قصور الثقافة تصدر العدد الجديد من مجلة مصر المحروسة حول الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يصدر العدد الأسبوعي الجديد رقم 374 من مجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية، اليوم الثلاثاء، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ورئيس التحرير الدكتورة هويدا صالح.
يتضمن العدد مجموعة من الموضوعات الثقافية المتنوعة، المقدمة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، والإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية برئاسة الدكتور إسلام زكي.
وفي مقال رئيس التحرير تكتب الدكتورة هويدا صالح عن "الرواية والذكاء الاصطناعي: تحولات في الأدب والأساليب السردية والجماليات"، حيث أدى صعود الذكاء الاصطناعي إلى تحولات عميقة في مختلف المجالات، بما في ذلك الأدب، ومع استمرار تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فإنها تعيد تشكيل ليس فقط كيفية إنتاج الأدب واستهلاكه، بل أيضًا كيفية تصوره وفهمه، وتُعد الرواية باعتبارها الشكل الأدبي الأكثر شمولًا وتأملًا هي أكثر الأنواع الأدبية قابلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ليس فقط في توظيفه لإنتاج الأفكار الروائية، بل أيضا في توظيف تقنيات سردية حداثية وجماليات أدبية جديدة في الفضاء السردي.
وفي باب "حوارات ومواجهات" يجري مصطفى علي عمار، حوارا خاصا للمجلة مع مبتكر القصة الومضة الأديب مجدي شلبي، مستعرضا مجهوداته ومشاريعه الأدبية الكثيرة، التي استطاع من خلالها أن يسطر اسمه بين أدباء العصر.
وفي الباب ذاته أجرت هبة البدري حوارا مع الإعلامية دعاء فاروق، التي تقدم حاليا برامج اجتماعية ودينية فى قناة "النهار"، و"راديو مصر"، مستعرضا رسالتها الإعلامية وأهدافها في العمل الإعلامي.
وفي باب "مسرح" يكتب الناقد جمال الفيشاوي عن العرض المسرحي "الغرفة" JEAN عن الفيلم البلجيكي "THE ROOM" سيناريو كريستيان فولكمان بالاشتراك مع إريك فوريستيي، ومن إخراج كريستيان فولكمان، كتابة مسرحية: محمد علي إبراهيم ومن إخراج محمد فاروق، والذي قدمته فرقة مارفيل من انتاج Marvel على مسرح نهاد صليحة بأكاديمية الفنون، حيث قدم العرض سابقا في عدة أماكن مختلفة منها: مسرح قصر ثقافة المنصورة، قاعة زكي طليمات، قاعة جورج أبيض بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالهرم القاهرة، مسرح محافظة المنصورة بقاعة المؤتمرات الكبرى، مسرح ساقية بهية بالمنصورة، كما شارك العرض في ثلاث مسابقات سابقة، وحصل على 17 جائزة مسرحية وفاز بالمركز الأول وبالعديد من الجوائز في مهرجان المنصورة المسرحي.
وفي باب "دراسات نقدية" يقدم عاطف عبد المجيد عرضا لكتاب الناقدة اعتدال عثمان "في بهاء الكتابة.. قراءات نقدية"، حيث تذكر أن الناقد المبدع، بوصفه قارئًا متميزًا في المقام الأول، يسعى سعيًا جادًّا وحثيثًا ومنهجيًّا لاستجلاء جماليات النص وتقريبها إلى قارئ يجد في ذلك النص النقدي نصًّا موازيًا، قادرًا على النفاذ إلى أسرار العمل المنقود، تفتح أمامه آفاق التلقي والتفاعل الحر مع ما يطرحه الكاتب من رؤى وما يستخدمه من تقنيات، لافتة النظر إلى أن الناقد عليه أن يتزود بما يستطيع من النظريات الأدبية، وأن يكون متابعًا جيدًا لحركة النقد العالمي، وأن يدرك أن مهمته لا تتمثل في ليّ عنق النص كي يُدخله قسرًا في أنشوطة النظرية، بل إن مهمته أن يجيد الإنصات لصوت النص، ويصاحبه لكي يتعرف على أسراره، ثم يقربها للقارئ العام بفهم ووعي ورغبة في أن يحقق النص المنقود أقصى غاياته في الإمتاع والمؤانسة وتنبيه الوعي أيضًا.
