سودانايل:
2025-10-12@19:02:17 GMT

وطنٌ مُعلَّقٌ على حافَّةِ النِّسيانِ

تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT

النص: وطنٌ مُعلَّقٌ على حافَّةِ النِّسيانِ
---
إدوارد كورنيليو
---

(1)
وطنٌ يتشحُ بالحدودِ الممزقة
يرتدي الخرائطَ
ككفنٍ موصومٍ بالأزمنةِ المهزومة.

في جيوبِ ذاكرته،
تتكدّسُ المدنُ.
منسيةٌ،
كعناوينَ على رسائلَ لم تُفتح.

(2)
خطوطُ الهاتف تصرخُ
من عزلتها،
وصوتٌ ينطلقُ من فراغ الأثير:
"هل يسمعني أحد؟".



لكنّ السماعاتَ ميتة،
والأصواتُ تُدفنُ،
خلفَ أبجديةٍ مقيدة.

(3)
على طاولةٍ مستديرةٍ بلا زوايا
يجلسُ الماضي والمستقبل.
يلقيان نردَ الوقت،
وكلّ الأرقامِ
مُلطخةٌ بالدماء.

(4)
الجدرانُ تكتبُ نفسها بنفسها
تنسجُ شعاراتٍ،
بلا قارئ.

والأرضُ تُدفنُ في نفسها،
كأنها تخفي عارها،
بعيدًا عن المرايا المتآكلة.

(5)
أيها الوطن،
متى تخلعُ قيدَك،
المحفورَ في العيون؟

متى تنطقُ بأسماءٍ،
تساقطت
من قوائم المنسيّين؟

(6)
وجوهٌ تصطفُ في طابور المجهول
كلّ ابتسامةٍ مشروخة،
وكلّ يدٍ
تبحثُ عن ظلّها،
في الفراغ.

(7)
الوطن
ليس أكثر من سطرٍ ناقصٍ،
في روايةٍ كتبها غرباء.

الوقتُ يلفّ نفسه،
في شرشف النهايات.
والأحلام تسافرُ،
في عرباتٍ بلا مقاعد.

(8)
على فراشِ الموت
يرسمُ الوطن خارطةً جديدة.
لكن الخطوط ترتعش،
كأنها تخشى أن تكون بدايةً،
لنهايةٍ أخرى.

tongunedward@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«ترامب» بني سياسة السالم اخلارجية.. وتفجير األزمات الداخلية

خلال ساعتين فقط يوم الخميس، حقق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب انتصارين متباينين يعكسان طبيعة رئاسته المنقسمة. الأول كان دبلوماسيًا ضخمًا بعدما احتفلت إدارته بتوصل إسرائيل وحماس إلى المرحلة الأولى من خطته لإنهاء الحرب المدمرة فى غزة. أما الثانى فكان داخليًا مثيرًا للجدل حين وُجهت لائحة اتهام إلى المدعية العامة فى نيويورك ليتيتيا جيمس، بعد أيام من مطالب ترامب العلنية بمحاكمتها، فى خطوة وُصفت بأنها آخر فصول انتقامه من خصومه السياسيين.

وبينما سعى ترامب لتسويق نفسه كـ«صانع سلام» على المسرح الدولى، كان يغذى فى الداخل سلسلة من الصراعات المحتدمة مع الديمقراطيين والهيئات القضائية والإعلامية. هذه الازدواجية، كما وصفتها الصحف الأمريكية، باتت العلامة الأبرز فى رئاسته الثانية، وأداة فى الوقت ذاته يستخدمها خصومه وحلفاؤه لتغذية معاركهم السياسية.

الصور التى اجتاحت الإعلام هذا الأسبوع عكست بوضوح هذا الانقسام. ففى شوارع غزة وتل أبيب، رقص الإسرائيليون والفلسطينيون ابتهاجًا بوقف إطلاق النار الذى أنهى حربًا استمرت لعامين كاملين، بينما اندلعت فى الوقت ذاته اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن الفيدرالية فى مدن أمريكية معارضة لسياسات ترامب، بعد نشره الجيش فى مناطق يقودها ديمقراطيون رفضوا تدخله.

