عقد الجامع الأزهر، حلقةً جديدة من الملتقى الفقهي «رؤية معاصرة»، تحت عنوان: «الترابط الأسري وبناء المجتمع»، وذلك ضمن اللقاءات الأسبوعية التي تُعقد كل اثنين بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية. 

شارك في الملتقى فضيلة الأستاذ الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وفضيلة الأستاذ الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، وأدار اللقاء الإذاعي القدير الأستاذ سعد المطعني، المدير العام السابق بإذاعة القرآن الكريم.

أكد فضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أنّ بناء الأسرة على أُسسٍ متينةٍ وصحيحةٍ هو الركيزة الأولى لبناء مجتمعٍ قويٍ ومتماسك، موضحًا أنّ شريعتنا الإسلامية أولَت الأسرة عناية بالغة منذ بداياتها الأولى، واهتمّت بمقدمات الزواج قبل عقده، فجعلت الخطبة للتعارف، وجعلتها وعدًا غير مُلزِم إذا لم يجد الأطراف القبول تجاه بعضهم أو وجدوا ما يمنعهم من الاستمرار، ومع ذلك لا يصحّ أن يتقدّم للخطبة من لا يحمل النية الجادّة، فبنات الناس لسنَ محلًّا للّهو أو التجربة.

دعاء الصباح لك ولمن تحب.. 10 كلمات تخلصكم من الذنوب والهمومأدعية الصباح للرزق والفرج.. رددها الآن وابدأ يومك بها

وأضاف فضيلته أنّ الإسلام أحاط الخطبة بتشريعاتٍ دقيقة، تُيسّر للطرفين اتخاذ القرار السليم، فأجاز للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته، وأن يتحدّث معها بغرض التعرّف ومصلحة الزواج، وهي خصوصية لا تتوفّر في غير هذا الإطار، مشيرًا إلى أن الإسلام بهذا يُمهّد لبداية صحيحة تحفظ حقّ كلّ طرف، وتُسهم في تقليل حالات الفشل بعد الزواج.

ونوّه الدكتور شومان إلى توجيه الشرع الحنيف في معايير اختيار الزوجة الصالحة، حيث تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، ثمّ يوجّه النبي ﷺ المسلم بقوله: «فاظفر بذات الدين تربت يداك»، مشيرًا إلى أنّ الدين هو الضمانة الكبرى لاستمرار الحياة الزوجية، ولا مانع من أن تجتمع الصفات الأخرى في المرأة، لكنّ التفريط في الدين وحده هو الذي لا يُقبل، لأنّ ذات الدين وحدها كفيلة بأن تكون زوجة صالحة وأمًّا فاضلة.

أكّد الدكتور مجدي عبد الغفار، الأستاذ بجامعة الأزهر، أنّ مفتاح الإعمار الحقيقي لأيّ بيت هو حسن الاختيار، مشيرًا إلى أنّ كلّ بيتٍ عامرٍ تُدرك أن سرّ عمارته في اختيارٍ موفقٍ منذ البداية، وأنّ من أراد بناء أسرةٍ ناجحةٍ فعليه أن يُحسن انتقاء شريكه، فالاختيار الرشيد هو اللبنة الأولى في صرح الاستقرار الأسري.

وأضاف فضيلته أنّ البيت الساكن آيةٌ من آيات الله، كما دلّت على ذلك الآية الكريمة: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾، موضحًا أنّ هذه السكينة ليست مجرّد حالة شعورية، بل هي طمأنينةٌ نفسيةٌ واستقرارٌ وجدانيٌّ وروحيٌّ، لا يتحقّق إلا حين تتأسّس العلاقة الزوجية على الودّ والرحمة.

وأشار الدكتور عبد الغفار إلى أنّ حسن القرار يخرج من مناخ الاستقرار، فإذا ساد الاستقرار داخل الأسرة، انعكس ذلك على قرارات أفرادها خارجها أيضًا، بينما إذا افتقد البيت هذا الاستقرار واضطربت النفوس داخله، فإن القرارات تصدر مشوشة ومضطربة، وهو ما يُهدّد استقامة الفرد والمجتمع معًا، مؤكدًا أنّ المجتمع لا يقوم إلا على ثلاثة: الإعمار، والسكينة، وصواب القرار.

وفي ختام الملتقى، أشار الإذاعي القدير الأستاذ سعد المطعني إلى أنّ الملتقى ناقش قضيةً غاية في الأهمية نحتاج إليها في زمانٍ تشابكت فيه الأمور، وتداخلت المؤثرات التربوية، موضحًا أنّ التربية التي كانت يومًا ما ترتكز على الأب والأم والمدرسة، أصبحت اليوم مزاحَمةً بعوامل جديدة، في مقدّمتها الهاتف المحمول، الذي صار مصدرًا من مصادر المعرفة، سواء أكانت نافعةً أو ضارّة.

