خبراء: تطوير المصافي النفطية يوفر مليارات الدولارات لخزينة العراق
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
بغداد- يشكّل قطاع النفط عصب الاقتصاد العراقي، إذ تعتمد البلاد بشكل كبير على تصدير النفط بنسبة تقارب 90% لتغطية نفقات الموازنة وتلبية الاحتياجات المحلية من المشتقات النفطية.
وفي خطوة تهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قرب وصول الطاقة التكريرية للمصافي العراقية إلى مستوى قياسي يبلغ مليون و542 ألف برميل يوميا، وُصف بأنه تطوّر غير مسبوق في تاريخ الصناعة النفطية العراقية.
ويتكوّن قطاع مصافي النفط في العراق من 3 شركات حكومية: نفط الشمال، والوسط، والجنوب، ويضم 14 مصفى تنتج مجتمعة أكثر من 1.2 مليون برميل يوميا، تغطي نحو 70% من الحاجة المحلية البالغة 31 مليون لتر يوميا.
تحول إستراتيجيويرى الخبير الاقتصادي مصطفى حنتوش أن الخطوات الحكومية لتطوير قطاع المصافي وتنمية الإنتاج المحلي تمثّل تحولا إستراتيجيا قد يحمل آثارا إيجابية على الاقتصاد العراقي.
وأوضح حنتوش -في حديثه للجزيرة نت- أن العراق يواجه تحديات فعلية في تلبية الطلب المتزايد على المشتقات، مشيرا إلى أن البلاد تستورد نحو 15% من احتياجاتها من البنزين العادي، و80% من البنزين المحسن.
وأشار إلى مصفاة كربلاء، التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 140 ألف برميل يوميا، بوصفها نموذجا يمكن تكراره في مصافٍ أخرى، مثل بيجي والقيارة. وأكد أنه إذا استقر الإنتاج في هذه المصافي، فقد يتم تقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يخفف العبء المالي على خزينة الدولة.
إعلانوأضاف أن العراق حقق اكتفاء ذاتيا في بعض المشتقات الأخرى مثل وقود الطائرات، وأن تطوير المصافي بالتوازي مع زيادة إنتاج الغاز والنفط قد يوفّر مبالغ كبيرة. وبيّن أن الطاقة الاستيعابية للخزن في المصافي الحالية تبلغ نحو 600 ألف برميل يوميا، مع إمكانية رفعها لتلبية الطلب المحلي الذي يقترب من مليون برميل يوميا.
وأشار حنتوش إلى أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في التكرير لا يستلزم بالضرورة أن تكون جميع المصافي حكومية، بل يمكن للقطاع الخاص أن يشارك في إنتاج المشتقات الصناعية، بشراء النفط الخام بأسعار تنافسية.
وتُظهر بيانات منظمة أوبك أن القدرة التكريرية لمصافي العراق بلغت 1.11 مليون برميل يوميا بنهاية عام 2021، لكن الإنتاج الفعلي كان أقل، إذ لم يتجاوز 623 ألف برميل يوميا، نتيجة عمل عدة مصافٍ بأقل من طاقتها التصميمية، خاصة بعد تعرضها لأضرار في فترات النزاع المسلح.
خفض الاستيرادمن جهته، أكد الخبير النفطي كاظم جابر أن الاعتماد على الكوادر الوطنية في تطوير قطاع المشتقات النفطية يمثل خيارا واقعيا للنهوض بهذه الصناعة الحيوية. ولفت في حديثه للجزيرة نت إلى أن افتتاح مصفاة ميسان، بقدرة تتراوح بين 70 و120 ألف برميل يوميا، سيساهم في تغطية الطلب المحلي ويقلل الحاجة إلى الاستيراد، مما يخفف الأعباء عن ميزانية الدولة.
وأشار جابر إلى أن العراق استورد مشتقات نفطية بقيمة 3.3 مليارات دولار عام 2021، وأن الحكومة تسعى لتقليص هذا الرقم عبر دعم الإنتاج المحلي. واعتبر أن إنجاز مصفاة ميسان بكوادر وطنية يُعد خطوة مهمة، خاصة في ظل عزوف المستثمرين عن هذا القطاع بسبب ضعف هوامش الربح الناتجة عن دعم أسعار الوقود.
إعلانونوّه إلى أن كوادر وزارة النفط نجحت في تنفيذ مشاريع كبيرة، من بينها إعادة تأهيل مصفاة بيجي خلال فترة وجيزة، متوقعا إنجاز مصفاة ميسان خلال فترة تتراوح بين 6 و8 أشهر.
وختم جابر بأن تقليص الاعتماد على الاستيراد يمثّل مسارا إصلاحيا في قطاع النفط، وقد يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، لكنه مشروط بوجود بيئة استثمارية واقعية وخطط تنفيذ دقيقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ملیون برمیل یومیا ألف برمیل یومیا الاعتماد على فی العراق إلى أن
إقرأ أيضاً:
تسرب نحو 2000 جالون من الديزل بمنطقة الواجهة البحرية في بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية
نقلت وسائل إعلام عن مسئولين أمريكيين بأنه تم رصد تسرب نحو 2000 جالون من الديزل في منطقة الواجهة البحرية في بالتيمور بولاية ميريلاند.
وفي ذات السياق؛ أعلنت السلطات الإيرانية ، عن مقتل 3 أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 13 جراء تسرّب الغاز السام من مصفاة جنوبي البلاد.
وذكر حجت الله رضائي، معاون الشؤون السياسية والأمنية في محافظة فارس، إن الحادث وقع نتيجة تسرّب غاز "H₂S" السام في مصفاة النفط بمنطقة زرقان قرب مدينة شيراز؛ ما أدى إلى وفاة 3 أشخاص على الفور، وإصابة 13 آخرين بحالات اختناق.
وأضاف رضائي، أن التحقيقات الأولية كشفت عن وجود إهمال وتقصير في الالتزام بالمعايير الفنية داخل المصفاة؛ ما تسبب في الحادث، مبيناً أن الحالات المصابة نُقلت إلى مستشفيات زرقان وشيراز، و"معظمها في حالة مستقرة".
فيما ذكر قائممقام قضاء زرقان، سعيد نظري، أن فِرقًا مختصة من الدفاع المدني والصحة البيئية والرقابة على البيئة، تواجدت في موقع الحادث، واستخدمت أجهزة رقمية لقياس نسبة الغاز في المصفاة والمناطق السكنية المجاورة، مضيفًا أن مستويات التلوث عادت إلى طبيعتها.
وتقع مصفاة شيراز على بعد 22 كيلومترًا من طريق شيراز - أصفهان، وهي مخصصة لتكرير 40 ألف برميل من النفط الخام يوميًّا، أي ما يعادل 2 مليون طن سنويًّا.
وتعد هذه المنشأة من البنى التحتية الحيوية في مجال الطاقة بمحافظة فارس، وأي خلل في عملها قد يؤدي إلى أزمة وقود في شيراز والمناطق المجاور