البلاد – الخرطوم
تدخل الحرب السودانية، اليوم (الثلاثاء)، عامها الثالث من دون مؤشرات قريبة على حلول سياسية أو تهدئة ميدانية، رغم التقدم العسكري «اللافت» الذي أحرزه الجيش السوداني مؤخرًا في مناطق عدة من العاصمة وأطرافها. إلا أن ميليشيا الدعم السريع المتمردة تمكنت، خلال الأيام الماضية، من تنفيذ هجوم دموي على مخيم زمزم في شمال دارفور، أسفر عن مقتل مئات المدنيين، فيما اعتُبر رسالة ضغط جديدة على المجلس السيادي، إما لدفعه إلى التفاوض أو للانفصال بإقليم دارفور.


وفي أحدث حصيلة دامية، نقلت الأمم المتحدة عن مصادر وصفتها بالموثوقة مقتل أكثر من 400 شخص خلال الهجوم الأخير على مخيم زمزم، فيما أكدت مفوضية حقوق الإنسان سقوط 148 قتيلاً تم التحقق من أسمائهم، وسط ترجيحات بأن الأرقام الفعلية أعلى بكثير. ويأوي المخيم، إلى جانب مخيم أبو شوك المجاور، نحو 700 ألف نازح، وقد تعرّض لهجوم استمر أربعة أيام وانتهى بسيطرة قوات الدعم السريع عليه، وسط دمار واسع شمل الأسواق والملاجئ والمرافق الصحية.
وفيما تؤكد منظمات الإغاثة أن ما بين 60 و80 ألف أسرة نزحت من المخيم، يهدد خطر المجاعة أكثر من نصف سكان البلاد، بينما تنتشر الأمراض والأوبئة بشكل مقلق، نتيجة تدمير المنشآت الصحية وتوقف توريد الأدوية واللقاحات، إضافة إلى تدهور البيئة الناجم عن القتال، وهو ما يزداد خطورة مع دخول موسم الأمطار. ويحذر برنامج الأغذية العالمي من كارثة وشيكة تهدد ملايين السودانيين، مع اقتراب موسم الأمطار وتزايد صعوبة الوصول البري إلى مناطق النزاع.
وأشار البرنامج إلى تأكيد المجاعة في عشر مناطق، منها ثمانٍ في ولاية شمال دارفور، من بينها مخيم زمزم، محذرًا من أن 18 منطقة أخرى مهددة بالمصير ذاته ما لم تصل المساعدات. وقدّر حاجته إلى 650 مليون دولار لتوسيع نطاق الدعم الغذائي، لتقديم المساعدات إلى سبعة ملايين شخص شهريًا، مقارنة بنحو ثلاثة ملايين فقط حاليًا.
وقدّرت تقارير أممية وإعلامية خسائر الحرب الاقتصادية الكلية بنحو 200 مليار دولار، والبشرية بمئات الآلاف من القتلى والجرحى، مع دمار طال نحو 60 في المائة من البنية التحتية للدولة. ومع هذا الانهيار، يقبع نصف سكان السودان تحت خط الفقر، ويتهدد الجوع أكثر من 20 مليون نسمة، بينما شُرِّد نحو ثلث السكان بين نازح ولاجئ، في بلد يُقدّر عدد سكانه بنحو 42 مليون نسمة. وهي أزمة إنسانية وصفها الاتحاد الأوروبي بأنها “الأسوأ في القرن الحادي والعشرين”.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، كان الأطفال الحلقة الأضعف في هذه المأساة، إذ يعاني نحو 1.3 مليون طفل المجاعة وسوء التغذية الحاد، بينما حُرم 16.5 مليون طفل من التعليم، في مشهد ينذر بضياع جيل كامل ما لم يصحُ ضمير المجتمع الدولي ويتحرك لوقف هذه الحرب المنسية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح صورة: مخيم زمزم في الفاشر قبل أيام من الهجوم عليه عبر ميليشيا الدعم السريع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: مخیم زمزم

إقرأ أيضاً:

السودان.. هجوم على قافلة مساعدات للأمم المتحدة وسط اتهامات متبادلة بين طرفي الحرب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تعرضت قافلة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة لهجوم في منطقة الكومة بولاية شمال دارفور، الاثنين، وسط تبادل الاتهامات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.   

واتهمت وزارة الخارجية السودانية، في بيان الثلاثاء، "الدعم السريع" باستخدام المسيّرات في الهجوم على القافلة الإغاثية.

وأسفر الهجوم عن تدمير عدد من الشاحنات المحملة بمواد الإغاثة، وسقوط قتلى بين العمال والسائقين وطاقم الحراسة المرافق وعدد من المواطنين، بحسب البيان.

وقالت الوزارة إن "هذه الجريمة النكراء تضاف إلى السجل الأسود لجرائم المليشيا الإرهابية التي ظلت تمارسها بطريقة ممنهجة في انتهاك جسيم للقيم الإنسانية والأعراف والقوانين الدولية خاصة القانون الدولي الإنساني".

مقالات مشابهة

  • لماذا تتحرك واشنطن نحو السودان عبر مجموعة الرباعية؟
  • مقتل 14 شخصا في قصف لميليشيا الدعم السريع لسوق نيفاشا بالسودان
  • مقتل 14 مدنياً في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين بدارفور
  • محافظ المنوفية يقدم مساعدات إنسانية بمناسبة عيد الأضحى المبارك بقيمة ربع مليون جنيه
  • تحذير أممي من تهديد الاستقرار العالمي.. 4 ملايين لاجئ سوداني بسبب الحرب
  • السودان: الأمم المتحدة تدين مقتل 5 من موظفيها في هجوم على قافلة إنسانية بدارفور
  • كانت متجهة إلى الفاشر.. 5 قتلى في هجوم على قافلة إنسانية بالسودان
  • حكومة السودان والدعم السريع يتبادلان الاتهام بالهجوم على قافلة غذاء
  • تحالف «صمود» يدين قصف قافلة إنسانية في «الكومة» ويطالب بتحقيق مستقل
  • السودان.. هجوم على قافلة مساعدات للأمم المتحدة وسط اتهامات متبادلة بين طرفي الحرب