أبو غزالة .. ترمب لم يتعلم من دروس الكساد الكبير وقد يعيد كتابته… بيده
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
#سواليف
كتب الدكتور #طلال_أبوغزاله –
حين أعلن دونالد #ترمب في حملته الانتخابية عن نيته “إعادة العظمة لأميركا”، بدا أن هذه العبارة ستترجم، في أحد أوجهها، إلى إعادة إحياء #سياسات #اقتصادية من زمن آخر، ومع دخوله #البيت_الأبيض في يناير 2025، لم يتأخر كثيراً في تنفيذ ما وعد به: فرض #رسوم_جمركية عالية على السلع المستوردة، وإطلاق ما يشبه #الحرب_التجارية المفتوحة على شركاء تقليديين للولايات المتحدة، من كندا والمكسيك إلى الصين والاتحاد الأوروبي.
شعارات ترمب براقة: حماية الوظائف، وتقليص العجز التجاري، وإنعاش الصناعة لكن الواقع الاقتصادي لا يرحم الشعارات، وسرعان ما تحولت الخطط الحمائية إلى صدامات تجارية متبادلة، أصابت الأسواق بالتوتر، وأربكت سلاسل الإمداد، وأضرت بالمزارعين الأمريكيين والصناعات التصديرية أكثر مما أفادتها، وبدا وكأننا نعيش نسخة محدثة من تجربة أمريكية قديمة، جرى اختبارها سابقاً… وفشلت.
مقالات ذات صلة قرارات مجلس الوزراء 2025/04/13تعود بي الذاكرة إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حين وقّع الرئيس الجمهوري هربرت هوفر قانون سموت-هاولي، رداً على أزمة اقتصادية خانقة، يومها، حذر أكثر من ألف اقتصادي من تداعيات القرار، لكن القانون مضى في طريقه، وكانت النتيجة مأساوية: انهارت الصادرات الأمريكية، وردّت الدول بتعريفات انتقامية، وتعمّق الكساد الكبير بدل أن ينحسر، هل يذكّركم ذلك بشيء؟
ما فعله ترمب، من حيث الجوهر، لم يكن إلا تكراراً لذلك النمط ذاته: بناء جدران تجارية في عالم لم يعد يعترف بالحدود، والرهان على عزلة اقتصادية في زمن العولمة، وصحيح أن الفروق الزمنية والتقنية شاسعة بين 1930 و2025، لكن الآليات النفسية والاقتصادية التي تحرك الأسواق واللاعبين الدوليين لم تتغير كثيراً: إذا رفعت التعريفات، سيرد الآخرون بالمثل، وإذا أغلقت الأبواب، فلن تنتظر المنتجات الأميركية طويلاً على الرفوف.
النتائج لم تتأخر، من الصين إلى كندا، والاتحاد الأوروبي ردّت بإجراءات مماثلة، والمزارعون الأمريكيون بدأوا يفقدون أسواقهم، والمصانع تضررت من ارتفاع تكاليف المواد الخام، أما الرسالة التي وصلت إلى حلفاء واشنطن، فكانت أوضح من أن تُخفى: أمريكا أولاً… والباقي، فليدبر أمره.
التاريخ لا يكرر نفسه تماماً، لكنه غالباً ما يهمس لنا بذات العبر، تجربة هوفر علمتنا أن الانعزالية الاقتصادية لا تنقذ الأمم من الأزمات، بل تغرقها أعمق فيها، وتجربة ترمب، في صورتها الحديثة، تقدم برهاناً إضافياً على أن العالم اليوم أكثر ترابطاً من أن يُدار من خلال قرارات أحادية الجانب.
ربما آن الأوان لإعادة التفكير في شكل النظام التجاري العالمي، وتوزيع المكاسب بشكل أكثر عدالة، لكن الطريق إلى ذلك لا يمر عبر الجدران الجمركية ولا حروب الرسوم، بل عبر التعاون، والحوار، والإصلاحات المتبادلة.
وفي لحظة عالمية مضطربة، حيث يسهل السقوط في فخ السياسات الشعبوية، تبرز أهمية التعلّم من التاريخ، لا إنكاره لأن من لا يتعلم من دروس الكساد الكبير قد يعيد كتابته… بيده.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف طلال أبوغزاله ترمب سياسات اقتصادية البيت الأبيض رسوم جمركية الحرب التجارية
إقرأ أيضاً:
تركيا وسوريا تضعان خريطة طريق اقتصادية جديدة
أعلن وزير التجارة التركي عمر بولات أن بلاده تخطو خطوات عملية نحو تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع سوريا، في إطار رؤية جديدة للتكامل الإقليمي.
وفي تطور بارز، أسفرت زيارة الوفد التركي الأخيرة إلى سوريا عن إعداد خريطة طريق شاملة لتعزيز التعاون الثنائي، تشمل عدة مراحل تنفيذية تهدف لإعادة تفعيل التبادل التجاري بشكل منظم وآمن.
تنظيم المعابر ومفاوضات اتفاق CEPA
وبحسب ما أُعلن، فقد تم التوصل إلى اتفاق أولي يقضي بـ نقل عمليات النقل عبر المعابر الجمركية إلى الولايات الحدودية، كخطوة أولى قبل إيقافها لاحقًا في إطار خطة مشتركة لإدارة الحركة التجارية.
تكاليف الزواج في تركيا تصل إلى رقم غير متوقع.. هل أنتم…
الأحد 08 يونيو 2025كما كشف الجانبان عن بدء مفاوضات رسمية لاتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA)، والذي يُعد من أبرز محاور التعاون الجديدة، ويهدف إلى تحقيق تكامل اقتصادي واستثماري طويل الأمد.