ففي مدينة مأرب، تتواصل الاعتصامات المفتوحة لجرحى المرتزقة، مكتسبةً زخماً واسعاً بانضمام عائلات القتلى وشخصيات قبلية غاضبة، بينما تمنع الميليشيات التابعة لتحالف العدوان نصب خيام جديدة خشية توسّع الاحتجاج وتحوله إلى ثورة تهدد مقاعد تجار الحروب ولصوص المال العام، وكبار الخونة للوطن.

الجرحى الخونة يؤكدون أنهم يتعرضون للتضييق والمنع من التجمع، بالتزامن مع حظر شامل على وسائل الإعلام لمنعها من تغطية فعالياتهم، ومع تزايد الاحتقان، يلوّح المعتصمون بخطوات تصعيدية واسعة ما لم تُستجب مطالبهم.

أما تعز، فالمشهد فيها يكرر الصورة ذاتها، اعتصام مفتوح أمام مبنى السلطة المحلية، وتهديدات بإغلاق المكاتب الإيرادية وشلّ العمل الحكومي رداً على تجاهل سلطات العملاء لمعاناتهم، فمن أرسلهم إلى ساحات القتال، لا يطيق اليوم حتى سماع صوتهم.

وتكتمل الصورة القاتمة بمشهد المستشفيات الخاصة والحكومية التي تقف على شفا الانهيار، بعدما امتنعت السعودية عن سداد مستحقات علاج جرحى عدوانها، فيتراكم الدين عاماً بعد آخر، فيما لا يسمع المحتجون أمام مقرات التحالف سوى صمت بارد يليق بمن لا يرى اليمنيين إلا أرقاماً تُستهلك ثم تُنسى في لجان القتل.

ولا يتوقّف الانهيار عند الإهمال، بل تبرز روائح الفساد التي تغطي المشهد: مخصصات منهوبة، وقوائم سفر تُباع بالمحسوبية، وفواتير علاج مضخّمة، وصفقات مشبوهة تُدار في المكاتب المغلقة.

 جرحى يُرمى بهم في مستشفيات لا يعرفون إن كانت ستعالجهم أم ستضيف أطرافهم المبتورة إلى قائمة الفواتير.

أما الذين سُفّروا للعلاج في الخارج، فهم يعيشون مأساة أشدّ قسوة: "مخصصات توقفت، وتهديدات بإعادتهم قبل استكمال العلاج، وضغوط تُمارس عليهم كأن الهدف لم يكن إنقاذهم، بل التخلص منهم نهائياً" ، فمن استخدمهم وقوداً لاحتلال شعبهم واستباحة أرضهم وانتهاك سيادتهم،، يستخدم اليوم الإهمال لقتلهم ببطء.

الحقيقة التي تتكشف اليوم بلا رتوش: "تحالف العدوان لم يرَ في هؤلاء المقاتلين بشراً، بل وظيفة مؤقتة تُستغل عند الحاجة، ويُتخلّى عنها عند أول منعطف، أن يقاتلوا حيث يريد الغزاة، وأن يموتوا حين يشاؤون، وأن يواجه من بقي منهم جراحه بلا دواء ولا كرامة".

وفي ساحات الاعتصام اليوم، يدرك جرحى العدوان الخونة لبلادهم وشعبهم الحقيقة التي طالما جرى إخفاؤها: لقد استُخدموا سلماً ليصعد عليه حفنة من العملاء المشغولين بمراكمة الثروة وتوسيع النفوذ، واليوم، يرتفع صوت الجرحى لا لأن الألم جاء متأخراً، بل لأن الخديعة باتت أوضح من أن تُطمس، وأكبر من أن تُغتفر.

المسيرةش

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

حكومة الخونة تواجه أسوأ أزمة مالية

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن حكومة الخونة تواجه أسوأ أزمة مالية وتمويلية على الإطلاق منذ عام 2015م، مرجعة سبب ذلك إلى ما سمته بتوقف الدعم والمنح المالية الخارجية وتأخر الدعم الخليجي لأشهر، وهذا تسبب في عجز هذه الحكومة عن صرف الرواتب.

