أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، والذي تم توقيعه برعاية مصرية، يمثل "صفقة عظيمة لإسرائيل وللعرب والمسلمين وللعالم أجمع"، مؤكدًا أن الشرق الأوسط بأسره "سينعم بالسلام وليس غزة فحسب".

وفي مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض مساء أمس الجمعة، قال ترامب إن العمل جارٍ حاليًا على إخراج جثامين من تحت أنقاض غزة، في عملية وصفها بـ"الصعبة جدًا"، مضيفًا أن "الأسرى سيعودون إلى ديارهم يوم الاثنين، وأنه سيتم كذلك استعادة نحو 28 جثة لضحايا من الجانب الإسرائيلي".

وأكد الرئيس الأمريكي أن اتفاق غزة يمثل المرحلة الأولى من خطته للسلام في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن هناك "توافقًا واسعًا بشأن المراحل التالية"، وأنه سيزور مصر وإسرائيل خلال الأسبوع الجاري لحضور مراسم التوقيع الرسمي على الاتفاق، الذي وصفه بأنه "الأهم في تاريخ الصراع بالمنطقة".

وقال ترامب: "وقعنا أهم اتفاق بشأن غزة، ويقضي بإعادة الأسرى ووقف إطلاق النار، ونعمل على أن يصمد هذا الاتفاق وسيستمر"، مضيفًا أن عددًا من الزعماء والقادة العرب والدوليين سيحضرون حفل التوقيع في القاهرة.

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن كلاً من إسرائيل وحماس تعبتا من القتال، معربًا عن ثقته في أن وقف إطلاق النار سيصمد، قائلاً: "الجميع سئموا من الحرب، وحان وقت السلام".

كما تحدث ترامب عن خطة لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، مؤكدًا أن "هناك دولًا غنية عدة ستشارك في عملية إعادة البناء"، مشيرًا إلى أن هذه الجهود ستفتح "فصلًا جديدًا من التعاون الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط".

وجاء هذا الإعلان بعد مفاوضات ماراثونية استمرت أربعة أيام في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة مصر وقطر وتركيا وبإشراف أمريكي مباشر، انتهت إلى التوصل لاتفاق يضع حدًا لحرب دموية استمرت أكثر من عامين وأسفرت عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب دمار واسع وتهجير وتجويع سكان القطاع.

طباعة شارك ترامب مصر غزة شرم الشيخ حماس

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب مصر غزة شرم الشيخ حماس

إقرأ أيضاً:

تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن

قالت صحيفة «الشرق الأوسط» أن مناطق سيطرة المليشيا الحوثية تشهد ارتفاعاً لافتاً في قضايا الثأر والنزاعات العائلية، على الرغم من إعلان الجماعة تبني مبادرات للصلح القبلي وإنهاء الخصومات.

ووفقاً لمصادر أمنية وقضائية تحدثت للصحيفة، فإن الأشهر الماضية سجلت عشرات الحوادث الدموية المرتبطة بالثأر، بعضها وقع خلال محاولات حلّ كانت تحت إشراف قيادات ومشرفين تابعين للجماعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى أبرز هذه الحوادث اندلعت في نوفمبر الماضي بين عائلتين في محيط مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وأسفرت عن مقتل نحو 20 شخصاً وإصابة أكثر من 30، قبل أن تتحول إلى موجة ثأرية استمرت لأيام، وتسببت في شلل شبه تام للحياة في المنطقة.

ووفق مصادر خاصة تحدثت لصحيفة «الشرق الأوسط» فإن الجماعة تتحفظ على الإحصائيات الدقيقة لحوادث الانفلات الأمني في مناطق سيطرتها، في محاولة للتستر على فشلها في إدارة هذه الملفات. 

وتربط المصادر بين تصاعد النزاعات وبين اختفاء قيادات حوثية معروفة، خشية الاستهداف بعد تصعيد الجماعة ضد إسرائيل، وهو ما دفعها إلى تكليف مستويات دنيا بإدارة ملف الصلح، الأمر الذي زاد من تعقيد المشهد وأضعف فاعلية الوساطات القبلية.

