غسلت عاري.. حكاية انتقام عجوز برصاصة نص الليل في ميدان لبنان
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
"أنا غسلت عاري كان بيشوف مراتي ويبصلها بصات جريئة، شكيت إن فيه علاقة بينهم قررت أخلص منه".. بهذه الكلمات لخص ستيني موظف بهيئة الثروة المعدنية دافع جريمته بقتل مدير صيدلية وسط ميدان لبنان بعدما أطلق عليه رصاصة اخترقت رأسه.
بصات جريئةداخل ديوان قسم شرطة العجوزة بدأ ضباط المباحث في استجواب العجوز ومواجهته باتهامه بقتل المجني عليه ليعترف بكل هدوء بأنه وراء ارتكاب الجريمة وإطلاق الرصاص على رأس المجني عليه بسبب اعتقاده وجود علاقة بينه وبين زوجته، وقال المتهم إن المجني عليه البالغ من العمر 30 عامًا كان على علاقة بزوجته البالغة من العمر 50 عامًا، واجه ضباط المباحث المتهم بعدم منطقية روايته لفارق السن بين المجني عليه وزوجته فقال المتهم: "المجني عليه كان بيبص لمراتي بصات وحشة وجريئة" فقرر التخلص منه وتتبعه وأطلق عليه الرصاص من طبنجة غير مرخصة.
وسط الميدان الشهير دوى إطلاق أعيرة نارية وسقط شاب على الأرض غارقًا في دمائه، ما أثار ذهول المارة ووصل الأمر بسرعة كبيرة إلى قسم شرطة العجوزة فانتقل ضباطه لمسرح البلاغ لفحص ملابساته ليتم العثور على جثة شاب تسيل الدماء من رأسه نتيجة اختراق رصاصة لها من الجهة الخلفية.
مدير صيدليةكشف فحص متعلقات المجني عليه عن هويته وتبين أنه شاب يبلغ من العمر 30 عامًا مقيم منطقة ميت عقبة ويعمل مدير صيدلية على بعد أمتار من مسرح الجريمة بميدان لبنان، وجود هاتف وأموال المجني عليه بحوزته نفى احتمالية قتل المجني عليه بدافع السرقة لتتجه أنظار ضباط المباحث لسيناريوهات أخرى.
وضع فريق البحث بقيادة اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة للمباحث، خطة تضمنت عدة بنود لحل لغز الجريمة كان أهمها فحص وتفريغ كاميرات المراقبة بمحيط مسرح الجريمة وفحص علاقات المجني عليه لبيان وجود خلافات له مع آخرين من عدمه، إلا أن فحص كاميرات المراقبة أسفر عن رصد خروجه من محل عمله بالصيدلية وظهر في الكاميرا عجوز يسير خلفه وما أثار الشكوك به تلفته عدة مرات وتحفظه حتى لا يراه المجني عليه.
العجوز كلمة السرفريق البحث الذي ترأسه العميد عمرو حجازي، رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، بدأ البحث عن هوية ذلك الشخص لتفجر التحريات مفاجأة حيث تبين أنه جار المجني عليه يقطن في ذات المنطقة، ما زاد من الشكوك حوله ليتحول إلى مشتبه به رئيسي في الجريمة.. اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية، وجه بإرسال مأمورية بحثا عن المشتبه به، إلا أن تغيبه واختفاءه من منزله في وقت معاصر لوقوع الجريمة أشار إليه بأصابع الاتهام فخرجت عدة مأموريات بحثًا عنه في الأماكن التي يتردد عليها حتى تم إلقاء القبض عليه في استراحة يمتلكها في منطقة اوسيم.
سلاح مدفون
أرشد العجوز المتهم عن سلاح الجريمة "طبنجة" كان دفنها في قطعة أرض زراعية قريبة من استراحته التي اختبأ بها بعدما اعتقد أنه غسل عاره وانتقم لشرفه والعلاقة التي تخيلها بين زوجته والمجني عليه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ميدان لبنان قسم شرطة العجوزة المجنی علیه
إقرأ أيضاً:
حكاية موت يتكرر في غزة: أشرف شبات وعماد عبد الجواد
بعد أن غرز الجوع انيابه في أمعاء أطفالهم في خيام النزوح ومراكز الايواء في رحلة نزوح مؤلمة حملتهم من بلدة بيت حانون التي طالما كانت تتربع بزهوٍ على سلة خضار طيب المذاق تعرفه قرى ومدن محافظات غزة ، حمل عشرات الالاف من ابناء البلدة كسواهم ما خف من امتعتهم نزحوا في بداية العدوان إلى الجنوب لكنهم عادوا إلى بلدتهم التي ترعرعوا في مروجها الخضراء حاولوا ترميم بيوتهم المدمرة وزراعة حواكيرهم ومئات الدونمات لكن العدوان باغتهم مرة اخرى واضطروا لتجرع كأس النزوح مرة اخرى وهذه المرة نصبوا خيامهم البالية في شوارع مدينة غزة وحطوا الرحال في بعضٍ مراكز الايواء المزدحمة .
