تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت أسواق العالم المالية أسبوعًا كارثيًا، وتراجعت معظم البورصات في العالم بسبب مخاوف من ركود عالمي وحرب تجارية عالمية نتيجة الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وخلال الأزمات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية وحالات الضبابية، توفر أسهم الدفاع استقرارا أكبر بفضل الطلب المستمر على منتجاتها وخدماتها الأساسية، مما يجعلها خيارا أكثر أمانا للمستثمرين الذين يتجنبون المخاطر، وفي ظل تباطؤ النمو العالمي وارتفاع التضخم، تشهد الأسواق تحولا واضحا نحو الأسهم الدفاعية، حيث يفضل المستثمرون الأمان النسبي على المخاطر العالية وعلى العكس تحقق أسهم النمو عوائد أكبر في أوقات الانتعاش الاقتصادي، لكنها تتعرض لخسائر أكبر عند التباطؤ الاقتصادي، وعند اضطراب الأسواق والتضخم المرتفع، أو التقلبات الجيوسياسية، وسيطرة حالة عدم اليقين على المشهد الاقتصادي، مثلما يحدث الآن في أسواق العالم بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما تجارية على عشرات الدول ما هوي بالأسهم يجد المستثمرون أنفسهم مضطرين إلى إعادة تقييم محافظهم الاستثمارية، والاختيار بين البحث عن الأمان في الأسهم الدفاعية، أم المخاطرة مع أسهم النمو.

وهناك فرق بين "الأسهم الدفاعية" و"أسهم قطاع الدفاع"، الذي يشير لأسهم في شركات تصنع الأسلحة، والذخيرة الحربية، والطائرات المقاتلة والموجودة في أمريكا وبريطانيا.

والأسهم الدفاعية تتمثل في قطاعات الرعاية الصحية والأدوية والشركات الغذائية ومواد البناء والمرافق العامة، مثل الكهرباء والمياه، والمستلزمات المنزلية الأساسية، وبعض شركات المقاولات المتخصصة في التطوير السكني وقطاع السلع النفيسة كالذهب والخدمات والبتروكيماويات.. وهي شركات تقدم منتجات أو خدمات أساسية يحتاجها المستهلكون بغض النظر عن الظروف الاقتصادية وهي تحقق أرباحا مستقرة، ومنتظمة، ويتميز بأداء مستقر نسبيا بغض النظر عن الوضع الاقتصادي الحالي وهو أقل عرضة للدورة الاقتصادية من توسعات وكساد لأن الطلب على منتجات هذه الشركات يظل ثابتا حتى خلال فترات الركود أو الأزمات فهي شركات تقدم منتجات أو خدمات ضرورية ويستمر الطلب عليها بغض النظر عن حالة الاقتصاد.. أما أسهم النمو أو الأسهم الدورية فهي الأسهم التي تتأثر بشكل كبير بالتقلبات في الدورة الاقتصادية أي أنها ترتفع وتنخفض بناءً على الحالة الاقتصادية العامة وعادة، تنمو هذه الشركات وتحقق أرباحا كبيرة خلال فترات النمو الاقتصادي، بينما تعاني وتتراجع أرباحها خلال فترات الركود أو التباطؤ الاقتصادي، وهي تشمل قطاعات الاتصالات والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، والسلع الاستهلاكية غير الأساسية، كالمطاعم والسلع الفاخرة وغيرها والتي تحمل مخاطر كبيرة خلال فترات الركود حيث يؤجل المستهلكين خلال الأزمات الاقتصادية، تأجيل شراء هذه المنتجات ما يؤثر سلبًا على الشركات في هذه المجالات، لذا فإن الاستثمار في هذه الشركات يحمل مخاطر كبيرة... فخلال هذه الفترة يضيف المستثمرون أسهما دفاعية إلى محافظهم الاستثمارية وهي تحقق أداء جيدا رغم التباطؤ الاقتصادي فخلال وباء كورونا عام ٢٠٢٠ انخفضت مؤشرات النمو وبقيت الأسهم الدفاعية ملاذا آمنا للمستثمرين الخائفين فالأسهم الدفاعية ثابتة ويكون أداؤها أفضل من أداء السوق عموما في أوقات الضبابية الاقتصادية  ولكن خلال فترات التوسع، يكون أداؤها أدنى من أداء السوق.