الصلح القبلي… أداة نفوذ

وتنظر مليشيا الحوثب إلى ملف الصلح القبلي باعتباره وسيلة لبسط النفوذ داخل القبائل وتعزيز حضورها الاجتماعي، أكثر من كونه آلية لحل النزاعات. 

وتنقل «الشرق الأوسط» عن مصدر قضائي في صنعاء أن بعض القيادات التابعة للجماعة تفرض حلولاً غير عادلة، وتميل لصالح الأطراف الأقوى نفوذاً أو الأغنى، بهدف تحقيق مكاسب مالية أو سياسية. 

ويضيف المصدر أن الأطراف الضعيفة تُجبر على القبول بقرارات الصلح تحت تهديد توجيه اتهامات تتعلق بمخالفة توجيهات زعيم الجماعة.

 نزاعات متوارثة

ليست قضايا الثأر جديدة على المجتمع اليمني، إذ أن بعض المناطق تشهد نزاعات قبلية وقضايا ثأر منذ سنوات طويلة ماضية، يعود بعضها لعقود.

 الجدير بالذكر أن المناطق القبلية تعتبر أكثر عرضة لاندلاع الثأر نتيجة لغياب الدولة وانتشار السلاح في الأوساط القبلية بصورة كبيرة، ولا يمكن إغفال السياق الاجتماعي والأعراف التي تنظر للثأر باعتباره واجباً اجتماعياً لا يُمكن تجاهله أو نسيانه.

وخلال العقود الماضية عملت الحكومات اليمنية المتعاقبة على الحد من هذه الظاهرة عبر حملات توعية، ومبادرات صلح، وبرامج تأهيل، لتأتي الحرب لتعيد ظاهرة الثأر إلى الواجهة بسبب غياب أجهزة الدولة.

 تشير تقارير حقوقية إلى أن حوادث الثأر خلال السنوات الأخيرة أصبحت أكثر دموية وتعقيداً، نظراً لانتشار الأسلحة الثقيلة، وغياب القضاء الفاعل، وتداخل النزاعات مع الولاءات السياسية.

في السياق، يلفت تقرير «الشرق الأوسط» إلى أن مناطق سيطرة مليشيا الحوثي باتت بيئة خصبة لعودة الصراعات القبلية، نتيجة غياب الأمن، وتعدد مراكز القوة، وتدخل المشرفين في شؤون السكان. 

وتستخدم الجماعة هذه الصراعات لفرض الجبايات والنفقات على أطراف النزاع وإجبار بعضهم على بيع ممتلكاتهم مقابل إغلاق الملفات.

تبقى قضية الثأر في اليمن مشكلة قائمة تعجز المليشيات الحوثية عن احتوائها والحد من انتشارها، فالسلاح بات في يد كل من يملك المال، كما أن المجتمعات القبلية تنظر لمن لم يأخذ بثأره نظرة استنقاص واستضعاف، وهذا ما يزيد من خطورة المشكلة التي لم تستطع مؤسسات الدولة قبل سنوات إنهائها!

مقالات مشابهة

  • الشرق الأوسط بعد أوهام الردع.. حين تُدار الحروب بدل أن تُمنع
  • «كنائس الشرق الأوسط» تشيد بالدور المصرى فى تثبيت اتفاق غزة
  • بيع أغلى «بنتهاوس» في الشرق الأوسط بقيمة 550 مليون درهم
  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • من هم أغنى 5 شخصيات في الشرق الأوسط لعام 2025؟
  • أردوغان: وقف إطلاق النار في غزة هشّ.. وتركيا مستعدة لقيادة مسارات السلام
  • «الليجا» تُطلق مشروعاً استراتيجياً في المنطقة
  • ميدو: صلاح أسطورة الشرق الأوسط.. وحان وقت مغادرته ليفربول
  • هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط