يمانيون:
2025-06-27@11:15:03 GMT

أمريكا.. وفشل سياسة العصا الغليظة

تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT

أمريكا.. وفشل سياسة العصا الغليظة

كتب: المحرر السياسي*
يبدو من منطلق الأحداث والوقائع أن أمريكا تسير في طريق الزوال، هذا ما تؤكده قرارات الرئاسة الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يستعدي العالم كله بما فيهم أصدقاء وحلفاء واشنطن المقربين في أوروبا.
هذا الرئيس المعتوه لم يعد بمقدوره التفريق بين أصدقاء وحلفاء وأعداء، ويوزع اتهاماته في مختلف الاتجاهات، وهذا مؤشر خطير على دخول العالم في حقبة جديدة من العلاقات الدولية أشبه بما أحدثته بروستوريكا ميخائيل جرباتشوف، التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي.

. إنها الخطوات نفسها التي اتبعها جورباتشوف يخطوها ترامب الآن، الامر الذي سيؤدي إلى انهيار أمريكا وتفككها، وهذا أصبح مطلب لكل دول العالم، التي تضررت من السياسات الأمريكية.. الشيء المؤكد أن الشعوب لا تنسى ما حاق بها من ظلم وإنما ترحلها إلى وقت يكون الرد فيها مناسباً.
المنطقة العربية أكثر المناطق في العالم التي اكتوت بالظلم الأمريكي خلال عقود من الزمن، وها هو رد العدوان قد بدأ على يد القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي، ويتابع العالم كله فصوله أولاً بأول، حيث فرضت هذه المواجهة مساراً جديداً بين القوات البحرية اليمنية وبحرية أمريكا وبريطانيا.
تؤكد النتائج الأولية للمواجهة أنها لصالح البحرية اليمنية، التي تجاوزت ما يمكن تسميته بعقدة سيدة البحار (بريطانيا) والجبروت البحري الأمريكي، ما جعل العالم يتابع بذهول ما تسطره البحرية اليمنية من انتصارات مذهلة الأمر الذي دفع العدوان الأمريكي أمام هذه الهزائم إلى القصف العشوائي لأهداف مدنية، وهذا منطق العاجز المهزوم في ميدان المعركة، والدليل على ذلك استهداف تجمع قبلي في إحدى المناطق، قال عنه ترامب إنه تجمع عسكري كان يخطط لتنفيذ هجوم بحري.
القصف كان ضد تجمع مدني في مناسبة اجتماعية قد تكون صلحاً عشائرياً أو حفل زفاف أو احتفال بعيد الفطر، فاليمنيين لا يتجمعون في الحروب بمجاميع كبيرة..
هذه المسألة تدل على شيئين اثنين، أولاً: العجز العسكري في المواجهة، وثانيا: فشل استخباراتي ذريع في تحديد الأهداف ونوعيتها، ولجرائم الأمريكيين ضد الأهداف المدنية تاريخ طويل، ولعل أهمها قصف صالتي الأعراس والعزاء في صنعاء، والذي أدانه العالم كله.
لقد وقع العالم في فخ التضليل الإعلامي الأمريكي والغربي، فعلى مدى عقود من الزمن نسمع ونشاهد ونقرأ عن القدرات العسكرية الأمريكية المذهلة، بالتأكيد هذه المقولة صحيحة، لكن مواجهتها ليست مستحيلة إذا ما وجدت الرغبة الصادقة في ذلك.
إن المسألة المنطقية والمعقولة والمقبولة لدى سكان الأرض هو تفكيك الولايات المتحدة الأمريكية، التي جرعت العالم ويلات الحروب والدمار، والآن حان الوقت لأمريكا أن تشرب من الكأس نفسه الذي جرعته للعالم.

*وكالة الأنباء اليمنية سبأ

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

قيادة أمريكا للعالم لم تعد مقبولة

لن يكون عالم ما بعد الاعتداء الأمريكي الصهيوني على إيران هو نفسه عالم ما قبل هذا العدوان، ليس فقط على مستوى منطقة الشرق الأوسط التي ابتلاها الله بهذا العدو الغادر، ولكن أيضا على مستوى العالم كله.

