موسكو تعلن استعادة كورسك وزيلينسكي يعلن اعتقال صينيين يقاتلان مع روسيا
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
قالت موسكو، إن الجيش الروسي طرد آخر القوات أوكرانية إلى خارج منطقة كورسك نحو الحدود الروسية الأوكرانية، بينما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن كييف قبضت على جنديين صينيين يقاتلان إلى جانب القوات الروسية.
وأعلن الجيش الروسي، اليوم الثلاثاء، طرد القوات الأوكرانية من منطقة تدعى جويفو في منطقة كورسك الروسية، ونفذ ضربات جوية ومدفعية على القوات الأوكرانية عبر الحدود.
وتحاول روسيا منذ أغسطس/آب من العام الماضي، طرد القوات الأوكرانية من كورسك بعد أن حققت قوات كييف توغلا مُفاجئا في هذه المنطقة، وكان الرئيس الأوكراني يأمل أن يمنحه هذا التوغل ورقة مساومة في أي محادثات مستقبلية.
لكن روسيا استعادت مساحة من الأراضي داخل كورسك، خلال الأشهر الأخيرة، ما دفع الأوكرانيين إلى التراجع نحو الحدود، كما استولت القوات الروسية على أراض في منطقة سومي الأوكرانية المجاورة بعد أن تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إمكانية إنشاء منطقة عازلة.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقارير الواردة من ساحة المعركة.
في الأثناء أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن قواته اعتقلت مواطنَين صينيين يقاتلان إلى جانب القوات الروسية، مضيفا أن كييف تريد "توضيحا" من بكين و"رد فعل" من حلفائها الغربيين.
إعلانوقال زيلينسكي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن شريط فيديو قصيرا لأحد الموقوفَين "اعتقل جيشنا مواطنَين صينيين كانا يقاتلان في صفوف الجيش الروسي، حدث هذا على الأراضي الأوكرانية، في منطقة دونيتسك".
وأضاف زيلينسكي في المنشور: لدينا وثائق هويات المعتقلَين الصينيين وبطاقتاهما المصرفيتان، وبياناتهما الشخصية، مشيرا إلى أن السلطات الأوكرانية لديها أدلة على وجود مواطنين صينيين آخرين يقاتلون إلى جانب القوات الروسية.
وترى الدول الغربية أن الصين تعد حليفا إستراتيجيا لروسيا في حربها على أوكرانيا، لكن بكين تصر دوما على أنها دولة تلتزم الحياد في الحرب الأوكرانية الروسية، وتؤكد باستمرار أنها لم تقدم أي مساعدات لأي طرف في هذه الحرب.
جدير بالذكر، أن روسيا بدأت هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط 2022، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.
وتسيطر روسيا حاليا على ما يقل قليلا عن 20% من مساحة أوكرانيا بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 ومعظم المناطق الأربع التي أعلنت ضمها من جانب واحد، في خطوة لم تعترف بها أغلب دول العالم.
وتشير تقديرات روسية إلى أن روسيا تسيطر على كامل شبه جزيرة القرم، وكامل لوغانسك تقريبا، وأكثر من 70% من مناطق دونيتسك وزاباروجيا وخيرسون. كما تسيطر على جزء صغير من منطقة خاركيف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القوات الروسیة
إقرأ أيضاً:
زلزال سياسي يهز كييف.. تحقيقات فساد تطال أقرب رجالات زيلينسكي وتربك مشهد السلطة
تعيش العاصمة الأوكرانية كييف على وقع صدمة سياسية عنيفة، بعدما طالت تحقيقات فساد جديدة أحد أبرز المقربين من الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في خطوة قد تعيد تشكيل مراكز النفوذ داخل السلطة وتلقي بظلال ثقيلة على مستقبل مفاوضات السلام.
مداهمة تفجر الأزمة
فجرت الشرطة الأوكرانية المختصة بمكافحة الفساد عاصفة سياسية، بعد مداهمة ممتلكات أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس وكبير مفاوضي السلام. وترى مصادر سياسية أن هذه المداهمة تمسّ قلب الدائرة الضيقة للرئيس، حيث يعد يرماك أحد أقوى الشخصيات داخل النظام، وصاحب تأثير مباشر على السياسات الداخلية والخارجية.
رجل الظل وصانع القرار
مسؤولون أوكرانيون وصفوا يرماك بأنه "نقطة ارتكاز السلطة التنفيذية"، فهو القناة الأكثر قربًا إلى الرئيس زيلينسكي، وصاحب نفوذ يمتد من إدارة مكتب الرئاسة إلى التحكم بمسارات التفاوض الدولية.
ويشير مقربون إلى علاقة تكاملية بين الرجلين، جعلت من يرماك الشخصية التي لا يمكن تجاوزها داخل المشهد السياسي، ومديرًا فعليًا لدوائر القرار بما يمتلكه من صلاحيات واسعة.
صدمة سياسية وتداعيات ثقيلة
وبحسب ما نقلته صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن مداهمة منزل يرماك أحدثت حالة من الارتباك السياسي، ودفعت بعض الأصوات إلى المطالبة بإقالته أو تقليص نفوذه.
وتزايد الضغط بعدما أعلن زيلينسكي أن يرماك قدّم استقالته على خلفية التحقيقات، في خطوة تُعد الأولى من نوعها تجاه أحد أعمدة الفريق الرئاسي.
قلق دولي وتأثير على مسار السلام
دبلوماسيون أوروبيون وأمريكيون أكدوا أن يرماك يمثل قناة الاتصال الأكثر مباشرة مع زيلينسكي، ما يجعل أي تحرك ضده مؤثرًا على الدبلوماسية الأوكرانية.
كما أشارت تقارير إلى أن مسؤولين أمريكيين سابقين كانوا يفضلون أحيانًا التعامل مع شخصيات أخرى لتجنب نفوذ يرماك القوي، مثل رستم عمروف، رئيس مجلس الأمن الأوكراني.
مأزق زيلينسكي
يرى محللون أن الرئيس الأوكراني يجد نفسه أمام معادلة معقدة:
التخلي عن يرماك قد يضعفه داخليًا ويفقده أحد أهم حلفائه.
الإبقاء عليه قد يثير انتقادات داخلية وخارجية تتهم الحكومة بالتساهل مع الفساد.
وتأتي هذه التطورات في لحظة حساسة، فيما تواجه أوكرانيا ضغوطًا متزايدة من شركائها الدوليين لتعزيز الشفافية ونزاهة المؤسسات، في ظل استمرار الحرب مع روسيا ومساعي دفع مسار مفاوضات السلام.