ودية"، حسب وصفه، قد عادت أدراجها دون تنفيذ أي هجوم. وكتب في منشور على منصة "تروث سوشيال":
"جميع الطائرات ستعود، ولن يُصاب أحد بأذى".
كما شدد في منشور لاحق على أن إيران "لن تعيد بناء منشآتها النووية أبدًا"، في إشارة إلى الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية رئيسية في فوردو ونطنز وأصفهان.
تصعيد متبادل رغم وقف النار
وعلى الرغم من إعلان وقف إطلاق النار، أكدت إسرائيل، الثلاثاء، أنها قصفت منشأة رادار قرب طهران، ردًا على ما وصفته بانتهاك إيراني للهدنة. ووفق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن القرار بالرد جاء بعد مشاورات مع ترامب، الذي طلب من تل أبيب "التهدئة".
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت في مناطق شمال البلاد، بما في ذلك الجليل وحيفا، محذرًا من إطلاق صواريخ إيرانية جديدة، وهو ما نفته طهران رسميًا، عبر الجيش ومجلس الأمن القومي.
تهديدات متبادلة وتوتر قائم
رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير صرّح بأن إسرائيل "سترد بقوة على الانتهاكات الإيرانية"، بينما أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أنه أصدر أوامر للجيش بمواصلة الضربات، قائلًا في بيان مقتضب:
"سنواصل ضرب طهران ردًا على انتهاك وقف إطلاق النار".
من جهتها، ردت إيران بشن هجمات صاروخية وبواسطة مسيّرات استهدفت مواقع إسرائيلية، ما فاقم التوتر رغم دخول الهدنة حيز التنفيذ.
واشنطن تتدخل عسكريًا ثم تدعو للتهدئة
وكانت الولايات المتحدة قد نفّذت، السبت الماضي، هجمات جوية دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية كبرى، في إطار تصعيد غير مسبوق. لكن طهران ردّت على الضربات الأميركية بقصف مواقع عسكرية أميركية في العراق وقطر، دون تسجيل إصابات.
وفي خضم التصعيد، أعلن ترامب فجأة وقفًا لإطلاق النار، ليؤكد لاحقًا أنه غير راضٍ عن سلوك كلا الجانبين، وبالأخص إسرائيل، قائلًا:
"إسرائيل انسحبت فورًا بعد موافقتها على الاتفاق، وعليها أن تهدأ".
وأكد مجددًا عزمه على منع مزيد من التصعيد، داعيًا إسرائيل إلى وقف الضربات، ومشددًا على أن الحل العسكري لا ينبغي أن يكون الخيار الأول.