يقف حصن بيت المراح شامخًا في قلب ولاية ينقل بمحافظة الظاهرة، كأحد أبرز المعالم التاريخية التي لا تزال تحكي قصص الأجداد، وتوثق عراقة المكان وتفاصيل الحياة العُمانية في حقبٍ مضت، إنه ليس مجرد بناء قديم، بل رمز لأصالة تنسجها جدران سميكة تحيط بها بساتين النخيل وأفلاج المياه، في مشهد يأسر الزائر منذ اللحظة الأولى.

وتُعد ولاية ينقل من الولايات الثلاث التابعة لمحافظة الظاهرة، إلى جانب عبري وضنك، وتزخر بتاريخ طويل ومعالم أثرية عديدة، غير أن حصن بيت المراح يبقى درة التاج وواحدًا من أهم الحصون التي لا تزال محافظة على هيئتها وسط طبيعة خلابة وجغرافيا تجمع بين الجبال والسهول، وأهمها جبل الحوراء الذي يُعد أعلى قمة في الولاية، وقد اُتخذ شعارًا رسميًا لها.

ويتوسط الحصن موقعًا استراتيجيًا يحيط به سوق الجناة من جهة، وتفترش من حوله حارة الشعبانية أكبر الحارات في الولاية، وكأنما يشكّل مركزًا روحيًا وثقافيًا ينبض بالحياة، وقد حظي الحصن بمكانة خاصة في نفوس الأهالي الذين لطالما جعلوه نقطة انطلاق للفنون الشعبية والمناسبات الدينية والاجتماعية، خاصة في الأعياد، حيث يتوافد الأهالي بعد الصلاة في موكب تقليدي يحمل الطبول ويقدّم العازي والرزفة أمام بوابته العريقة.

سوق الجناة.. ظل الحصن الحي

إلى جوار الحصن يقع سوق الجناة، الذي يحمل في جدرانه عبق التاريخ، ويُقدّر عمره بنحو 200 سنة، حيث إن السوق كان ولا يزال ملتقى للقرى المجاورة ومحطة نشطة للتجارة الشعبية التي تشمل التمور والحبوب والمنسوجات والحلي والمنتجات الحرفية، إضافة إلى بيع المواشي واللحوم والأسماك، كما يتميّز السوق بموقعه بين النخيل واحتضانه لمسجد أثري وسبلة لتحفيظ القرآن الكريم.

وقال محمد بن سعيد العلوي، أحد أبناء الولاية: إن سوق الجناة سُمّي نسبة إلى "حارة الجناة"، ويتميّز بشعبية واسعة، إذ يتزوّد التجار فيه بالبضائع من مختلف ولايات سلطنة عمان، وحتى من خارجها، وكان من أبرز دلاليه قديمًا سعيد بن حارب وسليم بن شوين.

أما حارة الشعبانية، فتقع على مقربة من الحصن، وتُعد واحدة من أقدم الحارات وأوسعها في ينقل، وتتميّز بتاريخها الاجتماعي والثقافي الغني، حيث كانت تُقام فيها الفنون التقليدية مثل الرزحة والعيالة والميدان، إلى جانب سبلة للمناسبات الدينية والاجتماعية ومسجد تُضيء فيه الروحانيات وليالي الذكر.

وفي مواسم الأعياد، كان سكان الحارة والحارات المجاورة يتجمعون عند "مطلاع العيد"، لينطلقوا بمسيرهم إلى حصن بيت المراح في أجواء من الفرح والاحتفاء، حيث تتعالى الأصوات بالهتافات والطبول، وتُقدّم العروض الشعبية أمام الحصن، لتتحول ساحته إلى مسرح نابض بالتقاليد والأصالة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تفاعل لافت مع «عطلتنا غير» في نادي دبا الحصن

الشارقة: «الخليج»