وفي باب "كتاب مصر المحروسة" تكتب شيماء عبد الناصر حارس عن مقال العالم المغربي أنس بدراي في عدد 7 فبراير الماضي من مجلة العلوم، وشعوره بأزمة متلازمة المحتال، وذلك حينما وقف لأول مرة على المنصة للحديث عن أبحاثه في وعلم الأحياء الحيوية، ويشير الباحث في رسالته إلى محاضرة ضمت العديد من الباحثين، بدأت بعالم ألماني بدأ حديثه عن متلازمة المحتال، وهو موضوع مهم جدا يقول أنس: "كنت أتوقع أن تمتلئ الجلسة بالنصائح والاستراتيجيات للمبتدئين، لكنني فوجئت بالصدق التام. فقد تقدم عالم ألماني مرموق وقال: "ما زلت أشعر أحيانًا أنني محتال." في تلك اللحظة، شعر الجميع في القاعة براحة جماعية وكأنهم كانوا يفكرون في نفس الشيء، ويناقش المقال عدة أفكار مهمة منها متلازمة المحتال، ومنها التركيز على الباحثين الجدد وإنقاذهم من التشتت ما بين البحث والمتلازمة من خلال التواصل معهم وخاصة من هم من الجنوب العالمي.
وفي باب "خواطر وآراء" تواصل الكاتبة أمل زيادة رحلتها إلى "الكوكب التاني"، حيث تطرح قضايا اجتماعية يومية تناقش فيها القارئ الذي تطلب منه في بداية كل مقال أن يرافقها إلى كوكب آخر، هروبا من مأساوية الواقع، وتضع حلولا متخيلة لما تناقشه من قضايا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مصر المحروسة الذكاء الاصطناعي قصور الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة الذکاء الاصطناعی وفی باب
إقرأ أيضاً:
منظمة دولية لتنظيم الذكاء الاصطناعي.. ضرورة عالمية؟!
عارف بن خميس الفزاري
persware@gmail.com
في ظل الطفرات المُتلاحقة في مجال الذّكاء الاصطناعيّ، تتزايد الحاجة إلى ضرورة إنشاء مُنظمة دولية مُستقلة تُعنى بتنظيم هذا المجال الآخذ في التوسع بشكل غير مسبوق. فبينما تحقق أنظمة الذّكاء الاصطناعيّ إنجازات مُذهلة في قطاعات متعددة، من الرعاية الصحية إلى أنظمة الدفاع، تتنامى المخاوف بشأن التهديدات الأخلاقية والقانونية وحتى الوجودية التي قد تنشأ عن غياب إطار دولي موحد يضبط هذا التطور. وقد عبّر عن هذه المخاوف البروفيسور جيفري هينتون (Geoffrey Hinton)، أحد مؤسسي تقنيات التعلم العميق، محذرًا من أنّ الذّكاء الاصطناعيّ قد يصبح أذكى من البشر، وأنه "من غير الواضح إن كنَّا سنتمكن من السيطرة عليه لاحقًا" (Vincent, 2023).
تصريحات هينتون تعكس قلقًا متناميًا بين خبراء الصناعة بشأن تسارع الذّكاء الاصطناعيّ وتجاوزه للقدرة التنظيمية الحالية، وهو ما يجعل الحاجة إلى تدخل دولي أكثر من أيّ وقت مضى.
لقد بات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فهو يُستخدم في المستشفيات لتشخيص الأمراض، وفي المؤسسات الأمنية لرصد التهديدات وفي الأنظمة التعليمية لتحليل أداء الطلاب وتقديم محتوى مخصص لهم، بل وحتى في أنظمة العدالة لاتخاذ قرارات متعلقة بالإفراج أو التوصية بالأحكام. لكن هذا الانتشار السريع ترافقه تحديات عميقة ترتبط بالخصوصية والتمييز وشفافية الخوارزميات وغياب المساءلة القانونية في حال وقوع ضرر. السؤال الذي يُطرح اليوم: من يملك سلطة رسم الخطوط الحمراء لاستخدام الذكاء الاصطناعي؟ هل يُترك الأمر لتقديرات كل دولة على حدة، أم أن الأمر بات يستوجب تدخلاً دوليًا شاملًا، يضمن الاستخدام الآمن والعادل والمسؤول لهذه التقنية؟ في الواقع تعكف العديد من الدول الكبرى وتتنافس على تطوير نماذج متقدمة من الذكاء الاصطناعي، منها ما يمتلك قدرات توليدية قادرة على كتابة النصوص وإنتاج الصور، بل وحتى محاكاة المشاعر. هذه النماذج، إذا تُركت دون رقابة قد تُستخدم في التزييف العميق والتحريض السياسي والتلاعب بالأسواق، أو حتى إدارة أنظمة أسلحة مُميتة ذاتيًا دون تدخل بشري مباشر.