لن يصدق أحد بعد الآن القوى العظمى الخمسة أو السبعة أو حتى العشرة التي تتحكم في مصير الدول والشعوب، بعد كل هذه الأكاذيب التي روجتها لسنوات طويلة عن وهم تحقيق السلام العالمي والعدالة الدولية. لن يثق أحد بعد الآن في الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة التي عجزت عن مواجهة الغرور الصهيوني الأمريكي رغم مخالفته لكل المواثيق والأعراف الدولية.

عالم ما بعد ضرب إيران سيكون مختلفا أيضا على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والإعلامية بعد أن عصفت الولايات المتحدة بآخر منجزاتها الحضارية، إن كان لها بالفعل منجزات حضارية، وهي حرية الإعلام والرأي والتعبير وحرية تدفق المعلومات، وتحولها إلى دولة سلطوية ديكتاتورية يستطيع فيها الرئيس منفردا ودون العودة إلى المؤسسات المنتخبة اتخاذ القرارات المصيرية كمهاجمة دولة لم تهاجمه ودخول أراضيها بطائراته وقصف منشآتها، وفي الوقت نفسه إجبار وسائل الإعلام الأمريكية على التزام الصمت وممارسة الرقابة الذاتية على نفسها، والمشاركة في تضليل الرأي العام الأمريكي والعالمي، ونشر الأخبار الزائفة، لتحقيق مصالح ذاتية سواء له أو للمقربين منه داخليا وخارجيا. وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الإرهابي الهارب حتى الآن من العدالة الدولية.

كفرت أمريكا بالحرية التي قاتل من أجلها الآباء المؤسسون وحرصوا على وضعها في التعديل الأول في الدستور الأمريكي، وظل حلفاؤهم من الرؤساء مخلصين لها حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية الخروج إلى الساحة العالمية كقوة عظمى، وتخلت عنها وجعلتها حكرا عليها وتلاعبت بها وهي تغزو دولا وتقتل ملايين البشر الأبرياء في العديد من الأقاليم البعيدة عنها وفي قارات العالم المختلفة.

فعلت الولايات المتحدة ما كانت تنتقد الدول الأخرى بسببه، لم يعد يهمها أن تتهم بانتهاك حقوق الإنسان مثلها مثل أي دولة صغيرة يحكمها ديكتاتور بلباس عسكري في إفريقيا أو أمريكا اللاتينية. تآمرت على الأنظمة التي تمردت عليها وشغلتها بالانقلابات العسكرية والحروب الأهلية ومنحت السلاح والدعم لكل المتصارعين تقريبا لاستمرار استنزاف الدول.

مارست سياسة الاغتيالات والاعتداء الفاجر والغزو العسكري في العديد من دول العالم دون وجه حق، من أجل إرضاء غرورها وإرضاء اللوبي الصهيوني الذي يتحكم في القرار السياسي الأمريكي ويوجهه كيف يشاء، ويرجع الفضل له دوما في وصول الرؤساء إلى البيت الأبيض وآخرهم الرئيس الحالي الذي أعادوه إلى منصبه رغم كل ما أحاط به خلال فترة رئاسته الأولى من اتهامات وفضائح ومحاكمات.

لا غرابة في أن تمارس القوة الأكبر في العالم كل أشكال النفاق والكذب السياسي لتحقيق انتصارات زائفة ترضي غرور المرضى النفسيين من قادتها وقادة الكيان الصهيوني.

ما الذي تبقى من أمريكا التي كانت، سوى مجموعة من السياسيين الانتهازيين المتحللين من كل مسؤولية أخلاقية يرددون ادعاءات كاذبة ويتاجرون بها لتبرير اعتداءاتهم الهمجية على دول وشعوب تحاول الحفاظ على سيادتها وأمنها وتشكيل قوى ردع لمواجهة الكيان اللقيط المتعطش دوما للدماء في المنطقة؟ لم يتبق شيء من الولايات المتحدة التي كانت بعد أن رهنت قرارها لدولة إرهابية قتلت وما زالت تقتل عشرات الآلاف من البشر في غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن وسوريا وامتدت يدها الطويلة إلى دولة بعيدة عنها مثل إيران ومن قبلها السودان والعراق، ومن قبلهما مصر والأردن. لم تعد هناك دولة في المنطقة لم تكتو بنار الإرهاب الصهيوني!!

