هل بإمكان الجيش ان يقاتل ويتفاوض في آن واحد؟
تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT
هل بإمكان الرئيس جيرالد فورد ان يمشي ويتكلم في آن واحد؟
وهل بإمكان الجيش ان يقاتل ويتفاوض في آن واحد؟
(مايو) وسيادة حكم القانون!
ياسر عرمان
ظهر فيديو مؤسف على وسائط الإعلام الاجتماعي منقول من منطقة (مايو ) بالخرطوم به عشرات الشباب من حي (مايو) الذين يبدو انهم ينحدرون من مناطق جغرافية بعينها في السودان وقد تم تقيدهم واعتقالهم مع الإشارة إلى انهم ينتمون لجهة معادية.
منطقة مايو والحزام وجنوب الخرطوم ومناطق أخرى في العاصمة القومية تحتاج لحساسية عالية من القوات المسلحة والتزام جانب القانون الانساني المحلي والدولي وقوانين الحرب، اننا ندين ونقف ضد كل استهداف اثني وجغرافي ومناطقي.
على القوات المسلحة ان تغل يد المليشيات ومجموعات المقاومة التابعة لها سيما عنصريي الاسلاميين المتعطشين للدماء والارهاب، ان الاعتداءات على أسس مناطقية وإثنية وجغرافية تحيل كل انجاز إلى هزيمة وتؤدي إلى تأكل السند الشعبي والوطني وتقود لمساءلة وطنية واقليمية ودولية، ان قيادة القوات المسلحة تحتاج إلى خطاب وطني يترفع عن الصغائر ويدعو لوحدة المجتمع وللسلام العادل.
كما ان سيادة حكم القانون واعادة انتشار الشرطة في القرى والأحياء والمدن واجب الساعة وكذلك يجب عدم التفريق بين المواطنين وان لا ترتكز المعاملة على الانتماء القبلي أو الجغرافي. ونشر مثل هذه الفديوهات يضر بمستقبل السودان ووحدته.
وآخيراً فان هنالك قضية غاية في الأهمية واستراتيجية إلا وهي قضية السلام العادل الذي يحتاجه شعبنا مثل الماء والهواء، فان السودان قد ورث تجربة ثرية من حروبه المؤسفة حيث يمكن التفاوض والبحث عن السلام اثناء الحرب كما حدث مراراً وتكراراً بين الحكومات المختلفة في الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان، وهنالك قول شائع في الولايات المتحدة الاميركية نشره خصوم الرئيس الأميركي السابق جيرالد فورد للنيل منه، فقد كانوا يقولون (ان الرئيس جيرالد فورد لا يتسطيع المشي ومضغ العلكة في آن واحد) او ( لا يستطيع المشي والحديث في نفس الوقت)
“He can’t walk and chew gum at the same time.”
“ He can’t walk and talk at the same time”
وقد كان ذلك سخرية لا مكان لها في الواقع، وبالمثل فقد فاوض عدد كبير من قادة القوات المسلحة السودانية اثناء الحروب ولم يمنعهم استمرار الحرب في البحث عن السلام بل ان معادلة ان تفاوض وتحارب ذات فائدتين: الأولى انها تخفف الضغط الداخلي والاقليمي والدولي على من يحارب
والثانية ربما كان بالإمكان انجاز الاهداف المعلنة عن طريق المفاوضات بدلاً عن خسائر الحرب، ويظل السؤال لماذا لا تفاوض القوات المسلحة بطرح ومطالب واضحة؟ وهل رفضها للتفاوض يضعف موقفها السياسي داخلياً وخارجياً ام يزيده قوة؟ واذا كان المقصود ان تفاوض القوات المسلحة بعد ان يتحسن موقفها على الارض فالآن بعد سنار والجزيرة والخرطوم اليس هذا هو الوقت المناسب؟
ان (الطمع ودر وما جمع) كما يقول اهلنا الغبش، ومن يحارب ويتصدر السلام اجندته لهو من الكاسبين.
