أمريكا تفتح بوابة الرقاقات المتقدّمة أمام G42 .. الإمارات تصبح مركز الذكاء الاصطناعي العالمي الجديد
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
أبوظبي - الوكالات
حصلت مجموعة G42 الإماراتية على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة لاستيراد رقاقات الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدّماً، في قرار وصفه البيت الأبيض بأنه يعكس "ثقة عميقة" بين البلدين، ويُسرّع الانتقال من التخطيط إلى التنفيذ الفعلي لأضخم ممر حوسبة ذكاء اصطناعي بين الإمارات وأمريكا.
وتتيح الموافقة لـ G42 تشغيل مشروع «Stargate UAE» – مجمّع حوسبة بسعة 1 جيجاواط تبنيه الشركة لصالح OpenAI بالشراكة مع Oracle وCisco وNVIDIA وSoftBank – وتدعم الحرم الجامعي الأمريكي-الإماراتي الأكبر للذكاء الاصطناعي بسعة 5 جيجاواط، الذي سيوفّر حوسبة واستدلال منخفض الكمون للمنطقة بأكملها.
وتضع الإمارات نفسها بهذا الإنجاز، كبديل آمن وموثوق لمراكز البيانات الأمريكية والآسيوية، وتُرسّخ مكانتها كمركز عالمي جديد للذكاء الاصطناعي يجمع بين الأداء الاستثنائي والثقة الجيوسياسية، لتبدأ مرحلة جديدة تماماً في السباق العالمي على السيادة التكنولوجية.
وقال بنغ شياو، الرئيس التنفيذي لـ G42: "يمثل هذا الإعلان لحظة فارقة حقيقية. ننتقل اليوم من التخطيط إلى التنفيذ بقوة، ونضع معياراً عالمياً جديداً للحوسبة الآمنة وعالية الأداء. ما نبنيه في الإمارات سنعمل على مطابقته تماماً في الولايات المتحدة، بحيث يبقى الأداء والثقة متطابقين في كل موقع".
وستخضع الرقاقات لإطار "بيئة التكنولوجيا المنظّمة" (RTE) الذي طوّرته G42 ووافقت عليه وزارة التجارة الأمريكية، لتظل الإمارات الدولة الوحيدة في المنطقة التي تطبّق هذا المستوى من الامتثال لضوابط التصدير الأمريكية.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، خلدون خليفة المبارك، أن القرار "هذا القرار يؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، التكنولوجيا ليست مجرد أداة تقدم، بل منصة للاستقرار الاقتصادي والأمن الإقليمي والتعاون طويل الأمد، نفخر بأن الإمارات أصبحت الشريك الأكثر ثقة لواشنطن في هذا المجال".
كما يعزز القرار شراكات G42 مع مايكروسوفت وAMD وQualcomm وCerebras وغيرها، ويأتي بعد أن باتت الشركة تدير ثلاثة من أقوى 500 حاسوب فائق في العالم، وأطلقت مؤخراً حاسوب «Maximus-01» في نيويورك الذي احتل المركز العشرين عالمياً.
وتأتي الموافقة في وقت تمتلك فيه G42 بالفعل ثلاثة من أقوى 500 حاسوب فائق في العالم، وتحتل المرتبة الثانية والثالثة إقليمياً، بالإضافة إلى إطلاقها حاسوب «Maximus-01» في نيويورك الذي قفز إلى المركز العشرين عالمياً فور تشغيله، وامتدت بصمة الشركة اليوم لتشمل مواقع في أبوظبي، فرنسا، وعدة ولايات أمريكية من بينها كاليفورنيا، مينيسوتا، تكساس، ونيويورك.
وبهذا الترخيص، تتحول الإمارات رسمياً إلى العقدة الأكثر أماناً وأداء للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة، وتبدأ مرحلة جديدة من السباق العالمي نحو الحوسبة الضخمة الآمنة.
و"جي 42" هي مجموعة شركات تكنولوجية رائدة عالمياً في إنشاء وتطوير تقنيّات الذكاء الاصطناعي لصياغة مستقبل أفضل، أُنشئت في أبوظبي وتعمل في جميع أنحاء العالم، وترعى الذكاء الاصطناعي كقوة محوريّة لتحقيق النفع العام عبر مختلف القطاعات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
باحث إسرائيلي: زيارة ابن سلمان لواشنطن تفتح مرحلة استراتيجية جديدة مع أمريكا
أوضح الباحث الإسرائيلي برنارد هيكل، أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة تمثل تجديدا فعليا للتحالف مع واشنطن، مشيرا إلى أنها ستشمل اتفاقيات أمنية واقتصادية واسعة، وأن نتائجها ستنعكس على امتداد المنطقة من الخليج وصولا إلى إسرائيل وإيران.
ومن المنتظر أن يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن اليوم (الثلاثاء)، في أول زيارة له إلى الولايات المتحدة منذ عام 2018.