وتدار حكومة الفنادق من قبل الاحتلال الإماراتي السعودي الذي يتحكم بالملف اليمني في جنوب وشرق اليمن، والذي يعمل على نهب ثروات اليمن، وفي مقدمتها النفط والغاز، متعمداً ترك المواطنين اليمنيين للعيش في الذل والمهانة.

وأشارت الوكالة إلى أن أزمة تأخر صرف المرتبات للموظفين، أدت إلى تصاعد الغضب الشعبي جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وقد زاد الأمر مع عودة هذه الحكومة مع الخائن رشاد العليمي رئيس ما يسمى بالمجلس الرئاسي إلى عدن قبل أيام.

ويعاني آلاف الموظفين في المحافظات المحتلة من انقطاع المرتبات، ما دفع الكثير منهم إلى الاقتراض، في وقت تؤكد فيه مصادر في البنك المركزي التابع لحكومة الفنادق بأن الأزمة هي الأسوأ منذ عام 2015م، وأنها ناتجة عن تراجع المنح الخارجية وتوقف صادرات النفط وانهيار الاحتياطات النقدية، دون الإشارة إلى منظومة الفساد للخونة والمرتزقة الذين يستثمرون أموالهم خارج اليمن على حساب المواطنين البسطاء.

ومع تراكم الأزمات، لم يعد الغضب الشعبي محصوراً في الموظفين، ففي محافظة تعز المحتلة، نفذ الجرحى المرتزقة وقفة احتجاجية غاضبة أمام مبنى السلطة المحلية، مطالبين إياها بصرف مستحقاتهم المتوقفة وتوفير العلاج وإنهاء ما وصفوه بالإهمال المتعمد الذي يعانون منه منذ سنوات.

مشاهد الاحتجاج حملت مزيجاً من الألم والعتب، إذ يصر الجرحى على أن تضحياتهم التي كانت في الأساس خدمة للمحتل السعودي والإماراتي لا يمكن أن تُقابل بالصمت.

وفي حضرموت، زاد التوتر بعد محاولة اغتيال طالت القيادي المرتزق صالح الروساء عبر عبوة ناسفة استهدفت سيارته، وسط صمت لحكومة الفنادق حول الحادثة.

ما يجري في تعز وعدن وحضرموت يقدم صورة مكثفة عن مستوى الاحتقان الشعبي، فالجرحى يخرجون إلى الشارع بعد سنوات من الإهمال، والمواطنون يواجهون موجات غلاء دون رحمة، ومحاولات اغتيال تعكس اختلالاً أمنياً في مناطق تابعة لحكومة الخونة الموالية للاحتلال الإماراتي السعودي، وهي أحداث روتينية تتجدد بشكل يومي في المحافظات الجنوبية والشرقية اليمنية المحتلة.

مقالات مشابهة

  • في اليوم العالمي لحقوق الطفل: 10 آلاف طفل يمني ضحايا العدوان السعودي الأمريكي
  • شتاء غزة القاسي.. برد وفيضانات وصرف صحي يفاقم جراح النازحين
  • تحالف العدوان على #اليمن يتخلى عن جرحاه المرتزقة.. نهاية مخزية لسنوات من القتال
  • الأمة التي اختارت دولتهـــا تختار اليوم مستقبلها
  • حكومة الخونة تواجه أسوأ أزمة مالية
  • الإمارات تتضامن مع الهند وتعزّي في ضحايا حادث حافلة المعتمرين
  • الداخلية تشيد بيقظة أجهزة الأمن بمحافظة مأرب والإنجازات النوعية التي تحققت
  • ميترو الجزائر.. غلق هذا المدخل بداية من اليوم
  • رياح قوية وزوابع رملية على 4 ولايات اليوم