بوابة الوفد:
2025-12-14@11:38:44 GMT

عناق النهاية

تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"

تقلب صفحات الكتاب الذي تمسكه بيديها كل يوم، لكنها هذه المرة لم تقرأ كما اعتادت.
تسهر الليل لتُنهيه، حتى وقفت عند إحدى صفحاته، وكتبت بخط مرتجف:

"لم تكن الحياة عادلة... أنفترق دون وداع؟ لما لم يحارب من أجلي! أين الوعد؟ أين الحب؟ أكان كل ذلك وهماً؟"

أغلقت كتابها، وفتحت إحدى رسائله على الهاتف. قرأتها، فانهمرت دموعها؛ لقد كان قاسيًا حتى في الوداع.
أغلقت الهاتف واستجمعت نفسها وغادرت منزلها.

الجو حار، والرصيف مزدحم.. وجهاهما تلاقيا.
قلوبهما اشتعلت في اللحظة نفسها، لكن العيون انكسرت نحو الأرض، تخشى فضح الشوق.
تقدما بخطوات بطيئة حتى صارا متقابلين، ثم مرا بجانب بعضهما. كلٌّ منهما يحارب رغبته في الالتفات، خشية خيانة كرامته.
وانتهى اللقاء بلا كلمة، بلا نظرة، بلا وداع.

عادت إلى حياتها، تنشغل بعملها وكتبها، وتخط بقلمها ما يخفف والآم الذكرى.
مضت الأيام سريعًا، حتى حلّ الشتاء بجوه البارد.
وفي صباحٍ مشرق، خرجت إلى عملها، وكأن القدر لبّى نداءها.

يقود دراجته حين لمحها واقفة عند زاوية الطريق.
توقف فجأة، وتوقف الزمن معه.
اقترب، وصوته المرتجف يفضحه:

ــ هل ما زلتِ تحبّينني؟

لم تُجب. حدّقت في عينيه طويلاً، ثم ألقت بنفسها في حضنه، تتمسّح به كطفلة صغيرة.
كان عناقًا قصيرًا كالحلم، دافئًا كالحياة، عميقًا كالنهاية.

ابتسمت له ابتسامة وداع، ومضت. ليسمعا صوت ضجيج حتى جاءت شاحنة مسرعة، كيد القدر، لتسلب جسديهما وتجمعهما في حياة أخرى… في عالم لا يعرف طريقًا للفراق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إبداعات الشباب

إقرأ أيضاً:

وداعًا للثقوب السوداء.. محافظ الجيزة يتابع أعمال غلق الفراغات أسفل الدائري الجنوبي بحي الطالبية

تابع المهندس عادل النجار محافظ الجيزة جهود حي الطالبية الخاصة بغلق الفراغات الصغيرة أسفل الطريق الدائري الجنوبي بمنطقة عبدالسميع هلال ونفق الطيران، وذلك لمنع استغلالها في اي أعمال مخالفة والفرز وإلقاء القمامة.

وتأتي الأعمال في إطار رفع كفاءة المنطقة وتحسين المظهر الحضاري، تمهيدًا لتنفيذ أعمال الدهانات وبالتنسيق مع الهيئة العامة للطرق والكباري، بما يسهم في تعزيز عوامل السلامة والحفاظ على المظهر العام.

جاءت الأعمال بمتابعة ميدانية من السيد حامد سلامه رئيس حي الطالبية.

 

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يغلق مدخلي عطارة وروابي شمال رام الله
  • وداعًا للثقوب السوداء.. محافظ الجيزة يتابع أعمال غلق الفراغات أسفل الدائري الجنوبي بحي الطالبية
  • خسائر بيراميدز بعد وداع بطولة الإنتركوتنتتال
  • بعد وداع يونامي.. الخارجية العراقية تؤكد على ضمان بيئة آمنة للطاقة
  • ياسمين عبدالعزيز تكشف سر قوتها
  • لحقت نفسها وقفزت .. إحالة سائق بشركة توصيل شهيرة تحرش بفتاة بسلاح | خاص
  • أفشة يعتذر للجماهير المصرية بعد وداع كأس العرب مبكرًا
  • محرقة غزة تعيد كتابة التاريخ
  • وداعًا الكمسارى
  • النائب محمد رزق: مصر تعيد بناء نفسها برؤية جديدة.. ودور رجال الأعمال يتجاوز المكسب إلى صناعة مستقبل الوطن