تعرف على الطوباوي رينيه من بورغوسان سبولكرو الكبوشي
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
تحتفي الكنيسة الكاثوليكية اليوم بذكري الطوباوي رينيه من بورغوسان سبولكرو الكبوشي.
ولد سفالديلي عام 1511م في سان سبولكرو-أريتسو بإيطاليا. كان أبواه نوفيلو سفالديلي وجينتل دي كارلوتشي من عائلة فقيرة، لكن لهما غنى القديسين، أي خوف الله. دعي في العماد" سانت" بمعنى قديس. ومنذ نعومة أظافره بدت عليه علامات القداسة الصادقة.
علمته أمه التقية مبادئ حقائق الإيمان وأولى صلواته التي كان يجب أن يتلوها مع أمه كل صباح ومساء. ولما صار شاباً كان يذهب كل صباح الى الكنيسة قبل أن يذهب الى عمله. كان يركع أمام المصلوب ويبسط يديه ويصلى خمس مرات ابانا والسلام إكراماً لجراحات السيد المسيح. وهذا التأمل المتواصل بألآم المسيح الوجيعة هو العبادة المفضلة لكل حياته والمحرك الأول لتقواه المضرمة. وان الله منحه موهبة العجائب قبل أن يترك العالم.
كان هذا الفتى القديس يرغب أن يتكرس لله منذ الصغر. لكن أباه ألح عليه كثيراً فرضي بالزواج وهو في عمر الثامنة عشر، احتفل بالزواج احتفالاً شائقاً في الكنيسة، ثم توجه موكب العرس الى البيت الأبوي حيث قدمت المآكل الوطنية اللذيذة. وفى أثناء الطعام لاحظ سانت أن عروسه الفتاة جذبتها لذة الأطعمة فاستسلمت للشراهة دون حساب. نبهها بلطف فلم تعبأ لتنبيهه المحب. وفى نهاية الحفل بعد انصراف المدعوين، دخل مخداعه. هناك ألقى بوجهه على الأرض وتوسل بحرارة الى الله والى العذراء مريم كي يحفظا له طهارة الجسد والنفس ووعد إذا استجيب طلبه، أن يذهب إلى لوريتو ويخدم بيت العذراء مريم مدة شهر كامل. فاستجابه الرب، إذ في الليلة ذاتها ماتت عروسه ضحية إفراطها في الطعام.
بعد انحلال رباطه الزوجي توجه إلى لوريتو ليفي نذره. بينما كان يتمم وعده اجتاح الطاعون فاتكاً في توسكانا وفى براتو بلدته ايضاً ولم تنج عائلته من هذا الوباء المريع. بل مات ابوه وأمه. ولما عاد الى بيته لم يجد إلا أخته التي أوصى بها العذراء بحرارة. في يوم من الأيام كان سانت يصلي الى العذراء مريم فظهرت له العذراء وقالت ياسانت لا تقلق بسبب أختك، سوف أعتني بها . أما أنت فاهتم بخدمتي لتستحق حمايتي. تعزى سانت بهذا الكلام وجد كل الجد في ممارسة الفضيلة والتقوى. فانضم سانت لرهبنة الأخوة الأصاغر الكبوشيين. ولبس الثوب الرهباني في دير صليب نارني واتخذ اسم الأخ رينيه.
كان ذلك سنة 1531م، وكان عمره عشرين سنة. أن الأخ رينيه كان مزيناً بكرامة وحماس وجد في اقتداء الرهبان الأكثر حرارة في التقوى . كان طائعاً كاملاً يخضع كل شيء لرؤسائه . وكان ينتصر على إغراءات الشياطين بالصلاة والصوم. كانت محبته لا تعرف التعب فكان له اهتمام خاص بالمرضى خصوصاً الموجودين في مستشفى القديس يعقوب بروما . وكانت صلاته مستمرة وكان بعد صلاة نصف الليل يطيل تأمله إلى الصباح. في النهار وأثناء العمل يعيش من الاتحاد بالله. قبل ان يصنع العجائب، كان يصلى وللحال كانت صلاته تستجاب بسرعة وسهولة تدهش الحاضرين. وكان يجلد جسده تذكاراً لآلام المسيح.