والأسهم الدفاعية تلعب دورا مهما لتحقيق التوازن وتقليل المخاطر ومقاومة التقلبات السلبية خلال الفترات الاقتصادية الصعبة وحماية المحافظ الاستثمارية أثناء الأزمات، ما يجعلها خيارا مثاليا للمستثمرين للأمان والاستقرار فهي رمانة الميزان لتحقيق محفظة متوازنة وبعيدة عن المخاطرة وتجاوز الأوقات الضبابية، والحفاظ على رأس المال مع توفير تدفق دخل ثابت لذا أتوقع  عودة الزخم للأسهم الدفاعية خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب مع حرص المستثمرين على التحوط المالي، وفي ظل الاتجاه صراع الفائدة بين ترامب والفيدرالي الأمريكي، وفي الوقت الذي لا تزال فيه عديد من الأزمات مشتعلة كالحرب في أوكرانيا وغزة والتوترات في البحر الأحمر وتهديد سلاسل التوريد فضلا عن تذبذب أسعار النفط في ظل توقعات بتراجع مؤشر الدولار، وبالتالي تصبح الأسهم ملاذا آمنا للاستثمارات.

ومنذ عام 2022 دفعت التقلبات الكبرى التي شهدتها أسواق المال المستثمرين إلى زيادة اقتناص الأسهم الدفاعية إلى محافظهم بهدف جني أرباح بطريقة متوازنة فالأسهم الدفاعية فرصة بديلة وسط الخسائر لأسهم قطاع التكنولوجيا.

وسيطر الخوف والهلع على الأسواق المالية بسبب تمسك ترامب بالرسوم الجمركية على بقية دول العالم، وعلى وقع الرسوم الجمركية التي كشف عنها ترامب رسميًا خلال "يوم التحرير التجاري"، وهو اجراء غير مسبوق منذ ثلاثينات القرن العشرين، تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوى في أكثر من 3 سنوات وتستمر خسائر الأسهم العالمية، لترتفع عن إلى 10 تريليونات دولار وتتجه الأسهم الأمريكية نحو تسجيل أسوأ خسائر في 3 أيام منذ عام 1987،  مع تزايد المخاوف بشأن الركود التضخمي والتقلبات، وبيع المستثمرون السندات طويلة الأجل وحذرت كريستالينا جورجييفا مديرة صندوق النقد الدولي من أن الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها ترامب تشكل "خطرا كبيرا" على الاقتصاد العالمي ما يعيد للأذهان الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008، والتي شهدت انهيار البورصات وتدهور النظام المصرفي، وانخفضت أسواق الأسهم الرئيسية في العالم بنسب وصلت إلى 50%.

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء من أدنى مستوى في نحو شهر ودفعت المخاوف المتزايدة بشأن الحرب التجارية العالمية بين أمريكا وشركائها التجاريين الرئيسيين إلى زيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن.. وتعليقا على انهيار الأسواق العالمية والأمريكية والأثر المدمر على الاقتصاد العالمي، قال دونالد ترامب: "في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي" مضيفا أنه لا يفكر في تعليق الرسوم الجمركية في سبيل تسهيل المفاوضات مع الشركاء التجاريين. 

وتترقب الأسواق محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الاتحادي ويصدر غدا الأربعاء.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أسواق المال النفط ترامب واشنطن الرسوم الجمركية أسهم الدفاع أسهم النمو أبوبكر الديب يكتب الرسوم الجمرکیة دونالد ترامب خلال فترات

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الأمريكي يحذر: إيران تتجه إلى صنع سلاح نووي

المناطق_متابعات

قال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، في جلسة استماع أمام الكونغرس، الأربعاء، إن “هناك مؤشرات كثيرة على أن النظام الإيراني يتجه نحو شيء يشبه إلى حد كبير السلاح النووي”.