وفي ظل هذه التحديات، بدأت بعض التكتلات مثل الاتحاد الأوروبي في وضع تشريعات تنظم الذّكاء الاصطناعيّ، مثل قانون الذّكاء الاصطناعيّ الأوروبي (AI Act)، الذي يُعد من أوائل المحاولات الجادة لتصنيف المخاطر وفرض معايير للشفافية والمساءلة وفق تكتلات سياسية واقتصادية والذي دخل حيز التنفيذ في أغسطس 2024م. كما تبنّت منظمة اليونسكو في عام 2021 توصيات أخلاقية بشأن الذّكاء الاصطناعيّ والتي ركزت على احترام حقوق الإنسان وتعزيز التنمية المستدامة. غير أن هذه المبادرات، رغم أهميتها تبقى ذات طابع إقليمي أو توجيهي غير ملزم للغير، مما يبرز الحاجة إلى كيان دولي يتمتع بصلاحيات أوسع. وفي هذا السياق، حذرت دراسة صادرة عن جامعة أكسفورد ومراكز بحثية دولية من أن الاستخدامات الخبيثة للذكاء الاصطناعي ستتزايد بشكل خطير في غياب تنظيم دولي فعال.
وقد أكدت الدراسة- التي حملت عنوان The Malicious Use of Artificial Intelligence: Forecasting, Prevention, and Mitigation، والصادرة عن معهد مستقبل الإنسانية بجامعة أكسفورد (Future of Humanity Institute, University of Oxford)- على أن المخاطر تشمل التضليل الإعلامي، والتحكم الآلي في الأسلحة، والهجمات السيبرانية المتقدمة، داعية إلى إنشاء منظمة دولية تعزز التعاون بين الدول، وتضع أطرًا للوقاية والتخفيف من التهديدات المستقبلية. وإلى جانب التهديدات السياسية والأمنية، تناولت ذات الدراسة أيضًا أبعادًا اقتصادية مقلقة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي الخبيثة، مشيرة إلى أن الذّكاء الاصطناعيّ قد يُستخدم في أتمتة الهجمات المالية والابتزاز الرقمي والتلاعب بالأسواق.
فقد أوضحت أنّ المهاجمين السيبرانيين يمكنهم استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل قواعد بيانات ضخمة وتحديد الأهداف بناءً على الثروة أو السلوك الشرائي، مما يسمح بشن هجمات موجهة بدقة على مؤسسات أو أفراد بعينهم. وتضيف أنّ انخفاض تكلفة تنفيذ مثل هذه الهجمات بفعل الأتمتة وسرعة انتشارها، قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية على نطاق واسع وتهدد الاستقرار المالي خصوصًا في الدول ذات البنية الرقمية الهشة. بل إنّ الدراسة حذّرت من أنّ هذه الهجمات قد تضعف الثقة في الأنظمة المالية الرقمية وتُحدث خللًا في السوق العالمي نتيجة تكرار الهجمات المعتمدة على تزييف البيانات أو نشر المعلومات الكاذبة عبر شبكات ذكية تعمل بشكل ذاتي دون رقابة بشرية مباشرة. (Brundage et al., 2018)
إنّ إنشاء منظمة دولية تُعنى بتنظيم الذّكاء الاصطناعيّ، تحت مظلة الأمم المتحدة يكتسب أهمية متزايدة في الأوساط الأكاديمية والبحثية والاقتصادية والسياسية. هذه المنظمة من المفترض أن تضطلع بعدة مهام رئيسة، منها على سبيل المثال لا للحصر: وضع إطار تشريعي وأخلاقي ملزم ومراقبة التطبيقات العسكرية والأمنية والتجارية للذكاء الاصطناعي وتسهيل نقل التكنولوجيا للدول النامية بالإضافة إلى ضمان احترام الخصوصية والعدالة وعدم التمييز في خوارزميات التعلم الآلي. ومع ذلك، ربما قد تواجه الفكرة تحديات سياسية واقتصادية كبيرة، إذ تخشى بعض الدول الصناعية من أن يؤدي وجود منظمة رقابية إلى كبح جماح الابتكار أو التأثير على تفوقها التقني والاقتصادي. وتبرز هنا إشكالية تحقيق التوازن بين حرية التطوير من جهة، وضرورة التنظيم والحماية من جهة أخرى. وفي هذا السياق، يمكن الاستفادة من نماذج ناجحة لتعاون دولي قائم، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تنظم الاستخدام السلمي للطاقة النووية أو منظمة الصحة العالمية التي تدير التنسيق الصحي العالمي. فكما أنّ الطاقة النووية والصحة تمسان مصير البشرية، فإنّ الذّكاء الاصطناعيّ بات اليوم في صميم القرارات المصيرية والمجتمعية. إنّ إنشاء منظمة دولية للذّكاء الاصطناعيّ لا يُعد ترفًا تنظيميًا فحسب، بل ضرورة استراتيجية لحماية البشرية من انفلات تقني قد يؤدي إلى كوارث سياسية واقتصادية واجتماعية. فكلما تأخر العالم في وضع أسس مشتركة، زادت الفجوة بين الدول وتعاظمت المخاطر المحتملة.
والسؤال الذي ينبغي أن يُطرح على طاولة قادة الذّكاء الاصطناعيّ والمعنيين ليس "هل يجب أن ننظم الذّكاء الاصطناعيّ؟" بل "هل نستطيع أن نتحمل تكلفة عدم تنظيمه؟".