«متحف التاريخ الطبيعي».. قوة العلم ويقظة الخيال
تاريخ النشر: 23rd, November 2025 GMT
نوف الموسى
عودة السؤال العلمي، والبحث الاستكشافي، والإحساس الرفيع بدهشة تطور المعارف الطبيعة، وأثرها على طرق التفكير الاجتماعية والثقافية، هي مؤشرات حضارية لتحولات فاعلة في وعي المجتمعات الإنسانية. ويأتي افتتاح «متحف التاريخ الطبيعي» في أبوظبي، بمنطقة السعديات الثقافية، تأكيداً واضحاً على تلك الأبعاد عبر تأصيل المنهجية الرئيسية لمكونات المعرفة، وذلك بأن يتحول الفضاء العام إلى مساحات متحفية مشتركة تتبنى التنوع الحيوي لمختلف العلوم، وتحديداً «علم الآثار»، الذي يمتلك خاصية استثنائية في مجابهة كل ما دون في التاريخ القديم، وإعادة قراءته من خلال اللقى الأثرية، مستمراً في توضيح البعد الجوهري لحياتنا على كوكب الأرض، وهو أن الحقيقة تحتمل حقيقة أخرى، ولا يمكن الجزم بذلك إلا من خلال الإيمان بقوة البحث العلمي وأهميته في وعي الأجيال القادمة، من خلال التزامهم بالاستدامة والحفاظ على الطبيعة الأم.
الاستقبال المهيب في ردهة متحف التاريخ الطبيعي، لمجموعة من الديناصورات العملاقة بأحافيرها المكتشفة، من نوع «ديبلودسيد»، «دبلودوكس»، «باروصور»، «كاماراصور»، تلهم الزائر وبشكل بديع إلى تخيل شكل الحياة والمرحلة التي سبقت الديناصورات قبل 3.5 مليار سنة.
وفي خضم اتساع الحديث نحو القاعة المتضمّنة للحياة السائدة لأبوظبي قبل 7 ملايين سنة، والمكتشفات الأثرية لصحراء الظفرة، التي كانت سهلاً فيضانياً نهرياً، أضاء معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، في حواره مع الإعلاميين، على قصة 5 إلى 6 سنوات من الحلم سبقت انطلاقة التجربة المتحفية في «التاريخ الطبيعي»، باعتبارها مرويّة ثقافية عالمية، قائمة على إرث حماية البيئة التي أسّسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ومنها تنطلق العاصمة أبوظبي إلى قلب الحوار الثقافي العالمي.
وقال المبارك: «نعم، نريد أن تنمو الأسئلة، أن يحضر العلم كقوة، دائماً ما نُسأل، كيف سيبنى السياق الاجتماعي للمتاحف في منطقة السعديات، وأحياناً يتصوّر البعض صعوبة ذلك علمياً، إلا أن ما يحدث من تكامل وتدرج مذهليْن في تطور المساحات المجتمعية للمتاحف المحلية والعربية، والدليل «ثورة الاكتشافات» الراهنة التي تعيشها البلدان العربية، ما يثبت أننا كعرب نمتلك الإمكانية التاريخية والثقافية والفكرية، لتحقيق ذلك، بأننا نُعلم ونَتعلم».
من جهته، اعتبر معالي محمد خليفة المبارك، أن دور المتاحف الوطنية، فيما يتعلق بمفهوم البحث العلمي، يكمن في إعادة طرح الأسئلة حول المضامين البحثية لتاريخ العربي القديم، مبيناً أنهم قاموا بدراسة لتقدير حجم تلك المضامين البحثية، وتوصلوا أنها لم تكن بالكثافة التي توقعوها، ومنها تأتي أهمية التعاون بين المتاحف العربية، وكسر احتكار التعاون العلمي الغربي، ما سيسهم بالضرورة في تغير السياق التاريخي العربي وقوته العلمية والمعرفية والتكنولوجية.
معروضات ومقتنيات
يصل العدد التقريبي للعينات في صالات العرض بمتحف التاريخ الطبيعي، إلى حوالي 2600 عينة معروضة، ونحو 7000 عينة ضمن مقتنيات المتحف العلمية. يذكر أن المتحف يتضمن مختبرات تفاعلية من مثل «مختبر الحفريات»، «مختبر علوم الحياة»، كما يتيح المتحف للزوار التعرف على مناخ شبه الجزيرة العربية، والتعرف على العالم المتطور وعصر الثدييات، والاستمتاع بالفعاليات في المسرح الرئيسي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي الاستدامة السعديات حماية البيئة متحف التاريخ الطبيعي التاریخ الطبیعی
إقرأ أيضاً:
احتفالاً باليوم العالمي لمرض السكري.. متحف شرم الشيخ ينظم ركنًا للتوعية الصحية
نظّم متحف شرم الشيخ ركنًا للتوعية الصحية احتفالًا باليوم العالمي لمرض السكري، تأكيدًا على رسالة المتحف في دمج التوعية الصحية ضمن التجربة المتحفية، وتعزيز دور المؤسسات الثقافية في دعم جودة الحياة ونشر الثقافة الصحية بين أفراد المجتمع.
متحف شرم الشيخ
وأوضحت إدارة المتحف أن تخصيص "ركن التوعية الصحية" تم بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر المصري، حرصًا من المتحف على أداء دوره المجتمعي في نشر الوعي الصحي بين الزوار والعاملين.
وأفادت إدارة المتحف أن الركن التوعوي قدّم استشارات صحية حول طرق الوقاية من مرض السكري وأهمية الاكتشاف المبكر، كما تم توزيع كتيّب مبسّط يحتوي على معلومات صحية واضحة تناسب جميع الفئات العمرية.
وشهدت الفعالية إقبالًا ملحوظًا من الزوار الذين أعربوا عن تقديرهم لجهود المتحف في توفير خدمات صحية داعمة ضمن بيئة ثقافية ومعرفية.
يُذكر أن المتحف هو أول متحف للآثار المصرية بمحافظة جنوب سيناء، ويقع على مساحة 191 ألف متر مربع تقريبًا، ويتكون من ثلاث قاعات للعرض المتحفي ومنطقة ترفيهية تضم مطاعم وكافيتريات.
ويتناول سيناريو العرض المتحفي لمفهوم "حب الحياة على أرض مصر" من خلال عرض مجموعة من الموضوعات التي تتناول الجانب الإنساني للحضارة المصرية وعلاقة المصري القديم بالحياة البرية والبيئة المحيطة به.
ومن أبرز تلك القطع: قطعة من الموزاييك من الإسكندرية تعود للقرن الرابع قبل الميلاد تمثل إيروس وهو يصطاد الغزلان، وتمثال للمعبودة "حتحور" رمز الجمال والحب والموسيقى عند المصريين القدماء، ومجموعة من تماثيل رائعة منها تمثال أبو الهول، ومجموعة من التماثيل والمومياوات للحيوانات المقدسة في مصر القديمة كالقطط والجعارين، بالإضافة إلى عدد من اللوحات التي تمثل الأسرة المصرية عبر العصور المختلفة.