الشاب / اشرف احمد شبات
ورفيق رحلته الأخيرة الدكتور / عماد عبد الجواد ابو زريق ، مع اشتداد جائحة المجاعة وبعد أن بات الجوع ينهش أمعاء أطفالهم ، ذهبوا عدة مرات يبحثون عن ما يمكن العثور عليه لسد الرمق في منطقة تطل على بلدتهم بيت حانون نجحوا مرات رغم ازيز الرصاص ودوي المدافع، لكنهم صباح يوم الجمعة الموافق ٢٠ / ٦ /٢٠٢٥ ذهبو بصمتهم المعتاد جمعوا ما تيسر لهم من أوراق الشجر وبعضٍ مما زرع ، لكنهم لم يعلموا ان شبح الموت يخيم فوقهم في طريق العودة وهناك على شارع صلاح الدين حيث تتمركز في السماء طائرات الموت باغتتهم بصاروخ مزق اجسادهم التي تناثرت وغدت أشلاء دون أن يعلم أحد عن هذا المصير مثلهم مثل المئات الذين يقتلون يومياً بقصف وقنص لا يتوقف، على وقع الامل كان الأهل ، آبائهم وأمهاتهم اخوتهم وزوجاتهم واطفالهم والجوع ينهش أمعائهم ينتظرون بقلق لهذا الغياب المقلق ، اهالي غزة اعتادوا أن مثل هذا الغياب لما بعد غروب الشمس وحلول الظلام ينبىء بالخبر السيئ فبدأ ذوي اشرف وعماد بالبحث والتحري عن المكان المتوقع توجههم اليه ناشدوا الجهات الدولية الصليب الأحمر والهلال الأحمر البحث عنهما والمساعدة في الحصول عن اي معلومة يمكن الاستفادة منها لكن دون جدوى ، حينها قررت عائلة اهل الشهيد اشرف شبات البحث بأنفسهم عنهما وفي صباح يوم السبت ٢١/٦/٢٠٢٥ ذهبا تحت هدير الطائرات وأزيز الرصاص تحت غطاء من الكواد كابتر اللعينة وبعد استفسارات من بعض سكان المنطقة الذين ما زالوا تحت الخطر تبين ان المنطقة تعرضت لقصف عنيف وان جثثٍ لمجهولين تطايرت في المكان عصر يوم الجمعة مما زاد من الريبة والشك لمصير أبناءهم المتوقع ،في ساعات مساء الجمعة كان الليل يلف المنطقة وتنتشر بها عدد كبير من الكلاب الضالة التي تنهش جثامين الشهداء كل يوم وبسبب صعوبة الوضع عاد الشباب دون العثور عن من يبحثون ، لكن بعض الشباب من ال شبات قرروا المحاولة يوم السبت رغم شبح الموت وقد عززت شكوكهم المحزنة عندما شاهدوا الكلآب تتقاطر مجموعات على زوايا معينة تلتهم الأشلاء ، خاطروا بحياتهم وتنقلوا من بيت لبيت بحذر شديد وبخطر أشد حملوا معهم ادوات تساعدهم على حمل جثامين الشهداء مثل كروسة يد وبطانية وعصي لمواجهة الكلآب التي باتت تسرح وتمرح في المنطقة دون رادع وقد غدت منطقة تسكنها الأشباح ، بحث الشباب على اطراف الشوارع وجذوع الشجر هناك كانت اشلاء الشهيد اشرف شبات متناثرة حيث تعرف شقيقه عليها من هويته الشخصية وبطاقة الصراف التي مزقتها الشظايا وعلى بعد أمتار قليلة تم العثور على جثة رفيقه الدكتور عماد ابو زريق متناثرة الأشلاء على اطراف الطريق ، جرى كل ذلك في مغامرة تتكرر كل يوم للبحث عن مفقود سرعان ما يكون قطيع الكلاب هو الدليل القاطع على وجود اشلاء بشرية في الجوار ، جمعوا اشلاء من احبوا لفوها بالبطانية ووضعوها على الكروسة وطائرات الاكواد كابتر تزأر وترشق رصاصها المسموم في كل صوب ، لكن بفعل عزيمة الشباب وقوة روابط الاخوة نجحوا في تأمين وصول جثث الشهيدين إلى غرب مستشفى الدرة ، لكن المفاجئة التي تدمع لها العيون كانت اثناء تجميع الجثث كل على حدة بان قدم احد الشهداء لا زالت ناقصة وبقيت في المكان فقرر شقيقه الا يتركها لتنهشها الكلآب وعاد مخاطراً إلى ان استعادها لتكتمل الجثة باطرافها الاربع ، انها قدم الشهيد هذه هي اشرف من رأس كل الذين يستخفون بأرواح الناس ودماء الأطفال ويعتبرونها من شرفات فنادقهم خسائر تكتيكية يمكن اعادة إنتاجها ،، وبعد ان تمت عملية استعادة الجثامين بدت إجراءات التشييع والدفن في وداع مؤلم وقاسٍ من ذوي الشهداء ومواراتهم الثرى في مقبرة الشيخ رضوان ،، هنا حيث كما قلت في مقال سابق ( انه موت وخراب ديار ) ، حيث لايمكن ان تضع الميت في قبره ليستريح الا بعد دفع مبلغ 1000 شيكل ثمن لكل قبر وبالطبع دون ان تحصل على ايصال ولا حتى معرفة هوية الجهة التي تتحصل هذا المبلغ دون وصل دفع لأي جهة رسمية يمكن مساءلتها، اليوم الثلاثاء ذهبت لعزاء اسرة شبات التي اعرفها واعتز بها منذ ان كنت ازروهم في بيت حانون حيث العز وحسن الاستقبال وكرم الضيافة زرتهم اليوم معزياً باستشهاد نجلهم في مركز ايواء والده المكسور غلبت التجاعيد جبينه والدموع كادت ان تتحجر في مقلتيه و الابتسامة وخفة الظل التي كانت تميزه غابت ، ويبدو انها لم تغب عنه وحده بل عنا جميعاً، بعد ان ترك مصيرنا بيد الجهلاء والمراهقين والمراهنين على الأوهام .
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025