وفي حديثه لصحيفة "جيروزالم بوست"، وصف برنارد هيكل، الباحث المتخصص في شؤون شبه الجزيرة العربية وزميل معهد هدسون، هذه الزيارة بأنها "بالغة الأهمية"، معتبرا أنها تشكل نهاية مرحلة الفتور التي أعقبت مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وأشار هيكل إلى أن اللقاء المرتقب هو نتيجة سنوات من الاتصالات الهادئة بين واشنطن والرياض، موضحا أن بن سلمان "عومل بقسوة بعد مقتل خاشقجي، وهذا الاجتماع ينهي تلك المرحلة"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن إدارة بايدن دعمت عملية التقارب بشكل غير معلن.
واعتبر أن ما يحدث الآن هو تتويج لمسار طويل سيؤسس لتحالف استراتيجي بين الجانبين، متوقعا توقيع ست أو سبع اتفاقيات واسعة في مجالات الدفاع المشترك، ومبيعات السلاح، والتعدين والمعادن النادرة، والرقائق والتقنيات المتقدمة، إضافة إلى ملفات الاستثمار والصحة والثقافة، وهي اتفاقيات قال إنها ستُعمّق العلاقات بين البلدين بشكل كبير.
ولفت الباحث إلى أن واشنطن تأمل بإحداث اختراق دبلوماسي، ولو محدود، على صعيد العلاقة مع إسرائيل، قائلاً إن تقدماً قد يطرأ على الملف الإسرائيلي الفلسطيني، وإن السعودية قد تقدم على خطوة إيجابية باتجاه تل أبيب.
مع ذلك، يشدد هيكل على أن أي مسار تقارب سيجري ببطء شديد، موضحا أن ولي العهد ينظر إلى التطبيع كعملية تدريجية تختلف تماماً عن النموذجين الإماراتي والمصري؛ فلا سفارات فورية، ولا زيارات رسمية، ولا سياحة، بل بداية عبر مجالات الأعمال والتكنولوجيا والأمن، ثم يتطور الأمر لاحقاً مع الوقت الضروري لتهيئة الرأي العام.
وأوضح هيكل أن حرب غزة عقدت المشهد بشكل كبير، مشيرا إلى أن الرأي العام في السعودية والعالم العربي تأثر بشدة مما جرى هناك، ما يجعل من الضروري أنه يجب أن ينظر إلى السعوديين على أنهم يفعلون شيئا.
ومع ذلك، رجح أنه إذا تم التوصل إلى مرحلة جديدة من وقف إطلاق النار في غزة، فقد تقدم السعودية على خطوات محسوبة حتى دون الوصول إلى اتفاق سياسي شامل، قائلا: "قد نرى بداية تحول، لكنه لن يصل إلى تطبيع كامل".
وأشار هيكل إلى أن السعودية تنتظر التوصل إلى اتفاقية أمنية شاملة قد تنتهي بمعاهدة رسمية مع الولايات المتحدة، موضحاً أن الرياض تسعى إلى الحصول على "مظلة نووية كاملة" وضمانات واضحة ضد أي عدوان خارجي. وأضاف أن القلق السعودي يتركز تحديداً على إيران، ولا سيما في حال شعور طهران بالتهديد عقب أي هجوم إسرائيلي جديد.
ولفت إلى أن قضية البرنامج النووي المدني السعودي محور الاجتماع أيضا، حيث قال "إنهم يريدون الطاقة النووية بالتأكيد كما طرح السؤال الأهم وهو التخصيب، هل سيتخلون عنه، كما فعلت الإمارات بموجب اتفاقية 123 التي تحد من قدرات التخصيب أم سيصرون على الاحتفاظ به؟ إذا تخلوا عنه، فسيطلبون في المقابل حماية أمريكية أقوى".
وسيطرح ملف طائرة إف-35 للنقاش أيضا ، لكنها معقدة بحسب وصفه حيث قال "تتمتع الطائرة بآلية "إيقاف" يتحكم بها الأمريكيون، لا يريد السعوديون نظاما لا يخضع لسيطرتهم الكاملة إنها مسألة سيادة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الطائرة باهظة الثمن، وفي عصر التركيز على الأنظمة غير المأهولة، أصبحت أكثر جاذبية.
ويرى هيكل أن السعودية، رغم رغبتها المثالية في الحصول على طائرة إف-35، تواجه قيودا وخيارات أخرى، لافتا إلى أنه حتى في حال الموافقة الأمريكية، فإن مدة الانتظار الطويلة لاستلام الطائرة قد تدفع الرياض إلى إعادة تقييم قرارها لاحقا.
ويصف هيكل بن سلمان بأنه "براغماتي بامتياز"، مشددا على أنه يتحرك بدافع وطني ويعمل لتحقيق مصالح بلاده، وأن زيارته لواشنطن تأتي في إطار ترسيخ شراكة استراتيجية طويلة المدى مع الولايات المتحدة، ويقدر هيكل أن توقيع الاتفاقيات المتوقعة خلال الزيارة قد يشكل "أهم تطور في العلاقات الأمريكية السعودية منذ عقود"، مع تأثيرات تمتد من الخليج إلى إسرائيل وإيران.