ونوّه المطعني إلى أنّ ما نشهده من طوفانٍ تكنولوجيٍّ متسارع قد أسهم في تشكيل عقول الناشئة، وهو ما يُلقي على الأسرة عبئًا مضاعفًا في تحقيق الترابط بين الزوجين، والأمّ وأولادها، والأب وأبنائه، مؤكدًا أنّ هذا الترابط هو البذرة الأولى لمجتمعٍ صالحٍ تُظلّله السكينة وتجمعه المودة، وأنّ الأسرة هي اللبنات الأولى التي يتكوّن منها صرح المجتمع، فكلّ أسرةٍ صالحةٍ تعني خطوةً نحو بناء أمةٍ متماسكةٍ راشدة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر الأزهر المزيد إلى أن

إقرأ أيضاً:

محور رؤية "عُمان 2040" يتصدر التصويت لمناقشات ملتقى "معا نتقدم".. واختيار ملف "التشغيل" محورا إضافيا

 

 

مسقط- العُمانية

أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، الإثنين، نتائج عملية التصويت التي أجرتها مؤخرًا لاختيار المحاور التي ستتناولها النسخة الرابعة من ملتقى "معًا نتقدم" لعام ٢٠٢٦م، وقد شهد التصويت، الذي جرى بكلِّ سلاسة ويُسر، مشاركة أكثر من 5620 مواطنًا ومواطنةً من كافة محافظات سلطنة عُمان.

مشاركة 5620 مواطنا في التصويت

وأظهرت نتائج التصويت تقارب نِسَب أصوات المشاركين في اختيار المحور الرئيس للملتقى من بين المحاور الثلاثة الرئيسة المقترحة للتصويت؛ حيث حصل محور رؤية "عُمان 2040".. واقع الإنجاز وآفاق التقدُّم على 35 بالمائة من الأصوات، فيما جاء محور تجويد الخدمات الحكومية لتعزيز الإنتاجية والتنافسية ثانيًا بنسبة 33 بالمائة، وحصل محور تطلعات الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية الاقتصادية على 32 بالمائة من إجمالي أصوات المشاركين.

وفي ضوء تقارب نِسب التصويت للمحاور الثلاثة المذكورة؛ تمت الإشارة إلى أنه سيتمُّ النظر في إمكانية تضمين تلك المحاور جميعها للمناقشة في جلسات الملتقى.

وفي إطار إتاحة الفرصة للمواطنين المشاركين في التصويت لاختيار موضوعٍ آخر يهمهم من غير الموضوعات المطروحة للتصويت؛ أظهرت النتائج أنّ العدد الأكبر من المصوِّتين اختاروا موضوع "سوق العمل والتشغيل" ليكون محورًا إضافيًا تتمُّ مناقشته إلى جانب المحور الرئيس للملتقى، حيث حاز على أكثر من (1260) صوتًا.

وستُعلن الأمانة العامة لمجلس الوزراء في فترة لاحقة عن موعد إقامة الملتقى وفترة فتح التسجيل للمواطنين لحضور جلساته وفعالياته.

يُشار إلى أنّ هذا الملتقى السنوي يحظى باهتمام سامٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم -حفظه الله ورعاه- ويهدف إلى أن يكون قناةَ اتصالٍ مشتركة بين الحكومة والمجتمع، تتحقق من خلالها الشفافية والمصداقية والتشاركية بين متخذ القرار والمواطن، إلى جانب تعزيز الثقة المتبادلة وإتاحة الفرصة لجميع شرائح المجتمع للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم ومشاركة اهتماماتهم.

مقالات مشابهة

  • جامعة أسيوط تنظم ملتقى بعنوان: "دور الدولة المصرية في دعم القيادات النسائية"
  • الإعلان عن نتائج التصويت لمحاور ملتقى معًا نتقدم في نسخته الرابعة
  • محور رؤية "عُمان 2040" يتصدر التصويت لمناقشات ملتقى "معا نتقدم".. واختيار ملف "التشغيل" محورا إضافيا
  • ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش دور التغذية السليمة في بناء الصحة الجسدية والنفسية للطلاب
  • البنك الأردني الكويتي يرعى ملتقى التكامل الاقتصادي الوطني
  • انطلاق ملتقى الذكاء الاصطناعي بمكتبة الإسكندرية
  • "ملتقى المهندسين" يناقش جهود الارتقاء بجودة المشاريع في الداخلية
  • ملتقى مهندسي بلديات الداخلية يستعرض التجارب الناجحة في تنفيذ المشاريع
  • برابط التسجيل.. تفاصيل فعاليات ملتقى الصحة العالمي بالرياض
  • فتح باب التقديم للدورة الـ15 من ملتقى القاهرة الدولي لأفلام التحريك