في أجواء صيفية نابضة بالحيوية وضمن فعاليات اليوم الثاني من برنامج «عطلتنا غير» لصيف الشارقة الرياضي، استحوذت الورشة التوعوية الصحية عن النظافة الشخصية والصحة العامة التي قدّمها فريق من «مستشفى الشرق» بدبا على اهتمام واسع من المشاركين، لما قدّمته من محتوى تثقيفي تفاعلي بأسلوب سهل ومشوِّق، استهدف الأطفال والناشئة وأسهم في ترسيخ مفاهيم الصحة والنظافة كأساس لحياة سليمة وآمنة.
وأقيمت الفعالية المتميزة في نادي دبا الحصن الرياضي الثقافي من صباح الثلاثاء، بعنوان «أنا مبدع»، برعاية مجلس الشارقة الرياضي، وبمشاركة كبيرة من المنتسبين من مختلف الأعمار، وسط حضور بارز تقدّمه الدكتور محمد المطوع، رئيس مجلس إدارة النادي، ومحمد الطربان، رئيس مجلس إدارة نادي دبا الحصن لكرة القدم وعدد من رؤساء اللجان والكوادر الإدارية والفنية، يتقدمهم أحمد القصيب النقبي ومحمد الظهوري وعبد الله الوتري ومحمد راشد رشود. كما شهد اليوم الثاني تقديم ورشة توعوية متميزة من القيادة العامة لشرطة الشارقة عن «التنمّر»، قدّمها أحد ضباط الشرطة، وركّزت على نشر الوعي بمفهوم التنمر وأنواعه، وآثاره النفسية والاجتماعية، مع تعزيز مفاهيم التسامح والسلوك الإيجابي، ما حظي بتفاعل كبير من الأطفال عبر النقاشات والأنشطة التربوية المصاحبة التي هدفت إلى تعزيز الثقة بالنفس وترسيخ القيم النبيلة.
وتواصلت على مدار اليوم باقة متنوعة من الأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية المصممة بعناية وجمعت بين تنمية المهارات وتعزيز التعاون وروح الفريق، حيث شملت برامج اليوم تمارين رياضية تفاعلية وألعاباً تنافسية، وورشاً تعليمية، إلى جانب الأنشطة الرياضية اليومية التي اشتملت على كرة القدم وألعاب الذكاء، وشد الحبل والأنشطة المائية والسباحة.
وأكدت إدارة نادي دبا الحصن أن البرنامج الصيفي «عطلتنا غير» يأتي انسجاماً مع رؤية القيادة الرشيدة في استثمار طاقات الشباب خلال العطلة الصيفية وتقديم بيئة محفزة ومتكاملة تسهم في بناء الشخصية وتنمية القدرات الجسدية والعقلية. مشيرة إلى أن الأيام المقبلة ستحمل مزيداً من الفعاليات النوعية والمفاجآت التي تثري تجربة المشاركين وتحقق أهداف البرنامج التربوية والمجتمعية.

مقالات مشابهة

  • مصرع شاب وإصابة عمه في مشاجرة بالأسلحة البيضاء بكفر الزيات
  • هيثم فاروق: شيكابالا أيقونة وتأثرت بشدة بعد إعلانه خبر اعتزاله
  • هيثم فاروق: شيكابالا أيقونة.. وتأثرت بشدة بعد إعلانه الاعتزال
  • الأهلي ينقل معسكر الإعداد إلى تونس
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في منطقة الحدود الشمالية
  • أيقونة الهطالة والخياسة
  • السرقة.. جريمة تهدد المجتمع والداخلية تلاحق الجناة بلا هوادة
  • وزير التربية بشرق دارفور يثمن جهود حكومات الولايات المستضيفة لطلاب الولاية لجلوسهم لامتحانات الشهادة المؤجلة
  • تفاعل لافت مع «عطلتنا غير» في نادي دبا الحصن
  • المركز الوطني للامتحانات ينقل طلبة تعليم الجديدة إلى صبراتة