في وقت يشهد فيه جنوب السودان تفاقما في الأزمة الإنسانية، عبرت منسقة الشؤون الإنسانية في البلاد، أنيتا كيكي غبهو، عن قلقها العميق حيال التصعيد السريع للعنف الذي يجتاح المنطقة.

وقالت غبهو خلال زيارتها مدينة ملكال (عاصمة ولاية أعالي النيل) إن زيارتها كشفت عن مأساة إنسانية متزايدة جراء النزاع المستمر، حيث استمعت إلى شهادات حية تؤكد تأثير العنف على المدنيين، ومن بينهم النساء والأطفال، الذين يعانون في ظل هذا النزاع المستمر.

منذ بداية مارس/آذار الماضي، شهد جنوب السودان تصاعدا خطيرا في الاشتباكات العسكرية والقصف المدفعي بين الأطراف المتنازعة.

وأسفر هذا التصعيد عن مقتل أكثر من 180 شخصا، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 250 آخرين بجروح متفاوتة، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في البلاد بحسب بيان للأمم المتحدة.

وأضاف البيان أن هذا العنف تزامن مع نزوح جماعي، حيث فر نحو 125 ألف شخص من مناطقهم بحثا عن الأمان، مما يضع ضغوطا إضافية على المخيمات الإنسانية والمنظمات المعنية.

وأشارت غبهو إلى أن العنف شمل أيضا العاملين في المجال الإنساني، إذ لقي 4 من العاملين في الإغاثة حتفهم في أثناء أداء مهامهم الإنسانية، بينما اضطرت 6 منشآت صحية إلى الإغلاق بسبب القصف والهجمات على المرافق الصحية.

إعلان

هذه الهجمات على المنشآت الإنسانية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، إذ إنها تؤثر بشكل مباشر على قدرة المجتمع الدولي على تقديم الدعم للمحتاجين، خاصة في مناطق النزاع.

من خلال شهادات الأهالي في ملكال، أكدت غبهو أن العنف لم يقتصر على القتال المباشر بين الأطراف المتنازعة، بل امتد أيضا إلى استخدام المدنيين رهائن في معركة لا هوادة فيها، مما جعل الحياة اليومية في جنوب السودان أشبه بحرب غير معلنة.

وأشارت إلى أن كثيرا من النساء والفتيات قد تعرضن لاعتداءات جنسية خلال النزاعات، ما يزيد من الأعباء الإنسانية والمعاناة في مناطق النزاع.

وفي الوقت الذي تواصل فيه الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تقديم المساعدات، فإن الوضع يزداد تعقيدا بسبب القيود المتزايدة على الوصول إلى مناطق النزاع، ما يعوق جهود الإغاثة وتقديم المساعدات اللازمة.

وقد حثت غبهو جميع الأطراف المتنازعة على الامتناع بشكل قاطع عن استهداف المدنيين، ومن بينهم العاملون في المجال الإنساني الذين يواجهون المخاطر اليومية لتقديم الدعم والمساعدة.

وتجدر الإشارة إلى أن جنوب السودان، منذ انفصاله عن السودان في 2011، يعيش في حالة من النزاع المستمر بين الحكومة والمجموعات المتمردة، مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني والإنساني في البلاد.

ورغم توقيع اتفاقية السلام في 2013، فإن أعمال العنف المستمرة والاشتباكات بين الفصائل السياسية والعسكرية قد فشلت في تحقيق الاستقرار الحقيقي.

في ظل هذه الظروف الصعبة، فإن الحاجة إلى تدخل المجتمع الدولي تصبح أكثر إلحاحا، حيث تتطلب الأزمة الإنسانية في جنوب السودان دعما أكبر من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لضمان تقديم المساعدات الأساسية وتوفير الأمان للمدنيين.

إن تصاعد العنف يهدد بزيادة معاناة ملايين الأشخاص الذين يعانون أصلا من الفقر والجوع والمرض، وهو ما يستدعي استجابة عاجلة لمنع مزيد من الدمار والموت.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جنوب السودان

إقرأ أيضاً:

صراخ وبكاء بين طلاب الثانوية العامة من صعوبة أسئلة الفيزياء بجنوب سيناء


سادت حالة من التوتر في محيط لجان امتحانات العامة بمدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء، عقب خروج بعض الطلاب في حالة انهيار وبكاء شديد من صعوبة أسئلة مادة الفيزياء.


وأعرب طلاب الشعبة العلمية "علمي علوم", عن حزنهم من صعوبة أسئلة الفيزياء، مؤكدين أن الأسئلة جاءت صعبة وطويلة وغير مناسبة للوقت. 
وأشاروا إلى أن أكثر من نصف الأسئلة كان غير مباشر، ويحتاج إلى تفكير  في حين أن الوقت غير كافي.


بينما أكد طلاب الشعبة الأدبية، أن أسئلة امتحانات مادة التاريخ جاءت من المقرر ومباشرة، لكنها كانت تحتاج إلى وقت إضافة لكثرة عددها. 


وأدى طلاب الشعبتين العلمية والأدبية اليوم الخميس، الامتحانات في مادتي الفيزياء والدراسات الاجتماعية لمدة 3 ساعات، بداية من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 12 ظهرًا.


وترأس عادل عتلم، مدير مديرية التربية والتعليم بجنوب سيناء، غرفة العمليات الرئيسية بالمديرية لمتابعة سير امتحانات الشهادة الثانوية العامة، وأكد ان أوراق الأسئلة وصلت إلى جميع لجان الامتحان من مراكز التوزيع في الوقت المحدد قبل بدء الامتحانات بوقت كافي، ويسود اللجان الهدوء والنظام، وخلوها من عدم وجود أي شكاوى تتعلق بالورقة الامتحانية.


واوضح وكيل الوزارة، أنه جرى التأكيد على ضرورة توفير بيئة امتحانية هادئة للطلاب، والالتزام التام بكافة التعليمات الوزارية المنظمة للامتحانات، كما حذر من أي محاولات للغش أو الشغب.
وأشار إلى التطبيق الفوري والحازم للإجراءات القانونية المنصوص عليها في القانون والقرارات الوزارية، وذلك ضد أي شكل من أشكال الغش أو أعمال الشغب، سواء كان ذلك باستخدام الهواتف المحمولة أو الأجهزة الإلكترونية، أو انتحال الصفة، أو أي وسائل أخرى.

طباعة شارك جنوب سيناء صراخ بكاء امتحان الفيزياء الثانوية

مقالات مشابهة

  • صراخ وبكاء بين طلاب الثانوية العامة من صعوبة أسئلة الفيزياء بجنوب سيناء
  • تصاعد المعارك بين الجيش و«الدعم».. السودان.. مناطق إستراتيجية تتحول لبؤر اشتباك
  • فيضانات كارثية بجنوب غرب الصين.. إجلاء أكثر من 80 ألف شخص
  • رايتس ووتش: تصاعد خطير للعنف والانتهاكات يدفع مليون هايتيّ للنزوح
  • تكريم 83 فائزًا في مسابقتي حفظ وتلاوة القرآن بجنوب الشرقية
  • نقص حاد في مياه الشرب بغزة يفاقم معاناة المواطنين
  • صعوبة الحياة وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
  • جلسة مفتوحة لمجلس الأمن لمناقشة الأزمة السودانية والأستماع لإحاطة من ممثل الأمين العام
  • السودان: شهادات مروعة عن نساء تعرضن للاغتصاب والاختطاف
  • بسبب الصواريخ الإيرانية.. انقطاعات في الكهرباء بجنوب إسرائيل