بغداد اليوم – بغداد

في ظل استمرار أزمة المياه في العراق، دعت لجنة الزراعة والمياه النيابية إلى تبني مبدأ "تقاسم الضرر" بين المحافظات، لضمان توزيع عادل للحصص المائية وتقليل الآثار السلبية لشح المياه، خصوصا مع اقتراب موسم الصيف وارتفاع الاستهلاك الزراعي.

وأكد النائب ثائر الجبوري، عضو اللجنة، في تصريح لـ"بغداد اليوم"، الخميس (3 نيسان 2025)، أن "أزمة المياه لم تنتهِ بعد، لكنها تتفاوت من موسم إلى آخر، حيث تسهم الأمطار والسيول في دعم الخزين المائي، إلا أن الإطلاقات الواردة إلى نهري دجلة والفرات لا تزال دون المستوى المطلوب".

ومع دخول ملايين الدونمات الزراعية في مرحلة "رية الفطام"، شدد الجبوري على "ضرورة منع التجاوزات على الحصص المائية، وتثبيت حقوق المحافظات الواقعة على الأنهار الرئيسة، لحماية المناطق الريفية من أزمة شح المياه".

وأشار إلى أن "العراق بحاجة إلى تحول استراتيجي في إدارة الموارد المائية، عبر تبني أساليب الري الحديثة لضمان استدامة المياه وتقليل تداعيات الجفاف والنزوح".

ودعا إلى "إعادة دراسة ملف المياه بشكل شامل، مع تعزيز إدارة الاحتياطات المائية المخزونة في السدود لضمان توزيعها بعدالة بين جميع المحافظات".

ويعاني العراق من أزمة مائية متفاقمة بسبب مجموعة من العوامل المناخية والسياسية والإدارية، حيث أدى التغير المناخي إلى تراجع معدلات الأمطار وزيادة فترات الجفاف، بينما ساهمت السياسات المائية للدول المجاورة، لا سيما تركيا وإيران، في تقليل كميات المياه المتدفقة إلى نهري دجلة والفرات، المصدرين الرئيسيين للمياه في البلاد.

وأبرز التحديات الرئيسية التي تواجه إدارة المياه في العراق، هي قلة الواردات المائية والهدر وسوء الإدارة والتوسع الزراعي غير المستدام والتلوث المائي، فضلا عن النزوح بسبب الجفاف

ويرى خبراء أن هذه الأزمة من أخطر التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه العراق، ما يجعل البحث عن حلول مستدامة أمرا بالغ الأهمية للحفاظ على استقرار البلاد ومستقبلها المائي.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

الموارد المائية: نصف احتياطي مياهنا الجوفية موجود في الاقليم

11 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: وفقاً لمسؤولين عراقيين، بلغ الجفاف هذا العام أسوأ مستوياته، ويقول مدير عام المياه الجوفية العراقية إن احتياطي البلد من المياه الجوفية يبلغ خمسة مليارات متر مكعب وكميات الأمطار لا تساعد في زيادة هذا الاحتياطي ولا في الحفاظ عليه في مستواه الحالي.

في تصريح قال مدير عام المياه الجوفية بوزارة الموارد المائية العراقية، ميثم علي، إن الدراسات الستراتيجية تشير إلى أن لدينا احتياطياً من المياه الجوفية المتجدد يبلغ خمسة مليارات متر مكعب، و2.5 مليار متر مكعب من هذه الكمية موجود في إقليم كوردستان، وكمية الاحتياطي في محافظات الجنوب والغرب لا تتجاوز 900 مليون لتر مكعب، في حين أننا نستخرج منها سنوياً أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب.

وأشار علي إلى أن قدرة الحفاظ على المياه الجوفية في مستوى ثابت ضعيفة، وقد ارتفع مستوى استهلاك المياه الجوفية في الأعوام الخمسة الأخيرة، وقد أدى شح الأمطار إلى تغيير خريطة المناطق التي تعتمد على مياه الأمطار.

وضرب علي مثلاً على تغيير خريطة المناطق التي تعتمد على مياه الأمطار، المنطقة الممتدة بين محافظتي كركوك وأربيل، طولها 900كم وعرضها 450كم، كان الفلاحون فيها يعتمدون على مياه الأمطار للزراعة ولري بساتينهم، لكنهم الآن يعتمدون على المياه الجوفية، وفي صلاح الدين ونينوى دفع انخفاض منسوب مياه الأنهار الفلاحين إلى التوجه إلى استخدام المياه الجوفية.

وأضاف أن مساحات الأراضي الزراعية في محافظات جنوب وغرب العراق كانت خلال الأعوام الخمسة الأخيرة بضعة آلاف من الدونمات فقط، لكن المساحات المزروعة الآن في كل محافظة تقترب من 200 ألف دونم، وهذا يزيد العبء على المياه الجوفية.

وأشار إلى أن المناطق التشترك في مياهها الجوفية مع إقليم كوردستان، مثل سنجار وكوير ومخمور والشيخان، انخفض منسوب المياه الجوفية فيها بما يتراوح بين 30 و40 متراً، وانخفض المنسوب في بردي (آلتون كوبري) وناحية ليلان 30 متراً.

وقال، ان انخفض منسوب المياه الجوفية بمعدل مترين إلى ثمانية أمتار في عموم العراق خلال السنوات الخمس الأخيرات، ويتم قياس ذلك من خلال حفر آبار خاصة ونصب أجهزة وتقنيات متطورة للقياس.

يعاني العراق منذ سنوات من مشكلة شح المياه، وأعلن وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب، في الرباع من آب الجاري، أن سنة 2025 هي الأصعب على العراق من حيث المياه بسبب استمرار تراجع كميات المياه الواردة من دول المصدر وفي مقدمتها تركيا، يضاف إلى ذلك تفاقم تأثيرات التغير المناخي التي زادت من الجفاف في أغلب أنحاء العراق.

وأول أمس، السبت، أعلن ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في العراق، صلاح الحاج، أن الجفاف هذه السنة هو الأسوأ منذ العام 1933.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • محافظ الجيزة: التوافق على حل بشأن أزمة مزلقان قرية نكلا قريبا والإعلان عنه
  • الموارد المائية: نصف احتياطي مياهنا الجوفية موجود في الاقليم
  • د. ثروت إمبابي يكتب: الإدارة المستدامة للموارد المائية في مصر
  • الزراعة: العراق تحول من مرحلة شحة المياه الى ندرتها
  • نقيب الصحفيين يوجه بدعم مؤسسات الدولة
  • كتائب حزب الله تهاجم لجنة التحقيق الحكومية بشأن أحداث دائرة الزراعة: تزييف ومبالغة
  • تركيا تؤكد مضي اتفاق إطلاق الدفعات المائية إلى العراق
  • الأطلسي: العراق أمام أزمة وجودية تتطلب تحولاً نحو الزراعة المتجددة
  • لجنة فلسطين النيابية ونقابة الصحفيين يتفقان على تعزيز جهود مواجهة التطبيع ودعم القضية الفلسطينية
  • جمعة: أزمة المياه في ترهونة انتهت بعد سنوات من الانقطاع