قالت صحيفة لوفيغارو إن الحرب التجارية، التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثاني من أبريل/نيسان على كوكب الأرض بأكمله، تمثل بداية مواجهة كبرى على الصعيد الاقتصادي، وتصعيدا بين الولايات المتحدة والصين الشيوعية ذات النظام الشمولي والخبرة في التخطيط بكل ما لديها من مزايا.

وذكرت الصحيفة -في عمود الكاتبة بيرتيل بايار- أن بكين وعدت ترامب بأن "الصين ستقاتل حتى النهاية"، وبالفعل بدأ التصعيد الصيني الأميركي الآن، لأن ترامب مثل أسلافه وخلفائه، لا يستطيع أن يمنح الرئيس الصيني شي جين بينغ الفرصة لجعل إمبراطوريته القوة الرائدة في العالم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: إخفاق مطلق لنتنياهو في واشنطنlist 2 of 2ليبراسيون: الألغام والذخائر غير المنفجرة كابوس المدنيين في سورياend of list

وتساءلت الصحيفة هل يستطيع ترامب الفوز في هذه المواجهة؟ مشيرة إلى أن الصين تطبق منذ عقود إستراتيجية للأمن الاقتصادي، تقوم على تقليص اعتمادها تدريجيا على بقية العالم، وتعمل بصبر على بناء اعتماد الآخرين على جهازها الإنتاجي، وتعبير "حتى النهاية"، الذي استخدمته بكين يوم الثلاثاء، تم اختياره بعناية.

وفي هذه الحرب التجارية، لم تكتف بكين برفع رسومها الجمركية على المنتجات الأميركية، بل قررت أيضا فرض ضوابط عامة على صادراتها العالمية من المعادن النادرة المكررة، التي تمكنت من فرض قبضتها على إنتاجها.

إعلان ضحايا جانبيون

ومع أن ترامب يخوض هذه المواجهة مستفيدا من قوته الترهيبية، فهو يضعف اثنين من أهم ركائز القوة الأميركية، أولها ميزتها العسكرية والولاءات التي تخلقها الضمانات الأمنية التي تقدمها، والثانية هي الدولار الذي يعد أساس النظام المالي الدولي والعملة الاحتياطية العالمية.

ولكن دور الضحية الذي تتبناه إدارة ترامب يحول هذه الميزة إلى نقطة ضعف، باعتبار أن رغبة الآخرين في شراء الدولارات هي السبب وراء عجز الميزانية الأميركي، وبالتالي السعي لحل هذه المشكلة بتغيير قواعد لعبة الدولار، إضافة إلى أن الرسوم الجمركية تخاطر بكسر الركيزة الأساسية للدولار القوي"، كما كتبت فرق غولدمان ساكس يوم الثلاثاء.

ومن أجل قيادة المعركة ضد الصين، كان أمام دونالد ترامب خياران، الأول هو تعزيز التحالف الغربي الذي اصطف طوعا أو كرها خلف واشنطن للحد من الصعود التكنولوجي للصين وضبط ممارساتها التجارية، والثاني هو إعلان الحرب منفردا، وقد اختاره ترامب.

وعلى هذا الأساس، لا يخاطر ترامب بخسارة أصدقائه فحسب، بل بجعلهم أيضا ضحايا جانبيين، لأنه من خلال إغلاق السوق الأميركية بشكل أحادي يفتح السوق الأوروبية أمام الواردات الصينية، علما أن التهديد الذي تشكله الطاقة الإنتاجية الفائضة الصينية أكثر خطورة من التهديد الذي تشكله التعريفات الجمركية الأميركية.

أرض مثالية

ولأن النموذج الصيني لا يمكن أن يصمد إلا إذا استمر في التحرك والنمو بأي ثمن -حسب الكاتبة- فقد بذلت الصين جهودا حثيثة لتصل إلى العديد من القطاعات الصناعية بأسعار أقل بنسبة 30% أو 40% أو 50%، كما يوضح أحد كبار الصناعيين الفرنسيين، "وخطوة خطوة تقدمت الصين في سلسلة القيمة وارتفعت في السوق".

فبعد الصلب والألواح الشمسية والرقائق الإلكترونية وأجهزة التحليل الكهربائي، وصلت الصين الآن إلى مجالات أشباه الموصلات المتقدمة والمعدات الطبية والأدوية وأدوات الآلات ومعدات الاتصالات، وبالطبع السيارات الكهربائية، وتدل المؤشرات الأولية على أن الزيادة السريعة في الواردات الصينية تفرض ضغوطا على القدرة التنافسية والإنتاج الصناعي في أوروبا.

إعلان

وقال شي جين بينغ في نهاية مارس/آذار أثناء استقباله شخصيا لقادة الشركات المتعددة الجنسيات الغربية "نحن نقدم إطارا سياسيا مستقرا ومتسقا وقابلا للتنبؤ"، مما يعني أنه يمكننا أن نثق في قدرة النظام الصيني على كتابة خطابات مهدئة.

وفي مواجهة ترامب الذي يسهل تقديمه كحفار قبر التعددية، تعمل هذه المهارة بكامل طاقتها، إذ وعد لينغ جي نائب وزير التجارة الصيني هذا الأسبوع بأن "الصين كانت ولا تزال وستظل أرضا مثالية وآمنة وواعدة للمستثمرين الأجانب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

الغرف التجارية بقطاع غزة: نثق بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي أثبتت مهنيتها بإدارة الأزمات رغم العراقيل

أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل عن "الغرف التجارية بقطاع غزة" أنها تثق بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي أثبتت مهنيتها بإدارة الأزمات رغم العراقيل.

صحة غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 54,249 شهيدًا و123,492 إصابةصحة غزة: 45 شهيدا في غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية - غزة استقبال مستشفيات قطاع غزة 67 شهيدًا (منهم 5 شهيد انتشال)، و179 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن الإحصائية لا تشمل مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة لصعوبة الوصول إليها.

وقالت الوزارة الفلسطينية إن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 54,249 شهيدًا و123,492 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م، حيث تم إضافة 98 شهيدا للإحصائية التراكمية للشهداء، ممن تم اكتمال بياناتهم واعتمادها من اللجنة القضائية.

وألمحت صحة غزة إلى أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 3,986 شهيدًا، 11,451 إصابة.
 

طباعة شارك الغرف التجارية قطاع غزة الأمم المتحدة

مقالات مشابهة

  • العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان: شلّ الاقتصاد أم كبح آلة الحرب؟
  • تصعيد جديد في الحرب التجارية.. ترامب يرفع رسوم الصلب
  • ترامب يؤكد استعداده للحديث مع الرئيس الصيني لحل الخلافات التجارية
  • أميركا اللاتينية تميل إلى الصين في خضم الحرب التجارية
  • ترامب يتهم الصين بانتهاك الهدنة التجارية ويهدد بتصعيد جديد
  • منع برمجيات أمريكية متقدمة عن الصين يشعل الحرب التجارية
  • كتاب ومحللون إسرائيليون: لماذا لم ننتصر بعد 600 يوم من الحرب؟
  • اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركية
  • الغرف التجارية بقطاع غزة: نثق بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي أثبتت مهنيتها بإدارة الأزمات رغم العراقيل
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