وصرح مصدر مطلع على الوضع ومسؤول أمريكي لشبكة “سي بي إس نيوز” بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس خيارات بشأن كيفية دعم العمل العسكري الإسرائيلي، دون قيادته.

أخبار قد تهمك رئيس هيئة الأركان الأمريكية: تقرير وكالة الطاقة الذرية عن إيران “مثير للقلق” 12 يونيو 2025 - 8:44 مساءً إيران تؤكد أنها لا تسعى لسلاح نووي وبعثتها تهاجم أمريكا 11 يونيو 2025 - 10:26 مساءً

ويمكن أن تشمل هذه الخيارات التزود بالوقود جوًا، أو تبادل المعلومات الاستخباراتية، لكن المسؤول الأمريكي لم يكن على علم بأي التزام من جانب واشنطن.

وقال المصدر المطلع إنه من غير المرجح أن تشمل الخيارات المشاركة المباشرة لقاذفات “بي-2” الأميركية التي تحمل نوعا من القنابل القادرة على اختراق منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية المحصنة تحت الأرض في فوردو ونطنز.

وبدون هذا النوع من الضربات، من غير المرجح أن يتمكن العمل العسكري الإسرائيلي من تدمير الأجزاء الموجودة تحت الأرض من برنامج إيران النووي، وبالتالي يُفترض أن يكون العمل العسكري المنفرد من جانب إسرائيل محدودًا في قدرته على القضاء على البرنامج بالكامل، وفقا للتقرير.

وأفاد مسؤولون أمريكيون بأن إسرائيل على أهبة الاستعداد لشن عملية عسكرية ضد إيران، وفقًا لما ذكرته مصادر متعددة لشبكة “سي بي إس نيوز”.

وتتوقع الولايات المتحدة أن ترد إيران على بعض المواقع الأميركية في العراق المجاور، وهذا أحد أسباب نصح الولايات المتحدة لبعض الأميركيين بمغادرة المنطقة في وقت سابق من الأربعاء.

وصرّح وزير الدفاع الإيراني، عزيز ناصر زاده، للصحافيين، الأربعاء، بأنه إذا فشلت المحادثات النووية و”فُرض علينا صراع”، فإن الحرس الثوري “سيستهدف جميع القواعد الأمريكية في الدول المضيفة”.

وقال المسؤول الأمريكي إن الولايات المتحدة قادرة على الدفاع عن إسرائيل ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية في حال تعرضها لهجوم مضاد، كما فعلت خلال حلقتي تبادل إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في أبريل (نيسان) 2024 وأكتوبر (تشرين الأول) 2024.

وفي تقرير صدر قبل أسبوعين، قدّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران قد خصبت 408.6 كلغ من اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60%، وهو ما يقارب مستوى التخصيب البالغ 90% اللازم لصنع سلاح نووي. ويمثل هذا قفزة كبيرة عن مخزونها البالغ 274.8 كلغ، والذي قدرته الوكالة التابعة للأمم المتحدة في فبراير (شباط).

مقالات مشابهة

  • انخفاض حاد في الأسهم الأوروبية عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران
  • الدكتور وفيق نصير يكتب: الحرب بين إسرائيل وإيران وتداعياتها على البيئة العالمية
  • الأسواق العالمية تتراجع وسط تجدد المخاوف الجيوسياسية
  • وزير الدفاع الأمريكي يحذر: إيران تتجه إلى صنع سلاح نووي
  • الأسهم الصينية للسيارات الكهربائية تتراجع
  • بتداولات قيمتها 5.6 مليارات ريال.. مؤشر سوق الأسهم يغلق مرتفعًا
  • الشاهد: توحيد جهة التعامل مع المستثمرين عبر منصة إلكترونية يُسهم في تقليل البيروقراطية
  • البنك الدولي يحذر: العقد الراهن قد يسجل أضعف نمو منذ 60 عاما
  • إردوغان يناقش مع ترمب العقوبات الدفاعية على تركيا خلال قمة الناتو
  • وزير الدفاع الأمريكي: واشنطن ستخفض الأموال المخصصة لشراء الأسلحة لأوكرانيا في ميزانية 2026