البيت الأبيض سعى إلى تفسير هذه التناقضات باعتبارها مظهرًا لوحدة الهدف. إذ قال مسئول رفيع لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن تدخل ترامب فى غزة لإرساء السلام جاء من الدافع نفسه الذى دفعه إلى إرسال قوات إلى شيكاغو، وهو «وقف العنف وتعزيز الاستقرار». وأكد المسئول أن الديمقراطيين يتحملون المسئولية الكاملة عن تداعيات الإغلاق الحكومى الراهن.

المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلى وصفت ما نشرته «نيويورك تايمز» حول تناقضات ترامب بأنه «مغالطة جديدة من الصحيفة الفاشلة»، وقالت فى بيان: «ترامب يعمل على إنهاء الصراعات حول العالم كما يقمع العنف فى مدن البلاد. لقد نجح فى الداخل والخارج. نهاية الحرب بين إسرائيل وحماس جارية، ومدن أمريكية مثل واشنطن العاصمة تشكره على موارده التى حققت مزيدًا من العدالة للضحايا ومحاسبة المجرمين».

وبينما وصف أنصاره اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بأنه «تحويلى»، واعتبروا لائحة الاتهام ضد ليتيتيا جيمس «محكمة»، فإن منتقديه أكدوا أن ترامب يستثمر الفوضى ويراها تصب فى مصلحته. زيليزر شدد على أن «ترامب لم يكن بحاجة إلى الدفع نحو هذه التهمة فى هذا التوقيت، لكنه فعل ذلك لأنه يرى الفوضى وسيلة لكسب أوراق سياسية إضافية».

ودافع مايك ديفيس، رئيس مجموعة «المادة الثالثة» المحافظة عن خطوة توجيه الاتهام قائلًا: «لقد شنت حربها القانونية على الرئيس وحاولت إفلاسه، وبعد سنوات من قولها إن لا أحد فوق القانون، جاء اليوم الذى تخضع فيه للقانون ذاته». أما جاستن لوجان، من معهد كاتو، فأشار إلى أن تصرفات ترامب تكشف نظرته إلى السياسة، قائلًا: «ترامب يرى أن المؤسسات الفيدرالية والإعلام والجامعات جميعها أدوات فى صراع سياسى مستمر، ويعتقد أن الجمهوريين تخلوا عن دورهم لعقود».

الضغط النفسى الذى عاشه ترامب ظهر بوضوح فى نهاية الأسبوع. ففى فعالية داخل المكتب البيضاوى أعلن خلالها عن صفقة لخفض أسعار الأدوية الموصوفة، لم يتردد فى الانتقال مباشرة للحديث عن اتفاقه فى الشرق الأوسط، واصفًا الاحتفالات باقتراب نهاية الحرب بأنها «شىء جميل لم يره من قبل». وأضاف: «لم أرَ قط شعوبًا أسعد من تلك التى فى إسرائيل ومناطق أخرى، الجميع يرقصون فى الشوارع». لكنه سرعان ما عاد ليهاجم قادة إلينوى وشيكاغو، واصفًا الحاكم الديمقراطى جيه بى بريتزكر بأنه «حاكم أخرق» والعمدة بأنه «رجل غير كفء»، مؤكدًا: «نحن ذاهبون إلى شيكاغو لإنقاذ شيكاغو».

الدكتور محمد أوز، الذى يشغل منصب مدير مراكز الرعاية الطبية، سعى إلى وضع أفعال ترامب فى سياق أشمل قائلًا: «العالم يراقب ترامب وهو يحاول إحلال السلام فى كل مكان، لكنه فى الوقت نفسه يجلب راحة البال للأمريكيين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف أدويتهم».

مقالات مشابهة

  • عناق النهاية
  • فيلم "اللي ما يتسماش" ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة في دورته الـ46
  • أحمد بكري: محمد صلاح أسطورة وأرقامه تتحدث عن نفسها
  • «ترامب» بني سياسة السالم اخلارجية.. وتفجير األزمات الداخلية
  • النقض تحدد 22 أكتوبر لنظر طعن مضيفة متهمة بقتل ابنتها على حكم سجنها 15 سنة
  • هكذا تحاول إسرائيل تقديم نفسها من جديد
  • نتنياهو: إسرائيل ستبقى في غزة حتى هذا الوقت
  • الجيش يسابق الوقت
  • خبير: ترامب أنقذ إسرائيل من نفسها.. ونتنياهو يواجه اختبارًا صعبًا مع اتفاق شرم الشيخ
  • هدى المفتي عن وقف الحرب في غزة: "حان الوقت أن يفرح العالم