من حق أمريكا أن تفعل ما تشاء وقتما تشاء دون حساب أو حتى مراجعة؟ تضرب اليابان بالقنابل النووية في الحرب العالمية الثانية لتصبح الدولة الوحيدة التي استخدمت هذا السلاح الفتاك، ثم يكافئها العالم على ذلك بجعلها القوة الأعظم وحاضنة الأمم المتحدة ومنظماتها، ثم تنصب نفسها وصية على الدول التي تريد امتلاك التكنولوجيا النووية لاستخدامها في الأغراض السلمية، وتغض الطرف عن امتلاك ربيبتها إسرائيل للقنابل النووية من سنوات طويلة، تغزو دولا وتسقط حكومات وأنظمة ثم يكافئها العالم بمنحها قواعد عسكرية على امتداد الكرة الأرضية، واستثمارات بتريليونات الدولارات كان يمكن أن تحول دول عديدة إلى قوى عظمى.

تغزو بنما وكوبا وفيتنام وتنشر الخراب في الصومال وأفغانستان وليبيا والعراق فيصفق لها العالم، وعملائها في كل منطقة.

الصدام الأمر- صهيوني مع إيران لن يكون الأخير طالما ظل العالم ينافق هذه الدولة ويشتري رضاها بالصمت على جرائمها في حق الإنسانية. الأيام القادمة، كما تقول التوقعات، حبلى بصدامات جديدة للولايات المتحدة مع قوى إسلامية صاعدة عسكريا مثل تركيا وباكستان، ليس فقط لتوفير أقصى حماية ممكنة للكيان الصهيوني، ولكن أيضا للحفاظ على تفوقه على جميع دول الإقليم مجتمعة. وربما يحين الدور بعدها على الصين وروسيا.

على دول العالم أن تتوحد الآن لإظهار أن قيادة الولايات المتحدة للعالم لم تعد مقبولة، وأن إدارة العالم بالحروب والأزمات لم تعد مجدية، ولا تحقق السلام العالمي، بل أنها تزيد من أخطار هذه الحروب وتلك الأزمات. على جميع دول العالم أن تنتهز هذه الفرصة السانحة وحالة الغضب التي تعم العالم حاليا من الضربة الأمريكية غير الشرعية لإيران والاعتداء الإسرائيلي السافر على دولة ذات سيادة وجرائمها المستمرة في غزة والأراضي المحتلة، حتى في الداخل الأمريكي، للمطالبة بوقف هذا التجبر الأمريكي. إن الخطوة الأولى في تقديري تتمثل في إسقاط النظام العالمي القائم والعاجز حتى عن قول لا لأمريكا. يحتاج العالم الآن وليس غدا إلى نظام عالمي جديد تتوزع فيه الأدوار والمسؤوليات ولا تبقى فيه سيطرة مطلقة لتجار الحروب والأزمات.

مقالات مشابهة

  • الروقي : الهلال النادي العربي والآسيوي والأفريقي الذي يتأهل لدور الـ 16 من المونديال
  • العدوان على إيران: نجاحات تكتيكية وفشل استراتيجي
  •  لماذا حظرت أمريكا واتساب وما البدائل التي قدمتها؟ (ترجمة خاصة)
  • قيمة المكافأة التي حصل عليها الترجي التونسي من مشاركته في مونديال الأندية
  • هل يهدم وزير الصحة الأمريكي حصانة اللقاحات في أمريكا والعالم؟.. نخبرك التفاصيل كاملة
  • وزير الدفاع الأمريكي: ضرباتنا التي استهدفت المواقع النووية بإيران كانت مثالية
  • هل يهدم وزير الصحة الأمريكي حصانة اللقاحات في أمريكا والعالم؟.. نخبرك ما نعرفه
  • عبد المسيح التقى الرئيس عون: لضرورة الاستمرار في سياسة الحياد التي حمت لبنان
  • نيويورك تايمز: ازدهار المقاهي اليمنية في أمريكا لكن الحرب في اليمن أثرت على عملها؟ (ترجمة خاصة)
  • قيادة أمريكا للعالم لم تعد مقبولة