قيادة الجيش من واجبها ان تدعو للسلام كطرح استراتيجي. اننا ندعوها لاخذ خيار التفاوض بجدية، ومن المؤسف ان طرفي الحرب أكّدا بلغة لا لبس فيها وفي صباح العيد أنهما يتوجهان إلى الحرب وليس السلام، فأي عيدية هذه يقدمونها للشعب؟ حتى ان أحدهم قد قال ان "الحرب في بداياتها" بعد عاميين حافلين بالضحايا والخسائر والأوجاع وجرائم الحرب.
لتحيا روابط الوطنية
ولتسقط العنصرية
لنقف ضد الذاكرة المثقوبة
ولنحيي روابط الوطنية السودانية.
٢ أبريل ٢٠٢٥
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوات المسلحة فی آن واحد
إقرأ أيضاً:
القوات المسلحة تدعم أول تحليل جينوم بشرى كامل بأياد مصرية
تمكن مركز البحوث الطبية والطب التجديدي للقوات المسلحة من تحقيق إنجاز علمي بارز، تمثل في النشر الدولي لأول دراسة بحثية مصرية كاملة في مجال الدراسات الجينومية على أحد الأمراض النادرة التي تصيب الكُلى وقد تؤدى إلى الفشل الكلوي، وذلك في أعلى دوريات الدراسات الجينية « الجينات البشرية» الدولية الصادرة عن دار نشر «سبرينجر العالمية».
وتعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في مصر والثانية على مستوى العالم لعمل تسلسل جينوم بشرى كامل في الأمراض المناعية، وتم تنفيذ هذه الدراسة داخل مصر على أيدى فريق العمل الخاص بمركز البحوث الطبية والطب التجديدي بالتعاون مع جامعة القاهرة من خلال استخدام أحدث تقنيات التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي، ويعتبر هذا الإنجاز خطوة محورية نحو تطوير البحث العلمي في مجال الطب التشخيصي والدقيق والدراسات الجينومية، حيث قاد مركز البحوث الطبية والطب التجديدي تحالفاً علمياً لتنفيذ مشروع «الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين»، والذى يُعد من المشاريع الطموحة على المستويين الدولي والإقليمي.
جدير بالذكر أن المركز يضم أحدث معمل جينوم في مصر، بالإضافة إلى أكبر بنك حيوي أوتوماتيكي في مصر وأفريقيا وهو ما يضعه في مصاف المؤسسات العالمية المتقدمة في هذا المجال، وقد أثمر هذا التقدم عن نشر العديد من الأبحاث في كبرى الدوريات العلمية المُعتمدة، بما يعكس حجم العمل والجهد المبذول في تطوير البنية التحتية للبحث العلمي في مصر.
يأتي هذا الإنجاز ليعكس رؤية مصر الاستراتيجية في الاعتماد على قدراتها العلمية الوطنية وتعزيز مكانتها في مجال علوم الجينوم والطب الدقيق.
وفى سياق متصل شارك مركز البحوث الطبية والطب التجديدي في المؤتمر العلمي الأول «CODE YOUR SPORTS POTENTIAL» لتسليم التقارير النهائية لمشروع الجينوم الرياضي وإطلاق المرحلة الجديدة من اختبار الجين الرياضي «NEXT-GENE»، والذى يأتي استمراراً لحرص القوات المسلحة على تكامل الجهود الوطنية لتنفيذ مشروع علمي رائد يعزز من مكانة مصر في مجالات الطب الرياضي والبحث الجيني.
وخلال المؤتمر أكد اللواء طبيب محمد عبد السلام الجوهري مدير مركز البحوث الطبية والطب التجديدي أن المشروع يُجسّد الدور الرائد للقوات المسلحة في دعم المبادرات القومية الكبرى وخاصة في هذا المشروع الذى يأتي تنفيذاً لرؤية القيادة السياسية لدعم التنمية البشرية وتحقيق التميز الرياضي من خلال تحقيق التكامل بين الجهات البحثية والعلمية في الدولة.
اقرأ أيضاًمركز البحوث الطبية والطب التجديدي يوقع بروتوكول تعاون مع جامعة بنها الأهلية
القوات المسلحة تنظم زيارة للملحقين العسكريين المعتمدين لعدد من المنشآت العسكرية
قبول دفعة جديدة من الأطباء البشريين للعمل كضباط مكلفين بالقوات المسلحة