في دير جوبيو كانوا صنعوا صليباً جديداً وفى ما هم يسمرون المصلوب على الخشب، تأمل رينيه بفائق الحرارة بصلب الفادي إلى أن شعر بآلام هكذا مقدارها كأنه حاضر مشهد الجلجلة . فكافأ الله هذا الاشتراك العاطفي بآلامه مكافأة جزيلة . لكن أسمى الوسائط لقهر التجارب كانت عبادته للقربان الاقدس والتناول. وبقدر ما كانت هذه العبادة مرضية لله، أصبحت مخيفة للشيطان. وفى ليلة عيد الميلاد كان الأخ رينيه في كنيسة كوبيو يتأمل بالسر العظيم الذي يحتفلون به وصلى بحب غير محدود فتنازل الرب وظهر له مثلما كان على تبن المزود. وقبل نصف الليل انعزل رينيه في قليته يتمتع بهدوء أكثر فظهرت له العذراء فائقة البهاء وطفلها الإلهي بين ذراعيها.
فشعر بالعذوبات تغمر نفسه وبالحب يضرم قلبه . تقبل الطفل الإلهي يسوع من أمه وضمه بعطف الى قلبه وغطاه بملامسات لذيذة .
كانت دموع السعادة تتساقط من عينيه. وقد نال حظ قبول الطفل يسوع بين ذراعيه مرات كثيرة في عيد الميلاد. وكان يسرع الى الطفل يسوع في كل صعوباته. كان يحث المؤمنين ليكرموا العذراء مريم بتلاوة الوردية ويوصيهم شديداً ليكرموا لأوجاعها السبعة. وقد حظى مرات كثيرة برؤيا ابينا القديس فرنسيس الأسيزي . وصنع أعاجيب كثيرة منها أعاد البصر الى سيدة عمياء وشفاء طفل مشلول. فى ذات يوم أصيب بحمى شديدة بعد ان سمع القداس طلب الغفران من الجميع . ثم قال بصوت مفهوم فعل الندامة وسبع مرات ابانا والسلام. ولما بدأوا طلبه العذراء صاح يا للمرافقة الجميلة ، اتركوا مكاناً هوذا العذراء مريم وهوذا القديس فرنسيس ، اهلاً وسهلاً قال هذا واسلم الروح . في 25 أغسطس سنة 1589م وله من العمر 78 سنة. وادرجت دعوى تطويبه في عهد البابا أوربانوس الثامن في 27 يناير سنة 1644م.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط العذراء مریم
إقرأ أيضاً:
عبدالله النعيمي يدشّن منصة وزارة العدل في «منتدى سانت بطرسبرغ»
دشن عبدالله بن سلطان النعيمي، وزير العدل، الثلاثاء، منصة إلكترونية تابعة لوزارة العدل، ضمن المشاركة في فعاليات الدورة الثالثة عشرة من «منتدى سانت بطرسبرغ القانوني الدولي»، المقام في مركز «إكسبو فوروم» بمدينة سانت بطرسبرغ تحت شعار «القانون.. دروس من الماضي لعالم المستقبل»، بحضور قسطنطين تشويتشينكو، وزير العدل الروسي.
وتمكّن المنصة الزوار والمهتمين من الاطلاع من كثب على الخدمات الرقمية والمبادرات التشريعية والقضائية، عبر منظومة سلسة، ومنهجيات تعكس تطور المنظومة العدلية في دولة الإمارات، ما يجعلها في طليعة التحول الرقمي في المنطقة ومستوى تطور الخدمات القضائية.
وأكد النعيمي، أن هذه المنصة ثمرة دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة التي رسمت ملامح التحول الرقمي، ووضعت لبناته الأساسية.
واطلع الوفد الروسي على آليات تقديم هذه الخدمات، وأبرز الممارسات المطبقة في العدالة الذكية.
وتضمنت المشاركة عروضاً تراثية إماراتية، من أهازيج شعبية ومظاهر ثقافية تعبّر عن هوية دولة الإمارات وتراثها الحضاري.
حضر حفل التدشين، محمد بن حمد البادي، رئيس المحكمة الاتحادية العليا، واللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، رئيس منظمة «الإنتربول»، وحمد راشد الحبسي، نائب رئيس البعثة لدى روسيا الاتحادية، ونخبة من القضاة والمحامين، والشخصيات القانونية. (وام)